الجلسة الثالثة دعت لاحتواء اليمن في إطار مجلس التعاون الخليجي
اليوم الثاني لمنتدى «الاتحاد»: القضاء على «الحوثي» يكبح انتشار الحركات المتطرفة في المنطقة
حجم الخط
|
صورة 1 من 3
سالم سالمين النعيمي وعبدالله الشايجي وأحمد عبدالملك أثناء الجلسة الثالثة (تصوير عبدالعظيم شوكت)
تاريخ النشر: الخميس 22 أكتوبر 2015
طه حسيب
طه حسيب (أبوظبي)
تواصلت فعاليات منتدى الاتحاد العاشر يوم أمس في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. وفي جلستي اليوم الثاني، سلط المشاركون الضوء على محور رئيسي في المنتدى المعنون بـ«اليمن: الانقلاب الحوثي والرد الخليجي»، المحور تناولته الجلسة الثالثة المعنونة بـ«دحر الحوثيين تأسيس لمرحلة جديدة في سياسات دول مجلس التعاون» الجلسة أدارها وافتتحها د. عبدالله خليفة الشايجي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت، وأكد في مستهلها أن الوضع الإقليمي أدى إلى تدخل دول مجلس التعاون في اليمن، نحن أمام شرق أوسط جديد مختلف أخطر أكثر عنفاً واضطراباً، و«عاصفة الحزم» تشير إلى وجود فراغ أمني. الظروف الأخيرة التي مرت بها المنطقة أكدت عدم الاعتماد على الحماية الأميركية أو الخارجية، لقد حدثت متغيرات تؤسس لمرحلة جديدة في المنطقة، خاصة بعد تراجع دور الولايات المتحدة، وهذا، على حد قول الشايجي، سيغير من الوضع في المنطقة، ما يعني و«عاصفة الحزم» تؤسس لواقع جديد.
شرق أوسط خطير
ويرى الشايجي أن هذه المتغيرات جعلت مجلس التعاون يقود المنطقة عبر مبادرات سياسية ومسارات عديدة، وأكد أن هناك دوراً عسكرياً خليجياً في اليمن، كما أن اتفاق إيران النووي، يثير كثيراً من علامات الاستفهام، وعدم الارتياح لدى دول الخليج. ويقول الشايجي: لأول مرة يدعو الرئيس الأميركي لاجتماع مع دول مجلس التعاون بشأن النووي الإيراني، لكن دون تقديم تطمينات، وهو يرى أن إيران الآن قد تكون دولة على عتبة «النووي»، لكن هذا لن يغير من دور إيران التخريبي في البحرين والكويت.
وواصل الشايجي سرده للمتغيرات التي تشهدها المنطقة، فروسيا اقتحمت المشهد في الشرق الأوسط من خلال سوريا، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط، وهذا يؤثر أيضاً على الوضع في الخليج، ومن بين المستجدات صعود الفاعلين من غير الدول، سواء في صورة ميليشيات مسلحة تابعة لحركات متطرفة، أو تنظيمات إرهابية. وأكد أن هذه التطورات تلقي بظلالها على المنطقة بأسرها، ويشي بذلك مقال هنري كيسنجر في «وول ستريت» جورنال الذي يطرح ما الذي ينبغي على أميركا فعله لتفادي المشاكل في الشرق الأوسط. أميركا تقلص وجودها في المنطقة، ما يفاقم المشكلة الأمنية في الخليج، وهناك عقدة الاعتماد على حليف قوي.
ضرورة حتمية
وقال: في ظل أجواء من عدم اليقين، تجري «عاصفة الحزم»، ولهذا السبب لا بد من نجاحها، كي نؤسس لمرحلة عربية جديدة ونواة لمشروع عربي، داعياً إلى ضرورة مشاركة مصر ضمن المبادرة الخليجية في مسألة القوات العربية المشتركة، ولا بد أن تكون الدول العربية الكبرى جزءاً من هذه المعادلة. وقدّم الأستاذ سالم سالمين النعيمي، الباحث الإماراتي المتخصص في حوار الثقافات والتعايش السلمي ورقة بعنوان «أهمية اليمن للأمن الخليجي»، واستهل الحديث بانتقاد حديث كثير من غير المتخصصين عن الأمن، منوهاً إلى أهمية تعريف الأمن الوطني، والأمن القومي. فالأمن الوطني يُعنى بتأمين الداخل، والأمن القومي: القدرة على حماية الدولة والحفاظ على مقدراتها في مواجهة الخطر في الداخل والخارج في السلم والحرب وتأمين المستقبل، وهذا يعني أن المشاركة الخليجية في حرب اليمن تتعلق بتأمين المستقبل الخليجي والعربي، وهذا يبرر «عاصفة الحزم» التي يقول النعيمي، إنها في الحقيقة ضرورة حتمية.
وأضاف : العمليات العسكرية في اليمن مبررة لأن هناك تهديداً، وهُناك نوايا وإمكانية لتفعيل هذه التهديدات ضد دول الخليج، القرار الخليجي في «عاصفة الحزم» كان مدروساً وعلمياً 100%. لا يمكن الانتظار حتى يصل إلينا الحوثيون ويهددون أمننا الداخلي، لقد تأخرنا كثيراً في مواجهة هذه التهديدات، وكان لا بد من تدخل استباقي، هناك تهديدات تتعلّق باليمن، اليمن مفتاح الباب الجنوبي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، والمرور إلى قناة السويس والمحيط الهندي، هذه الممرات البحرية، إذا سيطرت عليها قوات معادية ستتعرَّض المنطقة لحصار وخطر.
عقيدة قتالية جديدة
وأكد النعيمي أن إعادة بناء الأمن في اليمن معناه منع حدوث حصار للمنطقة، حرب اليمن تعكس تغييراً في العقيدة القتالية الخليجية وظهور أخرى جديدة تتجاوز المنطق الدفاعي، هُناك مبرر لقيام دول الخليج بشراء الأسلحة، الأمن لا يتجزأ، والوحدة العربية لا تتجزأ. وعن أهمية اليمن قال : إن هذا البلد له علاقات قويّة مع دول الخليج، وهُناك تداخل مع السعودية وعُمان، مؤكداً أن هُناك تداخلاً بين القبيلة والدولة باليمن، وهذا يدفع باتجاه الحديث عن مسألة المواطنة، التي لم تكتمل في بعض المناطق، ميناء عدن مهم جداً للخليج كونه يطل على البحر العربي وخليج عدن، ومن يسيطر عليه سيكون له مدخل إلى القرن الأفريقي، وهذا سيفتح باب الهجرة الأفريقية لدول مجلس التعاون.
تساؤلات يمنية
وانتقلت الكلمة للدكتور أحمد عبدالملك، الأكاديمي القطري، ومدير الشؤون الإعلامية السابق في مجلس التعاون الخليجي، طارحاً ورقة بعنوان «دور مجلس التعاون في احتواء اليمن»، متسائلاً: هل دول الخليج تريد احتواء اليمن، أم أن «الحوثيين»، هم الذين دفعوا دول الخليج للتفكير في هذا الاحتواء، علماً بأن اليمن يحاول دخول المجلس منذ عام 1996؟ وهل يمكن دحر «الحوثيين»؟ فهم يشكلون نسبة على الأرض من المجتمع اليمني؟ وكيف ستتصالح القبائل اليمنية وتجلس على مائدة مستديرة؟ الخلاف في اليمن قائم على السلطة والثورة، هل يوجد للحوثيين وأنصار صالح دور في مستقبل اليمن؟ وهل يمكن الوثوق في أناس أوصلوا البلاد إلى مهاوي الفوضى والفقر؟ هل التوافق الداخلي في اليمن سيتم بناؤه على أساس حوار وطني؟
وقال : كيف يمكن تأهيل اليمن وواقع البلد الذي يعتمد على الزراعة (73% من سكان الريف يعتمدون عليها) ويعمل في الزراعة 54% من إجمالي قوة العمل، في الوقت الذي لا تساهم الزراعة إلا بما نسبته 17% من الناتج المحلي للبلد، كما أن الثروة السمكية لا تساهم إلا بما نسبته 2% من إجمالي الناتج المحلي. كما أن البيئة غير الآمنة عادة لا تحتضن التنمية الناجحة. وتوجد بطالة تفوق 5 ملايين عامل عام 2010، وحتماً تضاعف الرقم هذه الأيام، وتوجد محدودية عرض فرص العمل. قُدرت البطالة بأنها أعلى من 64 % من حجم قوة العمل.
