"الانقلابيون" جعلوا اليمن أكبر بلد يعاني مصادرة حقوق حرية الرأي والتعبير
"الأصبحي": مليشيات الحوثي وصالح تفجِّر المساجد ومنازل المعارضين
عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: حذَّر وزير حقوق الإنسان في الجمهورية اليمنية، الدكتور عز الدين الأصبحي، من الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها المليشيات الحوثية والمخلوع "صالح" ضد الشعب اليمني. وطالب الوزير الأصبحي بموقف حقيقي من الإعلام، وكذلك دولياً، من جميع المنظمات وحقوق الإنسان؛ للوقوف ضد هذه الانتهاكات.
واستهل الوزير الأصبحي مشاركته أمس في ندوة "حالة حقوق الإنسان في اليمن"، التي نظمها التحالف اليمني لرصد الانتهاكات، إلى جانب عدد من المختصين، بمقر المركز الإعلامي بفندق الماريوت بالرياض، الحديث عن الوضع الإنساني المتردي الذي تعانيه الجمهورية اليمنية، الذي تضمن عرضاً لمجمل الحالة الحقوقية لما يعانيه اليمن من جراء انقلاب المليشيات الحوثية.
وبيَّن أنه بحسب الإحصاءات والتقارير الأممية الأخيرة التي تابعت الوضع الكارثي الذي تعيشه الجمهورية اليمنية، من حالات تجويع وترويع ومصادرة للحقوق والحريات المختلفة، مارستها المليشيات الحوثية وصالح، إضافة إلى ما تعرضت له اليمن من أعاصير ضربت الجمهورية اليمنية والمدن المختلفة في سوقطرى وحضرموت وعدن وشبوه.. وبحسب تقرير الغذاء العالمي البارحة وقبل البارحة، فإن اليمن واحد من الدول الأكثر فقراً، التي تعاني ارتفاع معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
ولفت وزير حقوق الإنسان إلى أن هناك عشر محافظات من أصل 22 محافظة، تشكل مجمل الجمهورية اليمنية، تعاني انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ، وهي خطوة واحدة تسبق المجاعة.
وتابع الوزير "الأصبحي" بأنه بحسب تصريح المتحدث الرسمي للأمم المتحدة بجنيف البارحة الأولى، فإن هناك شخصاً واحداً من كل 5 أشخاص يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد، وبحاجة ماسة للمساعدات الغذائية. مضيفاً بأن 25 ٪ من السكان في اليمن أصبحوا في حالة انعدامٍ للأمن الغذائي.
وزاد الوزير "الأصبحي" في معرض حديثه عن خطورة الوضع الحقوقي الذي تعانيه الجمهورية اليمنية بسبب الانقلاب المليشياوي للحوثيين وصالح بأنه خلال الأشهر السبعة الماضية قامت هذه المليشيات بعمل أكبر عقوبات جماعية، تعانيها مدن كاملة في العصر الحديث بشكل فاشي، لم يسبق له مثيل، شملت عملية تجويع كاملة وتطويق لمدن آهلة بالسكان، ومنع وسائل الحياة كافة التي تقوم عليها هذه المدن.
وذكر في هذا الصدد أن محافظة تعز انعدم فيها الأكسجين في المستشفيات الطبية منذ أسبوع كامل، وبدأت الوفيات تتصاعد بسبب الحصار الجائر الذي تعانيه المحافظة، والذي عانته مدينتا عدن والضالع في الأشهر الماضية.
وتطرق وزير حقوق الإنسان اليمني إلى أنواع الجرائم والانتهاكات المختلفة التي تمارسها المليشيات، ومنها الحصار الجائر واستهداف المدنيين في عدن ولحج والبيضاء ومأرب؛ إذ تم ضرب محطات المياه والكهرباء والمراكز الصحية والتجمعات السكانية مثلاً في عدن. وانتقلت بالآلية نفسها والمنهج نفسه هذه المأساة في مدينة تعز حالياً. مشيراً إلى أنه منذ يومين تم بإطلاق 13 قذيفة على مستشفى الثورة العام في تعز، وحصار المنشآت الصحية كافة، ومنع الطواقم الطبية من دخول المستشفيات، واستهدافها مباشرة.
واستطرد الوزير "الصبحي" متحدثاً عن انتهاكات المليشيات لحقوق الإنسان العملية الممنهجة لضرب النسيج الاجتماعي في اليمن، عبر نشر خطابات الكراهية والتفرقة المغلفة بالعملية الدينية، التي تؤثر على بنية المجتمع. موضحاً في هذا السياق أنه تم إطلاق أكبر خطاب كراهية حقيقية موجودة على المستوى الإعلامي، وجعل الحرب تتبع إطاراً مذهبياً أو مناطقياً، الذي يؤسس لبقاء النزاع إلى أمد طويل، وتمزيق النسيج المجتمعي في اليمن، وقد يؤسس ذلك لحروب قادمة قائمة على الكراهية.
