الحجاج

oiu

عضو
إنضم
17 فبراير 2008
المشاركات
56
التفاعل
4 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم
.................................
الحجاج .....الأمير المفترى عليه

لقد حاولت قوى الشعوبية ومعها قوى الصفوية وبكل ما اتيت من قوة وخبث السريرة ورداءة المنهج تشويه تاريخ امة العرب فلم يجدوا طريقا الى ذلك الا وسلكوه وامعنوا فيه الطعن والتزييف وكثرة الاحاديث الموضوعة.

جىء بشعوبي حاقد الى الخليفة العباسي هارون الرشيد لجرم ما كان قد اقترفه بحق المجتمع فقال له الرشيد ((يا هذا تمنى علينا شيئا قبل ان نقتص منك. فقال له الشعوبي ((انك يا هارون ان قتلتني فلا تستطيع ان تقتل ثلاثة الاف الف حديث كنا قد وضعناها عنكم وعن قومكم وعن دينكم).

هذا واحد من جنس العرب وهم مادة الاسلام الاولية والاساسية تعرض الى هجمة شعوبية صفوية شرسة ومقولات واكاذيب تتناقض كليا مع سيرة هذا البطل الصنديد والذي كان له تاريخ مشرق وصفحات بيضاء ومواقف بطولية،يكفيه عزا وشرفا قول بعض المؤرخين فيه ((وبموت الحجاج توقف الفتح الاسلامي وقلة هيبة العرب في قلوب العجم فبدؤا في التمرد والثورات)).

بدايته ونشأته

الحجاج هو ابو محمد بن يوسف بن الحكم، والده يوسف بن الحكم كان من كبار رجالات مكة والطائف اما أم الحجاج فهي الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي، كانت تحت المغيرة بن شعبة والي الكوفة فطلقها المغيرة فتزوجها والد الحجاج يوسف بن الحكم فولدت له الحجاج عظيما من عظماء العرب.

تزوج الحجاج احدى بنات بني هاشم من ال بيت المصطفى (ص) وهي التابعية بنت عبد الله بن جعفر بن ابي طالب وعاش معها جل حياته وكان الحجاج محبا لابيها الامام عبد الله بن جعفر بن ابي طالب واصلا اياه حتى مماته (رض) فكان يرسل له في كل شهر عيرا تحمل كسوة وميرة وجميع ما يحتاج اليه.

كذلك تزوج الحجاج من ابنة المهلب بن ابي صفرة القائد العسكري المعروف والمشهور بكثرة فتوحاته ثم طلقها وذلك لتنافر الطباع فيما بينهما.

ثم طلب الحجاج يد سكينة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب فردته عن ذلك وكانت حينها ارملة للتابعي مصعب بن الزبير(رض)، فقال الحجاج حينما ردته سكينة قولته المشهورة :((قهرت الملوك والجبابرة وفتحت البلدان ونشرت فيها الامن والامان ولم يقهرني سوى ثلاثة : اسماء بنت ابي بكر وغزالة وسكينة بنت الحسين )).

شخصية الحجاج

كان الحجاج حازما قويا ذكيا خطيبا بليغا لا يجاريه احد في بلاغته وفصاحته وقال عنه الشعبي ((سمعت الحجاج يتكلم بكلام ما سبقه اليه احد، سمعته يقول : اما بعد فان الله تعالى كتب على الدنيا الفناء وكتب على الاخرة البقاء فلا بقاء لما كتب عليه الفناء، ولا فناء لما كتب عليه البقاء فلا يغرنكم شاهد الدنيا من غائب الاخرة، واقهروا طول الامل بقصر الاجل.

ومن صفاته ايضا انه لايميل ولا يخضع لاي نوع من انواع الشهوات والاهواء والمغريات مهما كانت عظيمة وبذلك استطاع وبهذه الصفات النبيلة ان يكون رجل دولة من الطراز الاول وان يقضي على كل الفتن والثورات وان يحفظ لهذه الامة كيانها المتراصالمترامي الاطراف.

قال عنه عبد الرحمن بن حارث بن هشام ((ما رئيت رجلا اعقل من الحجاج واياس بن معاوية فان عقلهما كان يرجح على عقول الناس)).

ومن الخصال الاخرى التي كان يتمتع بها الحجاج هي الكرم والسخاء في العطاء فكان يطعم فقراء اهل العراق في كل يوم مائة مائدة يجتمع على كل مائدة عشرة انفس وكان الحجاج يطوف بنفسه على هذه الموائد ويتفقد احوال المساكين وكان يحثهم على المجيء ثانية في اليوم التالي.

ومن الصفات التي كان يشتهر بها الحجاج هي الصراحة في القول، اذ كان صريحا لا يبالي في الله لومة لائم.خطب يوما في اهل رعايا الدولة الساسانية المنهارة من المتخلفين والمقيمين منهم في العراق فقال لهم ((والله اني لم اجد بكم دواء الا هذه المغازي والبعوث واني لا اريد الفرح عندكم ولا الراحة بكم وما اراكم الا كارهين لمقالتي، انا والله لرؤيتكم اكره ولولا ما اريد من طاعة امير المؤمنين فيكم ما حملت نفسي مقاستكم والصبر الى النظر اليكم والله اساله حسن العون عليكم )).

ولكن رغم هذا الحزم الشديد كان الحجاج يرجع الى الحق دائما حتى مع اهل بيته فلقد وصل يوما الى مسامع الحجاج قصة ابن اخيه الذي كان حاكما لواسط وتعلقه وغرامه بامرأة من اهل واسط حتى سئمت منه وعندما علم الحجاج بالامروثبت عنده بالبحث والادلة انه كان يريد ان يرتكب الفاحشة مع تلك المراة فامر بقتله والقاء جثته على قارعة الطريق لتاكلها الكلاب ثم وصل المراة بكل ما خلفه عليها ابن اخيه من متاعب ثم قال لها ((اكثر الله من النساء امثالك يا أمة الله)).

