من مأثر الجيش العراقي الباسل

* مشاركة القوة الجوية العراقية / حرب تشرين 1973م / الجبهة المصرية .

- هذا الفيديو الذي يسلط الضوء على مشاركة القوة الجوية العراقية ( ويثبتها لبعض المشككين بها ) فيما يتعلق بالجبهة المصرية تحديداً ,
أحد الأسباب التي دفعتنا لنشر المقطع وجود من يستغرب ( و قسم ربما ينكر ) المشاركة العسكرية العراقية ( الجوية تحديداً ) على الجبهة المصرية ( جبهة سيناء ) في حرب تشرين ( أكتوبر ) 1973م ...
- رابط مقطع الفيديو :-
 

مجموعة من ضباط قواتنا المسلحة الباسلة ,, و يظهر في الصورة , الفريق الـطيار الركن حردان التكريتي ,, و اللواء الركن عبد الغني الراوي و مجموعة اخرى من الضباط في كـلية القوة الجوية في تكريت , عام 1963م ...
1607052_613214742079763_825894282_n.png

 

العقيد الركن السيد أحمد السيد محمود النعيمي , يلقي القبض على " المتمرد الخوام " عام 1935م , وحسب أوامر الملك غازي بن فيصل , حيث عمل كضابط ركن للملك غازي و آمر الحرس للبلاط الملكي
1461457_571068776294360_857187139_n.png
 
10671256_755696647831571_6081454777466501925_n.png


الـشهيد البطل الملازم محمود أسعد الدوري , و الذي إستشهد في حرب فلسطين عام 1948م ...
 
صور نادرة لمجموعة من رجال اللواء المدرع 12 ( بن الوليد ) - الفرقة الثالثة المدرعة ( قيادة قوات صلاح الدين الأيوبي ) , في الجبهة السورية خلال حرب تشرين 1973م ...



 
10582856_856539771080591_2661392918113773177_o.jpg

السيد ابي القاسم الخوئي والفريق الركن صابر الدوري ,

( شهادة لتاريخ جيش العراق )
بقلم العميد الركن أحمد العباسي ( أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة )


- قد يحدث في معظم دول العالم أحداث جسام, تمر على الحكومات والأنظمة والدول تغير مجرى تاريخ الدولة ومكوناتها وأشخاصها فيجتهد كل من هؤلاء الأشخاص في التعبير عن ردة الفعل لديهم ..منهم من يقف متفرجا حتى على الأخطاء الكبرى …ومنهم يحاول أن يزيد الطين بله ولا يأبه بمصير الأرواح البريئة …ومنهم من يحاول تصحيح المسار بطريقة خفيه تحافظ على ما بقى من الأرواح ويحفظ حياته ويرضي ضميره بعد أن يرضي الله
وقبل أن يغادرنا التاريخ والأشخاص الذين عاصروا الأحداث الجسام التي مرت بالعراق, بعد أن ابتلي العراق بالاحتلال الأمريكي ومحاكمة نظام كامل سياسيا, وعسكريا , وتاريخيا بدت ناره من محياها… تحصد الأخضر واليابس
شاهدت برنامج سحور سياسي مع اول يوم من شهر رمضان مع السيد جواد الخوئي حفيد السيد ابي القاسم الخوئي والذي تطرق فيه الى قصة اعتقال جده ووالده محمد تقي عام 1991 ومن ثم نقلهم الى بغداد ومن اجل وضع النقاط على الحروف في هذا الظرف العصيب وتعقيبا على ما دار في اللقاء وما سمعه من والده لابد من سرد الوقائع التارخيه ليس دفاعا عن أشخاصا أو حكومة أو نظام كامل حكم العراق طيلة 35 عاما متواصلة بحسناته وسيئاته- كأي نظام يحكم لفترة طويلة بقدر ما هو… زيارة جديدة للتاريخ القريب الذي شاء الله أن أكون جزءا من الحلقة الضيقة الخفية التي كانت تعمل كالجندي المجهول وهمها الوحيد العمل .. للعراق وليس غير العراق ..والله وحده يعلم ما تخفي الصدور والنفوس ولكن بعد آن اشتد بي المرض وأخشى على ما لدي من الضياع كان لابد لي أن أتكلم…
بدأت الأحداث في جنوب العراق بعد أن قطع مسلحين طريق البصرة –ميسان في منطقه معمل الورق وقتلوا اللواء حميد شاكر ,
وكان قرار القيادة السياسية بان يكون أعضاء القيادة القطرية للحزب, على رأس قيادة الارتال العسكرية المتجهة لأعاده المحافظات الجنوبية وضبط الأمن فيها, وخولوا صلاحيات رئيس الجهورية بالتصرف بما يرونه مناسبا وبعد سيطرة القوات على النجف بقيادة رتل نائب رئيس الجهورية طه ياسين رمضان ورتل حسين كامل ,القي القبض على السيد الخوئي وولده السيد محمد تقي واقتيدوا الى فندق دار السلام وارسل قائدي الرتلين برقية الى بغداد عن طريق منظومة اللاسلكي المرتبطة بمديرية الاستخبارات العسكرية العامة يعلمون فيها المراجع بانهم سينفذون حكم الاعدام بهم ميدانيا , قرأ وفيق السامرائي نص البرقية على اسماعنا بحضور المدير العام الفريق الركن صابر الدوري واردف وفيق السامرائي قائلا ( حانت الفرصة لقطع رأس الافعى وتهديم جحرها الذي كان مقرا لادارة صفحة الغدر والخيانة )
قاطعه الفريق الركن صابر الدوري بغضب قائلا ( ابرق اليهم فورا ان يتحفظوا على السيد ووالده حتى وصول مجوعة لاصطحابهم الى بغداد ) وارسلت نص البرقية الى القائد العام للقوات المسلحة بواسطة ضابط الارتباط المنسب من الرئاسة مع مقترح من المدير العام بان يستقدم السيد الخوئي وولده الى بغداد ويكون من مسؤولية المدير العام حصرا لتهدئة الاوضاع
جاء رد القائد العام بالموافقة على المقترح ووصل السيد الخوئي وولده محمد تقي الى بغداد و استقبله الفريق صابر الدوري وأسكنهم في غرفة منام المدير العام بمقر الاستخبارات العسكرية في الكاظميه وأمر مراسله الشخصي بخدمتهم.
كان هذا اليوم من الأيام التي لا أنساها , حيث قال لي المدير لنذهب لنرى السيد فدخلنا وبادر المدير العام بالسلام على السيد الخوئي وولده ,كان السيد رجل كبير في السن ومتعب من الطريق, سأل السيد الخوئي بعد ان رد على السلام للمدير العام من أنت ؟فأجابه المدير أنا الفريق محمد عضو القيادة العامة فدبت على وجه الرجل علامة تدل على انه عرف أن اسم المدير غير حقيقي فبادره المدير بالقول أهلا وسهلا بك في بغداد أنك ضيف علي واعدك ستعود إلى دارك في النجف بأقرب وقت وسيتولى ابن عمي فلان خدمتك والاشراف على طعامك الذي سيكون من نفس طعامي ,وسيقوم بإيصالك الشباب بسيارتي الخاصة واضمن لك سلامتك إنشاء الله , بعد مقابلتي أنا وإياك للرئيس
خرجنا من غرفة المدير العام التي خصصت للسيد الخوئي , واستمعنا لحديث دار بين السيد الخوئي وولده محمد تقي من خلال اجهزة التنصت , فقد سئل السيد الخوئي ولده محمد تقي , من تعتقد الشخص الطيب الذي قابلنا ؟؟فأجابه ولده محمد الم يخبرنا بانه الفريق محمد عضو القيادة العامة ؟! فأجابه السيد الخوئي , كلا ليس هو على ما اعتقد انه الفريق صابر مدير الاستخبارات العسكرية ونحن في مقر الاستخبارات.
بعد يومين ذهب السيد الخوئي برفقة الفريق الركن صابر الدوري لمقابلة الرئيس (عرض تسجيل اللقاء فيما بعد ) ووجه السيد الخوئي رسالة إلى أبناء الشعب العراقي ووصف الذين قاموا بالإعمال ألتخريبه بالغوغاء- فكانت هذه التسمية التي أطلقها السيد الخوئي على مرتكبي أحداث الجنوب وعادوا سويا إلى مقر الإقامة وكنت في استقبالهم, فأمرني المدير العام بتهيئه سيارته الشخصية وتتبعها عجلتين أخرى للحماية على أن يكون خال أولاده (أي المدير حيث انه كان من افراد حمايتة )هو من يتولى قيادة عجلة السيد ,وقبل أن يصعد السيد إلى العجلة التفت للمدير العام وقاله له, أريد منك تذكار أتذكر به لطفك وكرمك وموقفك معنا !, لم يكن مع المدير العام شيء يهديه في تلك الظروف, فخلع ساعته اليدوية والبسها للسيد بنفسه , فقال له السيد الخوئي أشكرك على حسن الضيافة ووفاءك بوعدك وهذا دين في عنقي لابد لي أن أرده لك في يوم من الأيام ..فكانت هذه آخر كلمات السيد الخوئي …وصعد إلى سيارته وتوجه إلى النجف الاشرف بحماية المدير العام
كان لهذا الموقف الجدير بالتقدير والاحترام من المدير العام بان حافظ بشجاعة على حياة رجل دين طاعن بالسن كاد أن يقتل ظلما بوصيه من لا يخافون الله
ويبدو ان السيد الخوئي رحمه الله وولده محمد تقي قد اخبرو عائلتهم بما دار في تلك الزيارة ونزولهم ضيوفا في مقر الاستخبارات العسكرية ومديرها مما جعله يشيد بموقف الفريق الركن صابر الدوري وهذا ما اراد ان يوصله السيد جواد الخوئي الحفيد من ان دور الاول كان ايجابي مع السيد وموضوعي من غير الدخول بتفاصيل قد تسبب له الاحراج رغم اصرار مقدم البرنامج على استحصال الكثير
وانتهت الإحداث واحتل العراق ولم يبقى سوى التاريخ ..التاريخ الذي سيحاسب كل من يشوه سمعه العراق وجيشه …
فلك يا جيش العراق ويا مديرية الاستخبارات العسكرية العامة يا مفخرة الجيش العراقي كتبت شهادتي للتاريخ حتى لا يظلمك احد ويتجنى عليك ويقول ان يدك ملطخه بدماء العراقيين فلم تكن الاستخبارات العسكرية في يوم من الأيام عدوة للشعب العراقي ولم يكن الجيش العراقي البطل عدوا للعراق فالاثنين حاربوا من اجل وحده العراق وسلامة أراضيه من الطامعين ..

