العراق اسماؤه واصولها
الدكتور سعد الفتال
أرض العراق مهد الحضارات وموطن السلالات وبلد الأنبياء والأوصياء, وفيه اخترعت الكتابه ومختلف العلوم والفنون, وعلى ارضه شيدت الجنائن المعلقه ودونت القوانين, وشهدت مولد النبي ابراهيم عليه السلام وجنة عدن واسطورة الطوفان وكلكامش. وفيه نشأت الحضارات السومريه والأكديه والبابليه والأشوريه واخيرا الحضاره الإسلاميه وعاصمتها بغداد, مدينة السلام والف ليلة وليلة.
وبالرغم من الصعوبات الجمه, ولكن اسم العراق سيبقى نبراسا للأصاله والتراث والتاريخ, شامخا في وجه الزمن رغم جميع التحديات وارهاصات الحاقدين.
الأسماء واصول الحكم
ان اقدم اشكال للحكم في العراق كان في مطلع الألف الثالث ق.م ,والذي كان على هيئة ما يسمى بدولة المدينه (سيتي ستيت) على غرار ما كانت عليه التنظيمات السياسيه في بلاد اليونان القديمه.فكان الحكام السومريون وغيرهم من حكم في دول المدن يلقب كل منهم بلقب حاكم المدينه التي كانت مركز دولته مثل حاكم لكش وحاكم اور وغيرها.
وفي اواخر عصر فجر السلالات (0022 -0022 ق.م) ابتدع اخر الحكام والمسمى (لوكال زاكيزي) لقبا سياسيا جديدا وهو (ملك االأقاليم), وكلمة (كالم) المشابهه لكلمة االقليم العربيه لفظا ومعنا اي اقليم الشخص ووطنه.
وبعد ذلك الزمن ظهرت تسمية بلاد سومر للقسم الجنوبي, والأخرى بلاد اكد للقسم الأوسط من السهل الرسوبي للعراق.
وقد استعمل الملك سرجون مؤسس الدوله الأكديه (0722 – 0732 ق.م) او حفيده (نرام – سين) لقبا جديدا هو ملك الجهات الأربعه اي ملك العالم والكون.
وفي اوائل زمن سلالة اور الثالثه (0220 – 0220 ق.م) ظهر لقب جديد وهو ملك بلاد سومر وبلاد أكد , ومن بعدها تسميات جغرافيه اخرى مثل بلاد بابل وبلاد اشور. ثم بدأ استخدام المصطلح الجغرافي المعروف ((ميزوبوتاميا)) اي بلاد ما بين النهرين عند الكتاب الرومان واليونان في الفتره ما بين القرنين الرابع والثاني ّقبل الميلاد , ثم شاع استعماله عند الأوروبين فيما بعد.
وقد ورد استخدام الإسم (ميزوبوتاميا) في كتاب المؤرخ الشهير بوليبيوس (020 – 202 ق.م (بالرغم من استعماله في زمن الإسكندر الكبير عندما استحدث ولايته الجديده باسم (ميزوبوتاميا) في العراق.
أسم العراق في اللغه السومريه
ان اسم العراق قد استعمل بصوره واسعه في نهاية العصر الساساني ما بين القرنين الخامس والسادس الميلادي, حيث بدأ استعماله يظهر في الشعر الجاهلي واقترن اسمه ومعناه بالرخاء والخيرات لدى شعراء الباديه والجزيره العربيه.
وهناك عدد من الاحتمالات لأصول اسم العراق , ولكن اقدمها هي التسميه السومريه من الاسم (أوروك) أو أريخ كما في الكتب المقدسه أو الوركاء حاليا,
كما اطلق الأكديون اسم اوروك على المدينه السومريه والتي تحتوي في معناها اسم المدينه (أور) . كما ان هناك معنى اخر لإسم العراق في اللغه السومريه, وهو المستوطنين اي (سيتلر) في اللغه الانكليزيه , ولربما كان الأصل في تسمية مدينة أوروك اي (مدينة المستوطنين).
ويرى المؤرخ المعروف (أولمستيد) ان اول أستعمال لكلمة عراق , قد ورد في العهد الكيشي في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد في وثيقه يرقى تاريخها الى حدود القرن الثاني عشر قبل الميلاد, والتي جاء فيها أسم أقليم (أريقا) او عراق.
وعلى الأغلب فان اصول الإسم (عراق) قد تأثر باللغه السومريه من أوروك او أريخ في الكتب المقدسه والتي تقع في جنوب العراق, وهي من السومريه (أورو) اي المدينه.
