هل يفلح المغرب في دخول نادي صناعة الطائرات الحربية؟
تتسابق كبريات المجموعات العالمية العاملة في مجال الصناعات الجوية الحربية للظفر بحصص في السوق الإفريقي.. وحسب كايل بينو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إي يو سي"، فإن دورة 2016 من معرض الطيران AirShow ستكون مميزة، وذلك بالنظر إلى ازدياد اهتمام المصنّعين ومقدّمي الخدمات بالسوق القاريّة وفقا لما برز ضمن الدورة المختتمة من AirShow2014 واستقطابها لخيرة المختصين في الصناعات الجوية المدنية، والمتمرسين بالصناعات الحربية خصوصا.
ويرى بينو أن اهتمام كبار المصنعين الجوييّن الحربيّين، بانضمام الروس والبريطانيين، في المشاركة بمعرض "AIR SHOW2016 " يعود إلى كون مراكش "تحتضن ثاني أهم معرض في هذا المجال بافريقيا".. مضيفا: "الدورة الحالية عرفت مشاركة 39 وفدا عسكريا رفيع المستوى من دول افريقيا، إلى جانب وزراء دفاع وكبار المسؤولين الأمنيين بالقارة السمراء".
بعد الحضور القوي للصينيين والأمريكيين والفرنسيين، أكدت مجموعات صناعية من روسيا وبريطانيا مشاركتها في معرض صناعات الطيران والفضاء "AIR SHOW"في دورته لسنة 2016.. ويأتي ذلك في خضمّ مراهنة المغرب على تعزيز مكانته في مجال صناعات الطيران المدني، وهو القطاع الذي ساهم العام المنصرم، عبر صادراته، في تحقيق معاملات بقيمة 8 ملايير درهم.
وفق إحصائيات الحكومة فإن صادرات المغرب من منتجات قطاع صناعات الطيران قد حققت نموا بنسبة 20 % سنة 2013 مقارنة مع 2012.. فيما يرى مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، أن قطاع الطيران بالمغرب يعرف اقلاعا حقيقيا.
ويؤكد نفس المسؤول الحكومي المغربي أن قطاع الطيران بالمغرب قد حقق نموا سنويا بلغ 17 في المائة خلال الفترة الممتدّة ما بين العامين 2009 و 2012، معتبرا أن المخطط الوطني لتسريع التنمية الصناعية 2014/2020 خصصت فيه لقطاع الطيران مكانة متميزة.. كما لا يخفي العلمي رغبة وزير الصناعة في جعل المغرب منصة حقيقية تستقطب كبريات المجموعات الصناعية العالمية في أمريكا وآسيا وأوروبا، مراهنة في ذلك على مساعدتها في الانطلاق صوب الأسواق الصاعدة بكلمن إفريقيا وكذا أوروبا.
مجموعات صناعية من الولايات المتحدة الأمريكية والصين شرعت في استكشاف آفاق السوق المغربية للمرور صوب نظيراتها الافريقية.. ولم يفوت السفير الأمريكي فرصة تواجد كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين المغاربة والأفارقة،خلال دورة AirShow2014 للتأكيد على الرغبة في جعل المغرب أرضيّة للانطلاق صوب الأسواق المجاورة لها.
السفير الأمريكي دوايت بوش، وأثناء مخاطبته لكبار المسؤولين المغاربة والأفارقة خلال الدورة المختتمة، لمّح إلى أن الأمريكيين يرغبون في جعل المغرب أرضيّة تنطلق منها الشركات الأمريكية، العاملة في مجال صناعات الطيران، نحو افريقيا وأوروبا، على اعتبار الفرص الواعدة التي توفرها المملكة للعاملين في مجال الصناعات الجوية.
بالرغم من التصريح العابر الذي صدر عن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المتنقل لمراكش من أجل افتتاح المعرض وكذا تدشين الرواق الأمريكي، وهو الذي طالب من السفير الأمريكي بتسمية المغرب بـ "أفضل بوابة لإفريقيا"، تدارك محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، "باب بنكيران" ليقول إنّ "المغرب يطمح الى أن يصبح أرضية دولية وإقليمية في قطاع الطيران والفضاء"، مضيفا أن "الحكومة وضعت تدابير مهمة لتحقيق هذا الهدف".
وقال بوليف إن هذه التدابير تتمحور حول ثلاث مبادرات تتمثل في نشاط معرض الطيران والفضاء وأيضا ما يضمّه برنامج للتكوين الملائم للقطاع، وكذا أرضية صناعية مندمجة مخصصة لهذا القطاع.
