بعد طي صفحة الخلافات التي نشبت خلال السنة الماضية بين المغرب وفرنسا، عاد التنسيق المخابراتي بين الرباط وباريس لكي يعطي نتائجه فعلية كان آخرها تمكن قوات فرنسية خاصة من قتل قياديين في تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، "وهي العملية التي تمت بمساعدة الأجهزة المخابراتية المغربية" حسب ما صرح به البرلماني الفرنسي كريستيان كامبون عضو مجلس الشيوخ الفرنسي.
وقال البرلماني الفرنسي في تصريح لجريدة "هسبريس" إن التعاون الأمني والمخابراتي بين البلدين "يتم على أعلى مستوى"، مفسرا الأمر باقتناع بلده بأن المغرب يلعب دورا مهما للحفاظ على الأمن في منطقة شمال إفريقيا وحتى في منطقة الساحل، قبل أن يستدل على ذلك بنتائج العملية الأخيرة التي قامت بها قوات خاصة فرنسية "التجارب أثبتت أنه كلما تعاون المغرب وفرنسا في الملف الأمني إلا وكانت النتائج جيدة".
عضو حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يقوده الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أكد أن الأزمة التي عرفتها العلاقات بين البلدين خلال السنة الماضية، "قد تم تجاوزها"، رغم أن "السنة الماضية عرفت أوقات صعبة"، مضيفا بأن موقفه خلال الأزمة كان هو ترك حلها لحكومات البلدين لتسيير الأزمة ومحاولة الحوار حول نقاط الخلاف.
واعترف نفس المتحدث أن بعض الأخطاء تم ارتكابها من الجانب الفرنسي "وتراكم سوء الفهم أدى إلى نشوب الأزمة خلال السنة الماضية"، داعيا في الوقت ذاته إلى التمييز بين موقف فرنسا كدولة "وهو موقف كان دائما حريصا على الحفاظ على علاقات جد مميزة مع المغرب وبين جهات فرنسية هي التي ساهمت في وقوع الأزمة".
وبرأ السياسي الفرنسي حكومة وبرلمان بلاده من الوقوف وراء الأزمة، "فمنذ اللحظة الأولى حاولت الحكومة الفرنسية احتواء الأزمة"، قبل أن يوجه الاتهام إلى جهات لم يسمها "ليس في مصلحتها أن تكون العلاقات بين البلدين على أفضل حال".
المصدر
المصدر