الباحث اليمني "عبدالغني الإرياني":السعودية تمتلك النفوذ السياسي والاقتصادي القادر على إعادة الوضع شرق اليمن إلى مساره الصحيح دون تصعيد، ودفع الأطراف نحو التهدئة، بما يحفظ وحدة اليمن واستقراره ويعزّز أمن المنطقة
 

الموقف السعودي وتطورات القضية الجنوبية


أولاً: الموقف التاريخي والأساس العادل يرى المتابعون للشأن اليمني والإقليمي أن موقف المملكة العربية السعودية من قضية دولة الجنوب كان دائماً ينطلق من مبدأ العدالة وتقدير المظالم، وهو ما أكده المسؤولون السعوديون في محافل عدة؛ فقد كنا نسمع ونرى السعوديين يدعمون الجنوبيين وهم أكثر من يهتم السعوديين لأمرهم في اليمن.


ثانياً: تعقيدات المشهد الحالي وسوء التقدير إلا أن المشهد اليوم يشهد تعقيدات ناتجة عن "سوء تقدير" في الحسابات السياسية لبعض الأطراف، وتحديداً المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قد تضطره تحالفاته الإقليمية والدولية إلى الصدام مع الرؤية السعودية. (وهنا يتساءل البعض: وش علاقة إسرائيل بدعم المجلس الانتقالي!).


ثالثاً: التأثيرات الإعلامية والاجتماعية لكن بعد الآن، وما تبع ذلك من حشد إعلامي من قبل الانتقالي وداعميه في مواقع التواصل الاجتماعي والمساس بمشاعر الشعب السعودي والتطاول عليهم، سيؤثر ذلك على القضية الجنوبية اجتماعياً وسياسياً؛ فهذا الواقع قد يدفع الرياض لاتخاذ مواقف أكثر حزماً لحماية مصالحها العليا.


رابعاً: حضرموت والمهرة.. الخطوط الحمراء والأمن القومي النقطة الأبرز في هذا الملف هي (حضرموت والمهرة)؛ فهذه الأقاليم لا تمثل للرياض مجرد مناطق حدودية، بل هي عمق استراتيجي وامتداد جغرافي، واجتماعي، وقبلي مباشر للنسيج السعودي. لذا، فإن أي مساس بأمن قبائل حضرموت والمهرة أو تجاوز لمصالحهم هو مساس مباشر بالأمن القومي السعودي، وهو خط أحمر تدرك الرياض جيداً كيف تحميه في إطار توازن القوى بالمنطقة.
 
التعديل الأخير:
سعودي نيوز 24 : السياسة ليست مجرد رغبات أو حشود عاطفية، بل هي فن الممكن والقدرة على المناورة ضمن شبكة معقدة من المصالح الدولية والإقليمية.


1. استعداء "الكل" في وقت واحد

من الصعب جداً، بل من المستحيل تاريخياً، نجاح مشروع انفصال أو تأسيس دولة في ظل عداء جبهات متناقضة تماماً ولكنها تجتمع على رفض هذا المشروع:

  • الداخل اليمني: الشرعية، الحوثيين، حزب الإصلاح ، الحضارم ، المهريين ، سكان الساحل الغربي ، العماليق ومن يتبعهم من زعماء النظام السابق؛ رغم صراعاتهم، إلا أنهم يتفقون على "الوحدة" كمبدأ سياسي وقانوني.
الجيران
  • (السعودية): أمن قومي وتوازنات قبلية (خاصة في حضرموت والمهرة) تجعل من تقسيم عشوائي أو قسري خطراً قومي وسياسي واجتماعي وخطر على النسيجي الشعبي وخطر على حدودها واستقرارها.
  • عمان : أمن قومي و رغبة في التوسع المستقبلي وخطراً مباشراً على حدودها واستقرارها.

