الفصل الخامس من كتاب تاريخ الاستيطان الصهيوني في فلسطين
المواقف الدولية ساعدت الحركة الصهيونية على اقامة
دولة اسرائيل
اولا بريطانيا :
ان بريطانيا دعمت الصهيونية فكرة وكيانا وعلى المستويين الشعبي والقومي .
ففي الموقف الشعبي الذي اتخذ شكل الدراسات والبحوث والجمعيات التي تعطف على قضية عودة اليهود او اعادة توطينهم في فلسطين وتقديم المساعدات المادية والمعنوية والضغط على الحكومة لمساعدة اليهود بينما التخذ الشكل الرسمي اصدار وعد بلفور المشؤوم بأقامة دولة صهيونية في فلسطين بما فية من مغالطات تاريخية وقانونية .
كذلك كرست بريطانيا جهدها خلال فترة الانتداب لتسهيل اقامة الوطن القومي اليهودي من خلال الاجراءات التي اتخذتها لتهويد فلسطين ومن هذة الاجراءات :
أ- الاعتراف بالوكالة اليهودية والتعاون معها في جميع المجالات التي تساعد على انشاء وطن قومي يهودي في فلسطين .
ب- فتح ابواب الهجرة اليهودية الى فلسطين دون النظر الى مصالح سكانها العرب الاصليين وقدرة البلاد الاقتصادية على استيعاب المهاجرين .
ت- تسهيل امتلاك للاراضي بشتى الوسائل مثل بيع اراضي الدولة بموجب تشريعات قانونية والضغط على الفلاح الفلسطيني لبيع ارضة .
ث- تهيئة الفرصة امام العصابات اليهودية للتدريب على القتال والتزود بالسلاح اللازم في الوقت الذي كانت تحكم فية على من تضبط لدية اسلحة من العرب بالاعدام او السجن سنين عديدة .
ج- حرمت العرب وهم اكثرية السكان الاصليين في فلسطين من حق تقرير المصير ومن المشاركة في ادارة البلاد من خلال اقامة مؤسسات الحكم الذاتي حسب ما نص علية صك الانتداب . هذا في الوقت الذي اتاحت فية حكومة الانتداب الفرصة لليهود للمشاركة والتدريب على القيام بالوظائف الادارية من خلال الاعتراف بالوكالة اليهودية وكان اول مندوب سامي لفلسطين هربيرت صموئيل يهوديا .
ح- سمحت لليهود الاشراف على مدارسهم الخاصة والاعتراف باللغة العبرية لغة رسمية وجعلتها اللغة الوحيدة في المدارس اليهودية .
لقد حشدت الصهيونية كل امكاناتها وقذفت بها الى الارض الفلسطينية معتمدة على مساندة حكومة الانتداب التي كانت شديدة الحرص على تحويل اراضي فلسطين ما بين البحر المتوسط والبحر الاحمر الى حاجز مادي بشري يفصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ولتحقيق ذالك هيأت حكومة الانتداب الجو ومهدت الطريق فوضعت القوانين التي تسهيل انتقال الاراضي العربية الفلسطينية الى الصهاينة ومن هذة القوانين والاجراءات والتسهيلات التي وضعتها بريطانيا :
1- من حق حكومة الانتداب نزع ملكية الارض وبموجب هذا الحق تمكنت الصهيونية من الاستيلاء على مواضع هامة بمساعدة حكومة الانتداب التي مارست هذا الحق لتشديد الضغط على العرب اصحاب الارض .
2- تحويل الاراضي الاميرية (المشاع) ومساحتها حوالي 12 مليون دونم وتعادل 45% من مساحة فلسطين كلها الى ارض ملكية تخضع لتصرف الحكومة والهدف من ذلك كي تصبح فريسة للتسلل الصهيوني .
3- يحرم على الملاكين الذين لا يسكنون فلسطين استغلال اراضيهم وكانت هناك اقطاعات واسعة تملكها عائلات لبنانية وسورية تقيم في بيروت ودمشق وهي من أجود الاراضي وفي أحسن المواقع الاستراتيجية .
4- الارض البور الغير مستغلة تخضع لما تقتضية المصلحة التي تحددها الادارة الفلسطينية وقد استخدم هذا النص لعمليات الاستيلاء على مساحات كبيرة من الارض واعطائها لليهود بحجة انها لم تكن تستغل .
5- حرمت القرى العربية من التعليم والرعاية الصحية ولم تعبد الطرق بينما كانت تبادر الى شق الطرق الى المستعمرات اليهودية كما تمنح اليهود قروضا طويلة الاجل .
وتحت المظلة البريطانية الاستعمارية انطلقت المنظمات الصهيونية في انحاء فلسطين مستميتة لشراء الااضي وتوسيع نشاطها في حقل الاستعمار الزراعي وتشيد الاستعمارات الزراعية .
اما في مجال الهجرة فان حكومة الانتداب وضعت القوانين والتسهيلات الملائمة لهجرة يهودية واسعه :
1- منح شهادات الهجرة لليهود
2- تشجيع اليهود على الهجرة الى فلسطين والاقامة فيها والحصول على جنستها .
3- منحت حكومة الانتداب الوكالة اليهودية صلاحيات واسعة جعلتها قادرة على استقدام عشرات الالوف من اليهود الصهاينة من هذة الصلاحيات منح شهادات وبدون اسماء في جميع وكالات المنظمات الصهيونية في اوروبا .
4- تمكين اليهود من الاستيلاء على المواقع الاستراتيجية لاقامة المستوطنات عليها حيث اقيمت كثيرا من المستعمرات في اقصى الشمال للاستيلاء على مناطق المياة وفي المناطق الرئيسية بين المدن العربية لتتحكم بالمواصلات .
ورغم المساعدات والضغوط التي مارستها بريطانيا على الفلاحين العرب لم يحصل اليهود سوى على 6% من اراضي فلسطين الامر الذي يؤكد ان عرب فلسطين لم يفرطوا باراضيهم ولم يبيعوها وانما دافعوا عنها دفاع الابطال وتمكنوا من الاحتفاظ بعروبة اكثر من 93% من مساحتها الاجمالية وذلك بمقاومتهم بيع الاراضي ومقاومتهم الهجرة اليهودية ومقاومة الاستعمار البريطاني المتحالف مع الصهيونية .
وخير شاهد على الدور البريطاني في قيام دولة اسرائيل الصهيونية ما قالة المؤرخ الانجليزي المشهور آرنولد تويني حول الدور البريطاني في قيام الكيان الصهيوني :
اذا كانت الدول الغربية تتحمل قسطا كبيرا من مسؤولية ما حدث في فلسطين فان بريطانيا المحتلة والمنتدبة تتحمل القسط الاكبر من محنة الحق والانسانية في فلسطين فقد كان موقفها الشامل لجميع حكوماتها المتعاقبة ولكل احزابها الحاكمة هو التواطؤ المرسوم مع الصهيونية والتآمر المرير ضد فلسطين والتعالي الجدير بالادانة والاتهام.
ثانيا : الولايات المتحدة الامريكية :
بدأ اهتمام امريكا بقضية اليهود منذ الحرب العالمية الاولى والاهتمام بمشروع توطينهم فلسطين وقد جاء هذا الاهتمام من النقاط والملاحظات التالية :
1- ابلغت وزارة الخارجية البريطانية حومة الولايات المتحدة بتاريخ 3\9\1917 ان الحكومة البريطانية تتعرض للضغط لمنح وعد يعطف على الحركة الصهيونية وذلك لمعرفة موقف الحكومة الامريكية .
2- ابرق رئيس الاتحاد الصهيوني (برانديز ) الى وايزمان في 27\9\1917 يبلغة موافقة الرئيس الامريكي على التصريح .
3- هاوس الممثل الشخصي للرئيس الامريكي يبرق بتاريخ 16\10\1917 يعلن موافقة الرئيس الامريكي على وعد بريطاني يعطف على اليهود .
4- تصريح الرئيس ولسن بتاريخ 19\3\1919 قولة ان الامم المتحالفة قد اتفقت على ان تضع في فلسطين اسس دولة صهيونية .
5- قرار الكونغرس الامريكي في تاريخ 30\6\1922 والذي جاء فية ان الولايات المتحدة تحبذ انشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين .
6- قرار الكونغرس الامريكي 1935 حول بذل الولايات المتحدة مساعيها لفتح ابواب الهجرة اليهودية الى فلسطين واتاحة الفرصة لكي يتمكن الشعب اليهودي من اعادة بناء فلسطين كدولة يهودية .
7- مذكرة حكومة الولايات المتحدة الى جامعة الدول العربية تاريخ 7\1\1947 التي تقول فيها ان الحكومة الامريكية منذ نهاية الحرب العالمية الاولى عاضدت فكرة انشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين حكومة وشعبا فتصرفها اليوم (1947) جاء مطابقا لسياستها التقليدية عندما تدعو الى اتخاذ التدابير الرامية الى ابراز هذة الفكرة لحيز الوجود .
8- الامدادات المالية لليهود باسم المساعدات الانسانية والتي كانت تستخدم في الانفاق على تهريب الارهابيين اليهود من اوروبا الى فلسطين بالاضافة الى سندات القرض الاسرائيلي التي طرحت في الولايات المتحدة وبعض دول امريكا اللاتينية وكانت معفاة من الضرائب .
9- ضغط الحكومة الامريكية على المانيا الاتحادية لتعويض اسرائيل عن الاضرار التي لحقت باليهود اثناء الحكم النازي (وهي اضرار وهمية ضخمت لخدمة الدعاية الصهيونية ) . ويقدر ما قدمتة الولايات المتحدة لاسرائيل بين العام 1945 -1955 ما يقارب من 150 مليون دولار سنويا وقد استمرت هذة المساعدات حتى يومنا هذا بمبالغ اكثر بكثير من تلك الايام .
10- الضغط على الحكومة البريطانية لتسهيل الهجرة اليهودية الى فلسطين .
11- المساعدات العسكرية التي قدمتها للعصابات الصهيونية والمساعدات التي قدمتها وتقدمها لحكومة اسرائيل مستمرة حتى ان العون الامريكي الى اسرائيل تجاوز كثيرا ما هو ضروري لضمان امن اسرائيل .
12- المساعدات السياسية وهي عديدة ومتنوعه تمثلت اولا في الضغط على الدول بقبول قرار التقسيم 1947 . ثم الاعتراف بقيام دولة اسرائيل .
الولايات المتحدة امدت الكيان الصهيوني ولا تزال تمدة بغطاء سياسي ومالي وعسكري ومعنوي جعل اسرائيل تتحدى الادارة الدولية .
ثالثا : الاتحاد السوفيتي :
تمثل الدعم الروسي للحركة الصهيونية بما يلي :
1- تدريب الشباب اليهودي على شؤون القتال وتشكيل فرقة منهم لحماية اليهود بزعامة فلادمير جابوتسكي استاذ بيغن .
2- تشجيع اليهود للهجرة الى فلسطين فقد بلغ عدد المهاجرين الروس بين العامين 1921-1939 ، 165 الف مهاجر بينهم مجموعة من الضباط .
3- توفير الاموال اللازمة لشراء الاراضي وتوطين اليهود في فلسطين فقد بلغت مساهمة اليهود السوفييت في عمليات شراء الاراضي 40%
4- موافقة روسيا على قرار تقسيم فلسطين 1947 .
5- امداد الدول الشيوعية وخاصة اوروبا الشرقية لعصابات الصهاينة بالاسلحة ولا سيما تشيكوسلوفاكيا .
6- معارضة الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية مساعدة اللاجئين الفلسطينيين .
7- عارض الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية توصية برنادوت الوسيط الدولي الداعية الى اعادة منطقة النقب للعرب بعد ان احتلتها اسرائيل خلال الهدنة .
8- تبنى مندوب الاتحاد السوفيتي طلب اسرائيل الانضمام الى الامم المتحدة ودعا الى الموافقة علية فورا .
رابعا : المانيا الغربية :
تعتبر المانيا لغربية احدى اهم الدول الاوروبية الغربية التي لعبت دورا بارزا في الصراع العربي الاسرائيلي منذ قيام الكيان الصهيوني فبرغم من ان المانيا كانت تلملم جراحاتها من الهزيمة النكراء التي لحقت بها في الحرب العالمية الثانية الا انها سارعت للتدخل في هذا الصراع منذ نشأتة فلا يجب ان ننسى ان هناك وعدا قطعه هتلر على نفسة امام الصهاينة من اجل اقامة الكيان الصهيوني فوق التراب الفلسطيني وعلى انقاض الشعب الفلسطيني ثم عاد وانقلب عليهم .
وقد سمحت المانيا بالهجرة اليهودية الى فلسطين في فترات مختلفة وقد كان حكام المانيا الاتحادية انفسهم وراء مبدأ منح التعويضات للكيان الصهيوني عما وصفوة بجرائم هتلر ضد اليهود في اوروبا حيث بدأت المباحثات الالمانية الاسرائيلية باشراف الولايات المتحدة في 20\3\1952 في ضاحية لاهاي في هولندا لبحث قيمة التعويضات للكيان الصهيوني بلغت في مجموعها ما بين 1952- 1960 (3500) مليون مارك الماني وأما المساعدات الاقتصادية فقد بلغت (850) مليون دولار .
وفي 13\5\1965 أعلن المستشار الالماني آنذاك قيام العلاقات الدبلوماسية بين بون وتل ابيب . واعلن كارل جونز فون هازة الناطق الصحفي بلسان المستشار الالماني الغربي في 28\5\1965 ان اسرائيل حصلت في ذلك التاريخ على (6787،5 ) مليون دولار من اصل المبلغ المتفق علية الذي يجب دفعه كتعويض والمبلغ هو (11287 )مليون دولار كما قامت المانيا الغربية في السنوات الماضية بتزويد الكيان الصهيوني بشتى صنوف وانواع السلاح بالاضافة الى تزويدها بالخبرة والتقنية العسكرية اللازمة لصناعة الاسلحة بما كان لة الاثر البالغ في نجاح الكيان الصهيوني في الاستيلاء على ماتبقى من الارض الفلسطينية وعلى اراضي عربية مجاورة في 5 حزيران 1967 الا ان المانيا أدركت بعد حرب تشرين 1973 مقدار الضرر الذي يلحق بها من جراء استخدام العرب لاسلحتهم الاقتصادية فبدأت تقتضي سياسة متوازنة .
حق السيادة على فلسطين
الشرائع والقوانين الدولية اذا ما طبقت على فلسطين (القديم منها والحديث) فانها تؤكد وتعطي للعرب حق السيادة على اقليم فلسطين وحق العرب في فلسطين وحق الفلسطينيين في ارضهم ووطنهم وأن هذا الحق يبدو واضحا في ظل النظريات القديمة والحديثة التي تقوم على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وعلى حق الشعوب في استعادة اقاليمها المغتصبة بالطرق السلمية او بالقوة ولها الحق في نيل استقلالها .
آلت فلسطين الى السيادة العربية بعد زوال الحكم العثماني ولكنها كغيرها من الاقاليم التابعة للدولة العثمانية وضعت تحت الانتداب للاخذ بيد شعبها نحو التقدم والاستقلال من خلال تقديم النصح لة في الادارة والحكم غير ان بريطانيا كدولة منتدبة على فلسطين لم تعمل على منح شعب فلسطين حق تقرير المصير بل عملت على قيام كيان أجنبي صهيوني استعماري فوق ارضة مما ادى الى تشريدة وأغتصاب ارضة .
ومن حق شعب فلسطين وفقا للاتجاة الحديث في اكتساب الاقليم ان يستعمل القوة للحصول على هذا الحق طالما ان الوسائل السلمية لم تمكنة من الوصول الى هذا الهدف ويبنى على ذلك أن استعادة الشعب الفلسطيني لاقليمة المغتصب لا يعتبر سببا قانونيا من اسباب اكتساب الاقليم فحسب وانما يعتبر اسلوبا قانونيا وعملا مشروعا للعودة الى الشرعية واستعادة حق مسلوب .
بذلك تكون المقاومة الفلسطينية والاعمال الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل اعمالا قانونية مشروعة للشعب الفلسطيني وذلك من اجل استعادة ارضة المغتصبة .
والقدس باعتبارها جزءا من اقليم فلسطين وان احتلالها مع سائر الارض الفلسطينية من قبل اسرائيل لا يترتب علية نقل للسيادة من دولة الاصل الى الاحتلال كل ذلك يوضح ابعاد الحق العربي في المدينة المقدسة . ذلك الحق الذي يستند الى احكام القانون الدولي ويستمد قوتة ون مبادئة . وان العرب الفلسطينيين لم يفقدوا السيادة القانونية على فلسطين ولم يتوفراي سبب من الاسباب التي الى فقدان العرب لهذا الاقليم فان ذلك يعني ان الحق العربي في المدينة المقدسة لا تشوبة شائبة وانة ثابت واصيل وان وجود اقلية يهودية في مدينة القدس وغيرها من مدن فلسطين لا يترتب لهذة الاقلية اي حق في السيطرة على الاقليم بوسائل غير مشروعة عن طريق استيراد مهاجرين جدد من جنسيات مختلفة واستيطانهم لارض فلسطين دون تمييز، مخالفة بذلك صك الانتداب وعهد عصبة الامم . والقانون الدولي يعطي اهل فلسطين العرب الحق في استعادة ارضهم المغتصبة بكل الوسائل السلمية وغير السلمية .
الاستيطان الصهيوني في فلسطين
تشير الاحصائيات الرسمية لسكان فلسطين لعام 1922 الصادرة عن حكومة الانتداب البريطاني بأن عدد اليهود قد بلغ 87,790 يهودي عام 1921 ووفدوا على شكل موجات استيطانية منذ عام 1878 وارتفع هذا العدد الى 583,327 يهودي عام 1947 مع تزايد دعم هذة الموجات الاستيطانية من قبل الهجرة الصهيونية يدعمها ويوطنها الاستعمار البريطاني الذي سمح بهجرة 62,000 يهودي خلال عام 1935 .
وقام الصهاينة بزرع 311 مستعمرة على ارض فلسطين منذ عام 1878 وحتى مطلع 1948 لتشكل هذة المستعمرات النواة المنظمة للحركة العسكرية الصهيونية والاقتصادية التي خططت وعملت على اغتصاب فلسطين .
وقد اتسمت الفترة ما بين 1930 -1948 بزيادة هذة المستعمرات خاصة في مناطق حيفا ويافا وعكا في حين لم تمتد الى مناطق جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم حسب الاحصائيات التي تبين هذا التزايد وذلك تمشيا مع التخطيط المرسوم للكيان الصهيوني في تلك الفترة .
ورغم الدعم البريطاني للحركة الصهيونية في اقامة المستوطنات الا ان مساحة هذة المستعمرات لم تتعد نسبة 5.6% من مجموع ارض فلسطين .
ان الاستيطان الصهيوني الاستعماري مرتبط بالمسألة اليهودية لاقامة دولة يهودية صهيونية عنصرية مرتبطة بالارض ومثل هذة الدولة لا تقوم الا بالاستيطان المعتمد على الهجرة اليهودية وغرسها في الارض العربية باقامة مستعمرات زراعية استيطانية لها وقد اختارت الزعامة الصهيونية فلسطين كقاعدة لاقامة الدولة العنصرية الصهيونية وقد ساعدها في ذلك الفكر الاستعماري الاوروبي في اختيار فلسطين مركزا لها لكون فلسطين قلب الوطن العربي وهو العامل الحاسم في الاختيار ولتحقيق اهداف الصهيونية لا بد من تهويد فلسطين وذلك بطرد السكان الاصليين من اراضيهم ومدنهم وقراهم بحيث يصبح لهم البلد أرضا بلا شعب .
ومن أجل نقل ملكية الاراضي العربية من أيدي أصحابها الشرعيين الى اليهود أسست الصندوق القومي اليهودي ومن مهماتة استملاك الاراضي وجعلها وقفا ابديا لليهود لا يجوز بيعها أبدا واقامت مؤسسات الهجرة التي كان همها تهجير اليهود من جميع انحاء العالم الى فلسطين واستيعابهم في المستعمرات الاسرائيلية وايجاد الاعمال المناسبة وخاصة الزراعية منها للارتباط اليهودي بالارض
والعمل على طرد السكان الاصليين من ارضهم بمختلف الوسائل وقد كان للجيش الصهيوني دور اساسي في الاعتداء على الشعب الفلسطيني وطردة من بلدة وحماية المستوطنات الاسرائيلية وتوسيع رقعتها وقد ساعدتها القاعدة الامبريالية في الغرب في تطوير وتحديث هذا الجيش وتسليحة باحدث الاسلحة .
وقد كان لنشاط القيادة العسكرية اكثر من نشاط القاعدة الاقتصادية والاستيطانية مما ادى بهذة القيلدة الى استكمال احتلال فلسطين واراضي عربية (الجولان وسيناء ) 1967 وبدأت تدعي بحق اسرائيل في فلسطين والاراضي العربية الاخرى وبدأت في تهويدها واقامت المستوطنات عليها وذلك لتصبح قاعدة أمن اسرائيل في المستقبل وذلك وفق مخططات تعكس الفكر الصهيوني الاستيطاني .
وكذلك تمكنت المؤسسات الصهيونية الاقتصادية من الهيمنة على السوق في فلسطين بحيث اضطر اهلها الى الرحيل .
وثائق وآراء اسرائيلية تبين محاولات اليهود إستلاب ألاراضي العربية الفلسطينية وطمعهم في سوريا وبعض البلدان المجاورة
يذكر طوماس كلارك في كتابة (الهند وفلسطين ) من المؤكد ان احتلال اليهود لفلسطين تحت الحماية البريطانية يجب ان يكون بمثابة الضرورة القصوى على الاطلاق واذا كانت بريطانيا تعتمد على تجارتها كحجر زاوية في عظمتها واذا كان اقرب مجرى للتجارة وافضلة يمر عبر محور القارات الثلاث الكبرى وبما ان اليهود يؤلفون شعبا تجاريا في الجوهر لذلك يجب زرعهم على طول ذلك الطريق العظيم للتجارة .
يجب ان يمثل سوريا شعب تجاري فهي تقع على الطريق العظيم للتجارة القديمة ... ان سوريا لن تصبح في امان الا متى اضحت بايدي شعب جائع ومستقبل يزخر بالحيوية فضلا عن تشربة العمق الفخور بالشعور القومي وهذا الشعب هو الشعب اليهودي .
ماكس ايزيدور بودن هايمر محام صهيوني من صهاينة المانيا من اتباع هرتزيل وقد زار فلسطين 1898 ووضع ميثاق الصندوق القومي اليهودي وهاجر الى فلسطين 1935 الف كتاب بعنوان (ان نذهب باليهود الروس ) وقد اجاب على سؤالة في كتابة المذكور (الى سوريا وفلسطين ) وقد بسط فكرة توطين اليهود في سوريا وفلسطين من ضمن المشروعات الرامية الى مد الخطوط الحديدية وتوسيع المرافيء وفكر في اقامة المستوطنات للمهاجرين اليهود وعلى جانبي الخط الحديدي في كل من سوريا وفلسطين .
ويذكر الكولونيل كلود دينيية كوندر في محاضرة القاها 1892 ( ان استغلال فلسطين باسرها والى الشرق من نهر الاردن سوف يكون بمثاية عودة الى ذلك الرخاء والازدهار القديم الذي عرفته هذة البلاد ايام الرومان . ولا شك ان التسهيلات التي يقدمها العلم الحديث تعني زيادة في الرخاء والازدهار .
اثناء انعقاد المؤتمر الصهيوني الثالث في فيينا 1899 تحدث الصهيوني الالماني (لايفير ترتيش ) عن فلسطين الكبرى التي كان يحلم بها حيث قال :
ان عبارة سوريا وفلسطين تبرهن على ادراكنا الغريزي نحن نحتاج الى فلسطين كبرى واوسع وقال انتم تعرفون الان انني افكر بقبرص هذا الصهيوني الالماني تريتش يفكر باستيطان سوريا وقد كتب عن جغرافية فلسطين الكبرى وعن اقتصادها والاستيطان بها والاحصائيات المتعلقة باستعمار فلسطين والبلدان المجاورة لها وكان يتطلع الى قبرص .
