الرئيس السيسي أثناء اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة
- إيران تسعى للضغط على دول الخليج والاتحاد الأوربي بسبب المشروع النووي لطهران .
- محاصرة دول الخليج بالمد الشيعي وتهديدالبترول والاقتصاد الخليجي .
- القاهرة مستعدة لتنفيذ كافة السيناريوهات.. والرياض تدعو للحوار .
- قوات التدخل السريع المصرية جاهزة لحماية مضيق باب المندب .
- تنفيذ تدريبات بحرية بين القاهرة والرياض لتوصيل رسائل لإيران .
** يوما بعد يوم، تسيطر جماعة «الحوثيون» المدعومة من إيران، على عدة مدن وقُرى بدولة اليمن، وذلك في انقلاب واضح على شرعية الرئيس اليمني عبد الهادي منصور، حيث استولت الجماعة ذات الخلفية الشيعية، على مقرات الحكم ومؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء، مما أدى إلي الهروب إلي مدينة عدن بعد محاصرة الجماعة غير الشرعية لمقر الرئاسة ومنع الرئيس من ممارسة عمله.
** وتشهد الدولة اليمنية صراع حاد بين ثلاث أطراف رئيسة، الأولى جماعة الحوثيون، والثانية من قبل أنصار الرئيس اليمني عبد الهادي منصور، والثالثة من قبل تنظيم القاعدة، الذي نشط بقوة كبيرة في اليمن نتيجة الصراع بين الأول والثاني، وأثناء ذلك، تقوم عدة دول خارجية وإقليمية بدعم بعض الجماعات، ومن ضمن المخطط، إحداث قلائل على مضيق باب المندب، وهو مضيق يُطل على البحر الأحمر، ومن ثم هو ممر استراتيجي لقناة السويس المصرية.
** وتسيطر جماعة «الحوثي» على عدة مدن هامة في دولة اليمن، مثل مدينة «مأرب»، حيث تكمن أهمية مأرب، نظرًا لوجود حقول النفط بها، ومنها يمتد الأنبوب الرئيسي لضخ النفط من حقول «صافر» بالمحافظة، إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي البلاد، كما أنهم يسيطرون على مدينة «تعز» وهي العاصمة الثقافية لليمن، وكبرى مدنه من حيث التعداد السكاني.
** كما نفذ الطيران الحربي التي استولت عليه جماعة الحوثي بعد السيطرة على المنشآت العسكرية والقواعد الجوية في عدة مدن في اليمن، طلعات هجومية فوق القصر الرئاسي بـ «عدن»، والذي يحتمي فيه الرئيس عبد الهادي منصور، وقامت بقصفه، لكن الرئيس لم يتأذي نتيجة القصف، ولعدن أهمية كبرى، حيث أنها العاصمة الاقتصادية للبلاد، وكبرى مدن الجنوب، وبها أقدم ميناء في المنطقة، ولها أهمية إستراتيجية لقربها من خط الملاحة الدولي.
** إيران والدور الخفي في اليمن ...
تسعى إيران بكل الطرق وذلك عبر طريق «الحوثيون» أداتهم في اليمن، إلي فرض السيطرة على مقاليد الحكم، والضغط على دول الخليج العربي، عن طريق محاصرتها بعدد كبير من الشيعة، سواء كان في اليمن أو سوريا أو العراق أو في شرق السعودية أو في البحرين، لمواجهة القوى السنية الموجودة في تلك المنطقة، بالإضافة إلي الضغط على المجتمع الدولي في مفاوضته مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقد قامت دول الخليج بدعوة أطراف النزاع في اليمن إلي جلوس على طاولة المفاوضات بمدينة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، لكن جماعة الحوثيون لم تهتم، ولم تهتم أيضاً بقرار مجلس الأمن رقم 1201 والذي أعطى لجماعة الحوثي فرصة 15 يوماً لإرجاع الأمور إلي نصابها.
