إخلاء الأباتشي .. قصة حقيقية من واقع عملي على الطائرات / فارس فاضل الجواري

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,488
التفاعل
17,614 43 0
إخلاء الأباتشي .. قصة حقيقية من واقع عملي على الطائرات

فارس فاضل الجواري



قناة الجزيرة الفضائية وفي صدر نشرتها الإخبارية بتاريخ 25 آذار 2003 تعلن عن إسقاط مروحية نوع أباتشي أمريكية واسر طياريها في محافظة كربلاء من قبل عدد قليل من الفلاحين في قضاء الهندية التابع للمحافظة وببندقية شخصية لأحد فلاحين المنطقة ويدعى محمد عبيد منكاش... انتهى.


Falah.apashi.JPG


لقاء تلفزيوني مع الفلاح الذي أسقط الطائرة

بعد هذا الخبر قامت وسائل الإعلام المتواجدة بالعراق كافة ومنها الفضائية العراقية بالتوجه إلى مكان سقوط المروحية لتغطية خبر السقوط ومعرفة الحقيقة التي سأحاول سردها لكم بتفاصيلها كوني شاهد عيان على الحادثة والمسئول الفني على عملية إخلاءها من مكان وجودها بقضاء الهندية إلى العاصمة بغداد في رحلة استمرت 24 ساعة كانت مليئة المفاجئات التي لم تكن بحسابات فريق العمل.........
البداية كنت كأي شاب في مقتبل العمر لي حب وولع بالطائرات وعلوم الطيران المختلفة, وكان معدلي العالي بالإعدادية أهلني للانضمام إلى إحدى البعثات الهندسية المتخصصة بمجال هندسة الطائرات خارج العراق وبالتحديد في جمهورية مصر العربية, حيث أكملت سنوات الدراسة الخمس بهذا التخصص ورجعت بعدها لأخدم في سلاح طيران الجيش (وهو المكان المخصص لإدارة خدمات الهليكوبترات بالعراق في حينها) , لمدة زادت عن أثنا عشر عام تدرجت فيه بمناصب عدة من مهندس صيانة وتصليح ولحد وصولي إلى موقع المسئولية لعدد غير قليل من الطائرات المروحية ذات المنشأ الغربي في قيادة طيران الجيش .

من هذه المقدمة التي أرجو أن لأكون قد أطلت بها عليكم .... ابدأ قصة الطائرة الاباتشي؟ تلك المروحية الأمريكية الأغلى والأقوى بين مروحيات العالم والمتميزة بالمواصفات التي تتمناه كل جيوش العالم أن تكون ضمن أسطولها الجوي أثناء دخولها أي معركة ليكون النصر حليفها, فكان الأمريكان يتباهون بهذه المروحية المليئة بالتقنيات والتكنولوجيا المتطورة والقابلية العالية على المناورة , وأيضا بما تحمله من نوعية وكمية من الأسلحة المدمرة يستطيعون بها حسم أي معركة لصالحهم .

خلال العدوان الأمريكي على العراق وفي يوم ربيعي من شهر آذار من عام 2003 كنت جالسا ببهو الضباط في المكان البديل لمقر عملنا الرئيسي نشاهد ماتتناقله الفضائيات من أخبار المعارك وإذ بقناة الجزيرة الفضائية تبث على شاشتها خبرا مفاده نزول اضطراري لإحدى المروحيات الأمريكية من نوع الاباتشي بأحد بساتين محافظة كربلاء (جنوب العراق) وبالتحديد في قضاء الهندية.

أحسست وأنا أشاهد تلك المروحية العملاقة من على شاشة التلفاز أن ساعة المواجهة الحقيقية التي لطالما تمنيتها مع عدو اقترب كثيرا ليؤذينا قد حانت, وخصوصا أني كنت اعلم جيدا أن هذا الموضوع هو صلب اختصاصي العملي وواقع ضمن منطقتي الجغرافية المسئول عنها , وكما توقعت بعد ساعة من إعلان الخبر بوسائل الإعلام ومن خلال وسيلة الاتصال التي تربطني بقادتي اتصل بي القائد الأعلى ليبلغني بسرعة تشكيل مفرزة فنية من مهندسين وفنيين والتوجه إلى منطقة نزول هذه المروحية ومعالجة الأمر بإخلائها إلى منطقة أمنة ومعروفة لدينا في بغداد العاصمة ,وعلى الفور قمت بتحضير هذه المجموعة الفنية البطلة والذين تسارعوا لنيل شرف هذه المهمة علما أن حسابات عدم العودة أحياء إلى أهالينا كانت في مخيلتي لصعوبة الموقف ولما تحمله هذه المروحية من أسرار التكنولوجيا العسكرية الأمريكية التي كانت سراً من أسرارهم التي كان واضح لاحقا بضرورة الحفاظ عليها من قبلهم بكل طريقة, حتى لو أدى الأمر إلى تدميرها ؟؟؟ وهذا ماسنكشفه بسياق القصة, وكان الواجب هو بمثابة سباق مع الأمريكي المحتل للوصول إلى الهدف؟ فأيهما يسبق ويصل أولا .