وفي رسالة هرتزل التي كتبها في 12\7\1902 الى تشبرلين وزير المستعمرات البريطاني آنذاك كتب رسالة بها مخطط تسكين اليهود في شبة جزيرة سيناء وفي فلسطين وفي قبرص وقال ان توطين اليهود شرق البحر المتوسط سيقوي امكان الحصول على فلسطين سكون يهود الشركة الشرقية في المستعمرات الانجليزية صهيونييين مخلصين تماما كيهود هيرش المستعمرين في الارجنتين .
واستطرد يقول ان عندي مخططا سريا يتعلق بالعراق حيث يقول ان السلطان عرض علي الاستيطان في العراق وقد رفضت العرض لانة لم يشمل فلسطين .
وفي مقالة نشرها تريتش في مجلة (Althnealand ( تموز 1905 عنوانها البلدان المجاورة يقول :
ان القصد من وراء التفصيلات والشروحات التالية هو تبيين مفهوم البلدان المجاورة بشكل ادق اذ لا يخفى ان المفهوم المذكور ما زال يحتاج الى توضيح في اوساطنا العلمية لذلك نسعى هنا الى تحديد البلدان المجاورة ككل وتلك البلدان التي تتعلق بمساعينا وجهودنا في المقام الاول ومن الضروري طرح جميع التعريفات التعسفية جانبا قبل الاقدام على محاولتنا هذة وكذلك يجب علينا ضمن الحدود الواسعة التي سوف نرسمها وفي هذة المرحلة العملية الاولى للبلدان المجاورة بالذات ، ان نقوم بتعيين حقل العمل لنشاط الاحزاب الذي سوف نباشر بة ونرسم حدود بدقة ووضوح .
ومن المقالة السبقة يتضح ان المناطق المجاورة لفلسطين والتي يتخيلها تريتش في الامبراطورية الصهيونية التي سعى الى اقامتها يمتد حقل عمل النشاطات اليهودية في فلسطين الى ما يلي :
ان تكون المنطقة قريبة من فلسطين وذلك حتى يتم دمجها في فلسطين في المستقبل وان يكون اليهود فيها اغلبية السكان .
وقد استثنى تريتش الدوائر التالية من عملية الضم وهي اسيا الصغرى وذلك لاتساع مساحتها وكثرة عدد سكانها وارمينيا وكردستان لبعدها عن فلسطين المركز والعراق بسبب اتساعها ولعدم وجود طرق المواصلات الحديثة التي تختصر المساحات بينها وبين فلسطين .
اما شبة الجزيرة العربية فقد استثناها من دائرة الضم بسبب الصحراء الواسعة وطرابلس الغرب بسبب بعدها عن فلسطين واتساع مساحتها .
اما المناطق التي يركز عليها تريتش في المقالة والتي يرى ضمها الى فلسطين فهي شبة جزيرة سيناء والمنطقة المتاخمة لفلسطين من الجهة الجنوبية وتشمل البتراء والقطاع الساحلي في شمال شبة الجزيرة العربية والواقع على خليج العقبة والى الشرق من اقليم سيناء مجرى وادي العريش بسبب امكانية بناء السدود وحفر آبار المياة .
ان العريش او الشريط الساحلي الضيق على الشاطيء البحر المتوسط والواقع في البلد المجاور لفلسطين من الناحية الجنوبية الغربية هو أهم منطقة بالنسبة لتريتش الصهيوني .
ان التخطيط لانشاء المستعمرات اليهودية في فلسطين كان يخضع للاعتبارات الاستراتيجية العسكرية . ذلك ان اختيار المستعمرات لم يكن يخضع فقط لمقتضيات النمو الاقتصادي وانما كان يتاثر ايضا باحتياجات الامن والدفاع من جهة وباستراتيجية التوطين على نحو شامل من جهة اخرى تحقيقا للوجود السياسي في اجزاء منتشرة على الارض الفلسطينية تقديرا للدور الذي كان على تلك المرتكزات التوطينية ان تلعبة في الصراع الحاسم الذي خطط الصهيونيين لوقوعة منذ وقت مبكر وقد اقتضت تلك السياسة حيازة الاراضي في الاجزاء التالية من البلاد وتلك التي تقع في عمق المناطق الآهلة بالسكان العرب وتلك المتاخمة للحدود السياسية لفلسطين .
وهكذا كانت كل مستعمرة يهودية تمثل قلعة للهاجاناة كما كان التخطيط الاقتصادي والزراعي الذي اصطنعتة الوكالة اليهودية مصحوبا بتخطيط عسكري بحيث كان لزاما على واضعي الميزانية الخاصة بالهجرة الاهتمام بالسلاح وبالآلات الزراعية على حد سواء .
وكانت الهاجاناة تمثل بهذا الشكل قوة متزنة تتحين الفرص للتعبير عن نفسها كانذار صهيوني ارهابي يتربص بالحركة الوطنية الفلسطينية
وقد وجدت الوكالة اليهودية في الثورة الفلسطينية الكبرى فرصة مواتية لاستخدام الهاجاناة في البطش بالقوى الوطنية وقمع حركتها وابراز عجز الحكومة البريطانية عن خطط الامن في البلاد كوسيلة للزج بقوات الهاجاناة في حلبة الصراع .
كما نددت الوكالة اليهودية بما أسمتة بعزوف سلطات الانتداب عن اتخاذ موقف من هؤلاء الذين دفعوا عرب فلسطين الى مخالفة القانون واحداث الاضطرابات والاعمال الاجرامية بينما اظهر اليهود مقدرة فائقة في ردع الهجمات المستمرة في الريف والحضر بدافع الاحساس العميق بعدم الجدوى واللجوء الى العنف والانتقام وبينما تعبر اللجنة التنفيذية للوكالة عن عدم الاقتناع بما وصل الية تاحال من الضعف في الثقة في الحكومة التي يعوزها الحزم تجاة احداث الثورة ثم عادت الوكالة اليهودية ونددت بالحكومة لعجزها عن حفظ الامن والقبض على اللذين يلقون القنابل على القطارات المارة بتل ابيب وان يهود فلسطين قادرون على حماية انفسهم ذاتيا بينما عجزت سلطة الانتداب عن تحقيق الامن بالنسبة لهم وتمت اجتماعات بين مسؤولين الهاجانا وبن جوريون والمندوب السامي من اجل اشراك الهاجانا ف اخماد الثورة .
أما بالنسبة لجزيرة قبرص فيرىالاهتمام بالضعف الشرقي من الجزيرة ليجعل خليج (غاما غوستا)
نقطة انطلاق للنشاط الصهيوني حيث يرى ان القسم الشرقي من جزيرة قبرص وعلى الاخص منطقة غاما غوستا تتيح امام الاستعمار اليهودي مجالات لا يمكن توفرها او العثور عليها في منطقة اخرى من الشرق كلة حيث يتوفر فيها الخصب والمياة والمرفأ والسكك الحديدية والموجود البريطاني .
أما بالنسبة لسوريا فتحظى باهتمام تريتش القريب فهي منطقة ساحلية يبلغ عرضها حوالى 100 كم وتتمتع بسهولة الوصول اليها وتوجد الموانيء المنتشرة على الساحل ، ويرنو بصر تريتش الى جزيرة رودوس وذلك لوجودها على الطريق البحري بين اوروبا الشرقية وفلسطين ويرى انة يمكن التفاهم مع تركيا على هذة الجزيرة .
من هذة المقالة السخيفة نرى مدى الاطماع الصهيونية التي تريد ان تمتد لتشمل اجزاء من اسيا الصغرى (تركيا ) وسوريا ولبنان وأجزاء من شبة الجزيرة العربية ومصر وقبرص وجزيرة رودس .
http://www.palestineremembered.com/Jerusalem/Bayt-Mahsir/Story19201.html
المواقف الدولية ساعدت الحركة الصهيونية على اقامة
دولة اسرائيل
اولا بريطانيا :
ان بريطانيا دعمت الصهيونية فكرة وكيانا وعلى المستويين الشعبي والقومي .
