حين قبل ملك قشتالة يد السلطان المريني فأمر السلطان بغسل يده أمام الجميع...
قال أبو العباس الناصري في كتابه الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (3/56،55) وهو يتحدث عن السلطان المجاهد العادل يعقوب بن عبد الحق المريني:
لما كَانَ السُّلْطَان يَعْقُوب رَحمَه الله بمراكش سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة قدم عَلَيْهِ كتاب طاغية الإصبنيول واسْمه هراندة ـ
وهو ألفونسو العاشر المعروف عندهم بألفونسو العالم ـ مَعَ وَفد من بطارقته وزعماء دولته مستصرخا لَهُ على ابْنه سانجة ـ
أو شانجة وهو سانشو بالإسبانية ـ الْخَارِج عَلَيْهِ فِي طَائِفَة من النَّصَارَى وَأَنَّهُمْ غلبوه على أمره زاعمين بِأَنَّهُ شاخ وَضعف عَن تدبيرهم
وَلم يقدر على الْقيام بنصرتهم فاستنصره عَلَيْهِم وَدعَاهُ لحربهم وأمله لاسترجاع ملكه من يدهم فاغتنم السُّلْطَان يَعْقُوب
هَذِه الفرصة فِي الْحَال وَجعل جَوَابه نفس النهوض والارتحال فَسَار مَعَهم لم يعرج على شَيْء حَتَّى أَتَى قصر الْمجَاز
وَهُوَ قصر مصمودة فَعبر مِنْهُ واحتل لوقته بالجزيرة الخضراء فِي ربيع الثَّانِي من سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ الْمَذْكُورَة
وأوعز الى النَّاس بالنفير إِلَى الْجِهَاد وَاجْتمعت عَلَيْهِ مسالح الثغور بالأندلس وَسَار حَتَّى نزل صَخْرَة عباد
وَهُنَاكَ قدم عَلَيْهِ الطاغية هراندة ذليلا لعزة الْإِسْلَام مؤملا صريخ السُّلْطَان فَأكْرم موصله وَأكْرم وفادته.
وَذكر ابْن خلدون وَابْن الْخَطِيب وَغَيرهمَا من الْأَثْبَات أَن هَذَا الطاغية لما اجْتمع بالسلطان يَعْقُوب قبل يَده إعظاما لقدره وخضوعا لعزه فَدَعَا السُّلْطَان رَحمَه الله بِمَاء فَغسل يَده من تِلْكَ الْقبْلَة
بِمحضر من كَانَ هُنَاكَ من جموع الْمُسلمين والفرنج ثمَّ التمس الطاغية من السُّلْطَان أَن يمده بِشَيْء من المَال ليستعين بِهِ على حربه ونفقاته
فأسلفه السُّلْطَان مائَة ألف دِينَار من بَيت مَال الْمُسلمين رهنة الطاغية فِيهَا تاجه الْمَوْرُوث عَن سلفه قَالَ ابْن خلدون
وَبَقِي هَذَا التَّاج بدار بني يَعْقُوب بن عبد الْحق فخرا لِلْأَعْقَابِ لهَذَا الْعَهْد.
كان سقوط طليطلة عام 478هـ بمثابة انفراط عقد ماتبقى من الأندلس
فقد اجتازت قوات قشتالة نهر التاجي لتهدد اشبيلية وقرطبة وغيرها من حواضر الجنوب
طليـطلة أبــــاح الكفـــــر منهـا
حمــاهـــا إن ذا نبـــــأ كبـــيــر
فليس مثالهـــا إيـوان كســرى
ولا منهـــا الخـورنق والسدير
محصنـة محسنـــــة بعــيــــد
تناولهــا ومطلبـــــهــا عسير
ألـــــم تـك معقــلا للدين صعبا
فذللـه كمــا شــاء القديــــــــر
وأخــــــرج أهلهـا منها جميعــا
فصاروا حيث شاء بهم مصيـر
وكـانت دار إيمــان وعلـــــــــم
معالمهـا التى طمسـت تنـيــــر
فعـادت دار كفـر مصطفـــــــاة
قد اضطربت بأهليهـا الأمـــور مسـاجـدها كنـائس أي قلـــــب
على هــذا يقـر ولا يطـيــــــــر فيا أسفـاه يا أسفـاه حــــــــزنا
يكـــــرر ما تكـررت الدهــــور
وينشر كل حسن ليس يطــوى
إلى يـوم يكــون به النشـــــور
لم تسقط طليطلة لتفوق الجيش القشتالي
وانما سقوطها جاء نتيجةعوامل داخلية نخرت في الجسد الاندلسي أبرزها التخادل والخيانة
فكان لهذا السقوط دوي عظيم في الشرق والغرب, بكاها العلماء,
ورثاها الشعراء, وسقوطها من اهم اسباب عبور السلطان يوسف بن تاشفين نجدة للاندلس وأهلها
أظهرت الدراسة التي أجراها اتحاد الجاليات الإسلامية بـ"إسبانيا"، أن أكثر من 500 ألف مسلم ممن يعيشون في البلاد هم من أصل إسباني.
وقد كشفت الدراسة بأن 1,6 مليون مسلم يعيش في "إسبانيا"، منهم 1,1 مليون أجنبي والباقي إسباني الجنسية.
فبشكل عام، لُوحِظ خلال الـ 54 سنة الماضية ازدياد أعداد المسلمين.
كما أكدت أن أغلب المهاجرين من المغرب العربي و"باكستان"، و"السنغال" و"الجزائر"، ومعظم تكتُّلاتهم في "كتالونيا" و"الأندلس"، و"مدريد" و"فالنثيا"، وأقلها في "أستورياس" و"كانتابريا"؛
المصدر: شبكة الألوكة.