"الحوثيون".. تنظيم ظهر على السطح بعد زيارة مؤسسه لطهران
#آخر_بوست | الحوثيون، هي حركة سياسية دينية مسلحة، تتخذ من صعدة في اليمن مركزاً رئيسياً لها، وتطلق على نفسها اسم "حركة أنصار الله".
"الحوثيون" هو الاسم الشائع لها نسبة إلى مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004.
تأسست فعلياً باسم "الشباب المؤمن" عام 1992، بعد عودة حسين الحوثي من إيران وزيارة لحزب الله اللبناني.
يقولون إنّ حركتهم ولدت نتيجة تهميش وتمييز مورسا ضدهم من الحكومة اليمنية، وهم يعيدون التمييز ضد طائفة الزيديين الذين تعود أصول منتسبي الحركة إليها إلى عام 1962، عندما أطيح بالإمامة الزيدية التي حكمت اليمن لأكثر من أحد عشر قرناً، في حين يقول منتقدو الحركة إن الحوثيين يريدون إعادة حكم الإمامة إلى اليمن.
(البدايات)
أسهم حسين الحوثي بفاعلية مع رموز وشخصيات مثقفة زيدية في تأسيس "حزب الحق" عام 1990، وبعد عودته برفقة والده من إيران التي أقام فيها بدر الدين الحوثي لعدة سنوات، وبعد زيارة تالية إلى حزب الله بلبنان، أسس تنظيم "الشباب المؤمن" في عام 1991.
خاض الانتخابات النيابية وفاز في دورتين متتاليتين عام 1993 و1997 عن حزب الحق في دائرة مران، وقاد أول تمرد مسلح ضد الحكومة اليمنية، وقتل فيه عام 2004 عن (46) عاماً.
تزعم الأب، بدر الدين الحوثي الحركة بعد مقتل ابنه حسين حتى مقتله على يد جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة عام 2009.
وبعد مقتله، تزعم عبد الملك الحوثي، الابن الأصغر لبدر الدين الحوثي، التيار متجاوزاً شخصيات بارزة أخرى فيه؛ من بينها عدد من أشقائه الذين يكبرونه سناً، وأصبح القائد الفعلي للحركة.
واشتبكت الحركة مع الجيش السعودي عام 2009 في ما عرف بنزاع صعدة.
(العلاقات مع إيران وحزب الله)
يُتهَم الحوثيون من قبل الحكومة اليمنية وحزب التجمع اليمني للإصلاح والسعودية وأمريكا بتلقي الدعم من إيران، وهو الأمر الذي ينفونه، وتنفيه إيران كذلك.
ودعا وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، في عهد الرئيس علي عبد الله صالح، إيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين في 13 ديسمبر/كانون الأول 2009، وتحدث الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي عن تدخل إيراني في اليمن، والقبض على خلايا تابعة لها في صنعاء في أثناء زيارته للولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2012، وأعاد رئيس الأمن القومي اليمني الجنرال علي حسن الأحمدي الاتهامات لطهران بدعم الحوثيين عسكرياً أواخر العام 2012 متهماً طهران بمحاولة إيجاد موطئ قدم لها في اليمن.
ويشير مراقبون إلى أن زيارة بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى إيران وإقامتهما فيها، ثم زيارة حسين لحزب الله، انعكست على التنظيم الذي سمى نفسه باسم "أنصار الله"، وشعار "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، وقيامهم بحشود وطقوس شبيهة حد التطابق مع طقوس الحزب اللبناني الموالي لإيران.
(بداية الزيدية في اليمن)
أول من أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن هو الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم المعروف بالهادي (245-298هـ)، وهو من أحفاد الحسن بن علي، ولد بالمدينة المنورة ورحل إلى اليمن سنة 280هـ، فوجدها أرضاً صالحة لبذر آرائه الفقهية، فاستقر في صعدة.
بدأ الإمام الهادي حركته الإصلاحية بلم الشمل والقضاء على الفرقة والاختلاف، حتى استطاع أن يحكم معظم أنحاء اليمن وجزءاً من الحجاز.
واستمر حكم اليمن بيد أولاد الهادي وذريته، حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1962، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لآل البيت، حيث دام أحد عشر قرناً.
وتشير بعض المصادر إلى تقدير نسبة الزيدية بـ45 بالمئة من سكان الجزء الشمالي من اليمن، ويتركزون في المحافظات الشمالية، أما اليمن الجنوبي فأهله من السنة الشافعية.
يذكر أن مراجع ورموزاً في الطائفة الزيدية طعنت في انتماء الحوثيين إليها.
(حروب)
في 19 يونيو/حزيران 2004 اندلعت أولى الحروب بين القوات الحكومية والحوثيين وانتهت بمقتل زعيم الحركة الحوثية وقتذاك حسين بدر الدين الحوثي.
وانطلقت الحرب الثانية بعد أقل من ستة أشهر، وتحديداً في فبراير/شباط 2005، بقيادة بدر الدين الحوثي، وانتهت الحرب فجأة، لتبدأ الحرب الثالثة نهاية عام 2005 وهذه المرة بقيادة عبد الملك الحوثي الابن الأصغر لبدر الدين الحوثي، وتوقفت هذه الحرب في فبراير/شباط 2006، عند دخول الطرفين في مفاوضات ثنائية، أفضت إلى اتفاق أبريل/نيسان 2006.
وفي يناير/كانون الثاني 2007، اندلعت الحرب الرابعة على خلفية اتهام الحكومة اليمنية للحوثيين بطرد اليهود اليمنيين من محافظة صعدة، والسعي إلى الانفصال وتكوين دولتهم الشيعية.
وفي شهر مايو/أيار من 2008 تجددت المواجهات بشكل عنيف، ليعلن رسمياً عن بداية الحرب الخامسة، وتميزت هذه الحرب بأن توسع الحوثيون في معاركهم حتى بلغوا مداخل العاصمة صنعاء.
وتواصلت الحرب حتى 17 يوليو/تموز 2008، حين أعلن الرئيس صالح، وقف الحرب نهائياً، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوليه الحكم.
وأيد الحوثيون الثورة الشعبية التي انتفض فيها الشعب ضد حكم علي عبد الله صالح، وظهروا فيها.
ومنذ أسابيع، تنظم جماعة "الحوثي" احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها هادي، وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة؛ نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشتراطهم تنفيذها قبل إنهاء الاحتجاجات.