ذكر رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية محمد العبار، المتعاقدة مع الحكومة المصرية على إنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، أن العمل في المشروع سيبدأ في غضون أسابيع قليلة للغاية، متوقعاً الانتهاء من كافة أعمال المشروع في غضون خمس سنوات، وأعلن أن إجمالي تكلفة المشروع يزيد على الـ 300 مليار دولار.
وأوضح في حوار خاص لـ «البيان» على هامش مشاركته بمؤتمر شرم الشيخ، أن حجم أعمال شركته إعمار للتنمية العقارية في السوق المصرية تخطى الـ 20 مليار جنيه، مشيراً إلى أن الشركة لديها خطط توسعية في مصر خلال السنوات المقبلة.
نص الحوار:
لماذا قمتم بتأسيس شركة جديدة لتنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، ولديكم شركة إعمار ذات الخبرة الكبيرة في المجال العقاري؟
شركة إعمار للتنمية العقارية لديها مشاريع ضخمة في المنطقة وفي مصر تقدر استثماراتها بالمليارات، بينما مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لمصر مشروع ضخم، وبحاجة إلى تفرغ وتركيز كبيرين، فكان التفكير في استحداث شركة «كابيتال بارتنرز» لتكون مسؤولة عن تنفيذ المشروع، خاصة أن هناك مستثمرين عرباً ومستثمرين من خارج المنطقة يرغبون في المشاركة في تنفيذ هذا المشروع.
نريد تفاصيل أكثر عن المشروع الذي ستنفذه شركتكم في مصر، وكيف بدأت فكرته؟
التفكير في بناء عاصمة إدارية جديدة لمصر، جاء بعد النمو الكبير في عدد السكان في مدينة القاهرة والذي لم يجد نمواً عمرانياً يتناسب مع الزيادة الكبيرة في عدد سكان العاصمة، وبالتالي كان لابد من إقامة عاصمة إدارية جديدة تضم كافة المباني الحكومية مثل رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان، إضافة إلى حي للسفارات للمساهمة في تخفيف زحام القاهرة وخلق شريان جديد لسكان العاصمة المصرية.
الموقع والمساحة
أين يقع موقع العاصمة الجديدة تحديداً؟.. وكم تبلغ مساحتها؟
مساحة العاصمة الجديدة وفقاً لما تم الاتفاق عليه مع الحكومة المصرية ستكون 180 كيلو متراً مربعاً، وتضم 350 ألف وحدة سكنية و10 آلاف غرفة فندقية، إضافة إلى المدارس والملاعب والحدائق العامة، أما عن موقع المدينة الجديدة فهي تقع بعد مدينة القاهرة الجديدة على طريق القاهرة السويس وهي امتداد طبيعي لمدينة القاهرة العاصمة التاريخية لجمهورية مصر العربية.
كيف تم إسناد تنفيذ المشروع لشركة «كابيتال»؟
كانت هناك اتصالات بين الحكومة المصرية والشركة منذ فترة طويلة، وبالتأكيد هناك معايير وضعتها الحكومة في الشركة التي ترغب في إسناد تنفيذ المشروع إليها من حيث حجم أعمالها ومدى التزامها في تنفيذ مشروعاتها وقدرتها على تنفيذ مشروع بهذه الضخامة.
متى يبدأ العمل في العاصمة الإدارية الجديدة؟
بإذن الله سنبدأ العمل في المشروع بعد أسابيع قليلة بناء على تعليمات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي طالب بالانتهاء من إقامة المدينة خلال خمس سنوات على أقصى تقدير.
وهل تستطيع الشركة بالفعل الانتهاء من مشروع بهذه الضخامة خلال 5 سنوات فقط؟
يمكن للشركة الانتهاء من المشروع في هذه الفترة الزمنية الضيقة، لكن هذا يحتاج إلى مساندة قوية من قطاع المقاولات المصري الذي شهد تطوراً ملموساً في السنوات الأخيرة.
وهل العاصمة الجديدة مقصورة على فئات معينة أم أنها ستكون متاحة لكل الفئات والطبقات؟
العاصمة الجديدة مفتوحة أمام الجميع ولا توجد مدينة في العالم كله محصورة على فئة اجتماعية محددة وممنوعة عن الآخرين، وإذا لم تكن العاصمة الجديدة لكل الناس لم أكن أوافق على العمل بها، فالمدينة تحتاج جميع الناس بداية من العامل البسيط إلى رجال الأعمال وكبار الموظفين، وإذا لم نستطع النظر والتعامل مع الاختلافات الاجتماعية فهذا يعني أن المشروع لن يكتب له النجاح.
