
تنوي الصين عشية قمة أبيك تنسيق مواقفها مع أقرب حلفائها، حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع زعماء باكستان وبنغلادش ولاوس وميانمار ومنغوليا وطاجاكستان وكمبوديا
علماً أنه سيتم إيلاء اهتمام خاص لرئيس وزراء باكستان نواز شريف. فخلال جولته الآسيوية في شهر أيلول/سبتمبر العام الجاري، ألغى شي جين بينغ زيارته إلى باكستان بسبب عدم الاستقرار السياسي في البلاد. ولهذا تظهر بكين حالياً أنها لن تغير موقفها تجاه إسلام أباد أبداً. وإن باكستان ستظل الحليف الأهم للصين في آسيا.
وتوضح ناتاليا زاماراييفا كبيرة خبراء معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بأن الحاجة إلى تطوير التعاون العسكري بين بكين وإسلام أباد سببها التهديدات المشتركة للبلدين، وأضافت ناتاليا قائلة:
تواجه كل من باكستان والصين نفس التحديات الصعبة، والحديث يدور عن أفغانستان أو بالأحرى عن التطرف الإسلامي في أفغانستان. وهذا التطرف يحدد نمو النزعة الانفصالية في باكستان وفي منطقة شينجيانغ في الصين.
إن الانسحاب المرتقب للقوات الأمريكية وحلف الناتو من أفغانستان سوف يؤدي حتماً إلى زعزعة الوضع في أفغانستان نفسها وفي المنطقة برمتها. ولهذا تسعى باكستان والصين إلى منع وقوع مثل هذه التهديدات. وتواصل ناتاليا زاماراييفا حديثها قائلة:
تسعى كل من باكستان والصين بحرص كبير على التعاون مع أفغانستان عن طريق إرسال الاستثمارات إلى هناك وتعزيز مواقف السلطات المحلية، ومن جهة أخرى تظهر هاتان الدولتان القدرة العسكرية الكبيرة. وتتحدد القوة العسكرية لباكستان قبل كل شيء من خلال التعاون مع الصين.
على سبيل المثال منحت الصين الفرصة لباكستان للتعرف على أحدث دبابة мвт- 3000 ، وهذه الدبابة التي تم صنعها من قبل شركة حكومية صينية تعتبر أول دبابة للتصدير، والمخصصة للمشاركة في عمليات قتالية فائقة التكنولوجيا. وهي في المستقبل يمكن أن تكون بديلاً عن دبابة "الخالد" الشهيرة والتي يتم صنعها من قبل شركة صينية باكستانية.
تشهد منطقة الشرق الأوسط حالياً عمليات معقدة وتحولات صعبة تحدث تغيرات في ميزان القوى العالمي. وإن دول المنطقة والدول المجاورة تسعى الحفاظ وتعزيز مكانتها مع تحديد مصالحها الوطنية. بطبيعة الحال فإن الصين مهتمة جداً في بسط نفوذها على المنطقة، وفي هذا الإطار تلعب باكستان دوراً هاماً في تحقيق هدف بكين.