كل ما حدث ويحدث وماذا سوف يحدث في المستقبل في ليبيا ،سببه هاذين العاملين في ظني والله أعلم
هب احد اسباب كل شعوب عالمك ثالث فيا قبلية
مقاول العسكري ناتو رفض عمل مشروع سياسي في ليبيا
ولكى نعي ابعاد المؤامرة بصورة اعمق، اليكم هذه القرينة التى تسلط اضواء مهمة على سلامة ما اسلفنا، والتى وصلتني على لسان سفير دولة عظمى اثناء لقاء خاص بيننا (سأذكره تفصيلا بكتاب اعمل عليه). لقد قدم ذلك السفير خلال حوارنا الذى زاد عن الساعتين تفسيرا سخيا "وبعقلية الامم العظمى" لحقيقة ما تمر به بلادنا من خلفيات معقدة "سابقة التجهيز"،
وبدأ كلامه قائلا: (ان بلادى لم ينطلي عليها ابدا تمثيليات "رفع الحواجب" دهشة التى يمارسها قادة فجر الاوديسا ووكلائهم كلما تعقدت الاوضاع ببلادكم). واضاف (انهم يلجأون لهذا الخداع لخلق ايحاء باطل بأن تعسر انبلاج (صبحهم) كان امرا مفاجىء لهم، وذلك للظهور بمظهر غير "العارفين سلفا" بعواقب "فجرهم" الذى غزلوا خيوطه النارية بصواريخ وقنابل سرعان ما طمس دخانها وغبارها وميضه المزيف، الذى ظنه الكثير من الحمقى بواكير نور صبح واعد، قبل ان يكتشفوا يقينا بان "افجار" الصواريخ هى دائما حُبلى بالظلام والنار فقط، وانها لا تلد ابدا الا الضباب والعتمة). واضاف (بان فرصة تحليل الواقع ماتزال سانحة لكل مرتاب).
واردف قائلا قبل ان انطق بسؤال يبدوانه ادركه تلقائيا (بان اى باحث اومراسل حربي مبتدىء تلقى دروسا جيدة باستخدام ادوات التحليل العسكري، اوبمهارات الاستقراء الجيواستراتيجي اوالجيوسياسي، وتعلم تطبيقها بحرفية على اطراف ومواقع الصراع، وقُدِر له ان يتابع الازمة الليبية، كان لابد له وان يتنبأ سلفا بكل التداعيات التى تجري اليوم بليبيا واقليمها ومنذ اطلاق الاوديسا لصاروخها الاول. بل ان هناك (والكلام مايزال للسفير) من الكتاب الاستراتيجيين والسياسيين والصحفيين الغربيين والروس والصينيين والهنود وحتى العرب من كتبوا فعلا (ومنذ الساعات الاولى لانطلاق فجر الاوديسا)
نبوءات مدهشة كانت بمثابة اجراس انذار مبكرة جدا حول المصير الذى ستؤول اليه ليبيا وجيرانها بحال ظل ذلك الفجر مجرد "فوهة لاطلاق الصواريخ". ولكن، لان المصير الذى تعيشه ليبيا اليوم، وربما كامل اقليمها كان هو"اصل الهدف والغاية"، فان احدا من رهبان الاوديسا لم يُعِر ادنى اهتمام للرنين الحاد لتلك الاجراس المخلصة.
واضاف (لقد كانت تلك التحليلات دقيقة وصادقة لانها بنيت بمجملها على الفرضية التى انتهت اليها الامور فعلا، وهى "اسقاط نظام معقد كنظام القذافي" اعتمادا على العنف وحده، وكما خطط لذلك اصحاب الفجر وشركائهم الذين رفضوا منذ البداية وبتشدد مريب الدفع باى خارطة طريق اممية تقدم برنامج محدد وآليات تنفيذية قابلة للتطبيق على الارض تجمع بين ضمان تحقيق تطلعات الليبيين بالتغيير، وصون ارواحهم وحماية سيادتهم ووحدتهم الوطنية من التشظي، وكفاءاتهم الفردية من الانتقام والتبديد الفاشي).
واشار (على سبيل المثال وليس الحصر كما افاد) لمقال لـ (ديفيد اغناتيوس) نُشِر بصحيفة الواشنطن بوست بنهاية مايو2011، جاء فيه: بان رفض المقاول العسكري الذى نفذ القرار 1973 تقديم مشروعا سياسيا (فور تعطيله لرتل القذافي على مشارف بنغازي) يلبي الحاجة الملحة للتحضير لاستقرار البلاد لمرحلة ما بعد القذافي عبر تحديد القوى السياسية المدنية الاقدر على قيادة التغيير، واختيار سلطة مركزية من بينها، والتأسيس لدعمها ببعث قوة عسكرية محترفة من الجيش والقوى المسلحة الرسمية المنشقة لتعمل تحت إمرتها، وتكليف تلك القوة المحترفة وحدها بقيادة الجبهات وفرض القانون والنظام العام بالمناطق المحررة، كان اصل الخطأ والسقطة بكل ما تعانيه ليبيا اليوم من مضاعفات سياسية وفوضى مجنونة. وراى اغناتيوس (الذى هوصحفي مخضرم وليس خبير باستراتيجيات السلم الدولي التى يتمتع بها الحلفاء) بان تمكين قوة محترفة من العسكريين المنشقين من السيطرة على جبهات القتال، وفرض القبول بهذا الخيار كشرط رئيس لاستمرار الحملة العسكرية للحلفاء ضد القذافي، كان يمكنه تجنيب ليبيا ويلات السقوط بمخاطر الفشل، وتجنيب الليبين اهوال الانتقال من شر "استبداد الفرد"، الى رعب " فاشية المليشيا".