* اللهم أني بلغت اللهم فشهد .


عن صفحة الجيش العراقي السابق
 


* صورة نادرة أثناء إستقبال عدد من ضباط القوات الخاصة العراقية العائدين من حرب لبنان من قبل المهيب أحمد حسن البكر ( القائد العام للقوات المسلحة ) , عام 1977م , ويظهر في الصورة كل من : المقدم ق.خ الركن عادل المالكي ( لواء ركن لاحقاً وقد بترت ذراعة خلال حرب القادسية ) , والشهيد المقدم ق.خ الركن عصمت صابر عمر ( آمر القوة , ولواء ركن لاحقاً ) , والعميد ق.خ علي حسين مزعل المحمداوي ( لواء ق.خ لاحقاً ) ,,
- حيث كان يقوم العراق بدعم القوى الوطنية بالسلاح والعتاد ثم دعت الحاجه الى اشتراك قوات عراقيه مدربه تدريباً جيداً على حرب العصابات وقتال المناطق المبنية فلم يكن هناك افضل من وحدات القوات الخاصة العراقية ,
وبالنظر للأوضاع السياسية ومصالح الدول الكبرى كانت تقف حجر عثره في اي تدخل عسكري عراقي مباشر الى جانب القوى الوطنية والمقاومة الفلسطينية إضافة إلى عدم وجود حدود برية بين العراق ولبنان وسيطرة الاساطيل الامريكيه على البحر الأبيض المتوسط مقابل السواحل اللبنانية فكان من الضروري البحث عن وسيله لكي يشارك العراق بمقاتليه في تلك الحرب ,
وهكذا تم القرار على ان يرسل العراق فوجين من القوات الخاصة معززة بما يزيد عن ألف مقاتل من الجيش الشعبي بصورة سرية وبعمليه استخبارية حتى لايكشف اشتراك العراق بصوره مباشره في تلك الحرب فتم اختيار جزيره قبرص كأقرب وامن مكان حيث بدء العراق بارسال المقاتلين بصورة مدنيين وعلى شكل وجبات , ومن قبرص تم تهيئه الوسائل الى الدخول الى لبنان عن طريق سفن شحن البضائع الذاهبه من قبرص الى لبنان بواسطة المهربين مقابل اثمان وهكذا كان المقاتلين يصلون تباعاً الى لبنان حتى تكامل وصول القوات الخاصة العراقية واشتركت في معارك مدينه بيروت واهمها معارك السيطره على الفنادق الكبيره في منطقه الحمرا في العاصمة اللبنانية والسيطرة على أعلى بناية كانت في بيروت آنذاك وهي فندق الهوليدي ان إضافة للعديد من الأعمال القتالية ...

عن صفحة الجيش العراقي السابق
 
ماجد الجميلي (إعادة) :

إيراني يعيش بأوربا يقول أنه نجى مع أربعة جنود إيرانيين فقط من لواء كامل أرسلته إيران لدعم مايسمى الإنتفاضة الشعبانية عام٩١
 
* تـمر عـلينا الـيوم الذكــرى الخامسة والعشرون للقصف العراقي على الكيان الصهيوني بالصواريخ , ( 18 - 01 - 1991م ) ,,
- حـيث قام أبـطال ( لواء الصواريخ أرض - أرض 224 ) الـتابع لـقيادة قوات الصواريخ أرض - أرض بقيادة ( الفريق الركن حازم عبدالرزاق الأيوبي ) , بـقصف منشآت صهيونية علمية و إقتصادية و عسكرية بـ 42 صاروخ أرض - أرض من طراز الحسين , جرا إعتراض منها 3 صواريخ فـقط و سقط منها 39 صاروخ على الكيان الصهيوني , إسفرت على تدمير و إلحاق الضرر بالإهداف المراد إستهدافها و هي عبارة عن مراكز أبحاث و مراكز علمية و إقتصادية و عسكرية ,
لم يكشف الصهاينة عن الخسائر الحقيقة و قاموا بالتكتيم عن الموضوع
و كما نعلم ان وسائل الإعلام لم تعرض سوى الـضربة الأولى
بتآريخ 18 - 01 - 1991م الـمكونة من 6 صواريخ و لم تعرض اي تقارير عن الضربات التي تلتها , لذلك الخسائر غير معلومة ,,,
معلومات عن القصف :
الجمعة 18/1/1991 الساعة 03:30 بعد الظهر- اطلق العراق 6 صواريخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
السبت 19/1/1991 الساعة 08:30 صباحا- اطلق العراق 3 صواريخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الثلاثاء 22/1/1991 الساعة 09:45 مساء- اطلق العراق 3 صواريخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الاربعاء 23/1/1991 الساعة 11:00 مساء- اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الجمعة 25/1/1991 الساعة 06:05 مساء- اطلق العراق 6 صواريخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
السبت 26/1/1991 الساعة 10:50 مساء- اطلق العراق 6 صواريخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الاثنين 28/1/1991 الساعة 09:05 مساء-اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الخميس 31/1/1991 الساعة 07:10 مساء-اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
السبت 2/2/1991 الساعة 09:30 مساء- اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الاحد 3/2/1991 الساعة 01:10 بعد الظهر-اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
السبت 9/2/1991 الساعة 03:40 بعد الظهر- اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الاثنين 11/2/1991 الساعة 08:00 مساء- اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الثلاثاء 12/2/1991 الساعة 02:30 بعد الظهر- اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
السبت 16/2/1991 الساعة 10:00 مساء-اطلق العراق 2 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الثلاثاء 19/2/1991 الساعة 08:55 مساء-اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني
الجمعة 22/2/1991 الساعة 02:35 بعد الظهر- اطلق العراق 2 صاروخ نوع الحسين- سقطا بواسطة باتريوت امريكي .
السبت 23/2/1991 الساعة 07:55 مساء- اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين - سقط بواسطة باتريوت امريكي .
الاثنين 25/2/1991 الساعة 04:30 فجرا- اطلق العراق 1 صاروخ نوع الحسين على الكيان الصهيوني .