وعرف عن الحجاج كذلك قلة الضحك وان ضحك اظهر الاستغفار وذكر ابن كثير وكذلك ابن الاثير ان الحجاج خطب يوما وذكر القبر واهواله حتى بكى وابكى من حوله.

كان يتكلم حسبما يقتضي المقام والحاجة فهو شديد اللهجة مع اهل العراق لما فيهم من بقايا الدولة الساسانية المنهارة لكنه خفيف اللسان وكثير اللطف مع اهل الشام والحجاز.

يقول عمرو بن العلاء ((ما رئيت افصح قولا من الحسن البصري والحجاج..)). خطب يوما في اهل الشام فقال ((يا اهل الشام يا اهل السمع والطاعة والصبر اليقين غضوا الابصار واحثوا على الركب واستقبلوا القوم باطراف الاسنة يا اهل السمع والطاعة اصبروا لهذه الشدة الواحدة ثم ورب الكعبة ورب السماء ما شيء دونكم الا الفتح )).

اعمال الحجاج
  • تنقيط القرآن
عمد الحجاج الى تكوين لجنة من اكبر علماء عصره، وعلى رأسها وضع الامام الحسن البصري ويحيى بن يعمر ونصر بن عاصم الليثي لتشكيل القران وحساب عدد حروفه وان يحددوا ثلثه وربعه وسبعه فقاموا بذلك العمل في اربعة اشهروبذلك قل اللحن في قراءة القران وزاد عدد الداخلين في الاسلام من الفرس والترك والخزر.
  • سك العملة
انشأ الحجاج في الكوفة ثم واسط والبصرة دورا لضرب العملة اوجد فيها السباكين وكان مكتوبا عليها عبارة ((بسم الله)) ثم غير ذلك وكتب عليها (( قل هو الله احد ))
  • تعريب الدواوين
كانت الدواوين في كافة الاقاليم تكتب باللغة الفارسية فقام الحجاج في تعريب الدواويين للعربية وبعد هذا العمل الذي قام به الحجاج قال له احد الحاقدين من الشعوبية واسمه مراد نشاة بن زادان ((قطع الله اصلك كما قطعت اصل المجوسية)).
  • اصلاح ارض العراق
لما راى الحجاج بارض العراق اهوار ومستنقعات كثيرة وكبيرة امر بتجفيفها وزراعتها فمزجت تربتها فخرجت مساحات واراضي زراعية صالحة من تلك المساحات المجففة ثم نقل الناس اليها لزراعتها وعمرت هذه المناطق بعد ان كانت مستنقعات واهوار.
  • بناء مدينة واسط وشيراز
اسس الحجاج مدينة واسط لتكون مقرا وعاصمة له كما اسس الحجاج مدينة اخرى هي مدينة شيراز في ايران ويذكر ياقوت الحموي ((لما فرغ الحجاج من فتوحاته امر رجلا ممن يثق به وقال له امضي واشتري ارضا ابني فيها مدينة ولتكن على نهر جار فكانت واسط ))

اما ما اثير من حوله من اتهامات باطلة من انه كان ياخذ الناس في الضنة فاعتقد ان فيها مبالغات ومغالطات كثيرة.

واذا ما استرجعنا سوية الحوار الانف الذكر والذي جرى بين ذلك الشعوبي الحاقد وبين هارون الرشيد الخليفة العباسي الهاشمي من ال بيت المصطفى (ص) والذي كان يحج عاما ويغزو عاما ومات بعيدا في ساحات الوغى بعيدا عن اهله وذويه وعاصمة ملكه بغداد، وقول ذلك الشعوبي له ((انك يا هارون ان قتلتني فلا تستطيع ان تقتل ثلاثة الاف الف حديث كنا قد وضعناها عنكم وعن قومكم وعن دينكم)) لعلمنا حجم المؤامرة التي تحاك حول رموز هذه الامة وحول بنات مجد هذه الامة.

فالمقصود الواضح من وضع هذه الالاف المؤلفة من الاحاديث والمقولات الباطلة هي لاسقاط تلك الشخصيات العالية الهمة اجتماعيا وتاريخيا وحضاريا ومعنويا، ومن ثم الالتفاف وبكل سهولة على تلك الفكرة النيرة التي كانوا يحملونها ونشروها في الافاق.

لذا فحري بنا نحن احفاد اؤلائك الابطال الصناديد والذين كانوا كالجبال في شموخها ان ندافع عنهم بل وان نستميت في الدفاع عنهم وذلك لان الحياة حضارة وبناء.

اخيرا هذه دعوة موجهة الى كل حركات الزندقة والشعوبية والصفوية ان يكفوا اسنانهم ولسانهم الباطل من التكالب على نهش لحوم قادة ورموز هذه الامة لان الله سبحانه وتعالى قد خلق الميزان وبكفتيه .

كفة للحسنات وكفة للسيئات ثم قال تعالى ((واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا ياخذ منها عدل ولا هم ينصرون)) وقال سبحانه وتعالى ((تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلن عما كانوا يعملون)).

والرسول الاكرم (ص) قال في حديث متفق على صحته ((اذكروا محاسن موتاكم)).

في الختام نقول كما قال بعض الحكماء ((لا تكن كالذباب لا يقع الا على الجرح)).
...............................................
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى