نائب المدير السابق لـسي آي إي: الإمارات وجهت الضربة الأقوى للقاعدة
24- منى وازن
الجمعة 6 مايو 2016 / 20:06
كتب نائب المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إي" مايكل موريل عن الضربة القوية التي وجهتها الإمارات والسعودية إلى تنظيم القاعدة في اليمن في أبريل (نيسان) الماضي، منبهاً إلى أن هذا الإنجاز الكبير لم يحظ باهتمام أمريكي كبير كافٍ.
وقال موريل الذي كان أيضاً مديراً للسي آي إي بالوكالة، إن الإمارات العربية المتحدة وجهت في ظل التحالف الذي تقوده السعودية، ضربة قوية الشهر الماضي إلى المجموعة الأكثر دموية على الأرض، تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الجماعة المتطرفة الأولى الناشطة في اليمن.
نظرياً، تصوّر وسائل الإعلام الغربية دول الخليج بأنها تتجنّب المعركة مع المتطرفين أو أنها عاجزة عن خوض معركة كهذه أو غير مستعدة للتعامل مع الإرهابيين والمتطرفين المنتشرين على أراضيها، إلا أن موريل يؤكد أن العملية التي نفذتها الإمارات في اليمن أثبتت أن أياً من هذه الأوصاف لا ينطبق على أبوظبي.
تهديد لأمريكا
لطالما كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تهديداً للولايات المتحدة. فالهجمات الإرهابية الثلاثة الأخيرة التي حاولت جماعة خارجية تنفيذها على الأراضي الأمريكية قام بها هذا التنظيم.وشملت تلك الخطط محاولة إسقاط طائرة كانت في رحلة إلى ديترويت عام 2009 على يد من سمي "مفجرّ الملابس الداخلية"، ومحاولة إسقاط طائرات شحن ترفع العلم الأمريكي من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، بدسّ متفجرات في خراطيش الطابعات عام 2010، والمؤامرة لإسقاط طائرة ركاب مدنية كانت في رحلة إلى الولايات المتحدة بحزام ناسف متطور لا يحوي على قطع معدنية عام 2011.
ملاذ آمن
ولفت موريل إلى أن هذه المؤامرات نتجت من الملاذ الآمن الذي كان يتمتع به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في اليمن.ولكن العمليات العسكرية التي نفذتها الحكومة اليمنية مدعومة بعمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية عامي 2012 و2013 نجحت في القضاء على ذلك الملاذ، وأزاحت العديد من زعماء التنظيم من ساحة المعركة.
الحرب الأهلية
ولكن موريل يلفت إلى أن الحرب الأهلية التي بدأت في اليمن عام 2014 أوجدت فراغاً في السلطة أتاح للتنظيم الإنبعاث مجدداً. وقد تمكن في مطلع هذه السنة من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي وتجنيد آلاف المجندين الجدد والسيطرة على مخابئ للأسلحة والحصول على موارد جديدة.
ومع أن التحالف الذي تقوده السعودية يركز على محاربة الحوثيين، حوّل في الأشهر الخمسة الأخيرة اهتمامه على التهديد المتزايد للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، متوّجاً جهوده بالعملية الكبيرة في أبريل (نيسان) الماضي.
المكلا
ويوضح المسؤول السابق في السي آي إي أنه في عطلة نهاية الأسبوع في 23 و24 أبريل (نيسان)، سيطرت القوات الإماراتية يدعمها الجيش اليمني والقبائل اليمنية المحلية، على مدينة المكلا المهمة استراتيجياً والمنطقة المحيطة بها.
والمكلا هي ثامن كبرى مدن اليمن وتضم ثاني أكبر المرافئ في البلاد الذي كان التنظيم الإرهابي يجني منه عائدات كبيرة بفرضه ضرائب على شحنات البضائع هناك. وكانت المدينة مركز إمارة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في اليمن. لذا تشكل خسارتها ضربة قوية للتنظيم، وهي تعادل خسارة داعش الموصل أو الرقة.