أسم العراق في اللغه العربية
واما في اللغه العربية, فهناك معاني متعدده لإسم العراق والتي تشمل, الجذور او العروق العميقه او الأرض الخصبه العميقة الجذور, كونه يقع ما بين نهري دجله والفرات, باالضافه الى معاني اخرى مثل (الشاطئ, الضفه او حافة النهر) والذي يضم الجزء الجنوبي الشرقي للجزيره ويحادد الأطراف الشماليه الغربيه من منطقة ما يسمى بالعراق العربي وهي المنطقه الجنوبيه.
كما اصبح اسم العراق مرادفا لمعنى العراقه ومعناها المتأصل الجذور.
وقد اطلق العرب في بداية الفتوحات الإسلاميه اسم (بلاد السواد) على العراق لكثرة خضرته وخيراته, والذي يشمل السهول الرسوبيه لنهري دجله والفرات على خلاف الأراضي الصحراويه للجزيره العربيه.
كما اطلق العرب المسلمين على مدن الكوفه والبصره اسم (العراقين) اشارة الى عواصم العراق.
وفي فترة القرون الوسطى وبعد التغيرات التي حصلت في جغرافية الدوله الإسلاميه, استخدم الإصطلاح (العراقين) بصوره مختلفه, فاصبح هناك العراق العربي نسبة الى جنوب العراق, والعراق العجمي نسبة الى المنطقه الوسطى والمحاذيه لحدود دولة ايران.
وبالرغم من تغيير اصول التسميه وتنوعها, ولكن المعنى لاسم العراق لم يتغير بل اصبح اكثر وضوحا عبر آلاف السنين, والمرادف للاصاله والحضاره والتراث والتاريخ.
وقد وردت تسمية العراق في مجموعه من القواميس العالميه منها قاموس اكسفورد, قاموس مريام ويبستر, قاموس التراث الأميريكي وقاموس البيت المتنوع والواسع الإنتشار في الولايات المتحده الأميريكيه.
الاستاذ طه باقر واصول التسميه
ويورد االستاذ طه باقر مدير الأثار العام في كتابه الموسوم (مقدمه في تاريخ الحضارات القديمه )عن تسمية العراق ما نصه :
اما عن الاسم (عراق) فقد اختلفت اراء الباحثين في اصله ومعناه, ومن الممكن حصر هذه الأراء في ثلاثة احتمالات :
1 ـ ان الإسم (عراق) عربي الأصل.
2 ـ معرب من اصل فارسي.
3 ـ يرجع في اصله الى تراث لغوي من العراق القديم.
الأصل العربي :
فاذا اخذنا بالأصل العربي وجدنا عدة اراء في معنى (عراق), منها انه الشاطئ اي شاطئ البحر او سيف البحر او مطلق الشاطئ, وان اهل الحجاز يسمون البلاد القريبه من البحرعراقا لدنوه من البحر ولأنه على شاطئ دجله والفرات أيضا, او ان معناه جرف الجبل او سفوح الجبال المتاخمه لأطرافه الشماليه والشرقيه.
الأصل الفارسي :
فقد اختلفوا في معناه ايضا,فمنهم من ذهب الى انه ماخوذ من اصل يعني الساحل في الفارسيه (الذي عرب الى ايراق ثم عراق) . وفي مفاتيح العلوم للخوارزمي وتاريخ حمزة الأصبهاني ان التسميتين (أيران وعراق) غلط والصواب فيهما (أيراك) بالكاف الفارسيه وانها اصل لفظ ايران وعراق.
الأصل التراثي القديم :
ا ّن ارجاع لفظ عراق الى تراث لغوي من العراق القديم جدير باالعتبار. وخالصته ان لفظ عراق يرجع في اصله الى تراث السومريون او قوم اخرين من غير السومريين ولا الساميين, الذين استوطنوا السهل الرسوبي من ابعد عصور ما قبل التاريخ.
كما ان الإسم عراق مشتق من كلمة والتي تعنى (المستوطن) ولفظها أوروك او انوك, وهي الكلمه التي سميت بها المدينه السومريه الشهيره اوروك او الوركاء, كما ان الكلمه نفسها تدخل في تركيب اسماء عدد من المدن القديمه مثل مدينة اور ومدينة الرسا وغيرهما.
ثم يضيف الأستاذ طه باقر قائلا :
إن كلمة العراق من بعد ظهور أستعمالها في اواخر العهد الساساني والعصر الجاهلي, قد تطورت في الإستعمال واتسع مدلولها عند الجغرافيين العرب بحيث اصبح يشمل الجزيره (الجزء الشمالي) والقسم الجنوبي (الرسوبي), ودخلت ضمنه المدن الواقعه مابين الموصل وعبادان طولا.
