اللواء بحري محمود عبد الرحمن فهمي
بقلم ابراهيم حجازي
خبر صغير من عدة سطور لم يستوقف كثيرين نشرته الصحف قبل سنوات وحمل نبأ وفاة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي قائد القوات البحرية الأسبق ووزير النقل الأسبق!.
قرأت الخبر الذي هو من عدة سطور وبحثت عن تفاصيل فلم أجد لا في نفس اليوم ولا في الأيام التالية وشعرت بالخجل من خطيئة الإعلام في حق وطن!.
شعرت بالخجل لأن مثل هؤلاء الرجال العظماء المحفورة أسماؤهم في دفتر أحوال المحروسة.. أبدا لا يكون وداعهم مقصورا علي مشاطرات في صفحة وفيات وحق الوطن أن نسترجع تاريخهم لأنهم أعظم قدوة في وقت غلبت عليه قدوة البلطجة!
حق الوطن أن نحافظ علي الرموز أحياءوأمواتا!.
حق الوطن أن تبقي سيرة رجاله الأبطال علي كل لسان ربما تعادلحالة الأنامالية والسلبية والترهل التي ضربت الشباب!. حق الوطن أن يعرف شبابه قصص حياة الرجال الذين أحبوا الوطن وعشقوا الوطن وأعطوا للوطن!. حق الوطن علي الإعلام وعلي السينما وعلي التليفزيون مداومة الكتابة عنالأبطال والعظماء وتسجيل أعمالهم في أفلام ومسلسلات!.
حق الوطن هو الذي دفعني اليومللكتابة عن اللواء بحري محمود عبد الرحمن فهمي والذي أكتبه لن يضيف له شيئا لأنه أكبر من أي كلمات تقال..
لكنني أكتب للشباب الذي تتصارع عليه الفضائيات وتتجاذبه كل ألوان الموبيقات ويضعون له أشباه الرجال قدوة.. أكتب للشباب ليعرف أنه من نفس الأرض خرج رجال عظماء يجب أن يكونواالقدوة!.
اللواء محمود فهمي شخصية متفردةومؤثرة وحاضرة وغالية.. يحسب له أنه رجل صاحب قرار ورجل عسكري بكل ماتحمله الكلمة من معني وقراراته تأخذ بعين الاعتبار نسبة المخاطرة وتلك ميزةتنفرد بها القيادة الشجاعة ومحمود عبد الرحمن فهمي شجاعته فائقة!.
اللواء محمود فهمي وقت كان رئيسا لشعبة العمليات إبان الفترة التي تلت هزيمة1967.. قناعته مثل رؤية كثيرين وقتها من القادة الذين انحسبت عليهم هزيمة وهم أصلا لم يحاربوا لأن الجيش المصري لم يحارب وأول قرار صدر له كان الانسحاب فانسحب بصورة محزنة حيث لاطيران يغطي انسحابه أو تنسيق بين القوات يؤمن تحركها وباختصار كانت فضيحة عسكرية ومرارتها أنها لحقت بجيش لم يتمكن من إطلاق طلقة واحدة تجاهالعدو!.
قناعة محمود فهمي أنه لابد من القيام بعمليات حربية ضد العدولنعرف نحن أننا قادرون وأن الهزيمة التي حدثت لم تكن بسبب المقاتلالمصري.. وليعرف العالم أن مصر لم تمت وأنها قادرة علي الوقوف وعلي وقف العربدة التي يقوم بها جيش العدو!. بعد الهزيمة بشهر واحد أي في أول يوليو1967 نفذت البحرية ما صمم عليه رئيس شعبة العمليات وقتها العميد محمود فهمي حيث شاركت الفرقاطة بورسعيد والمدفعية الساحلية في معركةرأس العش تلك الملحمة البطولية الشجاعة التي قامت بها فصيلة صاعقة وعاونتها البحرية في معركة استمرت ليلة بأكملها وانتهت بانسحاب طابور مدرع إسرائيليتصور أنه سيقوم بنزهة يحتل خلالها بورفؤاد لكنه فوجئ بصمود مصري هائل قام به30 مقاتلا من الصاعقة أجبروا الطابور المدرع الصهيوني علي الانسحاب بعدما أحدثوا به خسائر هائلة!.