تنسيق مع القبائل
واتسمت العملية بتخطيط وتنفيذ جيدين، وعمل الإماراتيون مع القبائل اليمنية المحلية لضمان دعمهم للخطة، ودربوا جنوداً يمنيين لمساعدتهم في التنفيذ. وشمل الهجوم عمليات جوية وبحرية وبرية منسقة استغرقت يومين، علماً أن البعض اعتقد أنها ستتطلب أسابيع. وحالياً، ينكب التحالف على عمليات تضمن عدم عودة القاعدة، بما فيها المساعدة على إقامة حكم جيد في المنطقة.
حلّ نموذجي
ويعتبر موريل إن هذه الألية تشكل حلاً يجب اعتماده في التعامل مع الجماعات الإرهابية التي تسيطر على أراضٍ. ويؤكد أن إضعاف القاعدة في شبه الجزيرة العربية يصب في مصلحة السعوديين والإماراتيين، البلدين اللذين يعدان هدفين أولين لهذا التنظيم في المنطقة، إلا أنه أيضاً مصلحة الأمن القومي الأمريكي، ما دامت الأراضي الأمريكية كانت الهدف الأول للتنظيم خارج المنطقة.
النهج الصحيح
ويخلص إلى أن آثار العملية الإماراتية تكتسب دلالات مهمة، معتبراً أن هذا هو النوع من القدرة والرغبة العسكرية الضرورية للتحرك ضد الإرهابيين الذي يجب أن يصير نموذجاً لدول أخرى في المنطقة، وهذا هو النوع من التحرك الذي يتعين على الولايات المتحدة دعمه، بمساعدة ملموسة وتصريحات علنية على السواء. ويضيف "هذا هو النهج للتعاطي مع إرهابيين يستولون على أراض الذي سينجح بمواجهة مجموعات متطرفة أخرى، بما فيها داعش، أي كسب دعم القبائل المحلية وتدريب القوات السنية المحلية لمقاتلة العدو والمشاركة أنفسنا في القتال عند الضرورة".
https://twitter.com/20fourMedia/status/728617172935782401
24- منى وازن
الجمعة 6 مايو 2016 / 20:06
كتب نائب المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إي" مايكل موريل عن الضربة القوية التي وجهتها الإمارات والسعودية إلى تنظيم القاعدة في اليمن في أبريل (نيسان) الماضي، منبهاً إلى أن هذا الإنجاز الكبير لم يحظ باهتمام أمريكي كبير كافٍ.
وقال موريل الذي كان أيضاً مديراً للسي آي إي بالوكالة، إن الإمارات العربية المتحدة وجهت في ظل التحالف الذي تقوده السعودية، ضربة قوية الشهر الماضي إلى المجموعة الأكثر دموية على الأرض، تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الجماعة المتطرفة الأولى الناشطة في اليمن.
نظرياً، تصوّر وسائل الإعلام الغربية دول الخليج بأنها تتجنّب المعركة مع المتطرفين أو أنها عاجزة عن خوض معركة كهذه أو غير مستعدة للتعامل مع الإرهابيين والمتطرفين المنتشرين على أراضيها، إلا أن موريل يؤكد أن العملية التي نفذتها الإمارات في اليمن أثبتت أن أياً من هذه الأوصاف لا ينطبق على أبوظبي.
تهديد لأمريكا
لطالما كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تهديداً للولايات المتحدة. فالهجمات الإرهابية الثلاثة الأخيرة التي حاولت جماعة خارجية تنفيذها على الأراضي الأمريكية قام بها هذا التنظيم.وشملت تلك الخطط محاولة إسقاط طائرة كانت في رحلة إلى ديترويت عام 2009 على يد من سمي "مفجرّ الملابس الداخلية"، ومحاولة إسقاط طائرات شحن ترفع العلم الأمريكي من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، بدسّ متفجرات في خراطيش الطابعات عام 2010، والمؤامرة لإسقاط طائرة ركاب مدنية كانت في رحلة إلى الولايات المتحدة بحزام ناسف متطور لا يحوي على قطع معدنية عام 2011.