عصراً وفي نفس اليوم توجهت مع مجموعتي الهندسية برفقة بعض عناصر الحماية الأمنية إلى مكان نزول الاباتشي , وكان جل تفكيري خلال رحلة الطريق هو كيفية التعامل مع الطائرة وذلك باستحضار كل ماتعلمته ومر علي من خبرة سنين العمل على الهليكوبتر علما أن من أهم مهامي السابقة هو أخلاء طائراتنا العاطلة بفترة المعارك, أما هذه الحالة لطائرة معادية ومعلوماتي الأولية تشير إلى إن الطائرة صالحة ومحملة بالسلاح وتصرف العدو غير محسوب فأما أن يلغمها ليفجرها أو سيعودون لإنقاذها؟؟ .

كانت الساعة قد قاربت الثالثة والنصف عصرا عند وصولنا لمكان الاباتشي التي كانت جاثمة في ارض زراعية لأحد المزارعين من أهل المنطقة وتبعد عن الشارع العام ب ثلاث كيلومترات فقط , لكن المشكلة التي شاهدتها أن المدخل الوحيد للمزرعة هو شارع ضيق جدا بالكاد مرت بها سيارتنا الصغيرة ,مما جعلني أبدا ان أفكر بكيفية أيجاد طريق بديل استطيع من خلاله إدخال الآليات والناقلة التي ستخلي هذه المروحية, وكانت هذه العقبة الأولى التي يجب أيجاد حل سريع لها, إضافة الى مشكلة الأهالي المتجمهرين حول الطائرة وكيف تخلي المكان لنبدأ بالعمل . وبالفعل تظافرت الجهود من خلال كل الموجودين على أخلاء المكان وإحضار المعدات اللازمة لفتح طريق بديل وإدخال رافعات لرفع ذلك العنفوان الأميركي (الاباتشي) الذي لطالما حلمت إن أشاهده على الحقيقة بعدما كنت أقرا عنه بصفحات الانترنت ،هذه الطائرة الضخمة وكأنها بناء حقيقي بأبعاد 4م عرض 18م طول و 5 أمتار ارتفاع حجم مأهول ومخيف بلونه الأسود ووشمه الذي يعبر عن حقيقتهم (شعار القراصنة) الذي يحمله وكما في الصورة أدناه .


Apaschi.1.JPG

الصورة \ لحظة وصولنا إلى مكان الهدف

لمسافة عدة أمتار ترجلنا من السيارات وسرنا باتجاه الطائرة وأثناء سيرنا تكلمت مع احد المسئولين المحليين عن نزول الطائرة وليس سقوطها لان الفحص النظري الأول أكد لي صحة المعلومات التي وصلتنا بأن الطائرة سليمة ولم تصب بأي أذى سوا أن طلقة اخترقتها في مكان ما , وهو سر نزولها الاضطراري والذي اكتشفته أثناء الفحص وكما سأبينه لاحقا.