12495184_948061735261727_3109442519700264580_n.jpg


12472682_948061795261721_8953936214303154213_n.jpg


12541141_948061848595049_5965260148188002117_n.jpg
 


عبور الجيش العراقي لنهر الكارون في الحرب العراقية الإيرانية
 
دور القوات الخاصه للحرس الجمهوري في قرار وقف اطلاق النار شباط 1991


نكتب فيما يلي عن دور القوات الخاصه حرس جمهوري في قرار وقف اطلاق النار دون قيد اوشرط من الجانب الاميريكي عام 91 ...
مع حلول مساء 26 شباط 91 تلقت مواضع القوات الخاصة اطنانا من القنابل اشتركت في القائها القوة الجوية الاميريكية بكل ثقلها مع بقية الدول حتى انها استخدمت طائرات ال بي 52 واستمر القصف حتى الساعه 11 وخمسين دقيقه من صباح يوم 26 شباط حينما شرعت القوات الامريكيه بمهاجمة المواضع الدفاعيه للقوات الخاصه باربعة ارتال وكان السير الى المعركة في الصحراء مرهقا للامريكان (وهذا ماصب في صالح قواتنا ) اذ اندفعت تلك الارتال تاركة ذيلها الاداري بعيدا كونه بعجلات مدولبه عانت من السير في الصحراء رغم اوزانها الثقيله وبقيت الدروع وناقلات الاشخاص المدرعة والمدفعية ذاتيه الحركه بوقود مايقارب 100 لتر وهذا لايكفي لقتال ساعات محدوده.
وكان سير المعركة بالنسبه للفيلق 18 الامريكي والقوات المتجحفلة معه كالاتي:
1 ـ قامت الفرقة المدرعة الخفيفة 6 الفرنسيه بالانفتاح لحماية الجناح الايسر والشمالي للفيلق 18 من الطريق العام (السماوة ـ الناصرية) لمنع امدادات القوات الخاصة من الشمال ولم تصطدم مع احد نظرا لانفتاحها في منطقة لاتوجد فيها قطعات عسكرية عراقية حيث ان تلك المنطقة لاتشكل موضعا دفاعيا تعبويا مهما
2 ـ قامت الفرقة 101 المحمولة جوا (مجوقلة ) بانزال اللواء الاول بواسطه السمتيات زائدا فوج من الطائرات السمتية الهجومية (الاباتشي ) على الطريق العام (الناصرية ـ البصرة) بالقرب من مواضع قيادة القوات الخاصة وذلك للقيام بتطويق القوات الخاصة من الشمال بالمشاركة مع بقيه الارتال
3 ـ في الوقت ذاته قامت كل من الفرقة الالية 24 والفرقه 82 المنقولة جوا (مجوقلة ) بمهاجمه المواضع من الجنوب والغرب واستمرت المعركه طوال يوم 26 شباط وعند حلول المساء تمكن الفيلق 18 الامريكي من احتلال بعض الوحدات من تشكيلات القوات الخاصة ولم يتمكن من ازاحه باقي التشكيلات ولم يتمكن الفيلق الامريكي من ادامه زخمه نظرا لحلول الظلام وتكبده خسائر ماديه وبشريه اجبرته على التوقف الا انه استمر بالقصف المدفعي ومع حلول فجر يوم 27 شباط عاود هجماته .

كان قائد الحرس الجمهوري يعلم حينها ان صمود القوات الخاصة يوما كاملا وليلة امام هجوم الفيلق 18 الامريكي اثر بشكل كبير على عمليات هذا الأخير يوم 27 شباط وفي كل العمليات حيث كان مخططا احتلال منطقة تل اللحم قبل مساء يوم 26 شباط حتى يتمكن بالمشاركه مع الفيلق المدرع 7 الامريكي بالتعرض صباح يوم 27 ومهاجمة قوات الحرس الجمهوري التي تدافع عن البصرة وكان واجب الفيلق 18 مهاجمة كل من قيادة قوات عدنان حرس جمهوري وقياده قوات نبوخذنصر ومعهم قيادة قوات حمورابي وهو الاحتياط المدرع للقاطع حيث كانت هذه الوحدات تحتل موضعا دفاعيا يمين ويسار الطريق العام (الناصرية ـ البصرة) في منطقة ارطاوي فقد كان واجب الفيلق 18 التقدم من داخل الحدود السعودية مخترقا الحدود العراقية من اتجاه منطق’ البصية بمناوره واسعة وبعيدة لكي يصل الى الموضع الدفاعي لقوات الحرس الجمهوري في منطقة تل اللحم على الطريق السريع ناصرية ـ بصرة وليشترك صباح يوم 27 شباط مع الفيلق السابع المدرع الامريكي في الهجوم ، وفي حاله نجاحه يقوم بالصوله الجوية بالفرقه 101 المنقولة جوا بقطع الطريق العام عمارة ـ بصرة في المنطقة المحصورة بين القرنة والسويب لتطويق المنطقة الجنوبية (محافظة البصرة ) من جهه الناصرية والعمارة وكان تحريك قوات حمورابي المدرعة حيث قامت اولا كتائب المدفعيه العائده للحرس الجمهوري وهي 16 كتيبة مدفعية من عيارات مختلفة 122 ملم و152 ملم و155 ملم بقصف مركز (ولكي تعرف مدى ما الحقته من خسائر عليك ان تعرف ان كل كتيبة مدفعية تتكون من 18 مدفع تضرب في 16 كتيبة اي 288 مدفع ترمي اضافة الى رمي الدبابات من قوات حمورابي ودارت معركة عنيفة اضطرت القوات الامريكية الى ان تتراجع تراجعا غير منظم ووجدت نفسها في مقالع للحصى وحفرا كبيره وقسم من القطعات المنسحبة تعرض الى نيران امريكية صديقة من الخلف (كانوا يعتقدون في ظل تلك الضروف من الدخان والاتربة والفوضى انها قوات عراقية )
وسبق ان ذكرنا ان الفيلق 18 الامريكي اندفع بعيدا عن الرتل الاداري بمسافه كبيره والذي حدث لاحقا ان عجلات الرتل الاداري خاصه العجلات التي تحمل الوقود للدبابات والناقلات لم تتمكن من متابعة السير في تلك المنطقة الصحراوية التي تكثر فيها الرمال المتحركه مما جعل حركه الدبابات والناقلات محدودا خوفا من نفاذ الوقود وهكذا فان ماجرى ليلة 27 على 28 شباط 91 هو الذي ادى الى اتخاذ قرار وقف اطلاق النار فلم يتمكن الفيلق المدرع السابع الامريكي من ازاحة دروع الحرس الجمهوريه بل وقعت القوات الامريكية في مايشبه كمين طبيعي من الحفر الكبيره في مقالع الحصى وتحت قصف مستمر من اكثر من جانب .

