عن محمد القيرعي
يكتب سليمان الدعيس
هنالك شخص ينتمي لفئة المهمشين إسمه محمد القيرعي , هذا الشخص أسعدني جداً مشاركتهُ في اللجان السياسية الخاصة بأنصار الله , وأسعدتني جداً شهرته كونه
( مُهَمش ) , وأسعدتني صورته مع السيد عبدالملك الحوثي , رغم أن الصورة لم يظهر فيها سوى مؤخرة القيرعي ووجه عبدالملك !
الجدير بالذكر أن هذا الشخص صار عضواً من أعضاء اللجنة الثورية التابعة للحوثي وحدث أن إستضافته قناة روسيا اليوم في إحدى النشرات الإخبارية مع الصحفي السعودي دحام العنزي , وللأمانه كان العنزي هادئاً جداً ولم يكن مستفزاً في حديثه , لكن تخيلوا معي أن هذا هو الحوار الذي حصل في ذلك اللقاء :
العنزي : عبدربه منصور هو الرئيس الشرعي لليمن .
القيرعي : أنت شاذ وأنا رجل !
العنزي : نحن لا نريد القتال نحن نحاول الوصول إلى حل .
القيرعي : ياخي أنت مُتَعَرِبْ , وشاذ ومنحرف !
المذيعة : نحن نناقش قرار مجلس الأمن .
القيرعي : مجلس الأمن يفتقر للمصداقية كما يفتقر الخليجيون للرجولة .
العنزي : أريد أن أُذَكِرَ الأخ محمد ..
القيرعي : ياخي أنا مش أخوك أنت شاذ وأنا راجل .
العنزي : مرحباً بالجميع من أجل السلام بما فيهم عبدالملك الحوثي .
القيرعي : ياخي العن أمك .... $%#%^&#!$#%*&
..
بعد هذه الحادثة شعر بالإستياء جميع اليمنيين الذين يمتلكون عقلاً منصفاً , لكن في الجهةِ الأخرى تفاخر الحوثيين وأنصارهم بالقيرعي كونه لقّن العنزي درساً حسبَ وصفهم , مع أني ومثلي الكثير لانرى أي مدعاةٍ للفخر في ( قلّة أدب القيرعي ) بالعكس شعرنا بالخجل .
وبهذا يظهر جلياً الفرق بين العقلية اليمنية المؤدبة , وبين العقلية الحوثية , ويؤسفني أن أقول أن هنالك ممن كنّا نعتبرهم مثقفين يمنيين قاموا بالدفاعِ عن القيرعي كأنه بطل حقّقَ إنتصاراً حقيقياً لليمنيين أو حتى لقضية المهمشين على الأقل !
..
أيضاً بعد هذه الحادثة صار شد وجذب حول شخصية القيرعي , لكن الطريف هو حصول إتفاق غير مرتب له على إستعمال إسم ( القيرعي ) كرمز للشتائم في اليمن , وحصل فعلاً أن إستخدم البعض كلمة ( القيرعي ) كلفظ بديل للشتيمة , فمثلاً : ( أحضر له القيرعي ) تعني ( إشتمه ) !
..
بعد حوالي الشهر والنصف من حادثة الإعتداء اللفظي على قناة روسيا اليوم , تفاجئ اليمنيين بإشاعة من صفحة حزب المؤتمر الشعبي العام على ( فيسبوك ) تقول : ( تعيين الأخ محمد القيرعي محافظاً لمحافظة تعز ) !
ولنتحدث عن هذا الموضوع بطريقةٍ أوفى : فمحافظة تعز تعتبر عاصمة الثقافة اليمنية , وحين نتحدث عن تعز نتحدث دوماً عن الكُتّاب والشعراء والفنانين , وحين يتم تعيين محافظ لتعز أخلاقه ( الشتائم ) وشهرتهُ ( .... ) فهذه إهانة كبيرة بحق أبناء تعز , حتى لو كانَ الأمر مجرد إشاعة أو مزحة إلكترونية .
رفضي للقيرعي ليس بسبب لونه أو أصله وفي الحقيقة أنا أعتزّ به كيمني مهما حدث , لكن أرفضهُ لسوءِ ادبه ولعدم أهليته في هذا المنصب ليس إلا , ولو كانت صفة ( قلة الأدب ) متواجدة في أحد أبناء عمومتي مثلاً لقمتُ برفضه ولكنتُ أكبر المعارضين لتوليه هذا المنصب .
..
في النهاية هذا هو محمد القيرعي , الذي كنّا سعداء بكونه أحد نشطاء حقوق المهمشين في اليمن , وأحد الذين زاحموا المثقفين ليُطلق عليه لقبَ مثقف .
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
والله من وراء القصد .
تنويه / هذا المنشور ليس منشوراً سياسياً , فتعاملوا معهُ على هذا الأساس , وشكراً .