تلك المعركة كانت أول مرة يواجه فيها الصهاينة مقاتلين مصريين ويومها عرف الصهاينة أن المقاتل المصري لا حل له!.
في21 أكتوبر1967 العميد محمود فهمي مازال رئيسا لشعبة العملياتالتي فكرت وخططت لعملية من النوع الثقيل كنا في أشد الحاجة إليها لنكسرحاجز الخوف ولنضع أنفهم في التراب!. العملية كانت اصطياد المدمرةالإسرائيلية إيلات!. المصريون من خلال لنشات صواريخ البحرية أغرقواالمدمرة إيلات وسط ذهول تام للصهاينة من جرأة المصريين ووسط دهشة العالم الذي بدأ يعيد حساباته القائمة علي أن مصر انتهت ولا قائمة لجيشها قبل سنين طويلة!.
دول كثيرة بدأت تنظر باحترام للمقاتل المصري وللقرار المصريالذي لا يخشي المخاطرة!. وفي يناير1968 نفذت البحرية عملية جديدةومخاطرة جديدة عندما اصطادت كاسحة الألغام أسيوط الغواصة الصهيونية داكارالتي كانت في مهمة إصلاح بلندن وفي طريق عودتها أرادت أن تعبث في المياهالمصرية باعتبار أن المسألة مولد وصاحبه غائب ومصر مهزومة وأغلب السلاح ضاع في سيناء وحدودها بالتأكيد مباحة ومتاحة!.
دخلت الغواصة الصهيونيةالمياهالمصرية وهي لا تدري أنها لن تري السطح ثانية!. كاسحةالألغام المصرية أسيوط رصدتها وأجهزت عليها ليعرف العالم وتعرف إسرائيل أنمصر قادرة علي حماية مياهها وحدودها!.
في12 سبتمبر1969 تولي العميدمحمود فهمي قيادة القوات البحرية.. وتلك الفترة كانت بداية حرب الاستنزاف التي جاءت علي هوي القائد الجديد للقوات البحرية الذي أصدر قرارا في 8نوفمبر1969 بضرب منطقة رمانة بمدفعية المدمرات والقرار اتخذه رغم خطورةإرسال قطع بحرية كبيرة بدون غطاء جوي في عملية مثل هذه!.
اللواء محمود فهمي هو الآن قائدالقوات البحرية.. وهو رجل عسكري ملتزم لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويتأكد منها.. حريص إلي أبعد الحدود علي سرية المعلومات في كل عملية لأجل ضمان سلامة رجاله الذين سينفذونها!. حريص علي أن يقابل المختارين لتنفيذالعملية بنفسه ويعطيهم المهمة بنفسه وتلك الأمور من شأنها أن ترفع المعنويات إلي السماء وتضع الاهتمام في درجاته القصوي لأن قائد البحرية بنفسه هو الذي يقابل ويكلف!.
وبالطبع لا يمر يوم إلا وذهن الرجلفي عملية جديدة ترفع المعنويات المصرية وتغير النظرة لنا وتحبط الصهاينة الذين عاشوا سنين معتقدين أنهم أصحاب جيش لايهزم!.
يحسب للواء محمود فهمي أن لهوللبحرية المصرية رقما قياسيا لم يسبقه إليه أحد إلا الإنجليز في الحرب العالمية الثانية!. المعروف في تاريخ البحرية بالعالم كله أنه لم يحدث أن قامت ضفادع بشرية بمهاجمة هدف واحد مرتين إلا مرة واحدة عندما فعلها الإنجليز في الحرب العالمية الثانية وهجومهم علي ميناء سانت نزير الفرنسي.. واستمر هذا الأمر مقصورا علي الإنجليز إلي أن جاء شهرنوفمبر1969 وفيه بدأ تنفيذ خطة لضرب ميناء إيلات..
والخطة حطمت مافعله الإنجليز!.
