وعد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، بأن التطورات في سوريا خلال الأيام القليلة القادمة ستُفاجِئ العالم.
وأفادت وكالة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني للأنباء أمس (الاثنين) أن اللواء قاسم سليماني أشار إلى التطورات المستقبلية في سوريا، وقال، «سيفاجىء العالمَ ما نعد له نحن والقادة العسكريون السوريون حالياً، خلال الأيام القليلة القادمة».
وقد زار قائد فيلق قدس الإيراني قاسم سليماني مناطق في ريف اللاذقية للمرة الأولى، وقد ابتدأ زيارته بمنطقة جورين التي تقع على نقاط التماس مع قوات المعارضة التي تتمثل بـ«جيش الفتح». واستقبل العلويون هذه الزيارة على أنها نصر بحد ذاتها، وراحوا ينشرون التهديدات ضد المعارضين، لكن واقع الأمر يدل على شيء معاكس تماماً وفق ما صرح به أحد المنشقين من الدفاع الوطني حديثاً، الذي أكد في حديث خاص لـ «القدس العربي» أن العلويين يعيشون لحظات ضعف بسبب استنزاف بشار الأسد لقواهم بعد أن تسببت المعارك الأخيرة بمقتل مئات الشبان منهم في ريف إدلب وحماة.
وأشار إلى أن هدف الزيارة هو دخول الضباط الإيرانيين للإشراف والمساعدة في معارك الساحل السوري لأول مرة منذ اندلاع الثورة، في حين أن الدعم المقدم في السابق كان يقتصر فقط على الدعم اللوجستي وتقديم سلاح وذخائر.
العديد من الصفحات المؤيدة للنظام السوري نشرت خبر وصول سليماني إلى قرية جورين واعتبرته نصرا استراتيجيا، وبداية لمعركة كبيرة يعدها النظام السوري في الأيام المقبلة، وإحدى الصفحات المؤيدة على «فيسبوك» تدعى «اللاذقية الآن» أكدت أن هناك اتفاقا سيترجم على الأرض في الأيام المقبلة، وركزت في نشر الخبر على مرافقة رئيس الأركان في الجيش السوري لسليماني في زيارته من دون ذكر اسمه، الأمر الذي يعكس مدى سوء الحالة المعنوية التي يمر بها المقاتلون العلويون في الساحل، حيث أصبحت زيارة قائد فيلق القدس الإيراني أكبر ما يركز عليه نشطاء الطائفة وصفحاتهم المؤيدة، في حين تحول الضابط الكبير إلى ما يشبه عنصر مرافقة للجنرال الإيراني ليس إلا.
سائق تاكسي من الطائفة العلوية يدعى آصف قال لـ«القدس العربي» إن اللاذقية ومناطق الساحل في عهد حافظ الأسد كانت ممنوعة على الإيرانيين». وأضاف مستاء من الوضع الذي تحول إليه الساحل: «على ما يبدو ستتحول مناطقنا إلى مستوطنة إيرانية عما قريب».
على صعيد متصل يطالب العديد من النشطاء المعارضين بفتح معركة الساحل في هذه الأوقات التي يعاني فيها العلويون ضعفاً كبيراً من ناحية وجود عناصر مسلحة، وانخفاض الروح المعنوية. وقال أحمد وهو من ناشطي المعارضة إن الفرصة لن تتكرر، ويجب استغلالها بكل الوسائل والإمكانات المتاحة لأن النظام الإيراني مازال يراهن على قدرة الأسد، وإذا نشبت حرب الساحل سيترك العلويون أماكن تواجدهم في باقي مناطق سورية، وسيتوجهون الى الساحل مباشرة. وختم حديثه بالقول: «يجب أن نهاجم الساحل فنحن أبناؤه ونعلم كيف نقاتلهم».
وفيما يتعلق بموضوع المعارك الدائرة في محافظة الأنبار العراقية، أفاد موقع ديجربان المقرب من الإصلاحيين أمس (الاثنين)، أن «قائد فيلق القدس عاد إلى العراق من جديد ومعه صواريخ زلزال متوسط المدى».
ونشرت مواقع عديدة عراقية وإيرانية صورا جديدة لقاسم سليماني في الأنبار، ونقل منظومة صواريخ زلزال الإيرانية إلى هذه المحافظة تحت ذريعة مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية
(داعس).
ويرى بعض المراقبين الإيرانيين أن عودة قاسم سليماني واستقرار الصواريخ الإيرانية في الأنبار، لها صلة مباشرة بنتائج المباحثات التي أجراها لفترة أسبوع كامل وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، مع كبار المسؤولين العراقيين.
وفي صعيد النقاش الدائر بين المسؤولين الإيرانيين حول تفتيش المراكز العسكرية، أكد مستشار الولي الفقيه للشؤون الدولية،
علي أكبر ولايتي، أن بعض مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعملون لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السي آي أيه.
وشدد علي أكبر ولايتي خلال لقائه مع التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الأحد، أن الجمهورية الإسلامية لا تسمح بتفتيش مراكزها العسكرية.