اليمن: الكشف عن إدارة صالح لتنظيم القاعدة سيسهم في القضاء على مستقبله السياسي
يونيو 13, 2015
لندن ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر سياسية ان انكشاف أمر ارتباط الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتنظيم القاعدة في اليمن وإدارته لعناصرها القيادية ستسهم في القضاء على مستقبله السياسي ومستقبل عائلته أيضا.
وأوضحت لـ«القدس العربي» ان الفيلم الوثائقي «مخبر القاعدة» الذي بثته قناة «الجزيرة» الخميس قبل الماضي أسهم بشكل واضح في ضرب مستقبل صالح وعائلته السياسي، إثر المعلومات الحساسة والدقيقة التي كشفها بطل الفيلم هاني مجاهد وهو عنصر القاعدة البارز الذي تحول إلى مخبر سري مع
أجهزة المخابرات اليمنية (الأمن القومي) و (الأمن السياسي) على تنظيم القاعدة في اليمن.
وذكرت المصادر أن صالح تضرر من مضمون هذا الفيلم أكثر من تضرره من الضربات الجوية لقوات التحالف عبر «عاصفة الحزم» وما بعدها وذلك ﻻنكشاف دوره في تسيير خيوط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ولعبه دورا في توجيه العمليات العسكرية للتنظيم وفقا لرغبات صالح وفي المكان والزمان المطلوب له.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر دبلوماسي أن الحكومة اليمنية بدأت بتحريك ملف قانوني دولي ضد صالح وأسرته وطلبت من الشرطة الدولية (إنتربول) توجيه مذكرة توقيف في حق نجل شقيق صالح العميد عمار محمد عبدالله صالح، وكيل جهاز الأمن القومي سابقا، والذي أقاله الرئيس عبدربه منصور هادي من منصبه الراهن كملحق عسكري في أثيوبيا وإحالته للمحاكمة، جراء انكشاف دوره في العمل مع عناصر تنظيم القاعدة في اليمن وتقديمه الدعم المادي والمعلوماتي واللوجستي والمواد المتفجرة لعناصر التنظيم لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد أهداف غربية في الأراضي اليمنية.
وذكر مصدر دبلوماسي ان عمار صالح غادر إثيوبيا قبيل بث فيلم «مخبر القاعدة» بساعات، تفاديا ﻻعتقاله فيها مع إعلان إقالته من منصبه الدبلوماسي والذي توجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكشف مجاهد أن عمار صالح كان يعقد اجتماعات دورية مع قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في منزل بالقرب من قصر دار الرئاسة في العاصمة صنعاء وكان يزودهم بالمال والمتفجرات لتنفيذ عملياتهم. مؤكدا أن القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي، يعمل لصالح المخابرات اليمنية وذكر مجاهد أن عمار صالح قال له انه التقى الريمي في المنزل ذاته وفي المكان نفسه الذي التقى فيه بمجاهد جوار دار الرئاسة.
ووفقا للعديد من المصادر الأمنية الوثيقة الاطلاع ان عمار صالح لم يكن الوحيد من أسرة صالح المتورط في العمل لصالح تنظيم القاعدة وتوفير الدعم لها، بل كان هو مثالا واحدا لبقية العناصر من الأسرة ومن الدائرة الأمنية الضيقة جدا المحيطة بصالح المعنية بملف تنظيم القاعدة. وقالت لـ «القدس العربي» «ان شقيق عمار الأكبر، العميد طارق صالح، قائد الحرس الخاص للرئيس السابق علي صالح، كان يعمل أيضا ضابط ارتباط بين قيادة تنظيم القاعدة وبين عمه الرئيس السابق علي صالح، وأنه نسق العديد من اللقاءات بين عناصر قيادية في تنظيم القاعدة وعمه علي صالح في دار الرئاسة بصنعاء».
وكشف أن صالح أقنع العديد من قيادات تنظيم القاعدة بالعمل لصالح المخابرات اليمنية بشقيها (الأمن السياسي) و (الأمن القومي) لتحقيق أهداف مشتركة وهي ضرب المصالح الغربية في اليمن.
وذكرت أن العديد من قيادات القاعدة البارزين أصبحت تخدم إجندة علي صالح تحت غطاء القاعدة طالما هي تحقق مصالح مشتركة و»كانت عمليات القاعدة ضد مصالح أي دولة غربية في اليمن تأتي في الوقت الذي كانت علاقات صنعاء بتلك الدولة تشهد تأزما وكان صالح يحرك ركود العلاقات معها عبر عمليات تنظيم القاعدة ضد مصالحها في اليمن».