الضفادع المصرية أغاروا أربع مراتعلي هدف واحد.. هو ميناء إيلات بشجاعة وجرأة وقلوب لا ترجف ولا تعرف الخوف وعمل لا مثيل له في تاريخ الحروب البحرية في العالم كله.. ويحسب ذلك للواء محمود فهمي!.
أول عملية إغارة قامت بها الضفادعالبشرية المصرية علي ميناء إيلات كانت للاستطلاع ودخلوا الميناء وخرجوامنها وشاهدوا ماشاهدوه دون أن يشعر بهم مخلوق!.
الضفادع المصرية في ليلة15 و16نوفمبر قاموا بالإغارة علي ميناء إيلات التجاري وأغرقوا سفينتين.. داهليا وهيدروما وعادوا إلي قواعدهم وسط ذهول الصهاينة!. المفترض والمتعارفعليه أن المكان الذي تدخل منه الضفادع البشرية لا تعود له ثانية تجنبا للوقوع في أي شرك أو ألغام أو دفاعات سينظمها العدو.. لكن المصريين فعلوامالم يتوقعه العدو.. وعادوا لإيلات مرتين أخريين!
الضفادع المصرية عادوا ونفذوا الغارةالثالثة علي ميناء إيلات في ليلة5 و6 فبراير1970 وأغرقوا ناقلةالجنود بيت شيفع والسفينة بات يم.
والجرأة البالغة والشجاعة منقطعةالنظير أن تكون هناك غارة رابعة وفيها قام الضفادع المصريون بتلغيم رصيف الميناء الحربي الذي كان الصهاينة يقومون بإخلائه ليلا من القطع البحرية لتقضي ليلها وسط البحر خوفا من ضربها في الميناء!. المهم أن الضفادع قاموا بتلغيم الرصيف وهو خال من القطع البحرية وضبطوا التفجيرات لتكون بعد أول ضوء ومع تمام وصول القطع التي تنام في عرض البحر.. ولسبب غير معلوم انفجر لغم من الألغام قبل وصول القطع وبدأت علي رصيف الميناء حركة تأمينحيث طلبوا الضفادع الصهيونية لأجل أن تغطس أسفل الرصيف لاستطلاع الأمر!.
واستغرق الأمر وقتا إلي أن جاءت الضفادع وغطست من هنا وعينكم ماتشوف إلاالنور!.
موعد تفجر الألغام كان قد حل وبدأت في الانفجار علي التواليوالضفادع الصهيونية في الأعماق وبقيت للآن في الأعماق!.
وفي8 مارس1970 صدر قرار اللواءمحمود فهمي بالإغارة علي الحفار كينج في أبيدجان بواسطة الضفادع المصرية.. أما آخر صيد للبحرية المصرية تحت قيادة اللواء محمود عبدالرحمن فهمي فهو سفينة بحوث إسرائيلية أمام بحيرة البردويل وإغراقها كان نتاجا وثمارا لما تعلمه القادة من قائد القوات اللواء محمود فهمي الذي يريأن المخاطرة لابد من قبولها ووجودها في أي قرار لأننا لو خفنا من المخاطرةربما لن نتخذ أي قرار!
في 14 مايو1970 ظهرت سفينة البحوث الصهيونية أمام بحيرة البردويل داخل المياه الإقليمية.. قائد اللنش اسمه مجدي ناصف وتصادف أن كان معه علي اللنش قائد المجموعة..
وظهر الهدف الذي هو سفينة البحوث وما إن رآها مجدي ناصف حتي قرر أن يضربها إلا أن قائدالمجموعة رأي أنه لاتوجد تعليمات..
لكن قائد اللنش مجدي ناصف قال إنتعليمات القائد واضحة.. أي عدو اشتبكوا معه بدون استئذان!.
وبالفعل فعلها مجدي ناصف وضرب السفينة التي دخلت مياهنا وأغرقها.. ونال تكريما هائلا!.
الحكايات والوقائع والأحداث كثيرة في حياة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي..
وأنا هنا لست بصدد توثيقها أو سردها إنما فقط أحاول إلقاء الضوء علي حياة قائد ومقاتل وبطل عظيم وهذا حق لوطن..حقه أن يكون العظماء.. قدوة للشباب!.
