الجيل الخامس للحروب.. (الحلقة الثانية): "الأسلحة الذكية" تسيطر وتدير المعركة بالتحكم عن بعد

حكم مصارعه

عضو مميز
إنضم
27 نوفمبر 2014
المشاركات
4,272
التفاعل
5,255 0 0
340.jpg

العميد حسين حمودة: المنطقة العربية تواجه حربا تستخدام عمليات مركبة تتحالف فيها تقنيات حرب اللاعنف والميليشيات المسلحة.
* محمد الجندي: فيديوهات "الارهاب" غير حقيقية تعتمد علي "البروباجندا".. وأمين الحسيني الإخواني ساعد "هتلر النازي" علي خداع العالم الاسلامي.

"الأجيال الجديدة من الحروب.. هي حرب يتم فيها احتلال عقلك لا احتلال أرضك.. وبعد أن يتم احتلالك ستتكفل أنت بالباقي.. ستجد نفسك في ميدان معركة لا تعرف فيها خصمك الحقيقي.. إنها حرب ستطلق فيها النار في كل اتجاه.. لكن يصعب عليك أن تصيب عدوك الحقيقي.. وبالأحرى هي حرب من يخوضها يكون قد اتخذ قرار بقتل كل شيء يحبه.. أنها حرب تستخدمك أنت في قتل ذاتك وروحك.. وفى النهاية ستجد نفسك كنت تحارب بالوكالة لصالح رجل جالس في مكان أخر اختار أن يخرج مشهد سينمائي جديد لفنون الانتحار الجماعي.. حرب المنتصر فيها لم يدخلها ولم ينزل الميدان"
بتلك العبارات بدأ العميد حسين حمودة، المفكر الأمني، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي وإدارة الأزمات، والرئيس السابق لقسم التحليل والتنبؤ بفرقه إدارة الأزمات بجهاز أمن الدولة السابق، مبينا أن الجيل الخامس من الحروب أو ما يسمى الجيل الرابع المتقدم، يستخدم العنف المسلح عبر مجموعات عقائدية مسلحة وعصابات التهريب المنظم والتنظيمات الصغيرة المدربة صاحبة الأدوار الممنهجة، حيث يستخدم فيها من تم تجنيدهم بالتكنولوجيا المتقدمة.
وقال حمودة أن الاختلاف بينها وبين الجيل الرابع هو أن الجيل الرابع كان يعتمد على تقنيات حرب اللا عنف، ولكن الجيل الخامس يستخدم العنف بشكل رئيسي معتمداً على التقنيات الحديثة، والتي استخدمت ضمن تكتيكات حرب العصابات، مثل الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، والعمليات الانتحارية، ونصب الكمائن، والأعمال الإرهابية ومهاجمة مدنيين أو هجمات انتحارية من أجل تحقق الأهداف باستنزاف وإرهاق الجيوش وإرغامها علي الانسحاب من مواقع معينه، مشيرا إلي أن هذه التقنية تم استخدامها في مظاهرات حاملي السكاكين الصين، حيث ارتكب مهاجمون مسلحون بسكاكين، مجزرة حقيقية قتل فيها 30 شخصا في محطة للقطارات جنوب غرب الصين.
وأوضح أن الجيل الخامس من الحروب الذي تواجهه مصر والمنطقة العربية الآن يستخدم عمليات مركبة تتحالف فيها تقنيات حرب اللا عنف والميليشيات المسلحة والاختراق السياسي وأنماط من العنف المجتمعي، مشيرا إلي أن الجزء الجديد في حروب الجيل الخامس سيعتمد علي صناعة تكتلات صراعية، وحروب داخلية سياسية واقتصادية اجتماعية من داخل الدولة المستهدفة، واستنزاف هذه الدولة التي تعانى من صراعات داخلية بمواجهة تهديدات خارجية عنيفة.
ولأن التفكيك الساخن يقوم على العنف بأشكاله المتعددة، فصاحب المخطط لم ينسى أن يصنع لنا العدو السوبر، والذي يتم فيه إجبار الدول التي تشترك في مصالح أو التي لديها القليل من القواسم المشتركة ضد عدو مشترك.. حيث يتم صناعة "العدو السوبر" مثل داعش على سبيل المثال وبناء وشيطنة العدو حتى تستطيع أمريكا اختراق دول تخطط للاستيلاء عليها بالاستنزاف العسكري والأمني خارجها.. خاصة وأن محاربه تنظيم ليس له قوام رئيسي أشبه بالدخول في حرب أشباح، وهذا هو المطلوب صناعة حرب استنزاف لطاقة الدولة الرئيسية، وتشتيت تركيزها في أنماط من الحروب الصغيرة والمتوسطة داخليا وخارجيا.
الجيل السادس من الحروب، وكانت روسيا أول من أطلقه، باعتبار ذلك النوع من الحروب الذي لا يعتمد على الاتصال أو بمعنى آخر تدار كاملة عن بعد no-contact warfare، ويشمل ذلك كل ما هو معني بالحرب سواء كان أسلحة أو إمكانيات أو أفراد، بداية من الأسلحة النووية التكتيكية إلى ادارة الصراع الاقتصادي والمعلوماتي الى استهداف الأفراد أنفسهم عن بعد، سواء كانوا فرادى أو مجموعات.