لقد اوضح الجنرال الامريكي (يوسوك ) قائد الفيلق السابع ان جزءا كبيرا من قواته قد وقع بين فكي كماشة لدروع الحرس الجمهوري ووفقا لتقديره فان الهجوم المدرع لقوات الحرس سيكون صباح يوم 28 شباط ونظرا لهذا الموقف الحرج اتصل الجنرال يوسوك مباشره برئيس اركان الجيش الامريكي كولن باول دون الرجوع الى قائده الاعلى شوارزكوف (باعتراف شوارزكوف نفسه بعد انتهاء الحرب ) شارحا له الموقف الذي تورطوا فيه فاتصل كولن باول بشوارزكوف ان الفيلق السابع وضعه في موقف محرج امام واشنطن فكيف يقتنعون اننا لانستطيع القضاء على عدو تم قصفه اكثر من 30 يوما هذا باعترافهم وهذا هو الفيلق المدرع السابع الامريكي الذي كان محتشدا في اوربا لمواجهة الاتحاد السوفيتي السابق ولخشية الاميريكان من ما سيعقب انتكاسة الفيلق الامريكي في حالة شن الحرس الجمهوري صباح يوم 28 هجوما مقابلا قد يغير الموقف العام صدر قرار وقف اطلاق النار صباح يوم 28 شباط وتم ابلاغ العراق عن طريق الاتحاد السوفيتي وكان قرارا مفاجئا للذين كانوا ينظرون الى الصورة من بعيد دون ان يعرفوا ماذا كان يدور في التفاصيل.
الرحمة للشهداء والمجد والعز للرجال الذين قاتلوا بشجاعة وبطولة دفاعا عن العراق.

منقول عن صفحة الجيش العراقي السابق (Zaid Altalib )
 
من مآثر الجيش العراقي السابق :
ضابط تركماني قاد لواء عراقياً في حرب "لبنان" الأهلية

