تداعيات بدء احتفالات روسيا بعيد النصر في جزيرة القرم في تحدي كبير للغرب اجمع وامريكا وكل معارض لضم روسيا لشبه جزيرة القرم من اوكرانيا
في السياق، انتقد البيت الابيض اليوم الجمعة، زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى القرم شبه الجزيرة، مؤكداً “ان النتيجة الوحيدة لهذه الزيارة ستكون تصعيد التوتر”. وكانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قد عبرت عن أسفها لتنظيم استعراض عسكري احتفالي في القرم. في باريس، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “أن الرئيس بوتين (مرحَّب به) خلال احتفالات الذكرى السبعين لإنزال القوات الحليفة في النورماندي في 6 حزيران/ يونيو، على رغم أزمة أوكرانيا”. فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن “إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم الأوكرانية اليوم الجمعة (غير لائقة)”.
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شبه جزيرة القرم اليوم الجمعة، للمشاركة في الاحتفالات بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بحسب ما أوردته وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية.
وحضر الرئيس بوتين الاستعراض البحري في مياه ميناء سيفاستوبل بالقرم. وطاف مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو وقائد اسطول البحر الأسود الاميرال ألكسندر فيتكو على متن قارب على عمارة السفن الحربية المشاركة في الاستعراض.
كما وضع بوتين إكليلا من الزهور على نصب المشاركين في الدفاع عن سيفاستوبل (1941-1942).
وأعرب بوتين عن شكره لمحاربي القرم القدامى، الذين شاركوا في الحرب الوطنية العظمى، على تضحياتهم، مؤكدا “يسعدني أن أكون هنا في المدينة البطلة سيفاستوبل في هذا اليوم المقدس معكم احتفل بالعيد الرئيسي لبلادنا”.
ولفت بوتين إلى “ان المحاربين القدامى ساهموا معنوياً في عودة القرم وسيفاستوبل الى وطنهما الأم”.
وأحتفلت روسيا اليوم الجمعة بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بموكب استعراضي في موسكو ضم معدات عسكرية ثقيلة، وذلك بعد يوم من تدريبات استعرضت فيها البلاد قدراتها الصاروخية، وزادت من حدة التوتر مع أوكرانيا.
وأشاد الرئيس الروسي بالدور السوفيتي في هزيمة الفاشية في كلمته التي ألقاها أمام الجنود وقدامى المحاربين في الساحة الحمراء بموسكو، في الاستعراض العسكري السنوي بمناسبة يوم النصر، الذي شاركت فيه قوات ودبابات وقطع مدفعية ومنصات إطلاق صواريخ متحركة مرت أمام الرئيس الروسي، فيما حلقت المقاتلات في السماء.
وحرص بوتين على تذكير الغربيين بفضل الاتحاد السوفيتي عليهم، إذ قال “إن الإرادة الحديدية للشعب السوفيتي وشجاعته وثباته أنقذت أوربا من العبودية. مقابل ملايين الضحايا والمآسي”، مشيرا الى “أن النصر صيغ في الخطوط الأمامية والخلفية وفي الصفوف الفدائية وفي حصار لينينغراد وفي شجاعة المدافعين في سيفاستوبول”.
وأضاف “سنحمي دائما هذه الحقيقة المقدسة التي لا تخبو ولن نسمح بخيانة أو طمس سيرة هؤلاء الأبطال الذين لم يهتموا بأنفسهم وإنما حافظوا على السلام على هذا الكوكب”.
وأشار بوتين إلى “أن التاسع من مايو هو أهم عيد وسيبقى أهم عيد بالنسبة لنا.. أنه يوم النصر الوطني والعزة والذكرى الأبدية”، موضحا “أنه عيد انتصار حب الوطن.. عندما نشعر نحن ماذا يعني الاخلاص للوطن وكم هو مهم الحفاظ على مصالحه”.
ورعى الاستعراض العسكري هذا العام وزير دفاع روسيا الاتحادية جنرال الجيش سيرغي شويغو، بينما قاد الاستعراض نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي الفريق أوليغ ساليوكوف.
وشارك في الاستعراض أكثر من 10 آلاف فرد يمثلون جميع صنوف وأسلحة القوات المسلحة في روسيا الاتحادية.