وقد صاغ مصطلح الجيل السادس الحرب لأول مرة الجنرال فلاديمير ليبتشينكو لاستخدام أنظمة تسليح عالية الدقة، والتي يمكن أن تجعل من الجيوش التقليدية امور عفا عليها الزمن، وقد تجلى ذلك باستخدام الأسلحة الذكية من قبل الولايات المتحدة في عاصفة الصحراء في يناير 1991 عقب غزو الرئيس العراقي صدام حسين للكويت، وعام 2003 والحرب في افغانستان وفي يوغوسلافيا عام 1999، أي أن الدول تحارب من خلال نظم وليس من خلال جيوش.

وقد اكد العميد حسين حمودة ان الأسلحة الذكية تشمل أمور متعددة، منها الصاروخ القابل للتوجيه عن بعد والقنبلة الذكية المجهزة للتوجيه بالليزر أو نظام إرشاد عبر الأقمار الاصطناعية، والأسلحة الذكية التي تعتمد على التوجيه الذاتي، والطائرات بدون طيار، أو الألغام التي يتم تفعيلها أو تعطيلها تلقائيا عبر الأقمار الصناعية وجمع المعلومات الاستخبارية، أو باستغلا النظام العالمي لسواتل الملاحة، وكل ما يمكن استهدافه عبر الكمبيوتر او الاقمار الصناعية، مبينا امكانية استخدام كل ما هو في الطبيعة كسلاح عن بعد كالأسلحة التكتونية بما فيها هارب والكيمتريل و"الصوت الصامت" والحروب البيولوجية بكافة انواعها.

بنية تحتية ضعيفة

هل نحن مؤهلون لتلك النوعية من الحروب؟ هذا هو السؤال الاهم، فما فائدة دراسة اجيال الحروب في منطقة مشتعلة وملتهبة الا اذا بحثنا عن اجابة لهذا التساؤل، فقد أكد الدكتور محمد الجندي رئيس المنظمة الدولية لأمن المعلومات "ISSA" مصر علي ان معركة الانترنت التي اندلعت بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الامريكية تعد البداية الحقيقية للجيل الخامس من الحروب، مطالبا الحكومات العربية بسرعة الاتحاد وانشاء شبكة انترنت مشتركة وقوانين لحماية الفضاء السيبراني العربي للتصدي لهذا النوع من الحروب.

واوضح الجندي ان مصر والعالم العربي معرضون لكارثة اقتصادية واجتماعية في حال حدوث اي هجوم دولي ينتهج طبيعة الجيل الخامس وحروب الانترنت، مشيرا الي ان مصر والدول العربية لم يكن لهم اي دور يذكر اثناء ابتكار وانشاء خطوط الفايبر المدعمة لشبكات الاتصالات، رغم ان مصر كانت السويتش الرئيسي لتلك الخطوط وقام الانجليز بتمريره من مصر في عام 1903.