وأكد أن «عاصفة الحزم»، كانت قراراً مهماً من السعودية ودول التحالف، وهو مسألة جاءت غير مسبوقة قياساً على سياسة التأني التي دأبت دول الخليج على اتباعها.
وقال : شهد اليمن حروباً كثيرة، ولم يكن لدول الخليج فيها أي دور، «عاصفة الحزم» جاءت في لحظة تاريخية خطيرة، وقلبت الطاولة على كثيرين، ولجمت المطامع الإيرانية في المنطقة، خصوصاً بعد تحرير عدن. وأشار عبدالملك إلى أن بعض المتعصبين يرون ما يجري في «عاصفة الحزم» اعتداء خارجياً، لكن قرار المشاركة جاء من خلال المطلب اليمني، ما يدحض رؤية هؤلاء. وهنالك من يضع سيناريوهات ثلاثة في اليمن: تواصل الحرب لأمد بعيد، أو وقوع الانقسام، أو حدوث ثورة قبائل.
معوقات الانضمام
وعن عضوية اليمن في مجلس التعاون، لفت عبدالملك الانتباه إلى أنه بعد وقوف عبد الله صالح مع صدام حسين في غزو الكويت، حدث رفض خليجي لدخول اليمن في مجلس التعاون. ويقول عبدالملك: من الصعب أن تكون العمالة اليمنية بديلة للعمالة الآسيوية الرخيصة في الخليج، هُناك مشاكل حدودية كانت موجودة في الماضي بين اليمن السعودية وبين اليمن وعُمان. وسكان اليمن يشكلون 70% من سكان مجلس التعاون، هناك تباين كبير في طبيعة النظام السياسي في اليمن مقارنة بواقع الأنظمة الخليجية، كما أن الرؤية الخليجية للأزمة اليمنية تختلف من بلد إلى آخر. فهناك رؤى مختلفة حول إمكانية مساعدة اليمن، أو التعامل مع التطورات الراهنة، فسلطنة عُمان لم تُشارك في العمليات الخاصة بـ«عاصفة الحزم»، وبعض الدول الخليجية شاركت على استحياء. وأكد عبدالملك أن هناك أملاً في تأهيل اليمن، لكن هذا يحتاج إلى وقت، وذلك لن يتم من خلال الأموال فقط. وأكد أن القضاء على حركة «الحوثي» في اليمن يساهم في وقف انتشار الحركات المتطرفة التي هزت الأمن والاستقرار في بعض مناطق العالم العربي، وبالتالي لجم التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وهذا أمر يجب التركيز عليه كثيراً.
وثيقة الرياض
الاحتواء الاستراتيجي لليمن، لا يجب إلا بعد تطهيرها من مشكلات كثيرة. ويقول عبدالملك ضمنت وثيقة مؤتمر الرياض الذي عقد في 17 مايو الماضي مجموعة من القرارات المتصلة بشكل الدولة اليمنية بعد التحرير مثل إقامة الدولة اليمنية الاتحادية، وحل قضية الجنوب، والتعجيل بعودة صعدة إلى ما كانت عليه قبل الحرب في 2004، والدعوة إلى تكوين جديد للجيش والأمن وتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لتأمين المدن الرئيسية، والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وضمان الانسحاب الكامل لقوى التمرد من كافة المدن، وتسليم الأسلحة والمؤسسات، وتشكيل اللجنة العليا للإغاثة، وتفعيل دورها بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وتدعو إلى فتح فرص عمل لليمنيين في الخليج.