وذكرت مصادر وثيقة الاطلاع أن علي صالح التقى بأغلب قيادات القاعدة وعناصرها المؤثرين ووفر لأسر العديد من سجنائهم مبالغ شهرية لتمتين أواصر العلاقة بينهم. وكان مصدر دبلوماسي غربي قال لـ «القدس العربي» قبل عدة سنوات ان علي صالح استغل العمليات الإرهابية ضد المصالح الغربية في اليمن أبشع استغلال في طلب المساعدات المالية من الدول المتضررة بذريعة تطوير المنظومة الأمنية في اليمن، بينما كانت أغلب المساعدات والدعم المالي لهذا الجانب تذهب إلى جيوب صالح وأفراد عائلته.
وأوضح ان علي صالح استغل عملية تفجير المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» في ميناء عدن، بفتح قناة تواصل دبلوماسي مباشر مع الوﻻيات المتحدة وتعميقها عبر برنامج الحرب الكونية على الإرهاب والذي حصل صالح بموجبه على دعم كبير ومتواصل لدعم المنظومة الأمنية اليمنية، وكذا فعل مع بقية الدول الغربية، كالمملكة المتحدة وايطاليا وألمانيا وفرنسا وأسبانيا.
وأشار إلى أن صالح كان يستخدم أوراق القاعدة ومكافحة الإرهاب وسيلة لـ(ابتزاز) الدول الغربية والتي وصلت في بعض الأحيان إلى حد ﻻ يطاق، خاصة وأن هذه الدول تعلم جيدا بحجم الفساد المالي الذي يمارسه صالح وأفراد عائلته والمقربين منه في استثمار الأزمات لجلب الأموال لصالحهم.
وكانت المصالح الأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية والايطالية والاسبانية من أكثر المصالح الغربية تأثرا بالعمليات الإرهابية، ابتداء بتفجير المدمرة الأمريكية كول في عدن وضرب السفارة الأمريكية في صنعاء، مرورا بتفجير ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ قبالة ميناء المكلا في حضرموت وانتهاء بعمليات خطف وقتل المواطنين الغربيين في اليمن.
وذكرت مصادر إعلامية أن بعض الدول الغربية بدأت بتحريك ملفات قانونية ضد صالح وأفراد عائلته المتورطين في قضية دعم تنظيم القاعدة لارتكاب عمليات إرهابية ضد مواطنيها ومصالحها في اليمن وفي مقدمة ذلك اسبانيا التي كشف فيلم «مخبر القاعدة» ان العملية الإرهابية في مأرب، شرقي اليمن، التي أسفرت عن مقتل 6 سياح أسبان كانت بتواطؤ من الأجهزة الاستخباراتية التابعة للرئيس السابق علي صالح وأفراد عائلته.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر أمني رفيع أن نشاط أجهزة صالح الاستخباراتية مع تنظيم القاعدة لم تقتصر على الأراضي اليمنية بل امتدت لدول أخرى، حيث توجد أرضية مناسبة للعمل وتحركات نشطة لعناصر القاعدة، وفي مقدمة ذلك الصومال، التي أرسل صالح إليها عبر أجهزته الاستخباراتية عناصر من القاعدة يعملون لصالح جهاز الأمن القومي اليمني للقيام بمهمات لوجستية وتجسسية لصالح القاعدة وصالح ومن وراءهم من الأجهزة الاستخباراتية الدولية، وذلك خلال فترة صعود تنظيم الشباب في الصومال.
وكانت اتهامات سياسية عديدة وجهت نحو الرئيس السابق علي صالح باغتيال العشرات من كبار الضباط الأمنيين والعسكريين خلال السنوات القليلة الماضية
بواسطة الدراجات النارية وذلك لإعدام الشهود من المطلعين على الملفات السرية لنظام صالح وأقاربه، حيث كان أغلب الضباط الذين تم اغتيالهم من الذين كانوا يعملون في ملفات مكافحة الإرهاب.
ويعتقد العديد من المراقبين السياسيين أن انكشاف دور الرئيس السابق علي صالح وأفراد عائلته في اللعب بورقة القاعدة ومخادعته للمجتمع الدولي بذلك سيلعب دورا مهما في القضاء على مستقبله السياسي وبالذات على مستقبل نجله الأكبر العميد أحمد علي، الذي ارتكب الكثير من المجازر في البلاد من أجل إيصاله إلى السلطة.
http://www.alquds.uk/?p=406665
يونيو 13, 2015
لندن ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر سياسية ان انكشاف أمر ارتباط الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتنظيم القاعدة في اليمن وإدارته لعناصرها القيادية ستسهم في القضاء على مستقبله السياسي ومستقبل عائلته أيضا.