وفي العهد السلجوقي (القرن الخامس والسادس الهجري) امتدت بلاد العراق اكثر فشملت ما يجاور العراق من الأقسام الجبليه لايران , وبعدها تبلورت الحدود في العهد العثماني وما بعده لتشمل حدود العراق الحاليه.أنتهى
وفي موسوعة ويكيبيديا على شبكة الإنترنت, تجد تعريف دولة العراق بانها تقع في غرب اسيا, وتحدها تركيا من الشمال وايران من الشرق والكويت من الجنوب الشرقي والمملكه العربيه السعوديه من الجنوب والجنوب الغربي, والأردن وسوريا من الغرب, كما ان لديها حدود مائيه
في جنوب العراق بطول 80 كم في شمال الخليج العربي.
اصول تسمية نهري دجله والفرات
ان الرأي السائد من الباحثين انها من اصول سومريه, بالرغم من احتمال كونها من التراث اللغوي للاقوام التي سكنت السهل الرسوبي (جنوب العراق) قبل السومريون والساميين. فقد ورد اسم الفرات في النصوص المسماريه والتي تلفظ على هيئة (بورانُن او بوروننا), ويرادف ذلك في اللغه الأكديه البابليه لفظ بوراتي او بوراتم , ومنه الصيغه العربيه فرات وقد قيل في معنى هذا الإسم الفرع او الرافد او الماء العذب, وهذا الأخير الذي اورده اللغويون العرب لإسم الفرات ايضا.
اما اسم دجله فقد ورد على صيغة (ادكنا) ومنها التسميه العبريه حداقل او هداقل وبالعربيه دجله.
ويذكر الأستاذ طه باقر عن اصل الكلمه الشائعة الإنتشار في الدول الأوروبيه وهي (تايكرس) مأخوذه من اللغه الفارسيه (تير – كاه) التي قيل ان معناها السهم, ولعل ذلك اشارة الى سرعة جريان النهر او ترجمه لمعنى الإسم العراقي القديم بانه النهر الجاري او السريع.
From Preface of new book (Baghdad) by Justin Marozzi 2014
الدكتور سعد الفتال
أرض العراق مهد الحضارات وموطن السلالات وبلد الأنبياء والأوصياء, وفيه اخترعت الكتابه ومختلف العلوم والفنون, وعلى ارضه شيدت الجنائن المعلقه ودونت القوانين, وشهدت مولد النبي ابراهيم عليه السلام وجنة عدن واسطورة الطوفان وكلكامش. وفيه نشأت الحضارات السومريه والأكديه والبابليه والأشوريه واخيرا الحضاره الإسلاميه وعاصمتها بغداد, مدينة السلام والف ليلة وليلة.
وبالرغم من الصعوبات الجمه, ولكن اسم العراق سيبقى نبراسا للأصاله والتراث والتاريخ, شامخا في وجه الزمن رغم جميع التحديات وارهاصات الحاقدين.
الأسماء واصول الحكم
ان اقدم اشكال للحكم في العراق كان في مطلع الألف الثالث ق.م ,والذي كان على هيئة ما يسمى بدولة المدينه (سيتي ستيت) على غرار ما كانت عليه التنظيمات السياسيه في بلاد اليونان القديمه.فكان الحكام السومريون وغيرهم من حكم في دول المدن يلقب كل منهم بلقب حاكم المدينه التي كانت مركز دولته مثل حاكم لكش وحاكم اور وغيرها.
وفي اواخر عصر فجر السلالات (0022 -0022 ق.م) ابتدع اخر الحكام والمسمى (لوكال زاكيزي) لقبا سياسيا جديدا وهو (ملك االأقاليم), وكلمة (كالم) المشابهه لكلمة االقليم العربيه لفظا ومعنا اي اقليم الشخص ووطنه.
وبعد ذلك الزمن ظهرت تسمية بلاد سومر للقسم الجنوبي, والأخرى بلاد اكد للقسم الأوسط من السهل الرسوبي للعراق.
وقد استعمل الملك سرجون مؤسس الدوله الأكديه (0722 – 0732 ق.م) او حفيده (نرام – سين) لقبا جديدا هو ملك الجهات الأربعه اي ملك العالم والكون.