قيادة خليجية
السيد ولد أباه، أستاذ الفلسفة في جامعة نواكشوط، يرى أن مفهوم مجلس التعاون الخليجي خضع لمتغيرات كثيرة، هناك اختلافات داخل دول المجلس تجاه قضايا كثيرة تشمل الوضع في مصر، وإيران، واليمن. ويتساءل ولد أباه: هل مجلس التعاون بديل للنظام العربي، أو هو محور للنظام الإقليمي العربي؟ السعودية والإمارات هما الآن محور النظام العربي ويقدمان مبادرات عسكرية واقتصادية. ويرى ولد أباه أن مجلس التعاون يواجه تحدياً أكبر هو التحدي الإيراني ويواجه تحدياً في البحر الأحمر يتعلق بأمن مصر. ولدى ولد أباه قناعة بأن مجلس التعاون الخليجي في طور تحول كبير، وتطرقنا منذ فترة ليست بعيدة لمسألة توسيع مجلس التعاون الخليجي بحيث يضم الأردن والمغرب. ويتساءل د. أسعد عبد الرحمن، رئيس مجلس أمناء الموسوعة الفلسطينية: هل هُناك ضمانة أمام التحالف تجعل دحر«الحوثيين» نتيجة أكيدة أم أن هُناك خوفاً من تحول اليمن إلى مستنقع؟ ويتسائل كذلك: إذا كانت هُناك عقيدة عسكرية جديدة في الخليج، فهل الأمر يتعلّق بعقيدة السعودية فقط، ودول معينة في الخليج؟
«قيادة» أم تمنيات؟
وانتقل ميكروفون المداخلات للدكتور شملان يوسف العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، منتقداً مقولة للدكتور عبدالله الشايجي مفادها، «أن دول الخليج تقود الدول العربية»، معتبراً ذلك أمراً قد يندرج في إطار التمنيات، ذلك لأن قيادة الوطن العربي تحتاج معطيات تتعلّق بالسكان وحجم الجيوش والمساحة، ووجود فكر ومفكرين يستقطبون العالم العربي. ويرى العيسى أن دول الخليج لديها إمكانيات مالية، لكنها تتناقص بسبب انخفاض سعر النفط، ناهيك عن الاعتماد المفرط على الأجانب. ويبدي العيسى تشاؤمه قائلاً: الوطن العربي يواجه مشاكل، لكن لا أعتقد أن الخليج يقود العرب، فلكل دولة خليجية مشاكلها.
معضلة الوحدة اليمنية
وفي مداخلته على ورقتي الجلسة الثالثة، يرى الباحث العراقي رشيد الخيون، أنه لابد من طرح سؤال: ماذا بعد الحرب في اليمن؟ فبعد الحرب هُناك قضية الوحدة اليمنية، وبعد 1994 تحوّلت الوحدة إلى احتلال، ولولا غزو صدام للكويت، لما تحققت الوحدة اليمنية. ويستطرد: لا يوجد جنوبي يريد الوحدة، وذلك على الرغم من أن بعض الجنوبيين تحمسوا لها، لأن لديهم قوميين عرب متأثرين بعبد الناصر، هُناك مشكلة في اليمن لا تحل إذا لم تحسم قضية الوحدة اليمنية، الجنوب اليمني لا يمكن أن يتعامل مع الواقع اليمني الراهن. وأكد الخيون أنه إذا كان هُناك تفكير في مستقبل اليمن، لا بد من إعادة النظر في فكرة الوحدة اليمنية.
استهداف الدول المحورية
وفي معرض تعقيبه على ورقتي الجلسة الثالثة، قال الدكتور عبد الحميد الأنصاري، إن البعض يرى أن «عاصفة الحزم»، جاءت متأخرة، وتلك مقولة تحتاج إلى تفكيك، ويتساءل أستاذ الشريعة بجامعة قطر: هل كان ممكناً أن تأتي «عاصفة الحزم» قبل أوانها؟ ولو جاءت قبل موعدها، هل كان لها أن تحقق ما حققته اليوم؟ وأكد د. علي الطراح، الأكاديمي الكويتي ومستشار منظمة اليونسكو أننا بعد أن فقدنا العراق فقدنا سوريا كدولة محورية، وهناك محاولة لهز مصر كدولة محورية، وسؤالي: هل ما حدث بـ «عاصفة الحزم» جزء من سياسة الإنهاك التي تحاول دول كبرى فرضها على المنطقة؟ هل هُناك استراتيجية يُراد لها أن تستكمل في المنطقة؟ وأبدى د. بهجت قرني، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ملاحظة طالب فيها بأن السجالات الراهنة حول اليمن لا بد أن تتطرق إلى الأمن الإنساني وليس الأمن العسكري فقط.
وانتقلت الكلمة إلى الدكتور أحمد عبدالملك، محذراً من وجود تهديد للوحدة الوطنية في اليمن، حتى بعد هزيمة الحوثيين.
