اخ انور لا تقامر و تضع كل البيض في سلة داعش لانهم ومن خلال الوقائع التي على ارض اثبتوا انهم اغبياء بأمتياز وليسوا اكثر من ضباع (اجلكم الله) التي هي وحوش لكن ليست بمستوى الاسود صاحبة الارض والتي يمكنها في اي لحظة طرد المتطفلين عن ارضها ساعة الغضب . انت تقلل من قيمة الحشد الشعبي الذي تشكل في اعقاب سيطرة الدواعش على الموصل ربما لانك تشاهد من على التلفاز صور رجال كبار السن يحملون بنادق عتيقة ولكن ما لم تلاحظه وغفلته هو ذلك الدور الكبير الذي لعبته هذه القوة العسكرية على الارض فما صنعته داعش في حرب الاستنزاف التي مر ذكرها اعلاه قامت به هذه القوة ولكن بشكل اسرع و اقوى و خذ من محافظة ديالى قرينة في دقة الكلام . فلو تابعت تصريحات المعارضين " السنة " ستجد ان هناك عبارة لم تغادر السنتهم منذ فترة طويلة وهي ( المحافظات السنية المنتفضة الستة ) في اشارة الى المحافظات التي يتواجد فيها "العرب السنة" وهي ( نينوى و الانبار وصلاح الدين و كركوك وديالى وبغداد ) وهي نفس المحافظات التي كانت سابقا مسرحا لعمليات تنظيم القاعدة و التنظيمات الاخرى لكنك لو ابصرت بشيء من التدقيق ستجد ان (بغداد و ديالى) اصبحت خارج هذا الاطار وبعيدا عن هذه الحسابات الطائفية حيث لاوجود لعمليات عسكرية حقيقية هناك سوى بعض الجيوب و بالنسبة للعمليات الانتحارية فهي لاتعطي انطباع عن وجود فعلي على الارض . اما محافظة كركوك فهي كما يعرف الجميع اصبحت تحت ظل البيشمركة ولن يتنازل عنها الاكراد مهما حصل وبخاصة من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني لعوامل عديدة تاريخية و اقتصادية مهمة . اما محافظة صلاح الدين فهي كمنطقة ادارية تقسم الى ستة اقضية ( قضاء سامراء و قضاء بلد وقضاء الدجيل و قضاء تكريت وقضاء بيجي وقضاء الدور ) مع عدد من النواحي الاخرى مثل طوز خورماتو و غيرها و من الجانب العسكري الان ما تحت سيطرة حكومة بغداد من هذه المحافظة هو ( سامراء و بلد والدجيل ) ناهيك عن النواحي والقصبات المهمة التي تربط وسط و جنوب العراق بالشمال و اقصد هنا ( العظيم و حمرين و سليمان بيك و امرلي و الطوز ) وتدور المعارك مع افضلية واضحة للجيش العراقي و قوات الحشد الشعبي في تكريت و بيجي . بالحسابات الطائفية والقومية الضيقة و بحساب الربح والخسارة سيظهر واضحا ان " العرب السنة " في العراق خسروا اربعة محافظات من المحافظات الستة التي كانت تسمى " المحافظات المنتفضة " هذا والاخريين اصبحتا مسرحا لعمليات التحالف الدولي و اكثر من ثلاثة ارباع اهلها يعيشون في الخيام .. دقق يا اخ انور و انظر من الذي خسر ومن الذي ربح بعيدا عن مزامير الاعلام و الهالة الكبيرة التي رسمت حول اسم " داعش " .