وأوضحت لـ«القدس العربي» ان الفيلم الوثائقي «مخبر القاعدة» الذي بثته قناة «الجزيرة» الخميس قبل الماضي أسهم بشكل واضح في ضرب مستقبل صالح وعائلته السياسي، إثر المعلومات الحساسة والدقيقة التي كشفها بطل الفيلم هاني مجاهد وهو عنصر القاعدة البارز الذي تحول إلى مخبر سري مع
أجهزة المخابرات اليمنية (الأمن القومي) و (الأمن السياسي) على تنظيم القاعدة في اليمن.
وذكرت المصادر أن صالح تضرر من مضمون هذا الفيلم أكثر من تضرره من الضربات الجوية لقوات التحالف عبر «عاصفة الحزم» وما بعدها وذلك ﻻنكشاف دوره في تسيير خيوط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ولعبه دورا في توجيه العمليات العسكرية للتنظيم وفقا لرغبات صالح وفي المكان والزمان المطلوب له.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر دبلوماسي أن الحكومة اليمنية بدأت بتحريك ملف قانوني دولي ضد صالح وأسرته وطلبت من الشرطة الدولية (إنتربول) توجيه مذكرة توقيف في حق نجل شقيق صالح العميد عمار محمد عبدالله صالح، وكيل جهاز الأمن القومي سابقا، والذي أقاله الرئيس عبدربه منصور هادي من منصبه الراهن كملحق عسكري في أثيوبيا وإحالته للمحاكمة، جراء انكشاف دوره في العمل مع عناصر تنظيم القاعدة في اليمن وتقديمه الدعم المادي والمعلوماتي واللوجستي والمواد المتفجرة لعناصر التنظيم لتنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد أهداف غربية في الأراضي اليمنية.
وذكر مصدر دبلوماسي ان عمار صالح غادر إثيوبيا قبيل بث فيلم «مخبر القاعدة» بساعات، تفاديا ﻻعتقاله فيها مع إعلان إقالته من منصبه الدبلوماسي والذي توجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكشف مجاهد أن عمار صالح كان يعقد اجتماعات دورية مع قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في منزل بالقرب من قصر دار الرئاسة في العاصمة صنعاء وكان يزودهم بالمال والمتفجرات لتنفيذ عملياتهم. مؤكدا أن القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي، يعمل لصالح المخابرات اليمنية وذكر مجاهد أن عمار صالح قال له انه التقى الريمي في المنزل ذاته وفي المكان نفسه الذي التقى فيه بمجاهد جوار دار الرئاسة.
ووفقا للعديد من المصادر الأمنية الوثيقة الاطلاع ان عمار صالح لم يكن الوحيد من أسرة صالح المتورط في العمل لصالح تنظيم القاعدة وتوفير الدعم لها، بل كان هو مثالا واحدا لبقية العناصر من الأسرة ومن الدائرة الأمنية الضيقة جدا المحيطة بصالح المعنية بملف تنظيم القاعدة. وقالت لـ «القدس العربي» «ان شقيق عمار الأكبر، العميد طارق صالح، قائد الحرس الخاص للرئيس السابق علي صالح، كان يعمل أيضا ضابط ارتباط بين قيادة تنظيم القاعدة وبين عمه الرئيس السابق علي صالح، وأنه نسق العديد من اللقاءات بين عناصر قيادية في تنظيم القاعدة وعمه علي صالح في دار الرئاسة بصنعاء».
وكشف أن صالح أقنع العديد من قيادات تنظيم القاعدة بالعمل لصالح المخابرات اليمنية بشقيها (الأمن السياسي) و (الأمن القومي) لتحقيق أهداف مشتركة وهي ضرب المصالح الغربية في اليمن.
وذكرت أن العديد من قيادات القاعدة البارزين أصبحت تخدم إجندة علي صالح تحت غطاء القاعدة طالما هي تحقق مصالح مشتركة و»كانت عمليات القاعدة ضد مصالح أي دولة غربية في اليمن تأتي في الوقت الذي كانت علاقات صنعاء بتلك الدولة تشهد تأزما وكان صالح يحرك ركود العلاقات معها عبر عمليات تنظيم القاعدة ضد مصالحها في اليمن».