منقول عن :
المجموعه 73 مؤرخين
بقلم ابراهيم حجازي
خبر صغير من عدة سطور لم يستوقف كثيرين نشرته الصحف قبل سنوات وحمل نبأ وفاة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي قائد القوات البحرية الأسبق ووزير النقل الأسبق!.
قرأت الخبر الذي هو من عدة سطور وبحثت عن تفاصيل فلم أجد لا في نفس اليوم ولا في الأيام التالية وشعرت بالخجل من خطيئة الإعلام في حق وطن!.
شعرت بالخجل لأن مثل هؤلاء الرجال العظماء المحفورة أسماؤهم في دفتر أحوال المحروسة.. أبدا لا يكون وداعهم مقصورا علي مشاطرات في صفحة وفيات وحق الوطن أن نسترجع تاريخهم لأنهم أعظم قدوة في وقت غلبت عليه قدوة البلطجة!
حق الوطن أن نحافظ علي الرموز أحياءوأمواتا!.
حق الوطن أن تبقي سيرة رجاله الأبطال علي كل لسان ربما تعادلحالة الأنامالية والسلبية والترهل التي ضربت الشباب!. حق الوطن أن يعرف شبابه قصص حياة الرجال الذين أحبوا الوطن وعشقوا الوطن وأعطوا للوطن!. حق الوطن علي الإعلام وعلي السينما وعلي التليفزيون مداومة الكتابة عنالأبطال والعظماء وتسجيل أعمالهم في أفلام ومسلسلات!.
حق الوطن هو الذي دفعني اليومللكتابة عن اللواء بحري محمود عبد الرحمن فهمي والذي أكتبه لن يضيف له شيئا لأنه أكبر من أي كلمات تقال..
لكنني أكتب للشباب الذي تتصارع عليه الفضائيات وتتجاذبه كل ألوان الموبيقات ويضعون له أشباه الرجال قدوة.. أكتب للشباب ليعرف أنه من نفس الأرض خرج رجال عظماء يجب أن يكونواالقدوة!.
اللواء محمود فهمي شخصية متفردةومؤثرة وحاضرة وغالية.. يحسب له أنه رجل صاحب قرار ورجل عسكري بكل ماتحمله الكلمة من معني وقراراته تأخذ بعين الاعتبار نسبة المخاطرة وتلك ميزةتنفرد بها القيادة الشجاعة ومحمود عبد الرحمن فهمي شجاعته فائقة!.
اللواء محمود فهمي وقت كان رئيسا لشعبة العمليات إبان الفترة التي تلت هزيمة1967.. قناعته مثل رؤية كثيرين وقتها من القادة الذين انحسبت عليهم هزيمة وهم أصلا لم يحاربوا لأن الجيش المصري لم يحارب وأول قرار صدر له كان الانسحاب فانسحب بصورة محزنة حيث لاطيران يغطي انسحابه أو تنسيق بين القوات يؤمن تحركها وباختصار كانت فضيحة عسكرية ومرارتها أنها لحقت بجيش لم يتمكن من إطلاق طلقة واحدة تجاهالعدو!.
قناعة محمود فهمي أنه لابد من القيام بعمليات حربية ضد العدولنعرف نحن أننا قادرون وأن الهزيمة التي حدثت لم تكن بسبب المقاتلالمصري.. وليعرف العالم أن مصر لم تمت وأنها قادرة علي الوقوف وعلي وقف العربدة التي يقوم بها جيش العدو!. بعد الهزيمة بشهر واحد أي في أول يوليو1967 نفذت البحرية ما صمم عليه رئيس شعبة العمليات وقتها العميد محمود فهمي حيث شاركت الفرقاطة بورسعيد والمدفعية الساحلية في معركةرأس العش تلك الملحمة البطولية الشجاعة التي قامت بها فصيلة صاعقة وعاونتها البحرية في معركة استمرت ليلة بأكملها وانتهت بانسحاب طابور مدرع إسرائيليتصور أنه سيقوم بنزهة يحتل خلالها بورفؤاد لكنه فوجئ بصمود مصري هائل قام به30 مقاتلا من الصاعقة أجبروا الطابور المدرع الصهيوني علي الانسحاب بعدما أحدثوا به خسائر هائلة!.
