انقلاب عسكري بمباركة المفتي.
ما جرى يوم الاثنين الماضي انقلابٌ عسكري كامل قام به أحمد معيتيق على حكومة عبدالله الثني، ومهّد للانقلاب بتسريبات يوم الأحد، أكد فيها معيتيق أنَّ الثني وافق على تسليم السلطة له يوم الاثنين، ثم خرج المفتي الشيخ الصادق الغرياني ليضفي مباركته على الانقلاب، ومن الواضح أنّ معيتيق استبق قرار المحكمة الدستورية العليا المتوقّع يوم الخميس، بشأن دستورية انتخابه رئيسًا للوزراء.
لماذا وقع الانقلاب الآن بينما بنغازي تشتعل؟ الجواب هو أنَّ الإسلاميين الذين سيطروا على مفاصل الدولة في طرابلس، وعززوا سيطرتهم العسكرية في شرق البلاد، يخشون من الذهاب إلى الانتخابات تحت إشراف حكومة الثني، وهم يعلمون أنّهم لن يحققوا أي نتائج في الانتخابات القادمة، مثلما لم يحقّق نتائج مرضية في انتخابات المجالس البلدية، وانتخابات لجنة الستين.
ومن الواضح أنَّ حكومة معيتيق التي كان برنامجها اقتصاديًا بحتًا عندما قدّم برنامجه أمام المؤتمر الوطني العام، وتحوّل بعد الانقلاب لمحاربة الإرهاب، لها جدول أعمال سري، في مقدّ مته بيع القطاع العام للإسلاميين بثمن بخس، وتزوير الانتخابات، وتمكين 3400 إسلامي من مفاصل الدولة، معظمهم سيتم تعيينهم في الوزارات والإدارات العامة، بحيث يصعب التخلُّص منهم فيما بعد، وسيشكّلون ما يُعرف بالدولة العميقة، فإذا لم ينجحوا في تزوير الانتخابات سيجد من ينتخب رئيسًا للحكومة نفسه أسيرًا لهذه الدولة، مثلما حدث لمحمد مرسي في مصر، عندما لم يجد معه الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، فتحول إلى رئيس فاشل سرعان ما غيّر المصريون رأيهم فيه، وخرجوا بالملايين يطالبون بإسقاطه.
يخشى الإسلاميُّون فقدان السيطرة على ليبيا بعد انحسار مدهم في تونس ومصر، لذلك سارعوا بالسيطرة على مفاصل الدولة في طرابلس، وعزّزوا قواتهم العسكرية في برقة على اختلاف تنويعاته، كما عزّزوا وجودهم العسكري في شرق طرابلس، وخصوصًا قاعدة معيتيقة الجوية وتاجوراء وسوق الجمعة وحي الأكواخ، وغرفة عمليات ثوار طرابلس، بالإضافة إلى استدراج دروع مصراته من خلال النفخ في طموحات عبدالرحمن السويحلي، وضرب الدفوف لصلاح بادي الذي يتحوّل إلى عيساوي بمجرد سماع دوي أول طلقة، ومن المفارقات العجيبة أن تدعم قبيلة بدوية محاربة مثل الزنتان التيار المدني، بينما تدعم مدينة مصراته العريقة مخططات الإسلاميين، ولا شك فإن مصراته التي فقدت زعماءها التاريخيين ستتضرّر من هذا الخيار المدمّر، بعد أن كانت بيضة القبان في تحقيق التوازن في البلاد.
معيتيق القادم من مصراته استعان بدرع الوسطى للسيطرة على مقر الحكومة، وسينظر إليه معظم الليبيون بما في ذلك قسم كبير من مصراته بأنّه غير شرعي، وسنرى يوم الجمعة القادم المظاهرات الرافضة للانقلاب، وبدأ الانقلاب منذ جلسة انتخاب معيتيق، وأكّدت لي مصادر مسؤولة في المؤتمر الوطني والحكومة أن بعض أعضاء المؤتمر الذين أُحْضِروا من منازلهم تقاضوا 740 ألف دينار للتصويت لمعيتيق، وعندما سألتهم من أين أحضروا هذه الأموال، أكدوا لي أنَّ مدير إحدى الشركات العامة، كان يخشى على فقدان منصبه منح هيثم التاجوري عقودًا بملايين الدينارات، وأن صفقة واحدة للتاجوري ربح فيها 30 مليون دينار، كما أن عبدالرؤوف كارة استلم أسلحة أميركية بينها دروع خرجت في رتل طويل من الميناء إلى قاعدة معيتيقة.
وبالرغم من أنَّ مدير مكتب إعلام دروع الوسطى يقول إنّهم قَدِموا إلى هناك لتأمين تسليم واستلام السلطة من الثني إلى معيتيق، إلا أنَّ الثني ووزراءه لم يكونوا بالمقر، ولم يحدث تسليم واستلام، كما أكّد لي وزير في حكومة الثني بأنهم سيرفضون هذا الانقلاب، إلا إذا قررت المحكمة الدستورية شرعية انتخاب معيتيق، وسيواصلون عملهم من أي مكان في البلاد، ويخطط معيتيق لتأجيل الانتخابات أطول فترة ممكنة، وسنرى قريبًا مدى الاعتراف الدولي به، خاصةً أنَّ أربعة وزراء في حكومة الثني قابلوا اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب في القاهرة، في إطار توضيح حكومة الثني ما يجري في ليبيا لدول الجوار.
