تأكيدا على العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين، وصلت إلى مصر تشكيل من القوات الجوية اليونانية للمشاركة في التدريب الجوي المشترك المصري – اليوناني «حورس 2015».
ويمثل التدريب أحد أقوى وأكبر التدريبات المشتركة، الذي يستمر لعدة أيام بإحدى القواعد الجوية المصرية، ويشتمل التدريب على العديد من الأنشطة والفعاليات
لتوحيد المفاهيم القتالية ونقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المشاركة، والتدريب على إدارة أعمال القتال الجوي المشترك باستخدام احدث التكتيكات الجوية وأساليب القتال الحديثة.
وتأتي مشاركة القوات الجوية اليونانية في تدريب حورس 2015 تأكيداً على تعزيز علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين مصر والدول الصديقة.
الفريق محمود حجازي أسس للتعاون العسكري الجديد مع اليونان في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر من عام 2014، في زيارته إلى العاصمة اليونانية أثينا على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، استغرقت عدة أيام.
وقام الفريق محمود حجازي خلال زيارته بعمل العديد من المباحثات مع كبار المسئولين بوزارة الدفاع اليونانية لتدعيم أوجه التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين في العديد من المجالات.
ووقع حجازي مع نظيره اليوناني ميخائيل كوستاراكوس، خلال الزيارة التي قام بها رئيس الأركان المصري إلى أثينا في نوفمبر 2014، م
ذكرة تعاون من أجل تسريع الخطى نحو تعزيز العلاقات بين الجانبين في المجالات العسكرية، وكذلك في مجال الصناعات العسكرية.
وزير الدفاع المصري يلتقي بنظيره اليوناني في 20 إبريل 2015
وقد التقى الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بـ «انوس كامينوس» وزير الدفاع اليوناني الذي زار مصر على رأس وفد رفيع المستوى يضم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اليونانية الفريق أول «ميخائيل كوستاراكوس» في زيارة رسمية استغرقت حينها عدة أيام.
وتناول اللقاء حينها سبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين كما بحث الجانبان أوجه التعاون في المجالات العسكرية والتدريبات المشتركة بين مصر واليونان وتبادل الخبرات بين الجانبين في مختلف المجالات.
وأكد وزير الدفاع اليوناني أن التعاون العسكري مع القوات المسلحة المصرية ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لليونان كجزء من تعزيز قوى الاستقرار في المنطقة.
تاريخ العلاقات العسكرية المصرية اليونانية
تعد العلاقات بين مصر واليونان من أقدم العلاقات بين بلدين في العالم، إذ يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد بنحو 300 عام، حيث تعود منذ نشأة الإسكندرية من قبل الإسكندر الأكبر، كما أنه توجد في مصر جالية يونانية كبيرة العدد، وبالمثل توجد في اليونان جالية مصرية كبيرة كذلك.
ويأتي تدريب «حورس» ليحمل عدة رسائل إقليمية خاصة إلى تركيا، والتي تنظر إلى اليونان بنظرة «المفترس»، نتيجة الصراع الأزلي حول جزيرة قبرص، حيث تنقسم إلى شطرين، الأولى يونانية والثانية تركية، وتدعي حكومة أنقرة أن الجزيرة كلها تتبع الدولة التركية.
مناورة «أليكساندر بوليس»
شهد شهر ديسمبر من عام 2014، مناورة بحرية مشتركة بين مصر واليونان وكانت باسم «أليكساندربوليس 2014»، والتي أجرتها وحدات من القوات البحرية المصرية والبحرية اليونانية، واستمرت عدة أيام بنطاق المياه الإقليمية اليونانية، وشاركت فيها عدد من الدول العربية بصفة «مراقب».
واشترك في التدريب عدد من الوحدات والقطع البحرية شملت المدمرات ولنشات الصواريخ وسفن النقل والإمداد وطائرات مكافحة الغواصات من الجانبين، لتنفيذ العديد من الأنشطة، منها قيام الجانبين بتخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة نهارًا وليلا، لتأمين النطاق البحري بالبحر المتوسط، والتدريب على
أعمال الاعتراض البحرى وأعمال الإمداد والتزويد بالوقود ومكافحة الغواصات، وكذلك أعمال مكافحة التهريب والقرصنة البحرية والهجرة غير الشرعية، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش واقتحام السفن المشتبه بها بمشاركة عناصر من القوات الخاصة البحرية من الجانبين.
وقد بدأت مراسم التدريب بوصول الوحدات البحرية إلى قاعدة سودا البحرية اليونانية، وأجريت لها مراسم استقبال رسمية وسط ترحاب وحفاوة بالقوات البحرية المصرية التي تتمتع بخبرات تدريبية وميدانية متقدمة.
وشملت المراحل الأولى للتدريب المشترك أليكساندربوليس 2014، تنظيم العديد من المحاضرات العامة والتخصصية لتحقيق التقارب في المفاهيم والتكتيكات القتالية للقوات المشاركة لكلا البلدين، وزيارة وفد من القوات المصرية لمركز الاعتراض البحري اليوناني لتبادل الخبرات و
التعرف على أحدث النظم وأساليب القتال البحري الموجودة بالبحرية اليونانية، أعقبها مغادرة السفن من الموانئ المخططة لتنفيذ باقي الأنشطة والالتزامات التدريبية المخطط لها عمليًا بالبحر.
وتقام مناورة «أليكساندر بوليس» منذ عام 2001 حتى الآن بين القوات البحرية المصرية ونظيرتها اليونانية.