ماريا باديلو، نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة DTE "ديفانس تيكنولوجي إيكيبمينت"، وهي الشركة الأمريكية العاملة في مجال التجهيزات التكنولوجية للمجال العسكري، تعتبر أن السوق المغربية وكذا الافريقي تشهدان نموا متواصلا يعبّر عنه بازدياد في الطلب على خدمات النقل الجوي بشكل عام.
واعتبرت ماريا، في تصريح لهسبريس، أن "إفريقيا تعتبر، في هذه الفترة، منطقة جديدة بالنسبة لمجموعتنا"، واسترسلت: "صناعة الطيران في افريقيا بدأت تتغير، ما يجعلنا نبحث عن فرص لتطوير وتعزيز أعمالنا في هذه القارة الواعدة".
وأردفت المسؤولة بالمجموعة الأمريكية للمعدات التكنولوجية الدفاعية: "صناعة الطيران تشهد نموا في المغرب، وتحتاج للخدمات التي نوفرها، خاصّة أن DTE نستهدف الطيران المدني والعسكري في نفس الوقت"..
"السفارة الأمريكية تسهل علينا مأمورية عقد لقاءات مع المسؤولين.. وقد التقينا بمجموعة من العسكريين الأفارقة والمغاربة بالـAirSohow" تقول المسؤولية بـ"ديفانس تيكنولوجي إيكيبمينت".
من جهة أخرى أوضحت ماريا باديلو أن الشركة التي تنتمي إليها تعمل على تزويد الدول، وشركات الطيران، بحاجياتها من قطع الغيار المتطورة والتي تتوفر على مصادقة تجعلها مطابقة للمعايير الصارمة التي توصي بها الشركات المصنعة للطائرات المقاتلة الحربية، ك F5 وF16 وطائرات الهيلكوبتر العسكريّة".
يحاول الصينيون ولوج السوق العسكري المغربي من خلال تسويق أسلحة بيكين الجوية، ويذكي حماسة الصينيّين ما حققوه سلفا بإيجاد مواطئ لأقدم بالأسواق الدولية ومنافسة الصناعات الأمريكية والفرنسية والبريطانية بذات المجال.
على غرار باكستان ومصر التي يتواجد بها المصنّعون القادمون من أقاصي الشرق، أكد سون زيواي، نائب رئيس المؤسسة الوطنية الصينية لتصدير واستيراد تكنولوجيا الطيران CATIC، أن اتصالات أولية قد لمّت المجموعة المملوكة من لدن الصين الشعبيّة مع مسؤولين عسكريين مغاربة، وقال إنّ الهدف هو فتح آفاق تعاون مربح للطرفين.
وتمكّنت صناعة الطيران العسكري الصينية من فرض موقع لها بالسوق العالمية عبر تسويق طائرات يتم تصنيعها ببكين قبل أن يفتح مجال تطويرها، وكذا إمكانيات تركيبها، بمعرفة تقنيين من الدول التي تقتنيها.. على غرار ما يتمّ بكل من دولتي باكستان ومصر.
وتعهد سون زيواي، في تصريح لهسبريس، بأن يكون التعاون مع المغرب، في حالة التوصل إلى اتفاق، متخطّيا للعمليات التجارية الصرفة، وأن يمتد إلى التطوير الصناعي المشترك في مجال الصناعات الحربية.
يبدو أن المغرب قد تمكن من وضع قدم في "نادي مصنعي الطائرات" بانتظار تعزيز تواجد الأمريكيين والصينيين في السوق المغربي.. ذلك أنّ مقتضى اتفاقية جامعة بين المكتب الوطني للمطارات وشركة "إل إتش أفياسيون المغرب" يعمل على إنشاء وحدة صناعية، بقطب الطيران بالنواصر، ضواحي البيضاء، لإنتاج طائرات من نوع "إل آش- 10 إيليبس".. تركيب هذه الطائرة سيتم بأجزاء تصنع معظمها بالمغرب، بما فيها هيكل الطائرة.
وبلغ الغلاف المالي الاستثماري المخصص لهذا المشروع ما قيمته 10 ملايين أورو، وتصل القدرة الإنتاجية إلى 80 طائرة في السنة الواحدة، على أن ترتفع خلال المدى القصير إلى 200 طائرة كلّ عام.. بينما يأمل المسؤولون المغاربة، من خلال هذ المشروع، لنقل التجارب والتكنولوجيات نحو المغرب.
http://www.hespress.com/economie/194681.html