[FONT=Arial (Arabic)]من ذا الذي لديه أدني علم بالعروة الوثقي التي تربط بين جورجيا وإسرائيل وعلاقتها بالصراع الدموي مع روسيا؟ عمق العلاقة الإسرائيلية بجورجيا تعود إلي ما يزيد علي ألف عام.. علاقة الدم تربط وسلالة جذر واحد فلا هؤلاء ولا أولئك بساميين ولا يحزنون...![/FONT]
[FONT=Arial (Arabic)]لنبدأ بالعلاقة المعاصرة... الملاحظة المبدئية ان تواجد اليهود في هذه الحكومة الجورجية يبدو اقرب إلي ظاهرة تلفت النظر وليس من حيث الدين فقط... فرئيس الوزراء الحالي (فلاديمير جورجينيدزة) وهو يهودي اتصل تليفونيا يوم الثلاثاء 12 أغسطس مع رابي أهارون ليب شتاينمان ­ أحد أبرز الزعماء الدينيين في إسرائيل لينال بركاته ويطلب منه ان يصلي من أجلنا ومن أجل دولة جورجيا..... العديد من الرسميين في هذه الحكومة يهود علي نحو أوآخر من جهة الأم أو الأب الا أن رجلا واحدا علي الخصوص هو وزير الدفاع (دافيت كيزيراشفيلي) يحمل الجنسية الإسرائيلية فوق جنسيته الجورجية. واسمه الأخير معناه بلغة جورجيا (ابن الخزر)... والصحف العالمية نشرت تصريحا في اليوم التالي للهجوم الذي شنته جورجيا علي جنوب أوسيتيا لأحد الوزراء (تيمور ياكوباشفيلي) يقول فيه ¢علي الاسرائيليين أن يفخروا بانفسهم لهذا المستوي من التدريب والخبرة في القتال التي أتاحوها لجنودنا¢... فما لا يقل عن ألف خبير ومدرب إسرائيلي كانوا متواجدين في جورجيا خلال العام الأخير غير الجنرالات من المتقاعدين ممن جعلوا من جورجيا موطنا لهم... سفير جورجيا السابق إلي اسرائيل وقد فاز في الانتخابات البرلمانية في مايو الماضي من أم يهودية جاءت به لإسرائيل عام 1988 ليقابل جده واقاربه ومنذ ذلك الحين يزور إسرائيل سنويا بانتظام... وعشرات الآلاف من الإسرائيليين يتجهون إلي جورجيا كل عام للسياحة.. واضح تماما ان العلاقة بين إسرائيل وجورجيا أكثر بكثير من مجرد علاقة سياسية أو دبلوماسية... هذا من الوجهة المعاصرة أما تاريخيا لنبدأ بما سجله (ارثر كوستلر) المؤلف والمؤرخ والكاتب الأمريكي المشهور وهو ذاته يهودي مؤكدا ما توصل إليه من يعرفون بالمؤرخين الجدد في إسرائيل والنمسا وبولندا ان أبحاثهم التي قامت بها كل فئة منهم باستقلالية عن الآخرين أي علي حدة تحققت من ان الاصول التاريخية ليهود العصر الحديث جذورها من القوقاز.. أي تأكد تاريخيا أن الهجرة اليهودية لم تأت عبر البحر الأبيض مرورا بفرنسا وألمانيا كلا.. بل تيار الهجرة اتجه من القوقاز غربا مرورا بأوكرانيا إلي بولندا ومنها إلي وسط أوروبا أي أن أمة بحالها تحركت إلي حدود جديدة... والقوقاز كانت موطن الجورجيين اذن صلة الدم بين يهود جورجيا الذين يجدون انفسهم حاليا علي رأس هرم السلطة (بعد الانقلاب الوردي) ويهود اسرائيل (الاشكنازي) الذين هاجروا إلي فلسطين بعد الحرب العالمية الاولي ثم بعد الحرب العالمية الثانية وهم الكتلة الأكبر والأهم. من مواطني اسرائيل من أصول واحدة... فما هي جذورهم الأولي؟ وما علاقتها بكل ما يجري حاليا من صراع؟! هذا تساؤل طرحه (بروفسور أبراهام بولياك) استاذ تاريخ اليهود في العصور الوسطي (وهو اسرائيلي): وتساءل لأي مدي يمكن اعتبار يهود (الخزر) هم نواة الاستيطان اليهودي الأكبر في شرق أوروبا فان سلالة هذا الاستيطان يشكلون الغالبية العظمي ليهود العالم...[/FONT]
[FONT=Arial (Arabic)]المؤرخ النمسوي (كوتشيرا) كتب في هذا الشأن مؤكدا بأن يهود شرق أوروبا جميعهم تعود اصولهم إلي الخزر... وليس شرق أوروبا فقط بل وغرب أوروبا كذلك ممن يتحدثون بلغة (يديش) مثل يهود فرنسا وألمانيا تعود أصلهم إلي الخزر فلا يوجد أثرما في لغات غرب أوروبا له صلة باليديش.. فمن هم الخزر؟ مملكة الخزر كانت تحتل الأراضي التي تقع بين بحر قزوين والبحر الأسود، وحتي القرن التاسع الميلادي كان الخزر أسيادا لتلك الاراضي.. قوما ذوي بأس وثراء.. اعتنقوا اليهودية في مرحلة اكتسحتها ديانات التوحيد وكانت المسيحية تجاورهم غربا والاسلام يجاورهم شرقا فاختاروا اعتناق اليهودية للابقاء علي استقلاليتهم![/FONT]
