الجيش الروسي يتسلم الدفعة الأولى من سيارات "تايفون" المصفحة

مقاتل

عضو
إنضم
13 يناير 2015
المشاركات
218
التفاعل
563 0 0
2aetb2h.jpg

تواصل روسيا تنفيذ الخطة المقررة لتطوير تقنية السيارات العسكرية للفترة حتى عام 2020. وفي هذا السياق تسلمت القوات المسلحة أول ثلاثين عربة قتالية مصفحة (تايفون- كا) من إنتاج شركة "كاماز" المشهورة في العالم بشاحناتها التي حصدت العديد من الانتصارات في رالي باريس- داكار.
في ثمانينيات القرن الماضي، كان المستشارون العسكريون السوفييت في جمهورية أنغوﻻ الشعبية يحبون التقاط الصور التذكارية على خلفية سيارات كبيرة يتجاوز ارتفاعها قامة الإنسان بكثير، والتي تم الاستيلاء عليها من أيدي ما كان يسمى آنذاك بقوات الدفاع الموالية لجمهورية جنوب أفريقيا. ولا عجب في هذه الرغبة، لأن مثل هذه السيارات لم تكن موجودة لا عند الاتحاد السوفييتي ولا عند خصمه الولايات المتحدة الأمريكية.

"كاسبر" و"تايفون" السلف والخلف
في "الحروب الكبيرة"، مثل هذه "الشاحنات" ستكون هدفاً مثالياً للعدو. وببساطة لا يجوز الاعتماد عليها في ظل استخدام عدد كبير من الآليات الجدية. ولكن في أنغوﻻ، لم يكن الضباط السوفييت يواجهون جيش الولايات المتحدة الأمريكية، بل أنصار نظام الفصل العنصري في جمهورية جنوب أفريقيا، وقوات من المرتزقة.
وكانت قوات الطرفين تبدو تافهة نسبياً في سهول السافانا اﻷنغولية المترامية الأطراف. والحديث هنا يدور عن سيارات كاسبر (Casspir) والتي سيطلق عليها فيما بعد اختصاراً (MRAP) أي العربات المقاومة للألغام والمحمية من الكمائن (Mine Resistant Ambush Protected).

وهي في الواقع، عبارة عن ناقلات جند مدرعة مرتفعة تسير على عجلات. وقد تم "صقلها" لتتمكن من حماية الأفراد والحمولات من الألغام والعبوات الناسفة، ولتحمل إطلاق النار في حالة وقوعها في كمين. حلم العسكريون السوفييت بأن يكون لديهم نظيراً لسيارة "كاسبر" المصفحة. كيف لا، وهم الذين دُربوا لخوض الحروب الكبيرة. على الرغم من أن الأقدار شاءت أن تقتصر مشاركتهم على النزاعات المحلية المحدودة في أماكن مثل أنغوﻻ وإثيوبيا وأفغانستان والشرق الأوسط.

حماية قصوى
قبيل نهاية عام 2014، قامت شركة "كاماز" بتسليم الدفعة الأولى المكونة من ثلاثين سيارة "تايفون- كا" (التي تتميز بمظهرها الأجدع أو كابوفير – cabover). حازت السيارة الجديدة واحدة من أرفع درجات الحماية: (فئة- 6а) وفقاً للتصنيفات الروسية، حتى أنها تجاوزت بمواصفاتها الشروط المطلوبة لنيل هذه الدرجة.
وحسب منظومة STANAG (Standardization Agreement -اتفاقية توحيد المقاييس) المتداولة في حلف الناتو، احتلت السيارة منزلة متوسطة بين فئة الحماية (3b) والفئة (4).

يضمن المصنعون تحمل السيارة لانفجار عبوة تعادل 8 كغ من المتفجرات تحت العجلات أو الهيكل. وخلال الاختبارات استطاعت السيارة حماية المجسمات المخصصة لمثل هذه التجارب من انفجار بقوة 10 كغ من المتفجرات. بالإضافة إلى ذلك، أكد ممثلوا شركة "كاماز" أن الدرع المكون من الفولاذ والسيراميك قادر على تحمل رصاص (ب-32) الخارق للدروع، مما يتوافق مع الفئة (4) من الحماية حسب تصنيف (STANAG).

تزن السيارة 25 طناً. وهي مزودة بمحرك بقوة 450 حصان، مع ناقل حركة أوتوماتيكي. تستطيع السيارة نقل 16 جندياً من قوات الإنزال. وقد ثبتت في مقصورة القيادة شاشاتان تسمحان بقيادة السيارة في حالة إصابة الزجاج الأمامي. وهناك خمس كاميرات فيديو خارجية تسمح للسائق بالمراقبة المستمرة لحالة السيارة ولكل ما يحيط بها من جميع الجوانب.

يشيد المصنعون بصورة خاصة بالنوعية المتميزة للزجاج المصفح الذي تنتجه شركة (ماغيسترال- ل ت د). فخلال الاختبارات التي أجريت في "معهد الفولاذ للبحوث العلمية" تمكنت عينات الزجاج المصفح من تحمل طلقات المدفع الرشاش الثقيل (KPVT) عيار 14.5 ملم، علماً بأن الإصابات كانت على مسافة ثلاثة سنتيمترات فقط عن بعضها البعض. وخلال ذلك حافظ الزجاج على 76% من شفافيته، مما يتطابق مع أفضل النماذج العالمية.

ومع تسليم الدفعة الأولى، يبدأ مشروع "تايفون" (الإعصار) حياته الجديدة للتو. ويجري التحضير لإنتاج سلسلة كاملة من الآليات المتخصصة على قاعدة "تايفون- كا". وقريباً جداً سنرى عربة (كاماز- 63969) المزودة كذلك بست عجلات كاملة الدفع (6×6)، بالإضافة إلى منصة إنزال جانبي ومدفع رشاش مع تحكم عن بعد.
 
عودة
أعلى