المعجزة المفقودة لصناعة السيوف الروسية في القرون الوسطى

AL RAGH

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2014
المشاركات
17,678
التفاعل
69,339 0 0
المعجزة المفقودة لصناعة السيوف الروسية في القرون الوسطى
SergeyPyatakov_RIAN_00133695_468.jpg

لطالما حظيت السيوف بمكانة خاصة في روسيا. كانت تعدّ رمزاً للقوة، وكان الروس يقسمون بها، حتى إنهم استخدموها كالعملة. وفوق كل هذا، كان السيف سلاحاً جباراً، وحرّص الصنّاع الروس في القرون الوسطى على الكمال في صناعتها، وكان منافسوهم في هذا الإتقان قلائل على مستوى العالم.
تزخر السجلات التاريخية الروسية بالإشارة إلى السيوف. فقد كان يتم دفن الأمراء مع نصالهم التي وثقوا بها. إضافة إلى قصة أمير كييف سفياتوسلاف المشهورة، عندما قام برمي سيفه في نهر دنيبير كي لا يحصل عليه الأعداء.

وكانت السيوف السلافية تُقدّر في جميع أنحاء العالم. فقد وضعتها السجلات العربية جنباً إلى جنب مع السيوف الفرنجية كأفضل السيوف المصنعة في أوروبا، وكان الشرقيون يعتقدون أن السيوف الروسية "معجزة"، وتمتلك قوى سحرية.

وكانت روسيا أول دولة في أوروبا، بعد إمبراطورية شارلمان في القرون الوسطى، قامت بإنتاج منتظم للسيوف، التي كانت تحمل علامة حدادة تميز النوعية، وقد بلغ طولها 40 إنشاً (100 سم)، وعرض نصلها 2-2.75 إنشا (5-7 سم)، وثخانتها 0.25 إنشا (6ملم).

لم يكن يتم في البداية شحذ الطرف، لأن الضربة القوية كانت كافية لتشطر أقوى الدروع. وبيعت السيوف بشكل إفرادي، حيث لم يكن الجنود كلهم يمتلكون المهارات الضرورية أو القوة الكافية للقتال بشكل فاعل بسيف ثقيل.

علاوة على ذلك، كان الناس الأكثر ثراء هم الذين يستطيعون حمل هذه السيوف بسبب تعقيدها وتكلفة صنعها من الفولاذ الدمشقي. بالنسبة لهم، كان السيف المناسب لهم يوازي قيمة حصان الحرب في تلك الأيام.

2.jpg


وبسبب المحتوى العالي من الكربون وعملية التشكيل والطرق الخاصة، كان سيف الفولاذ الدمشقي يمتلك سطحاً مذهلاً وقوة كبيرة. فقد كان يخترق الحديد من دون أن ينكسر حتى لو تشوّه بشدة. لكن بسبب فقدان الفولاذ ميزاته عند درجات الحرارة المنخفضة، لم يكن مناسباً للظروف المناخية في روسيا.

ولحلّ هذه المشكلة، قام الحدادون الروس بدمج قضبان الفولاذ ومن ثم طرقها. وعند تكرار ذلك عشرات مرات، كانت النتيجة تسفر عن سيف من الفولاذ الدمشقي لكن مع قوة إضافية ومرونة أكبر.

ومن ثم كانت شرائط طويلة من الحديد تُلحم بها لإنتاج شفرة حادة إلى النهاية. وعملياً إذا تآكل السطح، فإن هذه الشفرات الحادة لن تنكسر وستستعيد شكلها على الفور إذا تم شحذها.

وكان يتم الحكم على جودة النصل من خلال الأذن، فنقرة خفيفة عليها يجب أن تسبب رنة طويلة وواضحة. إضافة إلى تقطيعه شرائط من القماشات الرقيقة وهي في الهواء.

وفي شهادة على قوتها وشهرتها، أرسل أمير موسكوفي إلى خان القرم، الذي كان معروفاً بخبرته بالأسلحة في القرن الخامس، بزّة درع مصنوعة من الفولاذ الدمشقي.

وكان إنتاج السيوف ذات النوعية الجيدة يتطلب عملاً دقيقاً كعمل صائغ المجوهرات. حيث يستجيب الحديد والفولاذ بطرائق مختلفة عند درجات الحرارة المختلفة، مما يتطلب مهارة كبيرة من الحداد. وعلى الرغم من أنهم في القرن العاشر كانوا يعملون بالمطرقة والسندان فقط، إلا أن السيوف التي صنعوها تفوقت على السيوف التي كان يصنعها الآخرون.

وبعد قرون، ظلّ المؤرخون والعلماء يشككون بأن الحرفيين السلافيين يمتلكون هذه المهارات في صقل المعادن منذ بدايات القرون الوسطى. في القرن التاسع عشر، تم العثور على سيف مصنوع من الفولاذ الدمشقي في تل دفن قديم بكييف، ولأكثر من مائة عام اعتُقد أن أصله من الدول الاسكندنافية. لكن بعد تنظيفه، ظهرت علامة الحداد على نصل السيف لتكشف أخيراً أن الحداد ليودوتا صنعه في كييف.

مع مرور الوقت طرأت تعديلات على السيف الروسي، فأصبح أقصر وأخف وزناً، ولم يسُتخدم فقط كسلاح في المبارزات فحسب بل كسلاح طعن. ومنذ القرن الخامس عشر، استُبدل السيف العادي بالسيف المنحني، قبل أن يصبح سيفاً أثقل وزناً وأعرض نصلاً يستخدمه الخيالة.