تلك المعركة كانت أول مرة يواجه فيها الصهاينة مقاتلين مصريين ويومها عرف الصهاينة أن المقاتل المصري لا حل له!.
في21 أكتوبر1967 العميد محمود فهمي مازال رئيسا لشعبة العملياتالتي فكرت وخططت لعملية من النوع الثقيل كنا في أشد الحاجة إليها لنكسرحاجز الخوف ولنضع أنفهم في التراب!. العملية كانت اصطياد المدمرةالإسرائيلية إيلات!. المصريون من خلال لنشات صواريخ البحرية أغرقواالمدمرة إيلات وسط ذهول تام للصهاينة من جرأة المصريين ووسط دهشة العالم الذي بدأ يعيد حساباته القائمة علي أن مصر انتهت ولا قائمة لجيشها قبل سنين طويلة!.
دول كثيرة بدأت تنظر باحترام للمقاتل المصري وللقرار المصريالذي لا يخشي المخاطرة!. وفي يناير1968 نفذت البحرية عملية جديدةومخاطرة جديدة عندما اصطادت كاسحة الألغام أسيوط الغواصة الصهيونية داكارالتي كانت في مهمة إصلاح بلندن وفي طريق عودتها أرادت أن تعبث في المياهالمصرية باعتبار أن المسألة مولد وصاحبه غائب ومصر مهزومة وأغلب السلاح ضاع في سيناء وحدودها بالتأكيد مباحة ومتاحة!.
دخلت الغواصة الصهيونيةالمياهالمصرية وهي لا تدري أنها لن تري السطح ثانية!. كاسحةالألغام المصرية أسيوط رصدتها وأجهزت عليها ليعرف العالم وتعرف إسرائيل أنمصر قادرة علي حماية مياهها وحدودها!.
في12 سبتمبر1969 تولي العميدمحمود فهمي قيادة القوات البحرية.. وتلك الفترة كانت بداية حرب الاستنزاف التي جاءت علي هوي القائد الجديد للقوات البحرية الذي أصدر قرارا في 8نوفمبر1969 بضرب منطقة رمانة بمدفعية المدمرات والقرار اتخذه رغم خطورةإرسال قطع بحرية كبيرة بدون غطاء جوي في عملية مثل هذه!.
اللواء محمود فهمي هو الآن قائدالقوات البحرية.. وهو رجل عسكري ملتزم لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويتأكد منها.. حريص إلي أبعد الحدود علي سرية المعلومات في كل عملية لأجل ضمان سلامة رجاله الذين سينفذونها!. حريص علي أن يقابل المختارين لتنفيذالعملية بنفسه ويعطيهم المهمة بنفسه وتلك الأمور من شأنها أن ترفع المعنويات إلي السماء وتضع الاهتمام في درجاته القصوي لأن قائد البحرية بنفسه هو الذي يقابل ويكلف!.
وبالطبع لا يمر يوم إلا وذهن الرجلفي عملية جديدة ترفع المعنويات المصرية وتغير النظرة لنا وتحبط الصهاينة الذين عاشوا سنين معتقدين أنهم أصحاب جيش لايهزم!.
يحسب للواء محمود فهمي أن لهوللبحرية المصرية رقما قياسيا لم يسبقه إليه أحد إلا الإنجليز في الحرب العالمية الثانية!. المعروف في تاريخ البحرية بالعالم كله أنه لم يحدث أن قامت ضفادع بشرية بمهاجمة هدف واحد مرتين إلا مرة واحدة عندما فعلها الإنجليز في الحرب العالمية الثانية وهجومهم علي ميناء سانت نزير الفرنسي.. واستمر هذا الأمر مقصورا علي الإنجليز إلي أن جاء شهرنوفمبر1969 وفيه بدأ تنفيذ خطة لضرب ميناء إيلات..
والخطة حطمت مافعله الإنجليز!.
الضفادع المصرية أغاروا أربع مراتعلي هدف واحد.. هو ميناء إيلات بشجاعة وجرأة وقلوب لا ترجف ولا تعرف الخوف وعمل لا مثيل له في تاريخ الحروب البحرية في العالم كله.. ويحسب ذلك للواء محمود فهمي!.