ففي الموقف الشعبي الذي اتخذ شكل الدراسات والبحوث والجمعيات التي تعطف على قضية عودة اليهود او اعادة توطينهم في فلسطين وتقديم المساعدات المادية والمعنوية والضغط على الحكومة لمساعدة اليهود بينما التخذ الشكل الرسمي اصدار وعد بلفور المشؤوم بأقامة دولة صهيونية في فلسطين بما فية من مغالطات تاريخية وقانونية .
كذلك كرست بريطانيا جهدها خلال فترة الانتداب لتسهيل اقامة الوطن القومي اليهودي من خلال الاجراءات التي اتخذتها لتهويد فلسطين ومن هذة الاجراءات :
أ- الاعتراف بالوكالة اليهودية والتعاون معها في جميع المجالات التي تساعد على انشاء وطن قومي يهودي في فلسطين .
ب- فتح ابواب الهجرة اليهودية الى فلسطين دون النظر الى مصالح سكانها العرب الاصليين وقدرة البلاد الاقتصادية على استيعاب المهاجرين .
ت- تسهيل امتلاك للاراضي بشتى الوسائل مثل بيع اراضي الدولة بموجب تشريعات قانونية والضغط على الفلاح الفلسطيني لبيع ارضة .
ث- تهيئة الفرصة امام العصابات اليهودية للتدريب على القتال والتزود بالسلاح اللازم في الوقت الذي كانت تحكم فية على من تضبط لدية اسلحة من العرب بالاعدام او السجن سنين عديدة .
ج- حرمت العرب وهم اكثرية السكان الاصليين في فلسطين من حق تقرير المصير ومن المشاركة في ادارة البلاد من خلال اقامة مؤسسات الحكم الذاتي حسب ما نص علية صك الانتداب . هذا في الوقت الذي اتاحت فية حكومة الانتداب الفرصة لليهود للمشاركة والتدريب على القيام بالوظائف الادارية من خلال الاعتراف بالوكالة اليهودية وكان اول مندوب سامي لفلسطين هربيرت صموئيل يهوديا .
ح- سمحت لليهود الاشراف على مدارسهم الخاصة والاعتراف باللغة العبرية لغة رسمية وجعلتها اللغة الوحيدة في المدارس اليهودية .
لقد حشدت الصهيونية كل امكاناتها وقذفت بها الى الارض الفلسطينية معتمدة على مساندة حكومة الانتداب التي كانت شديدة الحرص على تحويل اراضي فلسطين ما بين البحر المتوسط والبحر الاحمر الى حاجز مادي بشري يفصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ولتحقيق ذالك هيأت حكومة الانتداب الجو ومهدت الطريق فوضعت القوانين التي تسهيل انتقال الاراضي العربية الفلسطينية الى الصهاينة ومن هذة القوانين والاجراءات والتسهيلات التي وضعتها بريطانيا :
1- من حق حكومة الانتداب نزع ملكية الارض وبموجب هذا الحق تمكنت الصهيونية من الاستيلاء على مواضع هامة بمساعدة حكومة الانتداب التي مارست هذا الحق لتشديد الضغط على العرب اصحاب الارض .
2- تحويل الاراضي الاميرية (المشاع) ومساحتها حوالي 12 مليون دونم وتعادل 45% من مساحة فلسطين كلها الى ارض ملكية تخضع لتصرف الحكومة والهدف من ذلك كي تصبح فريسة للتسلل الصهيوني .
3- يحرم على الملاكين الذين لا يسكنون فلسطين استغلال اراضيهم وكانت هناك اقطاعات واسعة تملكها عائلات لبنانية وسورية تقيم في بيروت ودمشق وهي من أجود الاراضي وفي أحسن المواقع الاستراتيجية .
4- الارض البور الغير مستغلة تخضع لما تقتضية المصلحة التي تحددها الادارة الفلسطينية وقد استخدم هذا النص لعمليات الاستيلاء على مساحات كبيرة من الارض واعطائها لليهود بحجة انها لم تكن تستغل .
5- حرمت القرى العربية من التعليم والرعاية الصحية ولم تعبد الطرق بينما كانت تبادر الى شق الطرق الى المستعمرات اليهودية كما تمنح اليهود قروضا طويلة الاجل .
وتحت المظلة البريطانية الاستعمارية انطلقت المنظمات الصهيونية في انحاء فلسطين مستميتة لشراء الااضي وتوسيع نشاطها في حقل الاستعمار الزراعي وتشيد الاستعمارات الزراعية .
اما في مجال الهجرة فان حكومة الانتداب وضعت القوانين والتسهيلات الملائمة لهجرة يهودية واسعه :
1- منح شهادات الهجرة لليهود
2- تشجيع اليهود على الهجرة الى فلسطين والاقامة فيها والحصول على جنستها .
3- منحت حكومة الانتداب الوكالة اليهودية صلاحيات واسعة جعلتها قادرة على استقدام عشرات الالوف من اليهود الصهاينة من هذة الصلاحيات منح شهادات وبدون اسماء في جميع وكالات المنظمات الصهيونية في اوروبا .
4- تمكين اليهود من الاستيلاء على المواقع الاستراتيجية لاقامة المستوطنات عليها حيث اقيمت كثيرا من المستعمرات في اقصى الشمال للاستيلاء على مناطق المياة وفي المناطق الرئيسية بين المدن العربية لتتحكم بالمواصلات .
ورغم المساعدات والضغوط التي مارستها بريطانيا على الفلاحين العرب لم يحصل اليهود سوى على 6% من اراضي فلسطين الامر الذي يؤكد ان عرب فلسطين لم يفرطوا باراضيهم ولم يبيعوها وانما دافعوا عنها دفاع الابطال وتمكنوا من الاحتفاظ بعروبة اكثر من 93% من مساحتها الاجمالية وذلك بمقاومتهم بيع الاراضي ومقاومتهم الهجرة اليهودية ومقاومة الاستعمار البريطاني المتحالف مع الصهيونية .
وخير شاهد على الدور البريطاني في قيام دولة اسرائيل الصهيونية ما قالة المؤرخ الانجليزي المشهور آرنولد تويني حول الدور البريطاني في قيام الكيان الصهيوني :
اذا كانت الدول الغربية تتحمل قسطا كبيرا من مسؤولية ما حدث في فلسطين فان بريطانيا المحتلة والمنتدبة تتحمل القسط الاكبر من محنة الحق والانسانية في فلسطين فقد كان موقفها الشامل لجميع حكوماتها المتعاقبة ولكل احزابها الحاكمة هو التواطؤ المرسوم مع الصهيونية والتآمر المرير ضد فلسطين والتعالي الجدير بالادانة والاتهام.
ثانيا : الولايات المتحدة الامريكية :
بدأ اهتمام امريكا بقضية اليهود منذ الحرب العالمية الاولى والاهتمام بمشروع توطينهم فلسطين وقد جاء هذا الاهتمام من النقاط والملاحظات التالية :
1- ابلغت وزارة الخارجية البريطانية حومة الولايات المتحدة بتاريخ 3\9\1917 ان الحكومة البريطانية تتعرض للضغط لمنح وعد يعطف على الحركة الصهيونية وذلك لمعرفة موقف الحكومة الامريكية .
2- ابرق رئيس الاتحاد الصهيوني (برانديز ) الى وايزمان في 27\9\1917 يبلغة موافقة الرئيس الامريكي على التصريح .
3- هاوس الممثل الشخصي للرئيس الامريكي يبرق بتاريخ 16\10\1917 يعلن موافقة الرئيس الامريكي على وعد بريطاني يعطف على اليهود .
4- تصريح الرئيس ولسن بتاريخ 19\3\1919 قولة ان الامم المتحالفة قد اتفقت على ان تضع في فلسطين اسس دولة صهيونية .
5- قرار الكونغرس الامريكي في تاريخ 30\6\1922 والذي جاء فية ان الولايات المتحدة تحبذ انشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين .
6- قرار الكونغرس الامريكي 1935 حول بذل الولايات المتحدة مساعيها لفتح ابواب الهجرة اليهودية الى فلسطين واتاحة الفرصة لكي يتمكن الشعب اليهودي من اعادة بناء فلسطين كدولة يهودية .
7- مذكرة حكومة الولايات المتحدة الى جامعة الدول العربية تاريخ 7\1\1947 التي تقول فيها ان الحكومة الامريكية منذ نهاية الحرب العالمية الاولى عاضدت فكرة انشاء الوطن القومي اليهودي في فلسطين حكومة وشعبا فتصرفها اليوم (1947) جاء مطابقا لسياستها التقليدية عندما تدعو الى اتخاذ التدابير الرامية الى ابراز هذة الفكرة لحيز الوجود .
8- الامدادات المالية لليهود باسم المساعدات الانسانية والتي كانت تستخدم في الانفاق على تهريب الارهابيين اليهود من اوروبا الى فلسطين بالاضافة الى سندات القرض الاسرائيلي التي طرحت في الولايات المتحدة وبعض دول امريكا اللاتينية وكانت معفاة من الضرائب .
9- ضغط الحكومة الامريكية على المانيا الاتحادية لتعويض اسرائيل عن الاضرار التي لحقت باليهود اثناء الحكم النازي (وهي اضرار وهمية ضخمت لخدمة الدعاية الصهيونية ) . ويقدر ما قدمتة الولايات المتحدة لاسرائيل بين العام 1945 -1955 ما يقارب من 150 مليون دولار سنويا وقد استمرت هذة المساعدات حتى يومنا هذا بمبالغ اكثر بكثير من تلك الايام .
10- الضغط على الحكومة البريطانية لتسهيل الهجرة اليهودية الى فلسطين .
11- المساعدات العسكرية التي قدمتها للعصابات الصهيونية والمساعدات التي قدمتها وتقدمها لحكومة اسرائيل مستمرة حتى ان العون الامريكي الى اسرائيل تجاوز كثيرا ما هو ضروري لضمان امن اسرائيل .
12- المساعدات السياسية وهي عديدة ومتنوعه تمثلت اولا في الضغط على الدول بقبول قرار التقسيم 1947 . ثم الاعتراف بقيام دولة اسرائيل .
الولايات المتحدة امدت الكيان الصهيوني ولا تزال تمدة بغطاء سياسي ومالي وعسكري ومعنوي جعل اسرائيل تتحدى الادارة الدولية .
ثالثا : الاتحاد السوفيتي :
تمثل الدعم الروسي للحركة الصهيونية بما يلي :
1- تدريب الشباب اليهودي على شؤون القتال وتشكيل فرقة منهم لحماية اليهود بزعامة فلادمير جابوتسكي استاذ بيغن .
2- تشجيع اليهود للهجرة الى فلسطين فقد بلغ عدد المهاجرين الروس بين العامين 1921-1939 ، 165 الف مهاجر بينهم مجموعة من الضباط .
3- توفير الاموال اللازمة لشراء الاراضي وتوطين اليهود في فلسطين فقد بلغت مساهمة اليهود السوفييت في عمليات شراء الاراضي 40%
4- موافقة روسيا على قرار تقسيم فلسطين 1947 .
5- امداد الدول الشيوعية وخاصة اوروبا الشرقية لعصابات الصهاينة بالاسلحة ولا سيما تشيكوسلوفاكيا .
6- معارضة الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية مساعدة اللاجئين الفلسطينيين .
7- عارض الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية توصية برنادوت الوسيط الدولي الداعية الى اعادة منطقة النقب للعرب بعد ان احتلتها اسرائيل خلال الهدنة .
8- تبنى مندوب الاتحاد السوفيتي طلب اسرائيل الانضمام الى الامم المتحدة ودعا الى الموافقة علية فورا .
رابعا : المانيا الغربية :
تعتبر المانيا لغربية احدى اهم الدول الاوروبية الغربية التي لعبت دورا بارزا في الصراع العربي الاسرائيلي منذ قيام الكيان الصهيوني فبرغم من ان المانيا كانت تلملم جراحاتها من الهزيمة النكراء التي لحقت بها في الحرب العالمية الثانية الا انها سارعت للتدخل في هذا الصراع منذ نشأتة فلا يجب ان ننسى ان هناك وعدا قطعه هتلر على نفسة امام الصهاينة من اجل اقامة الكيان الصهيوني فوق التراب الفلسطيني وعلى انقاض الشعب الفلسطيني ثم عاد وانقلب عليهم .
وقد سمحت المانيا بالهجرة اليهودية الى فلسطين في فترات مختلفة وقد كان حكام المانيا الاتحادية انفسهم وراء مبدأ منح التعويضات للكيان الصهيوني عما وصفوة بجرائم هتلر ضد اليهود في اوروبا حيث بدأت المباحثات الالمانية الاسرائيلية باشراف الولايات المتحدة في 20\3\1952 في ضاحية لاهاي في هولندا لبحث قيمة التعويضات للكيان الصهيوني بلغت في مجموعها ما بين 1952- 1960 (3500) مليون مارك الماني وأما المساعدات الاقتصادية فقد بلغت (850) مليون دولار .
وفي 13\5\1965 أعلن المستشار الالماني آنذاك قيام العلاقات الدبلوماسية بين بون وتل ابيب . واعلن كارل جونز فون هازة الناطق الصحفي بلسان المستشار الالماني الغربي في 28\5\1965 ان اسرائيل حصلت في ذلك التاريخ على (6787،5 ) مليون دولار من اصل المبلغ المتفق علية الذي يجب دفعه كتعويض والمبلغ هو (11287 )مليون دولار كما قامت المانيا الغربية في السنوات الماضية بتزويد الكيان الصهيوني بشتى صنوف وانواع السلاح بالاضافة الى تزويدها بالخبرة والتقنية العسكرية اللازمة لصناعة الاسلحة بما كان لة الاثر البالغ في نجاح الكيان الصهيوني في الاستيلاء على ماتبقى من الارض الفلسطينية وعلى اراضي عربية مجاورة في 5 حزيران 1967 الا ان المانيا أدركت بعد حرب تشرين 1973 مقدار الضرر الذي يلحق بها من جراء استخدام العرب لاسلحتهم الاقتصادية فبدأت تقتضي سياسة متوازنة .
حق السيادة على فلسطين
الشرائع والقوانين الدولية اذا ما طبقت على فلسطين (القديم منها والحديث) فانها تؤكد وتعطي للعرب حق السيادة على اقليم فلسطين وحق العرب في فلسطين وحق الفلسطينيين في ارضهم ووطنهم وأن هذا الحق يبدو واضحا في ظل النظريات القديمة والحديثة التي تقوم على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وعلى حق الشعوب في استعادة اقاليمها المغتصبة بالطرق السلمية او بالقوة ولها الحق في نيل استقلالها .
آلت فلسطين الى السيادة العربية بعد زوال الحكم العثماني ولكنها كغيرها من الاقاليم التابعة للدولة العثمانية وضعت تحت الانتداب للاخذ بيد شعبها نحو التقدم والاستقلال من خلال تقديم النصح لة في الادارة والحكم غير ان بريطانيا كدولة منتدبة على فلسطين لم تعمل على منح شعب فلسطين حق تقرير المصير بل عملت على قيام كيان أجنبي صهيوني استعماري فوق ارضة مما ادى الى تشريدة وأغتصاب ارضة .
ومن حق شعب فلسطين وفقا للاتجاة الحديث في اكتساب الاقليم ان يستعمل القوة للحصول على هذا الحق طالما ان الوسائل السلمية لم تمكنة من الوصول الى هذا الهدف ويبنى على ذلك أن استعادة الشعب الفلسطيني لاقليمة المغتصب لا يعتبر سببا قانونيا من اسباب اكتساب الاقليم فحسب وانما يعتبر اسلوبا قانونيا وعملا مشروعا للعودة الى الشرعية واستعادة حق مسلوب .