[FONT=Arial (Arabic)]انما كيف استطاع هؤلاء الخزر أن يسيطروا علي نحو نصف أوروبا؟... تمتع الخزر بالرخاء وبالقوة معا وهو ما أتاح لهم ان يضموا اليهم مناطق شاسعة حولهم فسيطروا علي نصف شرق أوروبا لمدة مائة وخمسين عاما، في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي أصبح الخزر القوة الرئيسية المهيمنة بين قبائل شمال القوقاز وجعلوا لأنفسهم موقعا حصينا عند الأورال ­ قزوين البوابة التي توصل بين آسيا وأوروبا... في 965 ميلادية استطاع أمير كييف الروسي (سفيتسولاف) شن حملات عسكرية متعددة أدت إلي كسر امبراطورية الخزر.. انما استمروا كدولة حتي منتصف القرن الثاني عشر حيث انغمسوا في مراحل من حروب يعقبها سلم وأحلاف، مع العرب تارة ومع الروس تارة والفرس مرة والبيزنطيين أحيانا وخلال كل ذلك دخل البعض منهم الاسلام، واعتنق بعضهم المسيحية وأما من بقوا علي اليهودية فقد هاجروا إلي شرق أوروبا وإلي روسيا ومنهم من اتجه الي المشرق.. مما كتبه الشاعر الفارسي (خاكان) الذي عاش أوائل القرن الثاني عشر وقضي عمره في القوقاز وعرف جميع قبائلها وكتب تحديدا عن غارات الخزر علي جورجيا في تلك الأزمان، وفوق ذلك سائر ما كتب المؤرخون يستدل علي أن بين يهود الخزر من لجأوا في نهاية المطاف إلي جورجيا واستقروا... هكذا استغرق الحال نحو 800 عام لضم الشمل بين يهود الخزر، من في جورجيا مع من اتجهوا إلي شرق اوروبا وغربها ثم هاجروا إلي فلسطين حيث استوطنوا وأقاموا دولة اسرائيل... خلاصة القول: يهود اسرائيل (الاشكنازي) من نسل الخزر وليسوا من نسل سيدنا ابراهيم أي انتحلوا حقوقا تاريخية وممالك ليست لهم في فلسطين... وسلاح معاداة السامية من حق العرب والسفرديم فقط أن يشرعوه... فما من ساميين غير العرب و.. يهود الدول العربية![/FONT]
[FONT=Arial (Arabic)]المؤرخ النمسوي (كوتشيرا) كتب في هذا الشأن مؤكدا بأن يهود شرق أوروبا جميعهم تعود اصولهم إلي الخزر... وليس شرق أوروبا فقط بل وغرب أوروبا كذلك ممن يتحدثون بلغة (يديش) مثل يهود فرنسا وألمانيا تعود أصلهم إلي الخزر فلا يوجد أثرما في لغات غرب أوروبا له صلة باليديش.. فمن هم الخزر؟ مملكة الخزر كانت تحتل الأراضي التي تقع بين بحر قزوين والبحر الأسود، وحتي القرن التاسع الميلادي كان الخزر أسيادا لتلك الاراضي.. قوما ذوي بأس وثراء.. اعتنقوا اليهودية في مرحلة اكتسحتها ديانات التوحيد وكانت المسيحية تجاورهم غربا والاسلام يجاورهم شرقا فاختاروا اعتناق اليهودية للابقاء علي استقلاليتهم![/FONT]
[FONT=Arial (Arabic)]انما كيف استطاع هؤلاء الخزر أن يسيطروا علي نحو نصف أوروبا؟... تمتع الخزر بالرخاء وبالقوة معا وهو ما أتاح لهم ان يضموا اليهم مناطق شاسعة حولهم فسيطروا علي نصف شرق أوروبا لمدة مائة وخمسين عاما، في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي أصبح الخزر القوة الرئيسية المهيمنة بين قبائل شمال القوقاز وجعلوا لأنفسهم موقعا حصينا عند الأورال ­ قزوين البوابة التي توصل بين آسيا وأوروبا... في 965 ميلادية استطاع أمير كييف الروسي (سفيتسولاف) شن حملات عسكرية متعددة أدت إلي كسر امبراطورية الخزر.. انما استمروا كدولة حتي منتصف القرن الثاني عشر حيث انغمسوا في مراحل من حروب يعقبها سلم وأحلاف، مع العرب تارة ومع الروس تارة والفرس مرة والبيزنطيين أحيانا وخلال كل ذلك دخل البعض منهم الاسلام، واعتنق بعضهم المسيحية وأما من بقوا علي اليهودية فقد هاجروا إلي شرق أوروبا وإلي روسيا ومنهم من اتجه الي المشرق.. مما كتبه الشاعر الفارسي (خاكان) الذي عاش أوائل القرن الثاني عشر وقضي عمره في القوقاز وعرف جميع قبائلها وكتب تحديدا عن غارات الخزر علي جورجيا في تلك الأزمان، وفوق ذلك سائر ما كتب المؤرخون يستدل علي أن بين يهود الخزر من لجأوا في نهاية المطاف إلي جورجيا واستقروا... هكذا استغرق الحال نحو 800 عام لضم الشمل بين يهود الخزر، من في جورجيا مع من اتجهوا إلي شرق اوروبا وغربها ثم هاجروا إلي فلسطين حيث استوطنوا وأقاموا دولة اسرائيل... خلاصة القول: يهود اسرائيل (الاشكنازي) من نسل الخزر وليسوا من نسل سيدنا ابراهيم أي انتحلوا حقوقا تاريخية وممالك ليست لهم في فلسطين... وسلاح معاداة السامية من حق العرب والسفرديم فقط أن يشرعوه... فما من ساميين غير العرب و.. يهود الدول العربية![/FONT]
المصدر جريدة أخبار اليوم بتاريخ السبت 23 من أغسطس سنة 2008م