أما رواية سقوط أو نزول هذه المروحية وكما استوضحناه من الأهالي والمسئولين المتواجدين...... أن سربا من المروحيات بحدود (5) هليكوبترات مرت من فوق هذه الأرض الزراعية قادمة من الصحراء بغرض الاستطلاع ،وكانوا على يقين أنهم لن يلاقوا أي مضادات كون ان المنطقة زراعية وأهاليها ناس بسطاء ومرحبين بتواجدهم كما انه لاتوجد أي وحدة عسكرية بالمنطقة. والحقيقة المفاجئة لهم أن الفلاحين البسطاء هم مسلحون بأسلحة شخصية ولم يرضوا على نفسهم الاحتلال وهذه شيمة كل العراقيين الشرفاء, فقاوموهم بإطلاق عبارات من بنادقهم الشخصية باتجاه هذه المروحيات وتشاء الصدف أن إحدى هذه الاطلاقات تصيب مكان معين في حزمة الكهرباء الموجودة داخل جسم الطائرة ( وكما سنبينه بسياق التحليل العلمي للحادث) مما جعل قائد الطائرة يأخذ قرار بالنزول فورا, وشاء حظه العثر الهبوط في هذه الأرض الزراعية والتي هي ملك لأحد الفلاحين ويدعى محمد عبيد منكاش وان عملية الهبوط لم ترافقها أي علامات من دخان أو نار عليها , وبعدها قام الطيارين وهم اثنان من سلاح البحرية الأمريكية ويدعى احدهم (توم) 22 سنة والأخر (راؤول) 21 سنة بالذهاب إلى الدار الموجودة بنفس الأرض لغرض الاختباء عندهم لحين وصول قوة منهم لإنقاذهم وهذا تصورهم الذي نُقل لهم من قادتهم من أنهم مرحبين بهم عند العراقيين وسيقدمون لهم المساعدة المطلوبة لإنقاذهم ولكن خسئوا حيث تم تقييدهم من قبل هذا الفلاح الشهم وبعض أقاربه وتسليمهم للسلطات المحلية التي بدورها رحلتهم إلى بغداد قبل وصولنا .


كنا قد ترجلنا من سياراتنا بعد وصولنا لموقع الطائرة وكما ذكرت واتجهت مباشرةً إلى مكان نزولها, وكانت الخطوة الأولى لي تأمين الطائرة من جميع الأسلحة والقذائف التي فيها, وفق سياق عمل فني معروف لدينا في هكذا حالات ,

تبدأ بفصل البطارية وجميع مصادر القدرة الكهربائية عن الطائرة وفتح جميع الأقفال الخاصة بالأجهزة الكهربائية ومنظومة التسليح لها وأثناء ذلك تبين لنا السبب الحقيقي للهبوط الاضطراري للطائرة (حيث وجدت اثر أحدى الطلقات النارية في حزمة الأسلاك الكهربائية الخاصة بمنظومة الطيار الآلي, وتحوي هذه الحزمة على سلك يمرر أشارة تحذيرية للطيار من خلال لوحة الطيارين بالمقصورة بالنزول الفوري للطائرة) , وهذا هو التفسير العلمي للهبوط , وعدا هذه الإصابة كانت الطائرة سليمة 100% وليس بها أي ضرر أخر, وكانت قيادتهم العسكرية على علم بهذا النزول من خلال اتصالاتهم اللاسلكية التي جرت مع الطيارين قبل تركهم للطائرة, وهذا ما زاد من إحساسي بان السباق بدا بيني وبين الأمريكان على من يصل إليها أولا , وأنهم سيسارعون بالقدوم لإنقاذها , وخصوصا أن تحليق الطائرات المعادية كان مستمرا فوق موقع الحادث.

Apatshi.2.JPG

الصورة \ نزع الأسلحة والصواريخ من قبلنا

أتممنا عملية إزالة مصادر القدرة الكهربائية للطائرة والتأكد من عدم وجود متفجرات داخلها , ووجدنا حقيبة يدوية مليئة بقناني الخمر والماء وبعض أقراص السي دي خاصة بالطيارين, انتقلت برفقة مجموعتي إلى الخطوة الثانية والمهمة وهي إزالة الأسلحة من الطائرة وكانت هذه المهمة ليست باليسيرة لضخامة وقوة حجم السلاح الذي تحتويه وأذهلنا مارأت أعيننا, فبإمكان هذه الكمية الضخمة من السلاح تدمير مبان وسيارات وقتل العيد من البشر , وهي:
1.(8) صواريخ جو – ارض كل واحد منها قادر على تدمير بناية من عدة طوابق.
2. (32) صاروخ قصير المدى له قابلية تدمير وحدة سكنية أو أي عجلة تمشي على إطارات .
3.(500) أطلاقة مدفع عيار 20 ملم كل أطلاقة منها قادرة على تحويل أي بشر إلى أشلاء بلحظات.
4. إضافة إلى أجهزة تشويش عالية التقنية وأجهزة رؤية عن بعد وأجهزة تنشين وجهاز اتصال بالأقمار الصناعية وغيرها من الأجهزة الحديثة.

كم أزداد غضبي وحقدي على هذا العدو الذي يحمل بإحدى آلياته التي تجاوزت المئات الآلاف منها الجوية والأرضية أسلحة تدمير قرية او مدينة بأكملها من مبان وبشر ...... ( أليس بالأحرى أن نسمي هكذا أسلحة "" بأسلحة الدمار الشامل"" وهي نفس الذريعة التي جاءت بهم لاحتلالنا.

