تواصل الإدانات العربية لرسوم "شارلي إبدو" "المسيئة" للنبي الكريم
نشرت: الجمعة 16 يناير 2015
مفكرة الإسلام : تواصلت الإدانات العربية، اليوم الخميس؛احتجاجًا على نشر صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية كاريكاتير مسيء لخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
ففي المغرب؛ قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي: إن "نشر رسوم جديدة مسيئة للرسول من طرف صحيفة شارلي إبدو الفرنسية، أو إعادة نشر صحف أجنبية للرسوم القديمة، إساءة للدين الإسلامي واستفزاز وقذف مدان ومرفوض"، وفقًا للأناضول.
وأضاف: "أمس وطيلة هذه الفترة اتخذت الوزارة قرارًا بعدم الترخيص بتوزيع عدد من المنشورات الأجنبية التي قامت بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم أو نشر رسوم جديدة، طبقًا للفصل 29 من قانون الصحافة والنشر المغربي، لأن ذلك إساءة للدين الإسلامي واستفزاز وقذف مدان ومرفوض"، مضيفًا أنه "في الوقت الذي ندين العمليات الإرهابية ندين كل إساءة للدين الإسلامي ورموزه والرسول" صلى الله عليه وسلم.
وتابع: إنه يتحفظ على ذكر أسماء وعدد الصحف والمجلات الأجنبية التي منعت وزارته توزيعها في المغرب، مشيرًا إلى أنه "على الرغم من أن العديد من المطبوعات قامت بإعادة نشر الرسوم المسيئة، إلا أن قلة منها من وجهت نسخًا إلى السوق المغربية، مضيفًا أن وزارة الاتصال عملت على تطبيق المقتضيات القانونية ولم تتجاوزها.
وأشاد الوزير المغربي بوسائل الإعلام الدولية التي لم تنشر تلك الرسوم المسيئة احترامًا منها للدين الإسلامي والمسلمين، كما أشاد بـ"الموقف الذي عبرت عنه العديد من المنابر الإعلامية في بلادنا التي اعتبرت مثل هذا النشر استفزازًا غير مقبول، ورفضت الخلط بين حرية التعبير والإساءة".
وحول عدم مشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار في مسيرة باريس قال الخلفي: "أؤكد على أن موقف وزير الخارجية هو الموقف الرسمي للمغرب وليس مجرد موقف شخصي".
وبخصوص تزايد موجة "الإسلاموفوبيا" في أوروبا بعد حادث "شارلي إبدو" وتداعياته على الجالية المغربية في هذه الدول، قال الخلفي: إن هناك "حالة يقظة" من السلطات المغربية، وإن "هناك متابعة لصيقة لهذا الموضوع من طرف وزارة الخارجية والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، خاصة بعدما سجلت عدد من الاعتداءات المتفرقة في بعض البلدان الأوروبية".
وفي الكويت؛ قالت الحركة الدستورية الإسلامية (القريبة من الإخوان المسلمين) في بيان: "ندين ونستنكر هذه الإساءات المتكررة والمتعمدة والمستفزة لمشاعر ومعتقدات المسلمين". مضيفة: "أعقب حادث مجلة شارلي إبدو الإجرامي المرفوض تعبيرات خاطئة ومظاهر منحرفة للتضامن مع الضحايا، حيث أعيد نشر رسوم كاريكاترية بذيئة تحاول الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام، وعدد من الشعائر والمظاهر الإسلامية، كما اعتدي على أكثر من 50 مسجدًا ومركزًا إسلاميًّا في فرنسا وحدها".
ودعت الحركة "كل من عبر عن مشاعر التضامن مع مجلة شارلي إبدو إلى الوقوف مع ضحايا الإرهاب والتطرف والتعصب من مسلمي العراق واليمن وسوريا وبورما ومالي وأفريقيا الوسطى سواء بسواء، ومناهضة الاحتلال الصهيوني لأراضي فلسطين المغتصبة وردع الكيان المحتل عن قتل المدنيين وحصارهم وتجويعهم، خاصة في ظل ظروف الشتاء القارص الذي تمر به أنحاء مختلفة من العالم اليوم".
أما في الأردن فقد تواصلت ردود الفعل الرسمية والشعبية والبرلمانية والحزبية المناهضة لرسوم "شارلي إبدو".
وقالت رابطة علماء الأردن (تضم أساتذة الشريعة في الجامعات وعددًا من الوزراء السابقين): إن استمرار الإعلام الغربي في الإساءة إلى الرسول "إثارة مشاعر مليار ونصف من المسلمين في العالم، يدل على مخطط خبيث لبعث الفتن وإثارة الكراهية والصراع بين الأمم".
ودعت الرابطة في بيان إلى "وجوب توقف المجتمع الغربي عن استفزاز المسلمين بالسخرية من النبي محمد صلى الله عليه وسلم سواء بالرسوم أو المقالات أو الفنون، ووجوب وقوف العالم الإسلامي صفًّا واحدًا في مجال وقف الإساءات المتكررة للنبي" صلى الله عليه وسلم.
وعبَّر عضو مجلس النواب الأردني منير الزوايدة المنحدر من عائلة "مسيحية" في مدينة الكرك (150 كم جنوب العاصمة) عن مشاركته "غضب المسلمين للرسومات المسيئة للرسول الكريم"، مشيرًا إلى أن "مسيحيي" الشرق الأوسط "عانوا الكثير من الإساءات المتكررة للسيد المسيح من خلال بعض الأفلام "الإسرائيلية" والهوليودية".
وطالب الزوايدة - وهو رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب - مختلف دول العالم بسن وإقرار تشريعات تجرم المساس بـ"الأديان السماوية" الثلاث والمعتقدات الدينية وأن تقوم وسائل الإعلام المختلفة برفع الصوت عاليًا للمطالبة بذلك، معتبرًا أن المساس بالأديان "ليس له علاقة بحرية الرأي والتعبير".
كما قالت كتلة الإصلاح في مجلس النواب (تضم 15 نائبًا) في بيان: إن "أحد أهم أسباب التطرف هو عدم إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية"، لافتة إلى أن "المسؤولية الدينية والقومية للأردن تستوجب نقل صورة الإسلام الحقيقي للعالم والذي يرفض سفك الدماء ويؤكد على قيم التسامح والسلام وهو ما سعى الملك عبد الله الثاني باستمرار إلى نقله عبر مشاركته في مسيرة باريس مؤخرًا" بحسب البيان.
ووصف حزب الحركة القومية (معارض) نشر الرسوم بأنه بـ"فعل اشمئزازي، ويعد تحديًا وإصرارًا على إلحاق الأذى بمشاعر العرب والمسلمين".
http://islammemo.cc/hadath-el-saa/Charlie-Hebdo-Attack/2015/01/16/226539.html