ما جرى يوم الاثنين الماضي انقلابٌ عسكري كامل قام به أحمد معيتيق على حكومة عبدالله الثني، ومهّد للانقلاب بتسريبات يوم الأحد، أكد فيها معيتيق أنَّ الثني وافق على تسليم السلطة له يوم الاثنين، ثم خرج المفتي الشيخ الصادق الغرياني ليضفي مباركته على الانقلاب، ومن الواضح أنّ معيتيق استبق قرار المحكمة الدستورية العليا المتوقّع يوم الخميس، بشأن دستورية انتخابه رئيسًا للوزراء.
لماذا وقع الانقلاب الآن بينما بنغازي تشتعل؟ الجواب هو أنَّ الإسلاميين الذين سيطروا على مفاصل الدولة في طرابلس، وعززوا سيطرتهم العسكرية في شرق البلاد، يخشون من الذهاب إلى الانتخابات تحت إشراف حكومة الثني، وهم يعلمون أنّهم لن يحققوا أي نتائج في الانتخابات القادمة، مثلما لم يحقّق نتائج مرضية في انتخابات المجالس البلدية، وانتخابات لجنة الستين.
ومن الواضح أنَّ حكومة معيتيق التي كان برنامجها اقتصاديًا بحتًا عندما قدّم برنامجه أمام المؤتمر الوطني العام، وتحوّل بعد الانقلاب لمحاربة الإرهاب، لها جدول أعمال سري، في مقدّ مته بيع القطاع العام للإسلاميين بثمن بخس، وتزوير الانتخابات، وتمكين 3400 إسلامي من مفاصل الدولة، معظمهم سيتم تعيينهم في الوزارات والإدارات العامة، بحيث يصعب التخلُّص منهم فيما بعد، وسيشكّلون ما يُعرف بالدولة العميقة، فإذا لم ينجحوا في تزوير الانتخابات سيجد من ينتخب رئيسًا للحكومة نفسه أسيرًا لهذه الدولة، مثلما حدث لمحمد مرسي في مصر، عندما لم يجد معه الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، فتحول إلى رئيس فاشل سرعان ما غيّر المصريون رأيهم فيه، وخرجوا بالملايين يطالبون بإسقاطه.
يخشى الإسلاميُّون فقدان السيطرة على ليبيا بعد انحسار مدهم في تونس ومصر، لذلك سارعوا بالسيطرة على مفاصل الدولة في طرابلس، وعزّزوا قواتهم العسكرية في برقة على اختلاف تنويعاته، كما عزّزوا وجودهم العسكري في شرق طرابلس، وخصوصًا قاعدة معيتيقة الجوية وتاجوراء وسوق الجمعة وحي الأكواخ، وغرفة عمليات ثوار طرابلس، بالإضافة إلى استدراج دروع مصراته من خلال النفخ في طموحات عبدالرحمن السويحلي، وضرب الدفوف لصلاح بادي الذي يتحوّل إلى عيساوي بمجرد سماع دوي أول طلقة، ومن المفارقات العجيبة أن تدعم قبيلة بدوية محاربة مثل الزنتان التيار المدني، بينما تدعم مدينة مصراته العريقة مخططات الإسلاميين، ولا شك فإن مصراته التي فقدت زعماءها التاريخيين ستتضرّر من هذا الخيار المدمّر، بعد أن كانت بيضة القبان في تحقيق التوازن في البلاد.
معيتيق القادم من مصراته استعان بدرع الوسطى للسيطرة على مقر الحكومة، وسينظر إليه معظم الليبيون بما في ذلك قسم كبير من مصراته بأنّه غير شرعي، وسنرى يوم الجمعة القادم المظاهرات الرافضة للانقلاب، وبدأ الانقلاب منذ جلسة انتخاب معيتيق، وأكّدت لي مصادر مسؤولة في المؤتمر الوطني والحكومة أن بعض أعضاء المؤتمر الذين أُحْضِروا من منازلهم تقاضوا 740 ألف دينار للتصويت لمعيتيق، وعندما سألتهم من أين أحضروا هذه الأموال، أكدوا لي أنَّ مدير إحدى الشركات العامة، كان يخشى على فقدان منصبه منح هيثم التاجوري عقودًا بملايين الدينارات، وأن صفقة واحدة للتاجوري ربح فيها 30 مليون دينار، كما أن عبدالرؤوف كارة استلم أسلحة أميركية بينها دروع خرجت في رتل طويل من الميناء إلى قاعدة معيتيقة.
وبالرغم من أنَّ مدير مكتب إعلام دروع الوسطى يقول إنّهم قَدِموا إلى هناك لتأمين تسليم واستلام السلطة من الثني إلى معيتيق، إلا أنَّ الثني ووزراءه لم يكونوا بالمقر، ولم يحدث تسليم واستلام، كما أكّد لي وزير في حكومة الثني بأنهم سيرفضون هذا الانقلاب، إلا إذا قررت المحكمة الدستورية شرعية انتخاب معيتيق، وسيواصلون عملهم من أي مكان في البلاد، ويخطط معيتيق لتأجيل الانتخابات أطول فترة ممكنة، وسنرى قريبًا مدى الاعتراف الدولي به، خاصةً أنَّ أربعة وزراء في حكومة الثني قابلوا اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب في القاهرة، في إطار توضيح حكومة الثني ما يجري في ليبيا لدول الجوار.