واستهل الاستعراض العسكري حسب التقاليد بموكب المسيرة الراجلة التي ضمت أفراد فرقتي (تامانسكايا) للمشاة الميكانيكية و (كانتيميروفسكايا) للدبابات، ولواء مشاة البحرية لأسطول البلطيق، وطلاب الكليات والأكاديميات العسكرية وغيرها من الوحدات العسكرية في القوات المسلحة الروسية، وبلغ العدد الإجمالي لقطع المعدات الحربية الروسية المشاركة في الاستعراض 100 قطعة.
من جانبه أكد قائد أسطول البحر الأسود الروسي الأميرال ألكسندر فيتكو “أن الجيش والأسطول الروسي سيذود عن سكان سيفاستوبل”.
وقال الأميرال خلال افتتاح العرض العسكري بمناسبة عيد النصر الـ69 على النازية اليوم الجمعة، “أريد أن أؤكد لكم، اعزائي، أن الجيش والأسطول الروسي سيحرسان دوماً أمنكم”.
وأشار الأميرال إلى “أن تاريخ سيفاستوبول حافل بالنصر”، مؤكدا “أن الجيل الشاب في الأسطول البحري عليه أن يعرف تاريخ هذه المدينة العظيمة”.
وأوضح فيتكو “أنها للمرة الأولى منذ سنين طويلة سيجري العرض العسكري في شوارع سيفاستوبول رافعاً العلم الروسي”.
في السياق، انتقد البيت الابيض اليوم الجمعة، زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى القرم شبه الجزيرة، مؤكداً “ان النتيجة الوحيدة لهذه الزيارة ستكون تصعيد التوتر”.
وصرحت الناطقة باسم مجلس الامن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما لورا لوكاس ماغنسن “لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم. وهذه الزيارة لن تؤدي الا الى تصعيد التوتر”.
وكانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قد عبرت عن أسفها لتنظيم استعراض عسكري احتفالي في القرم.
في باريس، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “أن الرئيس بوتين (مرحَّب به) خلال احتفالات الذكرى السبعين لإنزال القوات الحليفة في النورماندي في 6 حزيران/ يونيو، على رغم أزمة أوكرانيا”.
وقال “قد تكون لدينا اختلافات مع فلاديمير بوتين، لكنني لا أنسى ولن أنسى أبداً أن الشعب الروسي ضحى بملايين الأرواح خلال الحرب العالمية الثانية”.
وأفاد البيت الأبيض بأنه لا يتوقع لقاء ثنائياً بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وبوتين خلال احتفالات إنزال النورماندي.
فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن “إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم الأوكرانية اليوم الجمعة (غير لائقة)”.
وهذه هي أول مرة يزور فيها بوتين شبه الجزيرة منذ ضمتها روسيا لأراضيها من أوكرانيا في مارس/ آذار.
وقال راسموسن للصحفيين خلال زيارة لطالين عاصمة استونيا “أعتقد أن زيارته للقرم غير لائقة”.
وأضاف “أنه لم يرده تأكيد ملموس بانسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية”.
ولمحت وزارة الخارجية الروسية إلى “أن راسموسن (يغض الطرف) بعد أن قال إنه لا يرى أي مؤشرات على أن روسيا تسحب جنودها من الحدود الأوكرانية”.
الى ذلك، قال دبلوماسيون أوربيون اليوم الجمعة، “إن سفراء الاتحاد الأوربي وافقوا من حيث المبدأ على إضافة نحو 15 شخصا وخمس شركات مقرها شبه جزيرة القرم لقائمة العقوبات التي أعدها الاتحاد ضد روسيا بسبب ضمها للقرم من أوكرانيا”.
وقال الدبلوماسيون “إن القرار النهائي بفرض مزيد من العقوبات لن يتخذه سوى وزراء خارجية الاتحاد الأوربي يوم الاثنين مع الأخذ في الحسبان التطورات التي ستحدث خلال اليومين المقبلين حيث يعتزم الانفصاليون المؤيدون لروسيا إجراء استفتاء على الاستقلال في شرق أوكرانيا”.
وفي أوكرانيا، التي تحتفل تقليديا بالانتصار على ألمانيا النازية، تم إلغاء معظم المسيرات خشية وقوع أعمال عنف. وتخوض الحكومة الأوكرانية المدعومة من الغرب قتالا ضد تمرد في شرق البلاد، حيث يخطط انفصاليون موالون لروسيا لإجراء استفتاء على الانفصال عن أوكرانيا.
وسببت الأزمة في أوكرانيا مخاوف دولية من أن ترسل روسيا قواتها وتستولي على أجزاء في شرق أوكرانيا، حيث سيطر انفصاليون موالون لها على العديد من البلدات والمباني الرئيسية في مدينة دونيتسك.