** أمن الخليج مُهدد .. والسيناريو القادم ...
تنظر الأنظمة الحاكمة في دول الخليج على الوضع اليمني بنظرة المراقب مصاحبة لها نظرة القلق، وذلك لأن اليمن هي البوابة الأولى والرئيسية في مدخل البحر الأحمر، والسيطرة على مضيق باب المندب، يمكن أن يهدد مصالحها، في عملية نقل وبيع المواد البترولية ومشتقاتها إلي دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلي أن أمن الخليج سيتعرض لضربة قوية سواء كانت سياسية أو اقتصادية إن استمر الوضع الأمني في اليمن على ما هو عليه.
ويبقى السؤال: ماذا ستفعل دول الخليج في مواجهة الأزمة اليمنية، مع الوضع في الاعتبار أن اليمن مرتبط ارتباط كل وجزئي، سواء كان جغرافيا أو سياسيا بالمملكة العربية السعودية؟.
وطرحت عدة دوائر سياسية ومراكز أبحاث سيناريوهين، الأول محاولة جلوس جميع الأطراف على طاولة المفوضات، والثاني هو التحرك العسكري لمواجهة الأزمة عن طريق قوات «درع الجزيرة»، بمشاركة مصرية.
** مصر.. ونظرة المُراقب ...
ترتبط مصر بعلاقات قوية مع اليمن، وذلك يعود إلي السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962، حيث ساعدت الدولة المصرية بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، اليمنيين، في ثورتهم، وقيام نظامهم الجمهوري، وقد طرحت عدة دوائر يمنية على رأسها جماعة الرئيس عبد الهادي منصور، بضرورة تدخل مصر في حل الأزمة اليمنية، بحكم تاريخهما المترابط منذ القدم.
السياسية المصرية تكون حريصة دائماً في التعامل مع اليمن على الحفاظ علي اليمن وحماية شعبه، وذلك نابع من دورها العروبي، فهي - «القاهرة»-، لا تنحاز لأي تيار متصارع في اليمن، «مع حرص مصر الشديد في عدم إضرار أي طرف على مصالح الأمن القومي المصري»-.
وينتظر اليمنيون الكثير من مصر لتقريب وجهات النظر بين كافة أطراف الأزمة ، لما تملكه «القاهرة» من مكانة وحضور وقبول لدى تلك الأطراف، وقد تحدثت عدة تقارير إعلامية أن مفتاح حل الأزمة اليمنية تمتلكه مصر والمملكة العربية السعودية، وذلك لإنقاذ اليمن قبل تدهور الأوضاع أكثر من ذلك.
** رسائل مصر والسعودية «العسكرية» لإيران ...
شهد التعاون العسكري بين مصر والمملكة العربية السعودية في مجال التدريب، خاصة التدريب البحري، نقلة كبيرة وصفها المحللون العسكريون والاستراتيجيون بالكبيرة والضخمة، وكانت من ضمنها - «وليس نهايتها» التدريب البحري «مرجان 15»، حيث قامت به القوات البحرية المصرية والقوات البحرية السعودية في البحر الأحمر، من أجل توصيل رسائل لعدة جهات لمن يريد أن يُحدث قلائل في مضيق باب المندب والذي يُعتبر نقطة فاصلة في حركة الملاحة في قناة السويس، بالإضافة إلي أهمية المضيق بالنسبة للملكة العربية السعودية في عملية نقل النفط إلي منطقة شرق آسيا.
وهناك تعاون عسكري بحري مستمر بين القاهرة والرياض، يضم أكبر تجمع لوحدات بحرية بين أكبر دولتين عربيتين في منطقة الشرق الأوسط مطلين على البحر الأحمر، بمشاركة العديد من الوحدات البحرية الكبيرة مختلفة الطرازات وعناصر من الوحدات الخاصة البحرية وطائرات الهليكوبتر من كلا الجانبين.
وقد شملت التدريبات على القيام بسيناريو مستقبلي «بفرض سيادة الدولة على المياه الإقليمية والاقتصادية وتأمين وحماية السفن التجارية وحماية المصالح الإقتصادية الهامة ضد أي عدائيات بحرية»، حيث شملت علي أعمال مكافحة الغواصات المعادية واكتشاف وصد هجمات العائمات السريعة والاستخدام الفعلي للأسلحة ليلا ونهارا وتحت مختلف الظروف المناخية الصعبة.