وواصل وزير حقوق الإنسان في مداخلته عن انتهاكات مليشيات الحوثي وصالح بتوضيح عملية تجنيد عشرات الأطفال؛ إذ جندت هذه المليشيات الإرهابية الأطفال دون سن 17 سنة من خلال استقطابهم وغسل أدمغتهم.
وقال إن الأخطر من ذلك أن هذه المليشيات عندما زجت بهؤلاء الأطفال، الذين تم استدراجهم من دور الأيتام والأحداث في أتون الحرب، تُركوا لمصيرهم، وهم موجودون الآن في المدارس، في الوقت الذي رفض فيه أهاليهم مسألة عودتهم على أساس أنه ضُلّل بهم، ولم يعودوا مرغوباً فيهم.
وكشف الوزير الأصبحي عمليات تفجير المعارضين من برلمانيين وسياسيين، واعتقالهم من قِبل المليشيات الحوثية وصالح، وهي عملية ممنهجة، بدأت من صعدة ثم عمران وذمار وإب، ووصلت إلى تعز.
وتحدث الوزير الأصبحي عن عمليات تفجير المساجد لترسيخ خلاف مذهبي وطائفي، وإظهار حالة رعب حقيقية بأنهم لن يتورعوا عن القيام بأي عمل لإرهاب المعارضين لهم.
وحذر الوزير الأصبحي من حالة رعب حقيقية تسود العاصمة صنعاء بسبب سيطرة الحوثيين، ومن ذلك الاعتقالات وإعطاء صلاحيات أمنية لاعتقال أي شخص بناء على انتمائه المذهبي أو المناطقي أو السيأسي، أو لمجرد إشارة اختلاف ضدهم في مواقع التواصل، ونشر أكبر عدد من المخبرين داخل هؤلاء النشطاء للإبلاغ عن أي مخالف للرأي، والتنكيل بهم لإسكات أي رأي مخالف ومعارض لتلك المليشيات، وكذلك مصادرة المنصات كافة التي جعلت اليمن أكبر بلد يعيش حالة مصادرة لحقوق حرية الرأي والتعبير؛ إذ تم إغلاق الصحف المعارضة كلية، وإغلاق المواقع الإلكترونية في صنعاء، وإغلاق مكاتب المراسلين الصحفيين للقنوات ووكالات الأنباء المختلفة واعتقالهم.
وأردف: نحن أكبر بلد في اغتيال واستهداف مباشر للصحفيين، واستخدام الإعلاميين كدروع بشرية. وأضاف بأن واحدة من جرائم الحرب استُخدم فيها المدارس والمستشفيات كمراكز عسكرية، أو مصادر لإطلاق النار المضادة للطيران، لاستقطابها لضربها وتحويلها من منشآت تعليمية وصحية إلى منشآت حربية وعسكرية. وقد رأينا كيف تحولت مدارس إلى مخازن أسلحة، وكيف تحولت حارات مكتظة بالسكان إلى مراكز حربية.
وعن الأحوال المناخية التي ضربت اليمن أوضح الوزير "الأصبحي" أن الأعاصير التي اجتاحت اليمن في 3 من نوفمبر جرفت المنازل والقوارب والثروة الحيوانية، حسب التقارير الأولية، وتم تشريد ما يقارب 300 أسرة في محافظة حضرموت و150 في محافظة شبوة و25 في المهرة ومئات أخرى في سوقطرى، كما ضربت البنية الأساسية للصيادين في سوقطرى خلال الإعصار المباشر في اليومين الماضيين.
ولفت إلى أن إعصار تشابالا والإعصار الآخر ضرب بشكل مباشر ما يقارب المليون و900 ألف شخص، تضرروا بشكل مباشر من هذه الأعاصير، وأُبيدت قرية "جلعة" في شبوة بشكل كامل، ولم يعد لها من أثر للحياة بسبب هذه الأعاصير؛ الأمر الذي ضاعف العمل الإنساني الذي يجعلنا نطلق نداء مضاعفاً على المستوى الدولي بأننا نعيش وضعاً إنسانياً حقيقياً، تجاوز موضوع الكارثة، معرباً عن شكره للجهود الأخوية التي بذلتها السعودية والإمارات وسلطنة عمان في جهودها في منطقة الأعاصير.
بعد ذلك عرض التحالف اليمني لرصد الانتهاكات فيلماً وثائقياً حول حالة حقوق الإنسان في اليمن، رصد الانتهاكات الممنهجة للمليشيات الحوثية وصالح ضد المدنيين في اليمن.