وقال الجندي انه حتي بعد تطور الانترنت في عام 1969 عندما قررت وزارة الدفاع الأمريكية أنشاء وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة (ARPA) وكان هدفها حماية شبكة الاتصالات أثناء الحرب، لم يكن لمصر او للعرب اي دور حقيقي في اختراع وابتكار وتصميم وانشاء شبكات الانترنت رغم ان الشرق الاويط يعد مركز رئيسي للاتصالات حول العالم، مؤكدا في الوقت نفسه ان عدم وجود هيئات رسمية عربية قادرة علي اعادة هيكلة وبناء البنية التحتية اضحي يمثل خطرا علي الامة العربية.

مجهولوا الهوية

الغريبة ان الدكتور محمد الجندي أكد علي ان مصطلح حروب الجيل الرابع او الرابع متقدم ظهر لاول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، علي يد شخص يدعي "وليام ليند، الذي يعد اول من اسس نظرية حروب الجيل الرابع، كما ظهر ايضا في كتاب الكولونيل توماس هيميز فيما بعد، مبينا ان بعض الشخصيات مجهولة الهوية تحدثت عن هذا الجيل، اولهم ابو عبيدة القرشي مساعد "بن لادن"، الذي كتب مقالا في مجلة الانصار عام 2002 عن حروب الجيل الرابع، بالاضافة الي ابو بكر ناجي الذي اصدر كتاب "ادارة التوحش" ووضع فيه قواعد تشتيت الدولة بضرب المنشاءات الحيوية.

وقال الجندي ان التكنولوجيا اليوم اضحت في يد الجميع، وان الانترنت كما ينقل التطور ينقل ايضا الافكار الهدامة والحروب النفسيه، مشيرا الي ان الجماعات الارهابية المسلحة تستخدم الالعاب الجيم للتدريب علي القتال الحي، وان ابسط مثال علي ذلك لعبة "ARMA" الحربية التي تعد مجسم حقيقي للحروب والمعارك بين جيش نظامي ومليشيا مسلحة.

الحروب النفسية

اما عن اهم الاسلحة التي تستخدمها الجماعات الارهابية المسلحة وعلي راسها تنظيم داعش فاوضح الجندي ان الحرب النفسيه أحد اخطر الاسلحة، وان هذا السلاح يتم استخدامة بشكل فعال من خلال الانترنت، مشيرا في الوقت نفسه ان داعش واخواتها تستخدم نفس الفلسفة التي تسعي وزارة الدفاع الامريكية بتطويرها ابحاثا لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في تصدير "البروباجندا".

وقال الجندي ان اغلب الفيديوهات الهوليودية التي تعرضها المليشيات الارهابية غير حقيقية صنعها خبراء "بروباجندا"، وان الحروب النفسية التي تعتمد عليها هي حرب عقول للسيطرة علي الأدمغة والقلوب والارواح، مبينا ان هذا النوع من الحروب ظهر منذ ما يقرب من الفي عام علي يد المحارب الصيني "صن تزو" مؤلف كتاب فن الحرب، والذي قال فيه نصا: "ان كل الحروب تعتمد علي الخداع.. فاذا كنا قادرون علي الهجوم سنتظاهر بالتراجع.. واذا كنا بعيدين عن العدو سنظهر لهم في كل لحظة اننا قريبين جدا".

واوضح الجندي ان الحاج امين الحسيني عضو جماعة الاخوان المسلمين ومؤسس الجماعة في فلسطين، كان شيخا في فن "البروباجندا"، وانه كان مروج للحروب النفسية النازية، وكان يعمل في القسم العربي باذاعة برلين، مؤكدا ان الحسيني ساهم مع خطب حسن البنا في الترويج بدخول ايطاليا والمانيا في الاسلام وان هتلر نفسه اعلن اسلامة وحصل اسم الحاج محمد هتلر.

لم يستبعد رئيس منظمة امن المعلومات دعم بعض الجهات الاستخباراتية المجهولة للجماعات الارهابية، متسائلا: كيف حصلت ريتا كاتز مؤسسة موقع Site الاستخباراتي وهي ذات اصل يهودي ولدت بالعراق وخدمت بالموساد الاسرائيلي علي فيديو ذبح الصحفي الامريكي ستيفن سوتلوف قبل نشره علي المواقع الارهابية الخاصة بداعش.

 
كلام جميل وتحليل رائع ..........
اللهم ان نجعلك في نحورهم ونعود بك من شرورهم
 
عودة
أعلى