ما أهم ما يميز العاصمة الإدارية الجديدة لمصر ؟
أهم ما يميز العاصمة الإدارية الجديدة أنها تضم مستويات مختلفة مناسبة للجميع، إضافة إلى بنية تحتية محترمة، تراعي آدمية الإنسان وتتيح مستوى رفاهية لمن يرغب في الإقامة بها، والمواطن المصري يحتاج إلى مكان مناسب للإقامة فيه يتضمن وسائل مواصلات تمكنه من الانتقال بسهولة، فضلاً عن حدائق للتحرك فيها، إضافة إلى أن العاصمة الجديدة ستضم أعلى برج في أفريقيا يصل طوله إلى 600 متر، إلى جانب برج آخر أطول من برج إيفل.
إجمالي التكلفة
وكم يبلغ إجمالي تكلفة المشروع؟
إجمالي تكلفة المشروع يزيد على الـ 300 مليار دولار، تشمل كل الخدمات من مبان وطرق ومدارس وحدائق وغيرها، وبالفعل بدأنا نتلقى اتصالات من شركات تطوير عقاري تطلب الاشتراك في المشروع وتطوير بعض المواقع، وهناك مؤسسات مصرية وسعودية وإماراتية ترغب في الاستثمار في المشروع ونحن الآن ندرس معايير تصميم المدينة ولكن من يرغب في الاستثمار معنا ليس الآن ويمكن بعد فترة نعمل مع مطورين بعد دراسة السيرة الذاتية للشركات الراغبة ومدى التزامها وجديتها في تنفيذ الأعمال.
كيف ستحصلون على الأرض التي سيقام عليها المشروع؟
سنحصل على الأرض عن طريق الشراكة مع وزارة الإسكان المصرية التي تشاركنا في تنفيذ المشروع وسيتم ذلك في غضون أيام قليلة للغاية.
بعيداً عن العاصمة الجديدة.. لشركتكم «إعمار» أعمال كثيرة في مصر فما حجم استثماراتكم في مصر وكم يمثل من حجم أعمالكم في الخارج؟
الحمد لله استثماراتنا في مصر في توسع مستمر ووصلت إلى ما يزيد على 20 مليار جنيه وهناك استعداد لنمو آخر في السوق المصرية ومصر هي رقم اثنين بعد الإمارات في حجم استثمارات إعمار، وخلال الـ 12 عاماً فإن الشركة تحقق أعلى أرباح في مصر.
معوقات المستثمرين
ما أهم المعوقات التي تطالب الحكومة المصرية بإزالتها لتحسن مناخ الاستثمار في مصر؟
ليس من قبيل المجاملة.. ولكن المستثمر العربي تعود على (الدلع) والحصول على كل شيء بسهولة ويسر ودون أي مشكلة، مع أن كل دول العالم بها معوقات أمام المستثمرين، وأضرب لك مثالاً بتصريح البناء الذي يستغرق إخراجه في دولة مثل أميركا خمس سنوات، بينما يستغرق سبعة شهور على الأكثر في مصر.
ولكن التحسين مطلوب وإصدار التشريعات الجديدة أمر مهم لجذب المستثمرين، وأضاف «لكن للأمانة كل الدول بها مشاكل تواجه المستثمرين وأنا بشكل شخصي أواجه مشاكل في السعودية وفي الإمارات وفي أميركا، وميزة مصر أنه حينما تقابلك مشكلة تجد من تتحدث معه، إضافة إلى أن هامش الربح كبير والفرص الاستثمارية واعدة للغاية، ومعنى إصدار قانون موحد للاستثمار، أن الرئيس والحكومة يبدون حسن النية ويحاولون توفير مناخ مثالي أمام المستثمرين.
10 سنوات
أثناء تفقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لماكيت العاصمة الجديدة تساءل: متى تبدأون العمل فأجاب رئيس مجلس ادارة شركة إعمار العقارية محمد العبار: «من بكرة لو كنتم جاهزين»، فرد السيسي قائلاً: «احنا حنعمل اللي مطلوب مننا فوراً وعليكم البدء من بكرة كما تقول».
وعندما قال العبار إن المشروع سينتهي خلال 10 سنوات، اعترض السيسي وقال: «لا.. عشر سنوات لا.. ولا حتى سبع سنوات كمان، هما خمس سنوات إن شاء الله رغم ان خمس سنوات كتير كمان» وتم الاتفاق على خمس سنوات للانتهاء من المشروع. الوكالات