خطـوة إسرائيليـة نحـو الأمـام
نظــام الإجــراء المضــاد والقتــل الصعــب Trophy
نظــام الإجــراء المضــاد والقتــل الصعــب Trophy
لقد طور النظام "تروفي" Trophy التي تعني بالعبرية سترة الرياح Wind Coat أو محطم الرياح Wind-breaker كما يطلق عليه من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية ، من قبل شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة RAFAEL بالتعاون مع أنظمة إلتا المحدودة Elta وصناعات الفضاء الإسرائيلية IAI لتجهيز كلاً من دبابات المعركة الرئيسة والعربات المدرعة بنظام حديث للحماية النشيطة ، قادر على تدمير الصواريخ والمقذوفات المضادة للدبابات وغيرها من الأخطار المهددة لأمن العربة في ساحة المعركة ، دون تعريض حياة الجنود المرافقين لخطر الإصابة العرضية . استغرقت عمليات الدراسة على هذا النظام نحو 10-11 سنة من الأبحاث ، ليعلن عن جاهزيته في أغسطس 2009 بعد سلسلة من الاختبارات أجرتها قيادة قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي IDF . نظام تروفي قدم أولاً في مارس من العام 2005 ، لتجرى عليه الاختبارات الميدانية الناجحة في العام 2006 . في 19 يونيو العام 2007 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي IDF أنه سيشتري عدد 100 وحدة من النظام وينصبهم على دبابات ميركافا Mk IV . في أغسطس العام 2009 ، قائد القوات الأرضية ورئيس القيادة المركزية الإسرائيلية الجنرال "إيفي مزراعي" Avi Mizrahi أعلن اكتمال استعدادات تشغيل النظام (بعد اختبارات ناجحة) وتجهيز لواء مدرع من دبابات ميركافا Mk IV بنظام تروفي . في ديسمبر العام 2010 ، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي اختبار حي على النظام بأن أطلق صاروخ مضاد للدبابات منزوع الرأس الحربي ، واستطاع النظام التصدي للخطر وتدميره قبل وصوله للدبابة غير المأهولة .
نسخة التروفي القياسية Trophy-HV مصممة للعمل بشكل تلقائي تجاه كافة أنواع القذائف والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM ، بضمن ذلك الأسلحة المحمولة على الكتف مثل القنابل العاملة بالدفع الصاروخي RPG ، حيث يستطيع النظام مشاغلة أهدافه بشكل آني simultaneously engage والاشتباك مع عدة تهديدات تصل من اتجاهات مختلفة ، علماً أن عملية تحييد الخطر تحدث فقط إذا أوشك التهديد أن يضرب منصة النظام . هو فعال عند استخدامه من على منصات ثابتة أو متحركة ، وفعال ضد كلتا التهديدات القصيرة وبعيدة المدى . إن مفتاح النظام وسر قوته يكمن في منظومة راداره الدوبلري وهوائياته من نوع "إيسا" AESA . هذا الرادار مصمم لاكتشاف التهديد threat detecting ، تعقبه tracking ، تحديده identifying ، وأخيراً تصنيف ماهية هذا التهديد آلياً ضمن قطاع محدد .