وقد تضمن التدريب قيام عناصر من القوات الخاصة البحرية المصرية والسعودية بالتدريب علي أعمال الاستطلاع للأهداف المعادية والإغارة علي أحد هذه الأهداف وتدميرها وذلك باستخدام اللنشات السريعة، وقد نفذت هذه العمليات بكفاءة قتالية عالية ليلا بما يؤكد علي مدي ما وصلت إليه هذه القوات من مهارات ميدانية وقتالية عالية وتعاون مشترك في تنفيذ جميع المهام المكلفة بها في مختلف ظروف المعركة البحرية الحديثة.
وبتلك المناورات، أرادت مصر والسعودية توصيل رسالة مباشرة إلي إيران، مفادها، أن مصر لن تسمح لأي قوى مهما كانت بأن تقوم بعمل «قلائل» على مضيق باب المندب، الشريان الرئيس للمجرى الملاحي لقناة السويس، بالإضافة إلي مخططات التمدد الشيعي في المنطقة العربية.
** سيناريوهات التدخل العسكري «درع الجزيرة» ...
إن تدخل درع الجزيرة العربي في اليمن، لضبط الأوضاع بعد الانقلاب الحوثي على السلطة اليمنية، لن يتم إلا بطلب من الدولة اليمنية نفسها، حيث أصبح الوضع في غاية الصعوبة على المجتمع الدولي، الذي أصبح عاجزاً على معاونة المنطقة، بسبب انتقال العمليات لعقر دار أوروبا، حيث أن الأوضاع الحالية في اليمن شبيهة بها في ليبيا، لأن الأمور هناك تسير نحو تفكك الدولة المؤسسية.
واليمن له حساسية بسبب التواجد المكثف للطوائف الأجنبية، فالتدخل في اليمن لابد وأن يكون بتنسيق كامل، حتى لا تزداد الأوضاع تعقيداً، والتدخل العسكري يحتاج إلي سواء كان لدرع الجزية العربي بمساعدة مصر، أو تدخل أجنبي، يحتاج إلي قرار من الأمم المتحدة، مع مراعاة أن اليمن ليست عضوا دائما بمجلس التعاون الخليجي، فالتدخل بهذا الشكل سيضع الكثير من علامات الإستفهام علي الساحة الدولية.
** مصر وقوات التدخل السريع المحمولة جوا ..
قوات التدخل السريع المحمولة جوا التابعة للقوات المسلحة المصرية، هي قوات ذات التشكيل الخاص، والتي تتسم بالقدرات العالية وطبيعة العمل الخاصة، والتي تم تنظيمها وتسليحها وفقاً لأحدث النظم العالمية بما يمكنها من الانتشار والتدخل السريع لتنفيذ كافة المهام والوصول إلى مسارح العمليات المختلفة في أسرع وقت باحترافية عالية وتحت مختلف الظروف، بما تمتلكه من إمكانات نيرانية وقتالية عالية والقدرة على المناورة وخفة الحركة.
وقوات التدخل السريع والتي تضم أكفأ العناصر من المشاة الميكانيكي والمدرعات والدفاع الجوى والمدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات بالإضافة إلى عناصر الاستطلاع والشرطة العسكرية وعدد من الطائرات المقاتلة والقوات الخاصة المجهزة للأبرار الجوى وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات لتنفيذ مهام خاطفة وجريئة بالتسرب البرى العميق أو الأبرار الجوى السريع طبقا لطبيعة المهام المكلفين بها.
كما أنها تشمل مجموعة من مقاتلي وحدات المظلات التي تدخل ضمن تشكيل قوات التدخل السريع معهم معدات الدلتا والخفاش الطائر التي تشكل إحدى الوسائل المتطورة للوصول للأهداف بدقة ومرونة وسرعه عالية، ما يؤكد مدى ما يتمتع به مقاتلو القوات الخاصة من مهارات فائقة يتناسب مع مهام قوات التدخل السريع.
لكن بعد كل ذلك يبقى سيناريوهين، إما الجلوس على طاولة المفاوضات، أو التحرك العسكري نحو اليمن لحماية مصالح الأمن القومي المصري ومصالح دول الخليج العربي.