الدكتور العميد الركن المتقاعد صبحي ناظم توفيق


مشاركة العراق عسكرياً في الحرب الأهلية اللبنانية للمرّة الأُولى (1976) وللمرة الثانية (1978) وبواقع "لواء خاص" تم تشكيله لهذا الغرض تحديداً ولم يصطحب معه سوى أسلحته الشخصية والخفيفة ذات الفائدة في قتالات المدن والشوارع والأزقّة، لهو حَدَث لم يعلم بحقائقه عن كثب سوى عدد يسير من العراقيين، بمن فيهم معظم ضباط الجيش العراقيّ وقواته المسلحة... ولربما لم أكن على أية دراية حتى بالبعض من تفاصيله، وليس جميعها، لو لم أُنقـَل أواخر عام (1975) لمنصب "ضابط الركن الثاني حركات/عمليات" لدى قيادة الفرقة المدرعة/3 في "معسكر صلاح الدين" شمالي مدينة "تكريت"،
ويكون جار صباي وصديق عمري "المقدم المظلّيّ الركن عِصْمَتْ صابر عُمَر" -إبن "قلعة كركوك"- آمراً/قائداً لهذا اللواء المُكَلَّف بهذا الواجب الخاصّ، ويكون صديقي العزيز وإبن دورتي بالكلية العسكرية "الرائد المظلّي الركن خالد بَهلول" معاوناً له بمنصب "مقدم اللواء"، ولو لم تُكَلَّفْ قيادة فرقتنا بإسكان وحدات هذا اللواء الخاص بشكل مؤقّت وإستضافته في "معسكر صلاح الدين" بالذات لإستكمال معظم إحتياجاته ودعمه ومعاونته على تدريبه على خوض حرب المدن والشوارع، ثم توديعه لدى تنقـّله بالطائرات من "قاعدة صلاح الدين الجوية" الواقعة بالقرب من "تكريت"، فضلاً عن تكليف قائد فرقتنا "العميد الركن طارق توفيق عبدالرزاق" لي بصفة "ضابط ركنه الشخصي" ويأمرني بترك جميع أعمالي اليومية الإعتياديّة لأتفرّغ لإحتياجات "عصمت" وأُصاحِبَه طيلة (24) ساعة لتسهيل إستحضاراته وسط تشكيلاتنا ووحداتنا ومعسكراتنا وساحات التدريب المتنوعة المتوفرة لدينا ومن مخزوناتنا لدى المستودعات والمخازن المتمركزة بالمنطقة، ولو لم يتّخذ "عصمت" من مكتبي الرسمي موقعاً مؤقـّتاً لمقر لوائه وإدارة شؤونه طيلة (10) أيام متتالية، وكونه -حسب رغبته- ضيفاً عزيزاً على سرير مضاف في غرفة منامي لأستمع إلى كل طلباته مع "الرائد الركن خالد بهلول" وتوجيهاته لضباط ركنه الآخرين ومُهاتَفاتِه وأحاديثه مع آمري/قادة وحداته وكذلك مع المراجع العليا لدى رئاسة أركان الجيش ووزارة الدفاع والقيادتين القوميّة والقطريّة لحزب البعث، حيث أُتيحَتْ لي فرصة تأريخية -لم تـُتـَح لسواي بشكل مطلق- كي أطلع عن كثب على أسرار هذه المهمة الخاصّة والكثير من تفاصيلها ومتعلقاتها وذيولها من دون الآخرين من جميع ضباط الجيش العراقي، بمن فيهم معظم ضباط ركن قيادة فرقتنا من غير المُكتَرِثين بقضايا خارجة عن أعمالهم اليومية.
كان قرار "العراق" في هذا الشأن الخطير خطوةً سياسيةً لمواجهة النفوذ السياسيّ والتمركز العسكريّ السوريّ المتعاظم في "لبنان" التي أُبْتـُلِيَت بالتدخّلات في شؤونها من كل حدب وصوب، بعد أن ذاقت -بشكل عام- أطايِب العيش ورَغَد الحياة منذ مَنَحَتْها "فرنسا" الإستقلال عام (1946).
وإذا ما تركنا الجذور والمشكلات القديمة جانباً مُحاولين إلقاء نظرة قريبة على مجريات الأمور في غضون السنوات القليلات المُنصرمات فحسب، لوجدنا أن أول الغيث سَقطَت قطراته على "لبنان" حين أُجْبِرَ المسلّحون الفلسطينيون المُسَجَّـلُة أسماؤهم بالآلاف في العديد من المنظّمات الفدائية، على ترك الأراضي الأردنية عام (1971) بُعَيْدَ أحداث (أيلول/سبتمبر1970)، ليجدوا مَلاذَهَم في جنوبيّ "لبنان" التي أُضطُرّتْ حكومتها في حينه لقبولهم مع أسلحتهم وأوضاعهم المادّيّة البائسة لأسباب إنسانية مصحوبة بضغوط سياسية عربية، ولكن جزءاً مُتَنَفِّذاً من شعبها وسُلطات دولتها ربّما تَنَدَّمَتْ على ذلك القبول بعد أن وجدت ليست في ديموغرافية البلد وقد أضحت لصالح المُسلِمين فحسب، بل أن السلاح -بمعظمه- بات في أيديهم من دون ضوابط وإلتزام بالقوانين المرعية والأعراف السائدة.
وفي حين كان اللاجِئون الفلسطينيون السابِقون منذ (1948 أو 1967) مستعدّين للعمل مقابل أية أجور يُزاحِمون بها المواطن اللبنانيّ الأصيل، فإنّ الآتِين الجُدُد بإنضمامهم إلى المنظّمات المسلّحة التي تتموّل من حيث لا يَدرون، قد غدوا قوة متعاظمة سوف لا تستطيع الدولة اللبنانيّة وجيشها المتواضع بالمستقبل القريب الحدّ من تصرّفاتهم المُشابِهة لما كانوا عليها بالأردن، وفوق كل ذلك فقد أمسوا يُثيرون مشكلات على الحدود مع "إسرائيل" والتي عادة لا تسكت حيالها، فيحصل ما لا يُحمَد عقباه... وبين شَدِّ هذا وجَذبِ ذاك وتأييد هذه الدولة العربية وإستنكار تلك، إلى جانب تهديدات إسرائيلية وغربيّة بضرورة الحدّ من الإستحواذ الفلسطينيّ على جنوبيّ "لبنان" وإنقسام الآراء بين طوائف الفُسيفساء اللبنانيّ الذي كان رائعاً فيما مضى، والتأييد السوريّ للتواجد الفلسطينيّ بتلك البقاع،