2. الموقف الدولي والشرعية القانونية

المجتمع الدولي، ممثلاً بالأمم المتحدة والدول الكبرى، يخشى دائماً من "سابقة" التقسيم من طرف واحد لأنها تفتح أبواب الجحيم في مناطق صراع أخرى. الاعتراف الدولي هو الرئة التي تتنفس منها أي دولة جديدة، وبدونه يتحول المشروع إلى "كيان معزول" مثال أرض الصومال لا يستطيع حتى إدارة نظامه المالي أو التجاري.

3. استنزاف الرصيد السياسي

هجوم حضرموت والمهرة 2025 حركة غير مدروسة تستهلك "الرصيد السياسي":

  • اجتماعياً: التطاول الإعلامي والمساس بمشاعر الشعب السعودي (الداعم الأكبر تاريخياً) يخلق فجوة شعبية يصعب ردمها.
  • سياسياً: تحول الطرف من "شريك في الحل" إلى "عقبة أمام الاستقرار" يجعله هدفاً للتحجيم من قبل السعودية الطرف الأقوى اقليميا ودوليا.

4. جغرافيا حضرموت والمهرة (بيضة القبان)

تجاهل خصوصية حضرموت والمهرة وتطلعات أهلها، والاعتقاد بإمكانية ضمها "قسراً" لمشروع معين، هو الخطأ الاستراتيجي الأكبر. فهذه المناطق تمتلك ثقلاً جغرافياً وقبلياً مرتبطاً مباشرة بالعمق السعودي، والمغامرة فيها ليست كالمغامرة في أي مكان آخر.


غياب للبراجماتية
فبدلاً من بناء الجسور وتطمين الجيران والمكونات المحلية، تم الاتجاه نحو التصعيد الذي لا يؤدي إلا إلى العزلة وفقدان المكاسب التي تحققت في مراحل سابقة.
 

بيان الموقف الموحد للمكونات السياسية والاجتماعية في حضرموت

بناءً على مقتضيات المصلحة العامة، وإدراكاً للتحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة، تؤكد المكونات السياسية والاجتماعية في حضرموت على الآتي:

1. الموقف تجاه الدور الريادي للمملكة العربية السعودية:نعلن ترحيبنا الكامل بموقف المملكة العربية السعودية الشقيقة وبالبيان الصادر عن خارجيتها، مثمنين دورها المحوري في تهدئة الأوضاع ودعم جهود التحالف العربي، مع تأكيدنا المطلق على دعم كافة الحلول السلمية التي تحفظ الاستقرار.

2. الشرعية الإدارية والمحلية:نعلن تأييدنا التام للبيان الصادر عن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، ممثلة بمحافظ المحافظة، ونعتبره الموقف الشرعي والوحيد المعبر عن تطلعات وأبناء المحافظة في هذه المرحلة الحرجة.

3. رفض سياسة فرض الأمر الواقع:نؤكد رفضنا القاطع لكافة أشكال التصعيد العسكري، أو أي محاولات لفرض الأمر الواقع بقوة السلاح، ونشدد على أن لغة الحوار هي السبيل الوحيد للبناء السياسي.

4. السيادة الميدانية والمطالب العسكرية:نطالب بشكل واضح بخروج قوات المجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، وتسليم الملف الأمني والعسكري لأبناء الأرض لضمان الاستقرار المستدام.

5. حق الإدارة الذاتية والمحلية:نجدد التأكيد على الحق المشروع والمكفول لأبناء المحافظات في إدارة شؤونهم الإدارية، والأمنية، والاقتصادية بعيداً عن التدخلات الخارجية التي لا تخدم السلم الأهلي.


 
تابعت قيادة العصبة الحضرمية بأهمية بالغة البيان الصادر هذا اليوم الخميس، 25 ديسمبر 2025م، عن وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وكذلك البيان الصادر عن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت.

وعليه، فإننا في العصبة الحضرمية نعلن عن موقفنا الصارم والواضح تجاه التطورات الراهنة وفق النقاط التالية:

نرحب ونؤيد تأييداً كاملاً وبلا تحفظ كل ما جاء في البيانين، ونعتبرهما خارطة طريق لا غنى عنها لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وحماية حضرموت من الانزلاق نحو الفوضى.