أول عملية إغارة قامت بها الضفادعالبشرية المصرية علي ميناء إيلات كانت للاستطلاع ودخلوا الميناء وخرجوامنها وشاهدوا ماشاهدوه دون أن يشعر بهم مخلوق!.
الضفادع المصرية في ليلة15 و16نوفمبر قاموا بالإغارة علي ميناء إيلات التجاري وأغرقوا سفينتين.. داهليا وهيدروما وعادوا إلي قواعدهم وسط ذهول الصهاينة!. المفترض والمتعارفعليه أن المكان الذي تدخل منه الضفادع البشرية لا تعود له ثانية تجنبا للوقوع في أي شرك أو ألغام أو دفاعات سينظمها العدو.. لكن المصريين فعلوامالم يتوقعه العدو.. وعادوا لإيلات مرتين أخريين!
الضفادع المصرية عادوا ونفذوا الغارةالثالثة علي ميناء إيلات في ليلة5 و6 فبراير1970 وأغرقوا ناقلةالجنود بيت شيفع والسفينة بات يم.
والجرأة البالغة والشجاعة منقطعةالنظير أن تكون هناك غارة رابعة وفيها قام الضفادع المصريون بتلغيم رصيف الميناء الحربي الذي كان الصهاينة يقومون بإخلائه ليلا من القطع البحرية لتقضي ليلها وسط البحر خوفا من ضربها في الميناء!. المهم أن الضفادع قاموا بتلغيم الرصيف وهو خال من القطع البحرية وضبطوا التفجيرات لتكون بعد أول ضوء ومع تمام وصول القطع التي تنام في عرض البحر.. ولسبب غير معلوم انفجر لغم من الألغام قبل وصول القطع وبدأت علي رصيف الميناء حركة تأمينحيث طلبوا الضفادع الصهيونية لأجل أن تغطس أسفل الرصيف لاستطلاع الأمر!.
واستغرق الأمر وقتا إلي أن جاءت الضفادع وغطست من هنا وعينكم ماتشوف إلاالنور!.
موعد تفجر الألغام كان قد حل وبدأت في الانفجار علي التواليوالضفادع الصهيونية في الأعماق وبقيت للآن في الأعماق!.
وفي8 مارس1970 صدر قرار اللواءمحمود فهمي بالإغارة علي الحفار كينج في أبيدجان بواسطة الضفادع المصرية.. أما آخر صيد للبحرية المصرية تحت قيادة اللواء محمود عبدالرحمن فهمي فهو سفينة بحوث إسرائيلية أمام بحيرة البردويل وإغراقها كان نتاجا وثمارا لما تعلمه القادة من قائد القوات اللواء محمود فهمي الذي يريأن المخاطرة لابد من قبولها ووجودها في أي قرار لأننا لو خفنا من المخاطرةربما لن نتخذ أي قرار!
في 14 مايو1970 ظهرت سفينة البحوث الصهيونية أمام بحيرة البردويل داخل المياه الإقليمية.. قائد اللنش اسمه مجدي ناصف وتصادف أن كان معه علي اللنش قائد المجموعة..
وظهر الهدف الذي هو سفينة البحوث وما إن رآها مجدي ناصف حتي قرر أن يضربها إلا أن قائدالمجموعة رأي أنه لاتوجد تعليمات..
لكن قائد اللنش مجدي ناصف قال إنتعليمات القائد واضحة.. أي عدو اشتبكوا معه بدون استئذان!.
وبالفعل فعلها مجدي ناصف وضرب السفينة التي دخلت مياهنا وأغرقها.. ونال تكريما هائلا!.
الحكايات والوقائع والأحداث كثيرة في حياة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي..
وأنا هنا لست بصدد توثيقها أو سردها إنما فقط أحاول إلقاء الضوء علي حياة قائد ومقاتل وبطل عظيم وهذا حق لوطن..حقه أن يكون العظماء.. قدوة للشباب!.
منقول عن :
المجموعه 73 مؤرخين