في الحروب السابقة كانت دول الخليج تدخل مواجهات انطلاقاً من ردود أفعال وليس مبادرات.
الجيوش لا تُقاس بالعدد
ويرى الأستاذ سالم سالمين النعيمي، أن العقيدة العسكرية الجديدة تكلمت عنها قيادات خليجية، وهي عقيدة استباقية، وهذا تحقق على أرض الواقع، وإذا كان د. بهجت يتكلَّم عن الأمن الإنساني، فإن هذا الأمن لا يتحقق إلا في منظور شامل يتعلق بالأمن من الجوع والخوف. في اليمن، يقول النعيمي: لا بد من الأمن المادي، أولاً، لأن الأمن الفكري يحتاج إلى عقود. دول الخليج تقود العرب، والجيوش لا تُقاس بالعدد، روسيا انتصرت في جورجيا دون استخدام الجنود، بل عن طريق الحرب الإلكترونية، لا بد من مساعدة مصر كي تلعب دورها القيادي.
ويحاول د. الشايجي، الرد عل مداخلة د.شملان العيسى، الذي انتقد الحديث عن قيادة خليجية للنظام العربي، قائلاً: قيادة العالم العربي لا تتطلب مساحة أو عدداً ضخماً من السكان، لكننا الآن في عالم رقمي، المسألة ليست بالعدد والحجم والجيوش الجرارة. على سبيل المثال تم تعطيل المفاعلات النووية من خلال حرب إلكترونية، كما فعلت إسرائيل مع مفاعل «بوشهر». وأكد الشايجي أن دول مجلس التعاون تبرز كقوة على أرض الواقع، وهي مؤهلة الآن لقيادة المنطقة. مصر تبقى هي القوّة العربية الرئيسية، وهُناك دول أخرى مهمة، لكننا الآن أمام شرق أوسط جديد، ولا يبرز الآن إلا دول مجلس التعاون.
ربط الاقتصادي بالعسكري
وفي مداخلته على ورقتي الجلسة الثالثة يتساءل د. صالح المانع، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود: يمكن ربط المساعدات الاقتصادية لليمن مع المساعدات العسكرية والدور العسكري. أي لا بد من ربط المساعدات الاقتصادية بتسليم الأسلحة، إذا كنت تريد، مثلاً أن نحفر لك بئراً لا بد من أن تسلم سلاحك، فلا يمكن شراء صواريخ وطائرات لليمن وبعدها يتم استخدامها لضرب دول الخليج.
حدود القوة
وانتقلت الكلمة إلى د. عمار علي حسن، حيث أفصح عن قناعته بأن الجميع في المنطقة يرون أن العرب أصبحوا مفعولاً بهم، والسؤال الذي يطرح نفسه لو تمكنت دولة صغيرة العدد بسكان غير منسجمين وحصلت على كل أسلحة العالم، فإنها لن تصبح دولة قائدة. واستطرد: أميركا الآن تتحدث عن حدود القوة، فهي خرجت سريعاً من الصومال، وخرجت من أفغانستان رغم فارق القوّة. ونوّه الباحث المصري إلى أن دول الخليج غير منسجمة فيما بينها تجاه التعامل مع إيران، وهُناك تباينات في المواقف، ومن الخطر أن نلخص قيادة نظام عربي في عملية عسكرية تواجه خطراً محدقاً.
وأكد الأكاديمي الفلسطيني د. خالد الحروب، ضرورة طرح مشروع مارشال عربي لإنقاذ اليمن، والبعض يرى أن ذلك سابقاً لأوانه، ويمكن تقديم توصيات منها عدم تكرار التأخر في درء المخاطر ولا بد من مجابهتها عبر التخطيط المسبق.
«عاصفة الضرورة»
وأشار عبد الوهاب بدرخان، في معرض مداخلته لما طرح من مساهمات بالجلسة الثالثة إلى أن «عاصفة الحزم» كانت ضرورة لا بد منها، وهُناك توجس حول مدى وضوح الاستراتيجية المتعلقة بمسار هذه الحرب، وهل هي توريط لمجلس التعاون، أو على الأقل السعودية والإمارات، هذا التوريط سينعكس على مسار الحرب فيما بعد وعلى العلاقات مع دول الخليج نفسها. هُناك دول خليجية مؤيدة لـ «عاصفة الحزم»، لكن لم نجد بعض الدول الخليجية تتحدَّث عن إيران كداعم للحوثيين.