ملاذ آمن
ولفت موريل إلى أن هذه المؤامرات نتجت من الملاذ الآمن الذي كان يتمتع به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في اليمن.ولكن العمليات العسكرية التي نفذتها الحكومة اليمنية مدعومة بعمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية عامي 2012 و2013 نجحت في القضاء على ذلك الملاذ، وأزاحت العديد من زعماء التنظيم من ساحة المعركة.
الحرب الأهلية
ولكن موريل يلفت إلى أن الحرب الأهلية التي بدأت في اليمن عام 2014 أوجدت فراغاً في السلطة أتاح للتنظيم الإنبعاث مجدداً. وقد تمكن في مطلع هذه السنة من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي وتجنيد آلاف المجندين الجدد والسيطرة على مخابئ للأسلحة والحصول على موارد جديدة.
ومع أن التحالف الذي تقوده السعودية يركز على محاربة الحوثيين، حوّل في الأشهر الخمسة الأخيرة اهتمامه على التهديد المتزايد للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، متوّجاً جهوده بالعملية الكبيرة في أبريل (نيسان) الماضي.
المكلا
ويوضح المسؤول السابق في السي آي إي أنه في عطلة نهاية الأسبوع في 23 و24 أبريل (نيسان)، سيطرت القوات الإماراتية يدعمها الجيش اليمني والقبائل اليمنية المحلية، على مدينة المكلا المهمة استراتيجياً والمنطقة المحيطة بها.
والمكلا هي ثامن كبرى مدن اليمن وتضم ثاني أكبر المرافئ في البلاد الذي كان التنظيم الإرهابي يجني منه عائدات كبيرة بفرضه ضرائب على شحنات البضائع هناك. وكانت المدينة مركز إمارة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في اليمن. لذا تشكل خسارتها ضربة قوية للتنظيم، وهي تعادل خسارة داعش الموصل أو الرقة.
تنسيق مع القبائل
واتسمت العملية بتخطيط وتنفيذ جيدين، وعمل الإماراتيون مع القبائل اليمنية المحلية لضمان دعمهم للخطة، ودربوا جنوداً يمنيين لمساعدتهم في التنفيذ. وشمل الهجوم عمليات جوية وبحرية وبرية منسقة استغرقت يومين، علماً أن البعض اعتقد أنها ستتطلب أسابيع. وحالياً، ينكب التحالف على عمليات تضمن عدم عودة القاعدة، بما فيها المساعدة على إقامة حكم جيد في المنطقة.
حلّ نموذجي
ويعتبر موريل إن هذه الألية تشكل حلاً يجب اعتماده في التعامل مع الجماعات الإرهابية التي تسيطر على أراضٍ. ويؤكد أن إضعاف القاعدة في شبه الجزيرة العربية يصب في مصلحة السعوديين والإماراتيين، البلدين اللذين يعدان هدفين أولين لهذا التنظيم في المنطقة، إلا أنه أيضاً مصلحة الأمن القومي الأمريكي، ما دامت الأراضي الأمريكية كانت الهدف الأول للتنظيم خارج المنطقة.
النهج الصحيح
ويخلص إلى أن آثار العملية الإماراتية تكتسب دلالات مهمة، معتبراً أن هذا هو النوع من القدرة والرغبة العسكرية الضرورية للتحرك ضد الإرهابيين الذي يجب أن يصير نموذجاً لدول أخرى في المنطقة، وهذا هو النوع من التحرك الذي يتعين على الولايات المتحدة دعمه، بمساعدة ملموسة وتصريحات علنية على السواء. ويضيف "هذا هو النهج للتعاطي مع إرهابيين يستولون على أراض الذي سينجح بمواجهة مجموعات متطرفة أخرى، بما فيها داعش، أي كسب دعم القبائل المحلية وتدريب القوات السنية المحلية لمقاتلة العدو والمشاركة أنفسنا في القتال عند الضرورة".
https://twitter.com/20fourMedia/status/728617172935782401