بنظرة عسكرية كان توقف المقاومة الجنوبية عند كرش وبيحان والضالع خطأ عسكري إستراتيجي لكنه كان أَضطراري بفعل عدم إستعداد المقاومة الجنوبية للتحرك لأراضي شمالية كما يزعمون ووضعهم للتقسيم كشئ مفترض في ظل معركة لم تنتهي فعندما تقتسم الكعكة بينما النار موقدة ستأكلك وتأكل كعكتك معك , فكان الجنوبيين يعتقدون أن صالح والحوثي سينهزم ويسلم للأمر الواقع ويتركهم حتى لو خرج التحالف من أرض اليمن !!
وهذا قمة الغباء من المقاومة الجنوبية فصالح والحوثي لن يتنازلوا عن اليمن وكل شبر فيه وسيتشجعون للعودة بقوة لو تخلى التحالف عن اليمن وسيصنعون مجازر في مقاومة الجنوب ستكون مجازر بشار لاشئ معها .
تلك الحركة من المقاومة الجنوبية عطلت التحرك وأضطرت التحالف لبناء جيش جديد في مأرب من الصفر وتجهيزه بكل قوة للتحرك , ولو كان يعلم أن المقاومة الجنوبية ستتوقف لكان تم إنشاء جيش في مأرب بالتزامن مع جيش الجنوب حتى لاتتعطل المعركة كل هذا الوقت .
المهم وأعتقد أن هذا حدث وهو إن مقاومة الجنوب أدركت خطاءها الفادح بالتوقف لإن صالح والحوثي لن يرحموا مقاومة الجنوب حتى يتم القضاء على خطرهم كلياً فالجنوب مهدد مالم يتحركوا من جهتهم لتحرير المناطق القريبة منهم كباب المندب والمخا وتعز والبيضاء التي لايحتاج تحرير بعضها الا قرار تحرك وبالذات البيضاء وبيحان تحريرها سهل وسيحمي ظهر الجيش في مأرب ويؤمن المكان من الجيوب المهددة له .
كذلك حصل تكوين جيش ضارب في مأرب مدعوم بقوة جوية ضاربة ترجح ميزان القوة لقوات الشرعية بسهولة تامة ولكن تضاريس المنطقة وصعوبتها وإمكانية زرع الجيوب في الجبال والتباب تجعل التحرك الحذر سيد الموقف , ولكن يحتاج الجيش هناك الى تسجيل إنجاز ببلوغ صراوح لتعتبر أول مدينة شمالية تسقط لتنفك عقدة النحس وتتالى حبات المسبحة للسقوط فأعتقد أن صرواح بمثابة عنق زجاجة ستكون بعدها إنهيارات متسارعة للحوثي وصالح معنويا وعسكريا لإنهم وضعوا فيها كل مايستطيعون وكتلوا قوتهم بشكل كبير هناك .