وانتقلت الكلمة للدكتور أحمد عبدالملك، قائلاً: انضمام اليمن لمجلس التعاون قد يحل خلل التركيبة السكانية في الخليج، لكن ماذا لو دخل مليون عامل يمني إلى الخليج. ودعم اليمن اقتصادياً لن يتم إلا بعد عودة الشرعية ومنع الفساد الذي كان موجوداً في السابق. وحول مساعدة اليمن في إطار مشروع أشبه بمشروع «مارشال» الذي نفذته الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، استنتج سالم سالمين أن مشروعاً من هذا النوع مهم لليمن، ولكن من سيدفع الفاتورة،لأن إعمار اليمن يحتاج إلى جهود مالية كبيرة.
حل ليس بالحرب
من جانبه قدم د.خالص جلبي مداخلة، أشار فيها إلى أن الحرب مؤسسة ماتت وشبعت موتاً ومن يخوضها لا يعرف العصر. الدول الغربية تعرف هذه الحقيقة، فلا تخوض حرباً، ولكن تبيع السلاح بسبب فراق الأخلاق عن التكنولوجيا. حل مشكلة اليمن ليس بالحرب، بل بالإحسان لهؤلاء الفقراء.
الفكر الحوثي لا مستقبل له. فكر الحداثة سيخرج من رماد احتراق فكر الجنون السائد. ويقول جلبي: السلاح النووي صنم لا يضر ولا ينفع، وهو سلاح ليس للاستخدام، ومن يريد استخدامه، فأمامه جهنم والفناء، ولا أظن أحداً يشتهي الفناء.
حرب باردة مع إيران
أكد الدكتور عبدالله الشايجي أن انضمام اليمن فكرة موجودة منذ 20 عاماً، لكن هذا البلد غير مؤهل للانضمام، والتجربة الأوروبية واضحة في هذا المجال، حيث لم تنضم دول أوروبية إلى اليورو إلا بعد تعديل سياساتها. «عاصفة الحزم»، جزء من استراتيجية احتواء اليمن ورفض التدخلات الإيرانية ولجمها، نحن في مرحلة حرب باردة مع إيران.
دعامة للأمن القومي
أبدى أحمد عبدالملك قناعات أهمها: إن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون حتمية تاريخية وجغرافية وأمنية وحضارية، ومصلحة جماعية لكل دول المنطقة بما فيها اليمن. وإن وجود يَمن متماسك، متحد، قوي، دعم لتماسك واتحاد وقوة مجلس التعاون، وانضمام اليمن إلى مجلس التعاون يشكل دعامة للأمن القومي العربي.
مجلس التعاون يواجه تحدياً أكبر هو التحدي الإيراني ويواجه تحدياً في البحر الأحمر يتعلق بأمن مصر
د.السيد ولد أباه
إذا كان هُناك تفكير في مستقبل اليمن لا بد من إعادة النظر في فكرة الوحدة اليمنية
رشيد الخيون
نحن أمام شرق أوسط جديد مختلف أخطر أكثر عنفاً واضطراباً، و«عاصفة الحزم» تشير إلى وجود فراغ أمني
د.عبدالله الشايجي
بعد وقوف عبد الله صالح مع صدام في غزو الكويت، حدث رفض خليجي لدخول اليمن مجلس التعاون
د.أحمد عبدالملك
بعد أن فقدنا العراق فقدنا سوريا كدولة محورية، وهناك محاولة لهز مصر
علي الطراح
السلاح النووي صنم لا يضر ولا ينفع، وهو ليس للاستخدام، ومن يريد استخدامه، فأمامه جهنم والفناء
د.خالص جلبي
هُناك دول خليجية مؤيدة لـ «عاصفة الحزم»، لكن لم نجد بعض هذه الدول تتحدَّث عن إيران كداعم للحوثيين
عبدالوهاب بدرخان
لا أعتقد أن الخليج يقود العرب فلكل دولة خليجية مشاكلها
شملان العيسى
ينبغي طرح مشروع مارشال عربي لإنقاذ اليمن حتى لا تتكرر مشاكله في المستقبل
خالد الحروب
http://www.alittihad.ae/details.php?id=99891&y=2015&article=full