بالنسبة لأعداد الدبابات السوفييتية كانت تتفوق بشكل كبير على الناتو والسوفييت صمموا تي-72 لإغراق الجبهة بينما صمموا تي-64 لتكون دبابة النخبة ونفس الشئ حالياً بين تي-90 وتي-80 معادلة الدبابة الرخيصة كثيرة العدد بجانب الدبابة الممتازة قليلة العدد .
ورغم هذا كانت تي-72 في وقتها دبابة مرعبة بقدراتها المتميزة أمام الدبابات الغربية في فترة السبعينيات حيث نظام تلقيمها الآلي ودروعها السيراميكية المركبة ومدفعها الكبير وامكانية اطلاق صواريخ موجهة مضادة للدروع من مسافات كبيرة وخفة وزنها وصغر مساحتها وأعدادها الهائلة وغيرها من المميزات التي استحقت بها لقب دبابة الشيطان ! .
بالنسبة للخفجي كان الغرض الأساسي لإحتلالها هو جر الحلفاء وعلى رأسهم امريكا لخوض الحرب البرية وحسم الحرب باكراً قبل ان تؤدي الحرب الجوية إلى انهاك القوات البرية العراقية وتدميرها من الجو ، كما ان الخفجي لا تملك اي اهمية عسكرية تقتضي احتلالها ولكنها ذات طابع نفسي قد يرغم احتلالها الحلفاء على الدخول مباشرتاً في الحرب البرية ، وعموماً اتسائل كيف تمكن العراقييون من دخول الخفجي ونجحوا في احتلالها رغم التفوق الهائل لقوات الحلفاء سواءً في الجو أو البر!!! طبعاً كانت هناك عملية خداع فقد شاغلت القوات العراقية الحلفاء في محور آخر لجر انتباههم عن الخفجي وهذا فشل للإستخبارات العسكرية للحلفاء .
بالنسبة لمحاولة الحلفاء ابقاء الجيش العراقي في الكويت انا اتفق معك ان الرغبة الأمريكية كانت تقضي بمحاصرة الجيش العراقي في الكويت وتدميره قبل ان يتمكن من الإنسحاب ، ولو راجعت محاور هجوم الحلفاء في عاصفة الصحراء (ام المعارك) لوجدت ان شوارسكوف ناور بالقوات الأمريكية بدخول العراق من حدوده مع المملكة شمال الكويت في حين تدخل بقية جيوش الحلفاء الكويت جنوباً ليقع العراقيون بين فكي كماشة ولكن الذي حصل ان قوات الحلفاء التي دخلت الكويت وجدتها خاوية تقريباً من القوات العراقية في حين ان معظم القوات العراقية كانت بالفعل اتمت انسحابها ليلاً فوجد شوارسكوف نفسه وحيداً امام القوات العراقية المنسحبة بإتجاه الشمال وتلك القادمة للنجدة جنوباً فأصبحت القوات الأمريكية نفسها بين طرفي الكماشة فانقلب السحر على الساحر فطالبت أمريكا بوقف لإطلاق النار تجنباً للمذبحة التي سوف تحصل للطرفين ، وعموماً قصة المئة ساعة الأخيرة من عاصفة الصحراء تبقى مجهولة للكثيرين .