5.jpg


استمر الصنّاع الروس في إنتاج الفولاذ الدمشقي حتى نهاية القرن السابع عشر. وتم الحفاظ على هذه التقنية في ورشة عمل تقع قرب نهر الفولغا والتي استمرت في صناعة سيوف قياصرة عائلة رومانوف الأوائل. وأخيراً، أدّى انتشار اختراع البارود إلى وضع نهاية لتطور صناعة السيوف.

وبقي سر الفولاذ الدمشقي في الماضي، تاركاً خلفه بضع نماذج وذاكرة وأسطورة عن هذه النصال الفريدة. حتى أن بعض الناس شككوا في مصداقية وجود هذه التقنية، إلى أن تم إعادة إنشائها بالقرن العشرين باستخدام الحواسيب والمخارط الحديثة.

لقد مضى وقت طويل على صناعة السيوف الروسية الرائعة. لكن اليوم لا يزال بعض خلفاء الحدادين القدماء يصنعون نماذج رائعة من السلاح الأبيض في مصانع الأسلحة بسان بطرسبورغ وزلاتوست وتولا.
http://m.arab.rbth.com/arts/2014/11/27/28611.html
 
شاكر لك اخي الكريم والف مبروك علي الترقيه فأنت اهلا لها
:):):):):):)
الله يبارك فيك يا غالى
وربنا يعيننا ان شاء الله
ومبرك لك على ترقيتك الى ضوية قيادية فانت تستحقها بنشاك الكبير فى المنتدى
 
الله يبارك فيك يا غالى
وربنا يعيننا ان شاء الله
ومبرك لك على ترقيتك الى ضوية قيادية فانت تستحقها بنشاك الكبير فى المنتدى
ان شاء الله انت ادها وادود
الله يبارك فيك اخي العزيز
 
السيوف الدمشقية التي اعتمدت علي انابيبي الكرابون كانت مشكلة للجيش الذي سيواده جيش مزود بها
 
موضوع جميل ولغز لا يمكن حله
بالنسبة لسيوف الساموراي الا تشابهه من ناحية القوة والمتانة
 
اول مرة اسمع عن السيوف الروسيه المعروف ان الأوربيون
في الحملات الصليبيه انبهروا
بالسيف الدمشقي وتنافس ملوكهم
ونبلائهم في شرائه والسبب ان ضربته كانت تقطع سيوفهم ودروعهم المعدنيه ولا زالوا الى الان يتكلمون عنه وعن سر صناعته
عموما سمعت ان صناعته اندثرت في القرن الثامن عشر
 
اول مرة اسمع عن السيوف الروسيه المعروف ان الأوربيون
في الحملات الصليبيه انبهروا
بالسيف الدمشقي وتنافس ملوكهم
ونبلائهم في شرائه والسبب ان ضربته كانت تقطع سيوفهم ودروعهم المعدنيه ولا زالوا الى الان يتكلمون عنه وعن سر صناعته
عموما سمعت ان صناعته اندثرت في القرن الثامن عشر
سيوف الروس كانت معروفة لدى العرب بجودة الصناعة ولكن كانو يستخدومن الفولاذ المستورد من الهند او من الشرق الاوسط لصناعاتهم ثم يرد جزء من هذه السيوف الى الشرق مرة اخرى ويباع
قال البيروني
وكان الروس يعملون سيوفهم من الشابرقان والشطب في وسطها من النرماهن لتكون اثبت علي الضرب وأبعد عن الكسر اذ الفولاذ لايقأوم برد شتواتهم وينكسر في الضربة فلما عاينوا الفرند ابدعو للشطب النسج من خيوط ممدورة ومن كلي نوعي الحديد الشابرقان والانثي فحاءلهم في النسج الملحم بالتغريق أشياء عجيبة مستظرفة كما قصدوها وأرادوها
 
من جهة اخرى فان سيوف الشرق ايضا كانت تصدر الى الشمال فقد ذكر في اكثر من مصدر العبارة التالية
وحكي أن أهل بلغار (قازان الحالية في روسيا) يحملون السيوف من بلاد الإسلام إلى ويسو (احد بلدان الشمال) وهي سيوف لم يتخذ لها نصاب ولا حلي بل تصل كما تخرج من النار وتسقى فإن علق السيف بخيط ونقر بإصبع سمع له طنين (قد تكون قلعية وهي سيوف تصنع من فولاذ واحد وهو الشابرقان ولها طنين عند نقرها) فذلك السيف يصلح أن يحمل إلى بلاد يورا ويشتريه أهل يورا (احد بلدان الشمال) بثمن بالغ ويرمونه في البحر المظلم
وهذه من عادات الروس والفايكنك والشعوب السلافية والجرمانية وهي التضحية بالسيوف برميها في البحار والانهار والبحيرات وهي نوع من العبادة الوثنية لمن يعتقدون انه يسكن تلك المياه من ارواح وقد تم العثور على الكثير من تلك السيوف في قيعان تلك المصادر المائية في روسيا واسكندنيفيا وكذلك اوربا الشرقية
Rosenlund_svaerd_Elswing_01.jpg

0761.jpg

m0064o1.jpg

 
اما قصده البيروني في عبارته (فلما عاينوا الفرند ابدعو للشطب النسج من خيوط ممدورة ومن كلي نوعي الحديد الشابرقان والانثي فحاءلهم في النسج الملحم)
فهو طريقة الروس في صناعة الانصال والتي تحاكي طريقة صناعة فولاذ الجوهر في الشرق وهي تسمى (Pattern-Welding)
بالغة الانجليزية
وهذا صورة النسج من سيف للفايكنك قديم
asian_pattern_weld.jpg

وهذا سيف صناعة حديثة بنفس الطريقة
viking31.jpg

viking33.jpg

وربما كان الشكل الجميل المهيب لهذا النسج الفولاذي ما جعل سيوف الروس مرغوبة في بلاد الاسلام
 
عودة
أعلى