واضاف السفير بان ذات الكاتب وذات الصحيفة قد عادا للكتابة مرة اخرى وحول ذات الموضوع بعد سنتين تقريبا، وتحديدا باليوم التالي لمقتل السفير الامريكي ببنغازي وثلاث من كبار اركان سفارته، ليقولا ها قد حصل ما حذرنا منه من قبل، وها هوالارهاب الذى صنعناه بايدينا يدخل ديارنا البعيدة هذه المرة جراء افعالنا الخرقاء وما ارتكبه ساستنا من اخطاء قاتلة . وقيل يومها بالحرف الواحد (بان الاصرار على الاعتماد اليتيم على "حملة عسكرية جوية" مجردة، جمعت القذافي وجيش بلاده ومنظومة امنها القومي بسلة واحدة لصالح "جماعات مجهولة" التراكيب والمقاصد أُخْتُصَت وحدها بالدعم والمساندة، كان اصل البلاء، والسبب الرئيس وراء ابادة رجال سفارتنا يوم "امس" بساعة واحدة، ولا ندري كم بقى من الوقت قبل ان يبرزولقتالنا داخل حدود امريكا نفسها).
وختم السفير قائلا (لا تصدقوهم عندما يرفعون امامكم حواجبهم لتصنع المفاجئة من تفاقم اوضاعكم، ان صفوة الخبراء الاستراتيجيين الذين تعج بهم اروقة بلاطاتهم وادارات جامعاتهم ومراكز ابحاثهم المرموقة كانويعلمون سلفا وعن ظهر قلب بكل تفاصيل ما يجري لكم ولجواركم اليوم، ومنذ اطلاق صاروخهم الاول، كما لوكانوقد اهتدوا الى طاقة بجدار الغيب عرضت امامهم كل ما يجري لكم اليوم صوتا وصورة).
لقد بات واضحا ان اصحاب "الفجر المشبوه" قد خططوا سلفا لاستخدام صواريخ عمياء مجردة من المشاريع السياسية التى كان يجب ان تكون مكملة لعملياتهم الجوية بالضرورة. ان اصرارهم على الفصل بحسب الخبير الاستراتيجي (روب غيفورد) بين الحل الحربي والمشروع السياسي، ورفضهم النظر اليهما كما لوكانا شىء واحدا لا يقل ارتباطا عن التكامل المصيري بين زوج من الاحذية، يشير بوضوح لا لبس فيه
الى ان من صمم "الحذاء الجديد للحالة الليبية" من اصحاب فجر الاوديسا، كان (يخطط سلفا) اوعلى الاقل كان (يعرف، ومبكرا جدا) بان ليبيا ستمشي باقي حياتها "بساق واحدة".
ان النظر لنتائج تنفيذ المقاول الحربي للقرار 1973 ضمن منظور "مشروع الساق المبتورة" سيساعد كثيرا على فهم
استهداف ذلك المقاول للجيش الليبي ومؤسساته استهدافا مبالغا فيه، طال تدمير كل المقومات العسكرية للدولة الليبية وليس القدر المستوجب لاسقاط القذافي فقط، وهوتحديدا ما اكدته مجلة "الدفاع الروسية" باشارتها بعددها الاخير
الى تعمد الطائرات الفرنسية تدمير واغراق زوارق حربية ليبية فرنسية الصنع رغم علم وزير دفاع ساركوزي ورئيس اركانه بصعوبة مشاركة تلك الزوارق عمليا بالحرب بسبب اعطال فنية كبيرة كان الفرنسيين قد تلقوا طلبات رسمية بشأن اصلاحها من السلطات الليبية قبل شهور من انطلاق انتفاضة فبراير.
لقد كان واضحا جدا بان اصحاب الفجر المشبوه (ولشىء بنفس يعقوب) قد حَرّمُوا على انفسهم ومنذ اللحظة الاولى لتدخلهم الحربي تقديم اى عون سياسي يستهدف مساعدة الليبيين على تجاوز محن ومضاعفات الفراغ السياسي ـ السيادي الناشىء عن سقوط النظام الحاكم،
رغم معرفتهم اليقينية سلفا بهيمنة "المُكون المتطرف" على جبهات القتال، وتضور ذلك "المُكون" جوعا لساعة اعلان دولة يُستبدل فيها استبداد "ختم النسر" بفاشية "لطخات زبائب الايمان الاصطناعي". ولم يكن هذا حد علمهم فقط، بل كانوا على اعلى درجات اليقين بان ما كان يجري بليبيا لم يكن انتفاضة على الشاكلتين التونسية والمصرية اوحتى اليمنية،
بل كانت حالة اجتثاث خطرة لنظام معقد وبصورة جذرية يختلط فيها حنين فئات محلية لاحياء ماض استعماري ثلاثي معقد، باحقاد نرجسية جهوية مع رائحة النفط،
لقد كان واضحا جدا لاصحاب فجر الاوديسا ومنذ الساعات الاولى لتدخلهم، بان ما سيجري بليبيا سيكون اجتثاثا خطرا ومهولا "لنظام حكم" لن يوفر بطريقه ولا حتى اسماء الشوارع والميادين التى تخلد شخصيات انسانية لا علاقه لها بالقذافي ولا بنظامه إلا من حيث اختيارها من طرف "قسم تسمية الشوارع" التابع لاحد مؤسسات نظامه المنهار.