بذلك تكون المقاومة الفلسطينية والاعمال الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل اعمالا قانونية مشروعة للشعب الفلسطيني وذلك من اجل استعادة ارضة المغتصبة .
والقدس باعتبارها جزءا من اقليم فلسطين وان احتلالها مع سائر الارض الفلسطينية من قبل اسرائيل لا يترتب علية نقل للسيادة من دولة الاصل الى الاحتلال كل ذلك يوضح ابعاد الحق العربي في المدينة المقدسة . ذلك الحق الذي يستند الى احكام القانون الدولي ويستمد قوتة ون مبادئة . وان العرب الفلسطينيين لم يفقدوا السيادة القانونية على فلسطين ولم يتوفراي سبب من الاسباب التي الى فقدان العرب لهذا الاقليم فان ذلك يعني ان الحق العربي في المدينة المقدسة لا تشوبة شائبة وانة ثابت واصيل وان وجود اقلية يهودية في مدينة القدس وغيرها من مدن فلسطين لا يترتب لهذة الاقلية اي حق في السيطرة على الاقليم بوسائل غير مشروعة عن طريق استيراد مهاجرين جدد من جنسيات مختلفة واستيطانهم لارض فلسطين دون تمييز، مخالفة بذلك صك الانتداب وعهد عصبة الامم . والقانون الدولي يعطي اهل فلسطين العرب الحق في استعادة ارضهم المغتصبة بكل الوسائل السلمية وغير السلمية .
الاستيطان الصهيوني في فلسطين
تشير الاحصائيات الرسمية لسكان فلسطين لعام 1922 الصادرة عن حكومة الانتداب البريطاني بأن عدد اليهود قد بلغ 87,790 يهودي عام 1921 ووفدوا على شكل موجات استيطانية منذ عام 1878 وارتفع هذا العدد الى 583,327 يهودي عام 1947 مع تزايد دعم هذة الموجات الاستيطانية من قبل الهجرة الصهيونية يدعمها ويوطنها الاستعمار البريطاني الذي سمح بهجرة 62,000 يهودي خلال عام 1935 .
وقام الصهاينة بزرع 311 مستعمرة على ارض فلسطين منذ عام 1878 وحتى مطلع 1948 لتشكل هذة المستعمرات النواة المنظمة للحركة العسكرية الصهيونية والاقتصادية التي خططت وعملت على اغتصاب فلسطين .
وقد اتسمت الفترة ما بين 1930 -1948 بزيادة هذة المستعمرات خاصة في مناطق حيفا ويافا وعكا في حين لم تمتد الى مناطق جنين ونابلس ورام الله وبيت لحم حسب الاحصائيات التي تبين هذا التزايد وذلك تمشيا مع التخطيط المرسوم للكيان الصهيوني في تلك الفترة .
ورغم الدعم البريطاني للحركة الصهيونية في اقامة المستوطنات الا ان مساحة هذة المستعمرات لم تتعد نسبة 5.6% من مجموع ارض فلسطين .
ان الاستيطان الصهيوني الاستعماري مرتبط بالمسألة اليهودية لاقامة دولة يهودية صهيونية عنصرية مرتبطة بالارض ومثل هذة الدولة لا تقوم الا بالاستيطان المعتمد على الهجرة اليهودية وغرسها في الارض العربية باقامة مستعمرات زراعية استيطانية لها وقد اختارت الزعامة الصهيونية فلسطين كقاعدة لاقامة الدولة العنصرية الصهيونية وقد ساعدها في ذلك الفكر الاستعماري الاوروبي في اختيار فلسطين مركزا لها لكون فلسطين قلب الوطن العربي وهو العامل الحاسم في الاختيار ولتحقيق اهداف الصهيونية لا بد من تهويد فلسطين وذلك بطرد السكان الاصليين من اراضيهم ومدنهم وقراهم بحيث يصبح لهم البلد أرضا بلا شعب .
ومن أجل نقل ملكية الاراضي العربية من أيدي أصحابها الشرعيين الى اليهود أسست الصندوق القومي اليهودي ومن مهماتة استملاك الاراضي وجعلها وقفا ابديا لليهود لا يجوز بيعها أبدا واقامت مؤسسات الهجرة التي كان همها تهجير اليهود من جميع انحاء العالم الى فلسطين واستيعابهم في المستعمرات الاسرائيلية وايجاد الاعمال المناسبة وخاصة الزراعية منها للارتباط اليهودي بالارض
والعمل على طرد السكان الاصليين من ارضهم بمختلف الوسائل وقد كان للجيش الصهيوني دور اساسي في الاعتداء على الشعب الفلسطيني وطردة من بلدة وحماية المستوطنات الاسرائيلية وتوسيع رقعتها وقد ساعدتها القاعدة الامبريالية في الغرب في تطوير وتحديث هذا الجيش وتسليحة باحدث الاسلحة .
وقد كان لنشاط القيادة العسكرية اكثر من نشاط القاعدة الاقتصادية والاستيطانية مما ادى بهذة القيلدة الى استكمال احتلال فلسطين واراضي عربية (الجولان وسيناء ) 1967 وبدأت تدعي بحق اسرائيل في فلسطين والاراضي العربية الاخرى وبدأت في تهويدها واقامت المستوطنات عليها وذلك لتصبح قاعدة أمن اسرائيل في المستقبل وذلك وفق مخططات تعكس الفكر الصهيوني الاستيطاني .
وكذلك تمكنت المؤسسات الصهيونية الاقتصادية من الهيمنة على السوق في فلسطين بحيث اضطر اهلها الى الرحيل .
وثائق وآراء اسرائيلية تبين محاولات اليهود إستلاب ألاراضي العربية الفلسطينية وطمعهم في سوريا وبعض البلدان المجاورة
يذكر طوماس كلارك في كتابة (الهند وفلسطين ) من المؤكد ان احتلال اليهود لفلسطين تحت الحماية البريطانية يجب ان يكون بمثابة الضرورة القصوى على الاطلاق واذا كانت بريطانيا تعتمد على تجارتها كحجر زاوية في عظمتها واذا كان اقرب مجرى للتجارة وافضلة يمر عبر محور القارات الثلاث الكبرى وبما ان اليهود يؤلفون شعبا تجاريا في الجوهر لذلك يجب زرعهم على طول ذلك الطريق العظيم للتجارة .
يجب ان يمثل سوريا شعب تجاري فهي تقع على الطريق العظيم للتجارة القديمة ... ان سوريا لن تصبح في امان الا متى اضحت بايدي شعب جائع ومستقبل يزخر بالحيوية فضلا عن تشربة العمق الفخور بالشعور القومي وهذا الشعب هو الشعب اليهودي .
ماكس ايزيدور بودن هايمر محام صهيوني من صهاينة المانيا من اتباع هرتزيل وقد زار فلسطين 1898 ووضع ميثاق الصندوق القومي اليهودي وهاجر الى فلسطين 1935 الف كتاب بعنوان (ان نذهب باليهود الروس ) وقد اجاب على سؤالة في كتابة المذكور (الى سوريا وفلسطين ) وقد بسط فكرة توطين اليهود في سوريا وفلسطين من ضمن المشروعات الرامية الى مد الخطوط الحديدية وتوسيع المرافيء وفكر في اقامة المستوطنات للمهاجرين اليهود وعلى جانبي الخط الحديدي في كل من سوريا وفلسطين .
ويذكر الكولونيل كلود دينيية كوندر في محاضرة القاها 1892 ( ان استغلال فلسطين باسرها والى الشرق من نهر الاردن سوف يكون بمثاية عودة الى ذلك الرخاء والازدهار القديم الذي عرفته هذة البلاد ايام الرومان . ولا شك ان التسهيلات التي يقدمها العلم الحديث تعني زيادة في الرخاء والازدهار .
اثناء انعقاد المؤتمر الصهيوني الثالث في فيينا 1899 تحدث الصهيوني الالماني (لايفير ترتيش ) عن فلسطين الكبرى التي كان يحلم بها حيث قال :
ان عبارة سوريا وفلسطين تبرهن على ادراكنا الغريزي نحن نحتاج الى فلسطين كبرى واوسع وقال انتم تعرفون الان انني افكر بقبرص هذا الصهيوني الالماني تريتش يفكر باستيطان سوريا وقد كتب عن جغرافية فلسطين الكبرى وعن اقتصادها والاستيطان بها والاحصائيات المتعلقة باستعمار فلسطين والبلدان المجاورة لها وكان يتطلع الى قبرص .
