اليمن: احتجاجات في «داخلية الحوثي وصالح»
أفراد من المقاومة الشعبية الموالية للشرعية على طريقٍ قرب قرية هيفان جنوب شرقي مدينة تعز (أ ف ب)
الحوثيون يُعدِمون 3 أشخاصٍ أحدهم مختطَف .. واحتجاجات في الجهاز الأمني التابع لهم
الدمام،
الرياض –
الشرق،
أ ف ب
أفادت مصادر يمنية أمس بتنفيذ الحوثيين إعداماتٍ ميدانيةً بحق أحد المختطَفين واثنين من المنتمين إلى قبائل حاشد، فيما قطع جنودٌ من وزارة الداخلية الموالية للانقلاب شارعاً عامّاً في صنعاء ومنعوا سير المركبات اعتراضاً على انقطاع رواتبهم.
وأبلَغ مصدرٌ قبلي موقع «المشهد اليمني» الإخباري بأن مسلَّحين من جماعة الحوثي المتمردة أعدموا الشيخ إبراهيم محمد يحيى أبو حلفة والشيخ حسين ناصر كباس، وتحفظوا على جثتيهما في منطقة السبعين وسط صنعاء بعد الإجهاز عليهما عند مقرَي عملهما في منطقة شميلة.
وأبو حلفة وكباس ينتميان إلى القبائل القريبة من مسقط رأس شيخ مشائخ حاشد صادق الأحمر، بحسب «المشهد اليمني» الذي نقل عن المصدر القبلي أن الحوثيين هرَّبوا القتلة وتستروا عليهم بصورةٍ استفزازيةٍ.
وتحدَّث المصدر نفسه عن اجتماع قبلي عُقِدَ الأربعاء الماضي في منزل الشيخ صادق الأحمر في الحصبة وسط احتشاد مسلحين.
وانتهى الاجتماع بإصدار وثيقة توقيعاتٍ لعشرات المشائخ تطالب المتمردين على الشرعية والنائب العام التابع لهم بسرعة ضبط الجناة.
ونيابةً عن مشائخ وأعيان حاشد؛ وقع الأحمر و13 آخرون على الوثيقة التي شددت على احتشاد القبائل وانتظارها سرعة تنفيذ مطالبها ومنها تقديم الجناة إلى النيابة الجزائية المختصة في إطار محاكمة عاجلة.
إلى ذلك؛ صفَّى مسلحون من ميليشيات «الحوثي وصالح» أحد المحتجزين لديها في مبنى بنك الإنشاء والتعمير في محافظة البيضاء.
وكانت الميليشيات أحالت المبنى إلى مقر احتجازٍ للمناوئين لها.
وأبلغت مصادر محلية وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بأن «حراسة السجن من الميليشيا الانقلابية أطلقت الرصاص على المختطَف أمام المبنى الواقع وسط مدينة البيضاء أثناء خروج المصلين أمس الأول من جامع العودي المقابِل بعد أداء صلاة الجمعة».
ووفقاً لـ «سبأ»؛ أطلقت الميليشيا على المختطَف 4 طلقات في ظهره «وتركته ينزف وسط حرارة الشمس، حيث مُنِعَ الناس من الاقتراب منه أو محاولة إسعافه، ثم أعيد إلى داخل المبنى وتُرِكَ ينزف حتى فارق الحياة».
وبررت الميليشيا جريمتها باتهام القتيل بمحاولة الفرار من السجن، وهو ما نفاه شهود عيان قالوا إنه لم يحاول الفرار مطلقاً.
في سياقٍ آخر؛ عاين شهودٌ في صنعاء أمس إقدام جنودٍ وضباطٍ في وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين على قطع الشارع العام المجاور للوزارة ومنع المركبات من السير.
ونقل موقع «المصدر أونلاين» اليمني عن مسؤولٍ أمني أن نحو 200 من الجنود والضباط قطعوا الشارع احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم، وتسجيلهم كـ «متغيبين» في بيانات الوزارة. ويطالب المحتجون بصرف أجورهم قبل حلول عيد الفطر.
وجماعة الحوثي متهمةٌ بنهب أكثر من 20 مليار ريال من حساب صندوق تقاعد وزارة الداخلية التابع للبنك المركزي اليمني.
سياسيّاً؛ أعلنت الحكومة الشرعية تحفظها على الخطة التي اقترحتها الأمم المتحدة بعد شهرين من المحادثات مع الانقلابيين.
وأصدر الوفد الحكومي المفاوِض بياناً جاء فيه أن «الخلاف مع الانقلابيين لا يزال جوهريّاً بسبب رفضهم الالتزام بالمرجعيات والمبادئ والإجراءات المطلوب اتّباعها لإنهاء الانقلاب وجميع الآثار المترتبة عليه».
وبدأت المحادثات قبل أكثر من شهرين في العاصمة الكويتية، وهي مُعلَّقة منذ الثلاثاء الماضي ولمدة 15 يوماً.واتهم الوفد الحكومي الانقلابيين بالتعنت، وقال «نتيجةً لتعنتهم ومراوغتهم لم يتم الاتفاق على أي شيء في القضايا الرئيسة المحددة في جدول الأعمال والإطار العام».
وتطالب الحكومة بانسحاب المتمردين من المدن التي سيطروا عليها عام 2014 وبينها صنعاء، وإعادة الأسلحة التي صادروها إلى السلطات الشرعية قبل البدء في تطبيق أي حل انتقالي سياسي.
ومن المقرر استئناف المحادثات في الـ 15 من يوليو الجاري، بحسب ما قال وسيط الأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وقدَّم ولد الشيخ أحمد إلى الوفدين المفاوضَين خارطة طريق للتداول بشأنها خلال فترة التعليق.
ومن دون التطرق إلى تفاصيل خارطة الطريق؛ أعلن الوسيط الأممي الخميس أنها تتضمن «تصوراً عمليّاً لإنهاء النزاع وعودة اليمن إلى مسار سياسي»، مبيِّناً «يتضمن هذا التصور إجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها القرار 2216 وتشكيل حكومة وحدة وطنية».
واعتبر ولد الشيخ أحمد أن المفاوضين «تعاملوا بشكل إيجابي مع المقترح»، مستدركاً «لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى تفاهم حول كيفية وضع جدول زمني للمراحل وتسلسلها».
لكن بيان الوفد الحكومي أكد «لم نوافق أو نلتزم بمناقشة أي أفكار أو مقترحات تتعارض أو تخالف المرجعيات ومنها تلك الأفكار التي أعلنها المبعوث الخاص في مؤتمره الصحفي في الكويت الخميس».