
علمت مصادر مطلعة، أن الجزائر باشرت في وساطة غير رسمية بين مختلف الأطراف الليبية، من أجل إيقاف نزيف الدم وإنهاء الاقتتال بين الأطراف المتناحرة. وقال المصدر، إن "جهات سياسية جزائرية ذهبت إلى تونس، للقاء ممثلين عن عدد من الأحزاب والشّخصيات السياسية الل يبية، التي رحبت بالوساطة الجزائرية". وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه "من المرتقب أن تتحول هذه الوساطة إلى حوار بين مختلف الأطراف الليبية، يضع حدا للتدهور الحاصل في ليبيا" ورجح المصدر، أن يعقد مؤتمر وفاق ليبي بإحدى المناطق الجزائرية القريبة من الحدود مع ليبيا، في حال نجاح المراحل الأولى من الوساطة في تونس. إلى ذلك كشفت وزارة الدفاع التونسية عن سيطرة الجيش بصفة شبه كاملة على جزء من جبل الشعانبي بالقصرين حيث يشن حملة ضد مسلحين، وذلك بعد يوم من مقتل جنديين وإصابة آخرين في انفجار لغم استهدف عربة عسكرية. وأكد الناطق باسم الجيش توفيق الرحموني أن قواته المسلحة تمركزت في عدة نقاط وعلى أكثر من محور، الأمر الذي يؤهلها لرصد المنطقة بشكل كامل. وعن مصير المسلحين الملاحقين، رجح المسؤول التونسي أن يكونوا قد توجهوا نحو التراب الجزائري، مؤكدا أن الجزائر قامت في المقابل بعملية أسفرت عن القبض على بعض هؤلاء المسلحين.
وكانت الوزارة أعلنت الجمعة الفارط عن مقتل جنديين وإصابة خمسة آخرين إثر انفجار لغم لدى مرور عربة عسكرية كانت تقوم بعملية تمشيط وفتح مسالك في المنطقة العسكرية المغلقة بالشعانبي. وأثناء تأبين الجنديين، قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إنّ الثورة التونسية مستهدفة من قبل قوى داخلية وخارجية. وأضاف المرزوقي أن مقاومة ما وصفه بالإرهاب في تونس هي حرب تحرير ثانية، وستكون حربا طويلة وقاسية، وفق تعبيره. وتلاحق قوات الأمن التونسية منذ أشهر عشرات المسلحين في جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر، ونفذت عدة هجمات بالطائرات والمدفعية على عدة مواقع. وتمثل مواجهة المسلحين أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية في تونس التي ينظر إليها على أنها نموذج للانتقال الديمقراطي في المنطقة، ويقول مراقبون إن المسلحين يستفيدون من الفوضى في ليبيا ويتلقون تدريبات هناك.
مصدر