المبدأ التشغيلي للنظام Trophy-HV يكون وفق الخطوات التالية : عندما هوائي الرادار "حارس الرياح" Wind-Guard يكتشف التهديد القادم ويحدده ، ينتقل النظام بشكل ثابت ومستمر لمرحلة التعقب والتتبع الآلي . يتم بعدها بشكل دقيق تسليم نقطة أو موضع انطلاق التهديد إلى نظام إدارة المعركة BMS (وحدة السيطرة المركزية CCU) ليميز الحاسوب التهديد ويعرفه ، ويقرر سواء هو سيضرب العربة أم لا وذلك من خلال تحديد مسار طيرانه flight path . فإذا كان التمييز سلبياً وحسابات النظام تؤكد أن المقذوف القادم لا يشكل تهديداً على العربة ، فإن النظام لا يتخذ أي إجراء مضاد مع استمراره في المتابعة . أما إذا كان التمييز ايجابياً والتهديد يشكل خطراً على العربة ، فإن الغطاء الباليستي الواقي ballistic cover سوف يفتح . لتبدأ وحدة الإطلاق الرأسية على أحد جانبي البرج في الاستدارة مباشرة باتجاه الموقع المناسب والصحيح لاعتراض التهديد . هذه الوحدة التي تضم الذخيرة الفرعية MEFP ، تستطيع الاستدارة والحركة الزاوية خلال 210 درجة ، بحيث تزود النظام قابلية الاشتباك تقريباً مع أي اتجاه يشير إليه الحاسوب (زاوية ارتفاع الإطلاق elevation angle غير معروفة) . الحاسوب يواصل التعقب والاكتساب ، ويخطط لأفضل حلول التصدي والاعتراض intercept solution . وحدة الإطلاق تحفز الذخيرة الفرعية MEFP التي بدورها تطلق شظاياها المشكلة انفجارياً نحو مقدمة الهدف لتحيده وتعطله . فوراً بعد الانفجار ، يتم بشكل تلقائي إعادة شحن وحدة الإطلاق بذخيرة جديدة .
الشائعات الواردة حول استعمال نماذج من منظومة تروفي أثناء حرب لبنان العام 2006 لم تؤكد في أي مصدر موثوق . أول كتيبة دبابات ميركافا Mk IV تجهز بنظام الحماية النشيط تروفي من أجل استعدادات قتالية combat readiness سجلت في نوفمبر العام 2010 ، وذلك للقيام بدوريات على طول حدود قطاع غزة . هذا الإجراء كان حتمياً لمواجهة خطر الهجمات الصاروخية الفلسطينية المتزايدة على العربات الإسرائيلية الأخف التي كانت تجوب الشريط الحدودي مع القطاع ذهابا وإيابا . الاستخدام القتالي الأول للنظام تروفي كان في 1 مارس 2011 ، فقط على مسافة بضعة عشرات الأمتار من جدار الحدود الذي يفصل غزة عن إسرائيل . يومها استطاع النظام بنجاح تدمير قذيفة مضادة للدبابات من نوع RPG-7 أطلقت من موضع مرتفع في قطاع غزة باتجاه دبابة ميركافا Mk IV قرب مستوطنة "نيروز" Nir Oz جنوب إسرائيل .
للنظام تروفي كما لوحظ من الاختبارات بعض نواحي القصور ، منها أنه خلال عملية اعتراض المقذوف المهاجم ، يبقى هناك احتمال مرتفع لانفجار الرأس الحربي لهذا المقذوف ، وبالتالي إطلاق نفاث الشحنة المشكلة shaped charge jet وضربه بدن الدبابة حاملة النظام ، وبالتالي ترك أثر تشويهي عليه وإن كان بمستوى تأثيري محدود . مثل هذا السيل أو التدفق سوف يترك ثقب بعمق بضعة مليمترات في دروع العربة المستهدفة . عند الحديث عن دروع دبابة معركة رئيسة فإن هذا الضرر غير مهم ، لكن عند الحديث عن عربة مدرعة ناقلة جنود أو ما شابه ، فإن الأمر مختلف تماماً (في اختبارات أجريت خلال شهر مارس 2006 ، ضربت ذخيرة النظام ذيل مقذوف RPG بدلاً من رأسه كما هو مفترض) . القاذفات الجانبية لذخيرة MEFP مجهزة بعدد محدود من الذخائر ، تقدره بعض المصادر بنحو ثلاثة وحدات أو أكثر بقليل . وهذه عند القتال في التضاريس الحضرية تبدو قليلة ولا تناسب متطلبات المعركة التي يغلب عليها الاضطراب وتعدد الاشتباكات . كما أن النظام شأنه شأن الأنظمة الأخرى المماثلة ، غير قادر على حماية المركبة تجاه هجمات الألغام الأرضية land mines وشحنات الطريق الارتجالية ، أو تجاه مقذوفات الطاقة الحركية المجنحة (تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت) ، وكذلك الأمر بالنسبة للشظايا الناتجة عن القصف المدفعي . لذلك فإن تثبيته فوق المركبة لا يعني بحال من الأحوال تخفيض صفائح التدريع أو تقليص مستويات الحماية لدبابات المعركة الرئيسة .