""رئيس المخابرات الإسرائيلية أثناء حرب أكتوبر: المصريون يستحقون «نيشان» على خطة الخداع ..""
""القيادة السياسية والعسكرية والمخابرات فى إسرائيل ارتكبت 20 خطأ تسببت في الهزيمة""
فى مقابلة مطولة مع صحيفة يديعوت أحرونوت نشرتها، اليوم الجمعة، بمناسبة الذكرى الـ41 لحرب أكتوبر ألقى إيلى زعيرا، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أمان» باللائمة على القيادة السياسية والعسكرية والمخابرات الإسرائيلية، التى قال إنها ارتكبت ما لا يقل عن عشرين خطأ تسببت فى هزيمة إسرائيل فى الحرب.
زعيرا الذى أوصت لجنة أجرانات بطرده من منصبه بعد فشل «أمان» فى توقع الهجوم العربى قال إن الأخطاء التى ارتكبت فى الحرب لا تزال موجودة حتى الآن، وتابع قائلا أعلم اليوم أننا لم نفهم العرب مطلقا، وكنت مخطئا عندما ظننت أن خبراء «أمان» يفهمونهم.
ووصف زعيرا الاجتماعات المشتركة مع رئيسة الحكومة جولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان بأنها كانت عبارة عن حماقات، وقال: كنت أجلس هناك واستمع إلى حماقات جولدا، وديان ووزراء آخرين، فيما يتعلق بالعرب. فكانت جولدا مائير ترفض تصديق تصريحات القيادة المصرية عن ضرورة تحرير قناة السويس واقتحام خط بارليف، مضيفا أنه لم يحاول تصحيح أخطاء جولدا.
ونفى زعيرا أن يكون هو الوحيد الذى أخطأ فى عدم التحذير من نشوب الحرب، وقال إنه رأى فى شهر أبريل عام 1973 صورا لعمليات تجديد فى المطارت المصرية، وأن مخابرات القوات الجوية أخبرته أن هذه المطارات تحتاج إلى شهور حتى تصبح جاهزة للتشغيل العملياتى، وهو نفس ما كان يراه رجال شعبة الأبحاث فى المخابرات العسكرية ويتبناه زعيرا.
وأضاف زعيرا أنه لو كان قد حذر الجيش من نشوب الحرب، ولم تندلع لكانوا قد اتهموه بالغباء. صحيح أنه كانت هناك مئات المعلومات عن قرب الحرب لكن كان فى المقابل هناك آلاف المعلومات التى تقول إنها لن تندلع.
ورأى زعيرا أن المصريين يستحقون نيشانا لنجاحهم فى خطة الخداع الاستراتيجى وإخفاء كل ما يشير إلى استعدادهم للحرب، وأن خطأ «أمان» كان فى تحديد ماذا يريده المصريون، إذ كان الافتراض السائد فى «أمان» أن ما يريده المصريون، وهو الوصول إلى عمق سيناء، وأنهم ما زالوا غير قادرين على تحقيقه، وما يستطيعون تحقيقه وهو عبور القناة والتوغل لبضعة كيلومترات وهم لا يريدون فعله.
وأوضح زعيرا أن المخابرات العسكرية كانت تعتقد أن المصريين مهتمون بالوصول إلى خط المضايق فى وسط سيناء، وهذا يحتاج إلى خمسة أسراب جوية قتالية وأسلحة أخرى لم يكن المصريون يمتلكونها، مضيفا أن خطط المصريين وصلت إلى المخابرات العسكرية الإسرائيلية، لكننا لم نكن نعرف أن هذه الخطط كانت كاذبة، أو تغيرت على الأقل ولهذا يستحق المصريون «نيشان».