وفي اوائل زمن سلالة اور الثالثه (0220 – 0220 ق.م) ظهر لقب جديد وهو ملك بلاد سومر وبلاد أكد , ومن بعدها تسميات جغرافيه اخرى مثل بلاد بابل وبلاد اشور. ثم بدأ استخدام المصطلح الجغرافي المعروف ((ميزوبوتاميا)) اي بلاد ما بين النهرين عند الكتاب الرومان واليونان في الفتره ما بين القرنين الرابع والثاني ّقبل الميلاد , ثم شاع استعماله عند الأوروبين فيما بعد.
وقد ورد استخدام الإسم (ميزوبوتاميا) في كتاب المؤرخ الشهير بوليبيوس (020 – 202 ق.م (بالرغم من استعماله في زمن الإسكندر الكبير عندما استحدث ولايته الجديده باسم (ميزوبوتاميا) في العراق.
أسم العراق في اللغه السومريه
ان اسم العراق قد استعمل بصوره واسعه في نهاية العصر الساساني ما بين القرنين الخامس والسادس الميلادي, حيث بدأ استعماله يظهر في الشعر الجاهلي واقترن اسمه ومعناه بالرخاء والخيرات لدى شعراء الباديه والجزيره العربيه.
وهناك عدد من الاحتمالات لأصول اسم العراق , ولكن اقدمها هي التسميه السومريه من الاسم (أوروك) أو أريخ كما في الكتب المقدسه أو الوركاء حاليا,
كما اطلق الأكديون اسم اوروك على المدينه السومريه والتي تحتوي في معناها اسم المدينه (أور) . كما ان هناك معنى اخر لإسم العراق في اللغه السومريه, وهو المستوطنين اي (سيتلر) في اللغه الانكليزيه , ولربما كان الأصل في تسمية مدينة أوروك اي (مدينة المستوطنين).
ويرى المؤرخ المعروف (أولمستيد) ان اول أستعمال لكلمة عراق , قد ورد في العهد الكيشي في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد في وثيقه يرقى تاريخها الى حدود القرن الثاني عشر قبل الميلاد, والتي جاء فيها أسم أقليم (أريقا) او عراق.
وعلى الأغلب فان اصول الإسم (عراق) قد تأثر باللغه السومريه من أوروك او أريخ في الكتب المقدسه والتي تقع في جنوب العراق, وهي من السومريه (أورو) اي المدينه.
أسم العراق في اللغه العربية
واما في اللغه العربية, فهناك معاني متعدده لإسم العراق والتي تشمل, الجذور او العروق العميقه او الأرض الخصبه العميقة الجذور, كونه يقع ما بين نهري دجله والفرات, باالضافه الى معاني اخرى مثل (الشاطئ, الضفه او حافة النهر) والذي يضم الجزء الجنوبي الشرقي للجزيره ويحادد الأطراف الشماليه الغربيه من منطقة ما يسمى بالعراق العربي وهي المنطقه الجنوبيه.
كما اصبح اسم العراق مرادفا لمعنى العراقه ومعناها المتأصل الجذور.
وقد اطلق العرب في بداية الفتوحات الإسلاميه اسم (بلاد السواد) على العراق لكثرة خضرته وخيراته, والذي يشمل السهول الرسوبيه لنهري دجله والفرات على خلاف الأراضي الصحراويه للجزيره العربيه.
كما اطلق العرب المسلمين على مدن الكوفه والبصره اسم (العراقين) اشارة الى عواصم العراق.
وفي فترة القرون الوسطى وبعد التغيرات التي حصلت في جغرافية الدوله الإسلاميه, استخدم الإصطلاح (العراقين) بصوره مختلفه, فاصبح هناك العراق العربي نسبة الى جنوب العراق, والعراق العجمي نسبة الى المنطقه الوسطى والمحاذيه لحدود دولة ايران.
وبالرغم من تغيير اصول التسميه وتنوعها, ولكن المعنى لاسم العراق لم يتغير بل اصبح اكثر وضوحا عبر آلاف السنين, والمرادف للاصاله والحضاره والتراث والتاريخ.
وقد وردت تسمية العراق في مجموعه من القواميس العالميه منها قاموس اكسفورد, قاموس مريام ويبستر, قاموس التراث الأميريكي وقاموس البيت المتنوع والواسع الإنتشار في الولايات المتحده الأميريكيه.
الاستاذ طه باقر واصول التسميه
ويورد االستاذ طه باقر مدير الأثار العام في كتابه الموسوم (مقدمه في تاريخ الحضارات القديمه )عن تسمية العراق ما نصه :
اما عن الاسم (عراق) فقد اختلفت اراء الباحثين في اصله ومعناه, ومن الممكن حصر هذه الأراء في ثلاثة احتمالات :
1 ـ ان الإسم (عراق) عربي الأصل.