نعود إلى القصة مرة أخرى حيث كانت المشكلة التي تواجهني في هذه العملية هو التحليق المستمر للطيران المعادي فوق الموقع ,حيث كان في تصور العدو أنه بالإمكان إنقاذ الاباتشي من قبضتنا لمنعنا من الاطلاع على تكنولوجيتهم المتطورة , فكان بحق سباقاً بين قوى الحق والباطل بين العراقيين المدافعين عن وطنهم والاميركان الغزاة وكان أجدر بالمتسلح بالحق والإيمان أن ينتصر ,هكذا كنت أقول لنفسي بتلك اللحظات الحرجة وهنا كان التدخل الإلهي واضحا فبأقل من ربع ساعة وأثناء نزع الأسلحة من الطائرة بدا الجو بالتغير من صحو مشمس إلى جو مليء بالغيوم ومغبر بدأت فيها الرؤيا بالتدني إلى اقل من 100 متر , وكأنه غطاء يحجب عنا مراقبتهم لنا والتريث من جانبهم باتخاذ خطوة إنقاذهم للطائرة , وأسرعت بانجاز المرحلة الثالثة من العمل وهو تحميل هذه الطائرة على الناقلة والبدء بالتحرك من مكانها الحالي, فبدأنا بربط جسمها الضخم والذي تجاوز وزنه ال 9 أطنان بواسطة أسلاك حديدية مخصصة لها وبطريقة هندسية معروفة لدينا ومن ثم رفعها بواسطة الكرين برغم صعوبة الموقف لكون الأرض زراعية فبالتالي هي رطبة, ولكن تمكنا أخيرا من وضعها على الناقلة وخلال تلك الفترة كانت آليات أخرى قد بدأت العمل بشق طريق بديل لمرور هذه الناقلة المحملة بالطائرة وماهي إلا ساعتان من الزمن تمكنا خلالها الوصول إلى الشارع الرئيسي الذي يربطنا ببغداد ( علما انها لاتتجاوز أل الكيلومترات الثلاث) لكن ثقل الحمولة وفتح الطريق الجديد زاد من زمن الوصول.

كانت الساعة قد أشارت إلى منتصف الليل عندما وصلنا الشارع الرئيسي للتوجه إلى بغداد وخططنا لاستغلال ظلام الليل للمسير لتفادي رصد العدو وكان الوقت المقدر للمسير بحدود الثلاث ساعات إذا لم يحصل أي طارئ فبدأنا المسير برفقة سيارات الحماية وبعد تحركنا بعدة كيلومترات بدأت تلوح بالأفق بعض المفارقات التي لم تكن بالحسبان ,فأثناء وصولنا بالقرب من معسكر الحصوة للجيش بدأت الطائرات الأمريكية المغيرة بالقصف الجوي العشوائي لهذا المعسكر ما حدا بنا التوقف والاختباء لبعض الوقت حفاظا على أرواح المجموعة وكذلك على الأمانة التي في أعناقنا , ومرت ساعة من القصف الذي دمر إضافة للمعسكر بيوت الناس الأبرياء بالمنطقة بدأنا الرحلة من جديد بهذا الطريق المظلم وكانت المفاجأة الثانية هي عطل رأس الشاحنة التي تقل هذه المروحية على بعد 55كم فقط عن بغداد وكانت الساعة قد اقتربت من نهاية الليل وبزوغ الفجر وكأن القدر يختبر قوة إصرارنا, فكان الإجراء الأولي الاتصال بالقيادة لإرسال شاحنة بديلة ولكن جوابهم هو انتظار الصباح واستخدام الخطة البديلة بإخفائها في أحد المزارع لحين وصول الشاحنة البديلة أو التصرف الشخصي من قبلي ؟ وذلك بتأمين شاحنة من المنطقة المتواجد فيها فأثرت هذا الحل لخطورة الموقف وفعلا تم التحرك على أصحاب الشاحنات المدنية بمساعدة المسئولين المتواجدين معنا والذين هم من أهل هذه المدينة وقام احد الأشخاص من أهالي المنطقة بجلب رأس شاحنته لغرض جر هذا الوحش الأمريكي الكبير وبالفعل تم ربط المقطورة الحاملة للطائرة برأس الشاحنة والتحرك باتجاه بغداد ووصلنا بعد مرور عدة ساعات أضافية غير محسوبة علما إن المسافة المقدرة لاتتجاوز ثلاث ساعات كما أسلفنا , وبعد وصولنا إلى سيطرة الدورة وهي مدخل بغداد الجنوبي كان في استقبالنا المسئولين العراقيين في حينها مهنئين بسلامة الوصول والبدء بمرحلة جديدة وهي أخفاء الطائرة في المكان المخصص لها ...... حتى لايفوتني أن اذكر موقف صاحب الشاحنة الأهلية الذي ينم عن أحساس عالي بالوطنية والشهامة ( حيث أردت أن ادفع له مبلغ من المال فأبا بإصرار أن يأخذ أي مبلغ لأنه كما قال أني مشارك معكم بمقاومة الأمريكي المحتل مثل ماتعملون أنتم).