نؤكد وبلهجة حازمة على ضرورة الخروج الفوري والكامل لجميع القوات الوافدة التابعة لما يسمى بالانتقالي، وعودتها من حيث أتت دون قيد أو شرط. إن بقاء هذه القوات يمثل تعدياً سافراً على إرادة الحضارم وتهديداً مباشراً للسلم الاجتماعي، ولن نقبل بأي التفاف على هذا المطلب الأساسي.

نثمن ونشيد بالموقف الشجاع والمسؤول للسلطة المحلية في حضرموت، ممثلة بسعادة المحافظ الأستاذ سالم الخنبشي، ونشد على يده في الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن حضرموت.

إن حضرموت اليوم ليست ساحة لتصفية الحسابات، ولن تكون إلا لأهلها. ونحذر كافة الأطراف من التمادي في القفز على تطلعات شعبنا الحضرمي، ومصلحة حضرموت فوق كل اعتبار .حفظ الله حضرموت وشعبها، وجنبها الفتن والمحن.

صادر عن قيادة العصبة الحضرمية
حضرموت - المكلا
الموافق: 25 / 12 / 2025

G9B1LOtXMAA4kbO
 

بين الأمس واليوم: هل يكرر "الانتقالي" سيناريو عاصفة الحزم؟

1. الدرس التاريخي: غطرسة الحوثي وعاصفة 2015قبل عاصفة الحزم، كان الحوثيون قد ضربوا بالتحذيرات السعودية بعدم التمدد إلى عدن عرض الحائط، ورفضوا "النزول من فوق الشجرة" والاحتكام إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وحين أعلن أبو علي الحاكم الحرب على كل اليمنيين وهاجمت قواته العاصمة المؤقتة عدن، جاء الرد حازماً بـ "عاصفة الحزم" في مارس 2015؛ تلك العاصفة التي لازالت آثارها تقصقص ريش النملة، وريش ممولها في المنطقة إلى اليوم.

2. تكرار المشهد: الانتقالي والشرق (حضرموت والمهرة)اليوم، يبدو أن المجلس الانتقالي يكرر ذات السيناريو؛ فقد ضرب بالتحذيرات السعودية بعدم التمدد إلى حضرموت والمهرة عرض الحائط. وبذات النبرة التصعيدية، أعلن "أبو علي الحضرمي" غزو حضرموت والمهرة، بل ويتم الرد على كل بيان وتحذير سعودي بهجوم مسلح على منطقة من المناطق الشرقية.

3. السيناريو المتوقع: مغبة التمادي في الغي إن هذا الإصرار على التصعيد الميداني وربط المصير بفوضى تخطط لها دول لتحقيق مصالح جيوسياسية تهدد الأمن الإقليمي وأمن المملكة، هو ما يجعل سيناريو "عاصفة حزم" جديدة أمراً متوقعاً؛ بالذات إذا استمر الانتقالي في غيّه وتجاهله للعمق الاستراتيجي والخطوط الحمراء التي تمثلها حضرموت والمهرة بالنسبة للرياض.

(أبو علي الحضرمي) في مقابل (أبو علي الحاكم) السلوك الميليشاوي واحد وإن اختلفت الشعارات.
  • تمدد شرقاً ليس مجرد صراع محلي، بل هو تهديد مباشر لمصالح جيوسياسية سعودية، وهو ما يستدعي عادةً ردود فعل "حازمة".
  • ممول الفوضى في الجنوب هي دول تخطط لتوسيع الفوضى" بسبب فشلها الإقليمي والصراع الأوسع في المنطقة
 
الشيخ عمرو بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع ووكيل أول محافظة حضرموت حاليًا في المملكة العربية السعودية ضمن لقاءات رسمية رفيعة تتناول التطورات الخطيرة التي تشهدها حضرموت والتداعيات المتسارعة على الأرض.
 
عودة
أعلى