2 ـ معرب من اصل فارسي.
3 ـ يرجع في اصله الى تراث لغوي من العراق القديم.
الأصل العربي :
فاذا اخذنا بالأصل العربي وجدنا عدة اراء في معنى (عراق), منها انه الشاطئ اي شاطئ البحر او سيف البحر او مطلق الشاطئ, وان اهل الحجاز يسمون البلاد القريبه من البحرعراقا لدنوه من البحر ولأنه على شاطئ دجله والفرات أيضا, او ان معناه جرف الجبل او سفوح الجبال المتاخمه لأطرافه الشماليه والشرقيه.
الأصل الفارسي :
فقد اختلفوا في معناه ايضا,فمنهم من ذهب الى انه ماخوذ من اصل يعني الساحل في الفارسيه (الذي عرب الى ايراق ثم عراق) . وفي مفاتيح العلوم للخوارزمي وتاريخ حمزة الأصبهاني ان التسميتين (أيران وعراق) غلط والصواب فيهما (أيراك) بالكاف الفارسيه وانها اصل لفظ ايران وعراق.
الأصل التراثي القديم :
ا ّن ارجاع لفظ عراق الى تراث لغوي من العراق القديم جدير باالعتبار. وخالصته ان لفظ عراق يرجع في اصله الى تراث السومريون او قوم اخرين من غير السومريين ولا الساميين, الذين استوطنوا السهل الرسوبي من ابعد عصور ما قبل التاريخ.
كما ان الإسم عراق مشتق من كلمة والتي تعنى (المستوطن) ولفظها أوروك او انوك, وهي الكلمه التي سميت بها المدينه السومريه الشهيره اوروك او الوركاء, كما ان الكلمه نفسها تدخل في تركيب اسماء عدد من المدن القديمه مثل مدينة اور ومدينة الرسا وغيرهما.
ثم يضيف الأستاذ طه باقر قائلا :
إن كلمة العراق من بعد ظهور أستعمالها في اواخر العهد الساساني والعصر الجاهلي, قد تطورت في الإستعمال واتسع مدلولها عند الجغرافيين العرب بحيث اصبح يشمل الجزيره (الجزء الشمالي) والقسم الجنوبي (الرسوبي), ودخلت ضمنه المدن الواقعه مابين الموصل وعبادان طولا.
وفي العهد السلجوقي (القرن الخامس والسادس الهجري) امتدت بلاد العراق اكثر فشملت ما يجاور العراق من الأقسام الجبليه لايران , وبعدها تبلورت الحدود في العهد العثماني وما بعده لتشمل حدود العراق الحاليه.أنتهى
وفي موسوعة ويكيبيديا على شبكة الإنترنت, تجد تعريف دولة العراق بانها تقع في غرب اسيا, وتحدها تركيا من الشمال وايران من الشرق والكويت من الجنوب الشرقي والمملكه العربيه السعوديه من الجنوب والجنوب الغربي, والأردن وسوريا من الغرب, كما ان لديها حدود مائيه
في جنوب العراق بطول 80 كم في شمال الخليج العربي.
اصول تسمية نهري دجله والفرات
ان الرأي السائد من الباحثين انها من اصول سومريه, بالرغم من احتمال كونها من التراث اللغوي للاقوام التي سكنت السهل الرسوبي (جنوب العراق) قبل السومريون والساميين. فقد ورد اسم الفرات في النصوص المسماريه والتي تلفظ على هيئة (بورانُن او بوروننا), ويرادف ذلك في اللغه الأكديه البابليه لفظ بوراتي او بوراتم , ومنه الصيغه العربيه فرات وقد قيل في معنى هذا الإسم الفرع او الرافد او الماء العذب, وهذا الأخير الذي اورده اللغويون العرب لإسم الفرات ايضا.
اما اسم دجله فقد ورد على صيغة (ادكنا) ومنها التسميه العبريه حداقل او هداقل وبالعربيه دجله.
ويذكر الأستاذ طه باقر عن اصل الكلمه الشائعة الإنتشار في الدول الأوروبيه وهي (تايكرس) مأخوذه من اللغه الفارسيه (تير – كاه) التي قيل ان معناها السهم, ولعل ذلك اشارة الى سرعة جريان النهر او ترجمه لمعنى الإسم العراقي القديم بانه النهر الجاري او السريع.
From Preface of new book (Baghdad) by Justin Marozzi 2014