طلب مني المسئول الذي استقبلنا بان أبقى مع مجموعتي الهندسية معهم لإنزال الطائرة بالمخبأ المخصص لها في احد بساتين التاجي الواقعة بشمال بغداد علما نحن دخلنا من ناحية الجنوب فامتثلت للأمر برغم الإجهاد الذي بدا علينا من عدم النوم لأكثر من 24 ساعة ,وبدأنا بالمسير داخل بغداد من جنوبها إلى شمالها متجاوزين الأنفاق وجسور عبور المشاة التي كانت تشكل عائق لمرورنا من خلالها وذلك بسبب ارتفاع الطائرة الذي تجاوز ال 5 أمتار وهي على الناقلة , مما حذا بنا تجاوزها من خلال مرورنا بأزقة وشوارع جانبية, وبهذا مررنا بمناطق بغداد كافة تقريبا وكان البغداديون فرحين بمشاهدة أعظم سلاح للأمريكان مقيد من قبل العراقيين, ولكني كنت قلقا على هذه الحشود الفرحة من غدر الأمريكان باستهدافهم , لكن العناية الإلهية التي أحاطت بنا طوال أل 24 ساعة التي مضت كانت حاضرة بالساعات الأخيرة لحين وصولنا المنطقة المقرر لها لإخفاء الطائرة.

أخيرا تم أنزال الطائرة في مخبئها الجديد وسط تواجد كثيف للمسئولين بالدولة وعلى رأسهم وزير التصنيع العسكري الذي شكرا لنا الجهود الاستثنائية المبذولة من قبلنا , وكم كان إحساسي جميل بالنصر بعد مواجهة وتحد لعدو, كل الحسابات والتوقعات تقول انه لايمكن مواجهته ولكن إصرارنا وتحدينا كانت كفيلة بكسر حاجز التوقعات ,وان هذه الحادثة تعتبر انتكاسة للأمريكان وهم يشاهدون بأعينهم أعظم سلاح لهم مهان وأسير بطياريه عند العراقيين وان التكنولوجيا السرية التي لطالما حاولوا كتمانها سابقا أصبحت في متناول أيدينا.

فكانت محاولاتهم باليومين التي تلت وصول الاباتشي لبغداد أن يدمروها من خلال قصفها بطائراتهم بعد أن خسروا المواجهة معنا في إنقاذ سلاحهم المهان ولكي ينهوا سر التكنولوجيا الأمريكية ولو على حساب خسارة آلتهم العسكرية, علما أننا قمنا بكشف بعض هذه الأسرار بعد نزع الأجهزة والمعدات ذات التقنية العالية وأسلحتها القتالية.

في اليوم الثالث لوجود الطائرة بمخبئها ومن خلال أقمارهم الصناعية جاؤوا بطائراتهم وأسلحتهم ليدمروا الاباتشي ...... ولكن بعد ما أصبحت آلة حديدية مكشوفة.

هذه هي قصتي مع الاباتشي الأمريكية خلال حرب العراق مع أمريكا عام 2003 .

عن موقع الكاردينيا

 
جميل جدا وأتمنى من ادارة المنتدى فتح قسم خاص لمثل البطولات الرائعة
 
موضوع رائع اذكر ذلك اليوم جيدا و كم فرحنا و كيف تدوالنا الخبر بيننا بفخر .ولدي ذكرى شخصية طريفة هي انني لما سمعت بأسر الطياريين تجلت لدي صورة تخيلية عنهما(طبعا كانت نتيجة لافلام الرامبو الامريكي) ان احدهما اشقر و الاخر زنجي لديهما جسم ضخم و ملامح قاسية o_Oo_Oo_O و المفاجئة انني عندما شاهدتمها كانا عكس كل ماتخيلته:D:D:D
 
عودة
أعلى