عزيزي الدكتور ناصر،
انت دكتور وأكاديمي وتعرف كيف تدار اﻷمور على أسس علمية،
السعودية لها عدوين أساسيين في المنطقة وغيرهم فرع عليهم،
اسرائيل وهي تعتمد على الضخامة في تشكيلات ألوية ذات قدرات نارية رهيبة وتتوسع على حساب النوع.
إيران تتوسع أفقيا ونوعيا في البعد الإستراتيجي.
كيف تتعامل مع اﻹثنين؟؟!!
هل أعطوك فرصة كي تفكر في التصنيع؟؟!!
أنت مضطر أن تجاريهم في سباق سريع وأن تتسلح باﻷحدث دائما كي يكون هامش السياسة لديك واسع،
أنت ذكرت نقطتين عن صناعة سلاح كفائته أقل من المستورد وقلت هي ثمرات:
1_ان السلاح ستتطور كفائته مع الوقت بسبب الخبرة باختصار.
2_صناعة السلاح وان كانت كفائته تقل عن المستورد الا انه يوسع هامش التحالفات السياسية والعسكرية ولن يجعلك رهينة لجهة معينة.
وهذا كلام جميل في شكله لكنه خاطئ،
أولا: ليس كل اﻷسلحة تتطور مع الوقت،
فلنفترض أنك صنعت صاروخ مضاد للدبابات،
ومدة المشروع10 سنوات تعمل خلالها على انشاء المصنع الرئيسي فيه التجميع النهائي وكذا مصنع فرعي متخصص في اﻹلكترونيات والكهربائيات والمواد المتفجرة.
وخلال بنائك ترسل مجموعة من المهندسين والفنيين في دورات لاتقل مدتها عن4 سنوات كي يدرسوا صناعة الصاروخ مختصرين مرحلة اﻷبحاث وكل مراحل إدارة المشروع فنيا واقتصاديا.
بعد 10 سنوات بدأت بصناعة الصاروخ وانتاجه بكميات كبيرة،
خلال هذه الفترة استطاع عدوك ولنفترض انها اسرائيل صناعة جهاز قادر على تحييد صاروخك سواء سلبيا او ايجابيا وهذا ماتفعله اسرائيل دائما مع اعدائها،
حينها ستضطر لشراء صاروخ أحدث مستورد،
وستطوف العالم لبيع ما انتجته من صواريخ في محاولة منك لتعويض الخسائر،
وستجد اسرائيل قبلك او بعدك تعرض جهازها على الدول
اينما ذهبت بصواريخك لتعرضها عليهم.
"صدر حكم اﻹعدام على مشروعك"
والكوادر التي دربتها وابتعثتها وصقلت مواهبها
ستنهال عليهم العروض السخية من كل مكان في العالم لﻹستفادة منهم،
ولن يعطيك أحد نقل تقنية كل مرةوستخسر كل شئ،
عالم صناعة السلاح لايوجد فيه انصاف حلول،
اما ان تصنع شيئا منافسا في العالم ومتقدم تكنولوجيا بشكل كبير،
واما ابشر بالخسارة المضاعفة.
لايوجد شئ اسمه اكتسب خبرة في صناعة أسلحة لاتدري عن جدواها مستقبلا وهل تقبل التطوير أم لا،
ألم تسأل نفسك يوما لماذا هناك اﻵف من الخبراء الهنود في شركات العالم؟؟!!
مشروعين أو ثلاثة عسكريين فشلت في الهند فخرج منها اﻵف الهنود الخبراء في مجالات متعددة ملؤوا شركات العالم خاصة امريكا.
ثانيا:
انت قلت التصنيع لايرهنك ﻷحد.
وهذا كلام جميل ايضا لكنه خاطئ،
انت حينما تتسلح من الغرب بشكل شبه كامل
فانت ترتهن للغرب وفي نفس الوقت الغرب مرهون عندك لمصالحه الضخمة لديك،
وهذا سبب رئيسي لرفض اﻷلمان بيعنا أسلحة خاصة الليوبارد،
ﻷن الحكومة صارت تضغط عليها شركات عسكرية المانية طمعا في العوائد الضخمة.
فتم رفض الصفقة في البرلمان ﻷنها تقيد الحكومة وهذا يعرفه من عمل في التصنيع العسكري.
المسألة ليست كما يتصورها البعض،
عالم التصنيع العسكري عالم صعب له حسابات دقيقة
وهو عالم لايرحم
لو مشينا بالمنطق اللي انت تتكلم فيه فمن المفترض أن يتوقف العالم عن صناعة السلاح ويعتمدوا على أمريكا وروسيا في التصنيع لأنه لا جدوى من ذلك فكل ما صنعوا سلاح وجد لها العدو سلاح مضاد
أما بخصوص تسرب الكفاءات فلا أراها مشكلة أبدا فأي مجال فيه تسرب كفاءات وإن لم ينفعوك بإعادة استقطابهم بعد العمل في المصانع الأمريكية لعدة سنوات فهم لن يضروك
أما بخصوص خسارة تسويك السلاح فلماذا تتعامل معه كمشروع ربحي بالدرجة الأولى ؟! نحن بلد لا نعتمد على صناعة السلاح كمصدر دخل وقادرين على إيجاد مصادر ربح أخرى فيما لو أردنا توسيع المداخيل فلا داعي للتعامل معه كمشروع ربحي ويكفي ما ستجنيه الشركة المحوكمة من مبيعاتها للقطاعات الداخلية كما حدث في فترة عمل بعض الشركات في صناعة المدرعات المدولبة
فما دامت الحكومة عندها إستعداد لشراء المخرجات الجيدة من هذه الشركة فلا مشكلة إذن إما إذا كانت ستتعامل معها كما تتعامل مع الزامل التي تقدم منتجات بحرية ممتازه ولكن لا يتم الإستفادة من منتجاتها ودعمها فطبعا لا داعي لإنشاء مشاريع
أما بخصوص كلامي عن الاستقلالية وعدم رهن نفسك بيد مصنعي السلاح فيبدو أنك لم تفهم قصدي
فأنا أتحدث عن تقلبات العلاقات داخل المعركة
أنظر لبشار الأسد وأنظر لقراراته التي يتخذها بعد مشاورة إيران وروسيا بتبعية كاملة حيث أنه لا يستطيع أن يتخذ قرار بعيدا عن موافقة الممولين والمسلحين حتى قرار الرحيل ليس بيده
تخيل فقط بأن المجتمع الدولي عقد صفقة مع روسيا برفع الحظر مقابل التخلي عن الأسد
أو أتفق مع إيران بتسهيلات ف الملف النووي مقابل التخلي عن الأسد "فقط أمثله" هل سيستطيع بشار الأسد الصمود شهر واحد ؟! أقصد بالصمود كفاية الأسلحة.
لا طبعا لأنه يرتبط بشكل مباشر بمسلح خارجي بنسبة كبيرة جدا وهذا ما قصدته بالتبعية لأنك ستكون عرضة للسقوط "في قلب المعركة" بسبب تقلب التحالفات والمصالح وهذا ما شاهدناه في فترة بين أمريكا وإيران