قرأت سابقاً أحد الدراسات الفرنسية المترجمة للإنجليزية لإحتياجات البحرية الملكية السعودية المستقبلية.
أحد النقاط المثيرة فيها هي أنها تحث على إمتلاك حاملتين مروحيَات "ميسترال" نظراً لأنَ خليج عدن ومنطقة القرن الإفريقي وبحر العرب تعتبر مسرح عمليَات مستقبلي. وتدعم الجهود الدولية لمكافحة القرصنة وأمن الملاحة البحرية.
لكن أحد المآخذ السعودية على هذه الدراسة هي أنَها تزيد من التكاليف التشغيلية بشكل كبير وتصبح الحاجة إلى إنشاء أسطول ثالث أمراً مفروغاً منه رغم أنَ الدول الكبرى المتفوقة عسكرياً تتجه إلى تصغير التشكيلات العسكرية وجعلها ذات آداء أعلى عن طريق تطبيق مفهوم القوات الذكية.
و لم تعجبهم أيضاً حتى الآن المروحيَات القتالية المقترحة أو بشكل أصح لم تعد تلبي إحتياجاتهم أو طموحهم خصوصاً أنَ العربية السعودية حالياً هي أحد أكبر مشغلي الأباتشي في العالم. وهذا يعني أنَهم يريدون مروحيات قتالية لا يقل أدائها عن الأباتشي.
النقطة التي حسمت أمر الدراسة هي أنَ قطعاً بحرية كهذه "حاملة مروحيَات" تحتاج إلى قطع بحرية مرافقة لحمايتها خصوصاً أنَ قطعة بحرية كبيرة كهذه ستعتبر الهدف الأول في أي نزاع بحري. أي أن القوات المعادية ستستميت لإغراقها بغية الحصول على نصر إعلامي أو التسبب في هبوط معنوي.
طبعاً الدراسة كانت تعيل على أنَ القطعة الثانية ستكون بحماية بحريَات دول الخليج وهو ما سيقلل من الضغط على البحرية السعودية. لكنه أمراً كهذا من وجهة نظر السعوديين لا يجب التعويل عليه لأنه من البديهي أن تقوم كل قوة بحرية بحماية قطعها بنفسها.
لكن الأمر لا يزال محتملاً خصوصاً أنَ دولة مثل الجزائر والتي تعتبر قواتها ليست غربية بالكامل وليست بالتطور التي تتمتع بها قوات العربية السعودية تمتلك حاملة مروحيات.
* مع العلم بأنَ الدراسة هي كتابات لأحد العاملين بأحد الكليَات أو المعاهد البحرية في الجمهورية الفرنسية.
* من وجهة نظري أنَه بالنظر إلى مسرح العمليَات اليمني القائم, وجب التفكير بإمتلاك قطع كحاملة مروحيَات أو طائرات. على الأقل قطعة يتيمة ستعطي صانع القرار اليد العليا التي تستطيع حسم التدخلات العسكرية في وقت أسرع.