وفي رسالة هرتزل التي كتبها في 12\7\1902 الى تشبرلين وزير المستعمرات البريطاني آنذاك كتب رسالة بها مخطط تسكين اليهود في شبة جزيرة سيناء وفي فلسطين وفي قبرص وقال ان توطين اليهود شرق البحر المتوسط سيقوي امكان الحصول على فلسطين سكون يهود الشركة الشرقية في المستعمرات الانجليزية صهيونييين مخلصين تماما كيهود هيرش المستعمرين في الارجنتين .
واستطرد يقول ان عندي مخططا سريا يتعلق بالعراق حيث يقول ان السلطان عرض علي الاستيطان في العراق وقد رفضت العرض لانة لم يشمل فلسطين .
وفي مقالة نشرها تريتش في مجلة (Althnealand ( تموز 1905 عنوانها البلدان المجاورة يقول :
ان القصد من وراء التفصيلات والشروحات التالية هو تبيين مفهوم البلدان المجاورة بشكل ادق اذ لا يخفى ان المفهوم المذكور ما زال يحتاج الى توضيح في اوساطنا العلمية لذلك نسعى هنا الى تحديد البلدان المجاورة ككل وتلك البلدان التي تتعلق بمساعينا وجهودنا في المقام الاول ومن الضروري طرح جميع التعريفات التعسفية جانبا قبل الاقدام على محاولتنا هذة وكذلك يجب علينا ضمن الحدود الواسعة التي سوف نرسمها وفي هذة المرحلة العملية الاولى للبلدان المجاورة بالذات ، ان نقوم بتعيين حقل العمل لنشاط الاحزاب الذي سوف نباشر بة ونرسم حدود بدقة ووضوح .
ومن المقالة السبقة يتضح ان المناطق المجاورة لفلسطين والتي يتخيلها تريتش في الامبراطورية الصهيونية التي سعى الى اقامتها يمتد حقل عمل النشاطات اليهودية في فلسطين الى ما يلي :
ان تكون المنطقة قريبة من فلسطين وذلك حتى يتم دمجها في فلسطين في المستقبل وان يكون اليهود فيها اغلبية السكان .
وقد استثنى تريتش الدوائر التالية من عملية الضم وهي اسيا الصغرى وذلك لاتساع مساحتها وكثرة عدد سكانها وارمينيا وكردستان لبعدها عن فلسطين المركز والعراق بسبب اتساعها ولعدم وجود طرق المواصلات الحديثة التي تختصر المساحات بينها وبين فلسطين .
اما شبة الجزيرة العربية فقد استثناها من دائرة الضم بسبب الصحراء الواسعة وطرابلس الغرب بسبب بعدها عن فلسطين واتساع مساحتها .
اما المناطق التي يركز عليها تريتش في المقالة والتي يرى ضمها الى فلسطين فهي شبة جزيرة سيناء والمنطقة المتاخمة لفلسطين من الجهة الجنوبية وتشمل البتراء والقطاع الساحلي في شمال شبة الجزيرة العربية والواقع على خليج العقبة والى الشرق من اقليم سيناء مجرى وادي العريش بسبب امكانية بناء السدود وحفر آبار المياة .
ان العريش او الشريط الساحلي الضيق على الشاطيء البحر المتوسط والواقع في البلد المجاور لفلسطين من الناحية الجنوبية الغربية هو أهم منطقة بالنسبة لتريتش الصهيوني .
ان التخطيط لانشاء المستعمرات اليهودية في فلسطين كان يخضع للاعتبارات الاستراتيجية العسكرية . ذلك ان اختيار المستعمرات لم يكن يخضع فقط لمقتضيات النمو الاقتصادي وانما كان يتاثر ايضا باحتياجات الامن والدفاع من جهة وباستراتيجية التوطين على نحو شامل من جهة اخرى تحقيقا للوجود السياسي في اجزاء منتشرة على الارض الفلسطينية تقديرا للدور الذي كان على تلك المرتكزات التوطينية ان تلعبة في الصراع الحاسم الذي خطط الصهيونيين لوقوعة منذ وقت مبكر وقد اقتضت تلك السياسة حيازة الاراضي في الاجزاء التالية من البلاد وتلك التي تقع في عمق المناطق الآهلة بالسكان العرب وتلك المتاخمة للحدود السياسية لفلسطين .
وهكذا كانت كل مستعمرة يهودية تمثل قلعة للهاجاناة كما كان التخطيط الاقتصادي والزراعي الذي اصطنعتة الوكالة اليهودية مصحوبا بتخطيط عسكري بحيث كان لزاما على واضعي الميزانية الخاصة بالهجرة الاهتمام بالسلاح وبالآلات الزراعية على حد سواء .
وكانت الهاجاناة تمثل بهذا الشكل قوة متزنة تتحين الفرص للتعبير عن نفسها كانذار صهيوني ارهابي يتربص بالحركة الوطنية الفلسطينية
وقد وجدت الوكالة اليهودية في الثورة الفلسطينية الكبرى فرصة مواتية لاستخدام الهاجاناة في البطش بالقوى الوطنية وقمع حركتها وابراز عجز الحكومة البريطانية عن خطط الامن في البلاد كوسيلة للزج بقوات الهاجاناة في حلبة الصراع .
كما نددت الوكالة اليهودية بما أسمتة بعزوف سلطات الانتداب عن اتخاذ موقف من هؤلاء الذين دفعوا عرب فلسطين الى مخالفة القانون واحداث الاضطرابات والاعمال الاجرامية بينما اظهر اليهود مقدرة فائقة في ردع الهجمات المستمرة في الريف والحضر بدافع الاحساس العميق بعدم الجدوى واللجوء الى العنف والانتقام وبينما تعبر اللجنة التنفيذية للوكالة عن عدم الاقتناع بما وصل الية تاحال من الضعف في الثقة في الحكومة التي يعوزها الحزم تجاة احداث الثورة ثم عادت الوكالة اليهودية ونددت بالحكومة لعجزها عن حفظ الامن والقبض على اللذين يلقون القنابل على القطارات المارة بتل ابيب وان يهود فلسطين قادرون على حماية انفسهم ذاتيا بينما عجزت سلطة الانتداب عن تحقيق الامن بالنسبة لهم وتمت اجتماعات بين مسؤولين الهاجانا وبن جوريون والمندوب السامي من اجل اشراك الهاجانا ف اخماد الثورة .
أما بالنسبة لجزيرة قبرص فيرىالاهتمام بالضعف الشرقي من الجزيرة ليجعل خليج (غاما غوستا)
نقطة انطلاق للنشاط الصهيوني حيث يرى ان القسم الشرقي من جزيرة قبرص وعلى الاخص منطقة غاما غوستا تتيح امام الاستعمار اليهودي مجالات لا يمكن توفرها او العثور عليها في منطقة اخرى من الشرق كلة حيث يتوفر فيها الخصب والمياة والمرفأ والسكك الحديدية والموجود البريطاني .
أما بالنسبة لسوريا فتحظى باهتمام تريتش القريب فهي منطقة ساحلية يبلغ عرضها حوالى 100 كم وتتمتع بسهولة الوصول اليها وتوجد الموانيء المنتشرة على الساحل ، ويرنو بصر تريتش الى جزيرة رودوس وذلك لوجودها على الطريق البحري بين اوروبا الشرقية وفلسطين ويرى انة يمكن التفاهم مع تركيا على هذة الجزيرة .
من هذة المقالة السخيفة نرى مدى الاطماع الصهيونية التي تريد ان تمتد لتشمل اجزاء من اسيا الصغرى (تركيا ) وسوريا ولبنان وأجزاء من شبة الجزيرة العربية ومصر وقبرص وجزيرة رودس .
http://www.palestineremembered.com/Jerusalem/Bayt-Mahsir/Story19201.html