وذكرت مصادر وثيقة الاطلاع أن علي صالح التقى بأغلب قيادات القاعدة وعناصرها المؤثرين ووفر لأسر العديد من سجنائهم مبالغ شهرية لتمتين أواصر العلاقة بينهم. وكان مصدر دبلوماسي غربي قال لـ «القدس العربي» قبل عدة سنوات ان علي صالح استغل العمليات الإرهابية ضد المصالح الغربية في اليمن أبشع استغلال في طلب المساعدات المالية من الدول المتضررة بذريعة تطوير المنظومة الأمنية في اليمن، بينما كانت أغلب المساعدات والدعم المالي لهذا الجانب تذهب إلى جيوب صالح وأفراد عائلته.
وأوضح ان علي صالح استغل عملية تفجير المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» في ميناء عدن، بفتح قناة تواصل دبلوماسي مباشر مع الوﻻيات المتحدة وتعميقها عبر برنامج الحرب الكونية على الإرهاب والذي حصل صالح بموجبه على دعم كبير ومتواصل لدعم المنظومة الأمنية اليمنية، وكذا فعل مع بقية الدول الغربية، كالمملكة المتحدة وايطاليا وألمانيا وفرنسا وأسبانيا.
وأشار إلى أن صالح كان يستخدم أوراق القاعدة ومكافحة الإرهاب وسيلة لـ(ابتزاز) الدول الغربية والتي وصلت في بعض الأحيان إلى حد ﻻ يطاق، خاصة وأن هذه الدول تعلم جيدا بحجم الفساد المالي الذي يمارسه صالح وأفراد عائلته والمقربين منه في استثمار الأزمات لجلب الأموال لصالحهم.
وكانت المصالح الأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية والايطالية والاسبانية من أكثر المصالح الغربية تأثرا بالعمليات الإرهابية، ابتداء بتفجير المدمرة الأمريكية كول في عدن وضرب السفارة الأمريكية في صنعاء، مرورا بتفجير ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ قبالة ميناء المكلا في حضرموت وانتهاء بعمليات خطف وقتل المواطنين الغربيين في اليمن.
وذكرت مصادر إعلامية أن بعض الدول الغربية بدأت بتحريك ملفات قانونية ضد صالح وأفراد عائلته المتورطين في قضية دعم تنظيم القاعدة لارتكاب عمليات إرهابية ضد مواطنيها ومصالحها في اليمن وفي مقدمة ذلك اسبانيا التي كشف فيلم «مخبر القاعدة» ان العملية الإرهابية في مأرب، شرقي اليمن، التي أسفرت عن مقتل 6 سياح أسبان كانت بتواطؤ من الأجهزة الاستخباراتية التابعة للرئيس السابق علي صالح وأفراد عائلته.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر أمني رفيع أن نشاط أجهزة صالح الاستخباراتية مع تنظيم القاعدة لم تقتصر على الأراضي اليمنية بل امتدت لدول أخرى، حيث توجد أرضية مناسبة للعمل وتحركات نشطة لعناصر القاعدة، وفي مقدمة ذلك الصومال، التي أرسل صالح إليها عبر أجهزته الاستخباراتية عناصر من القاعدة يعملون لصالح جهاز الأمن القومي اليمني للقيام بمهمات لوجستية وتجسسية لصالح القاعدة وصالح ومن وراءهم من الأجهزة الاستخباراتية الدولية، وذلك خلال فترة صعود تنظيم الشباب في الصومال.
وكانت اتهامات سياسية عديدة وجهت نحو الرئيس السابق علي صالح باغتيال العشرات من كبار الضباط الأمنيين والعسكريين خلال السنوات القليلة الماضية
بواسطة الدراجات النارية وذلك لإعدام الشهود من المطلعين على الملفات السرية لنظام صالح وأقاربه، حيث كان أغلب الضباط الذين تم اغتيالهم من الذين كانوا يعملون في ملفات مكافحة الإرهاب.
ويعتقد العديد من المراقبين السياسيين أن انكشاف دور الرئيس السابق علي صالح وأفراد عائلته في اللعب بورقة القاعدة ومخادعته للمجتمع الدولي بذلك سيلعب دورا مهما في القضاء على مستقبله السياسي وبالذات على مستقبل نجله الأكبر العميد أحمد علي، الذي ارتكب الكثير من المجازر في البلاد من أجل إيصاله إلى السلطة.
http://www.alquds.uk/?p=406665