Pierre.Jm.jpg


فقد حصل ما كان في الحُسبان ومُتَوَقَّعاً ظهيرة يوم (13آذار/مارس1975) ، حين حاول ((البعض)) أمام كنيسة -كما ذكرناه في صفحات سابقة- إغتيال "بيار الجُمَيِّل" -الزعيم المسيحيّ اللبنانيّ الأقوى، ومؤسس "حزب الكتائب" بميليشياته المشهودة بأسلحتها الثقيلة من الدبابات ((الفرنسية)) الخفيفة والمدرعات المتنوّعة وأسلحة مقاومة الدبابات والطائرات والرشاشات، قبل أن يَقتلَ ((البعض)) في داخل حافلة ركاب (27) فلسطينياً عصر اليوم نفسه… فتحرّك هذا الطرف للسيطرة على هذا الحيّ وأغلق طرف آخر شارعاً مهمّاً ليصبح حيّاً "مسلماً"، بينما إستحوذ آخرون على سواهما ليُمسي حيّاً "مسيحياً"، فعمّت الفوضى العاصمة "بيروت" وسارت كالنار في الهشيم على معظم البلاد، وبات هذا يقتل ذاك والجار يُخْرِجُ جار عمره من داره لمجرّد هويّته أو إنتمائه أو عرقه أو دينه.
ويا لمهازل السياسة المقرفة، فبدلاً من أن يفدِي الفلسطينيّ المسلّح نفسه من أجل وطنه ومبادئه قبالة اليهود والصهاينة، فقد بات في "لبنان" إما مُدافعاً عن حياته، أو أضحى يتقاتل حيال أبناء جلدته وأولاد أرضه المُغتصَبة، وربما حتى مع أقربائه وأصدقاء عمره ومن نفس مدينته وقريته في سبيل البقاء مع عائلته على قيد الحياة.

جيش سوريّ في"لبنان"
لم يتحرّك العرب -كعادتهم عند وقوعهم بمعضلات كبرى- قبل إنقضاء ما يقارب من عام كامل على سيول الدماء التي غطّت الأرض اللبنانية، وبعد أن بلغ الطوفان العارم زُباه، تدخّلت الجامعة العربية لتقرّر أن تُقْحِم "سوريا" المُجاورة فرقة برية متكاملة من جيشها إلى "لبنان" بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقّى، وما لبثت أن ضاعَفَت عددها مع تصاعد المواقف الميدانية حتى بلغ (3) فرق من الدبابات والمدرعات وعجلات القتال والمدافع والصواريخ.
ومن الطبيعيّ أن لا يروق هذا الحال لقادة حزب البعث المنشطر في "بغداد"، وهم على خلاف عميق مع الجزء المنشطر الثاني في "دمشق"، وبالأخص منذ تحقيق وزير الدفاع السوري "الفريق الطيّار حافظ الأسد" في أوائل عام (1970) إنقلاباً بعثياً داخلياً سميت بـ"الحركة التصحيحية"، ليضحى بذاته على رأس الهرم في جميع المناصب الرئاسيّة في الدولة والحزب معاً من دون منازع، ويطوّر بنفسه قيادة قومية جديدة مُناوِئة تماماً لنظيرتها القائمة في "بغداد" منذ عام (1968)، لتتفاقم المواقف السياسية والإعلامية المُخجِلة بين العاصمتين العريقتين بعمق غير مسبوق، وقبل أن يُضافَ إليها تصعيد جديد بإتهام القوات العراقية المنتشرة في الأرض السورية بالتخطيط لإنقلاب عسكري على النظام السوريّ بُعَيْدَ َوقف إطلاق النار في "حرب تشرين/1973"... ولما شاهد قادة "بغداد" أمام أنظارهم جيشاً سورياً في وسط "لبنان" فإنهم لم يستهضموا إلاّ أن يتواجدوا هناك، لا سيّما وأنهم يمتلكون في الأرض اللبنانية منظّمة مسلّحة ومُمَوّلة جيداً، وأن السوريين بدأوا يحاولون القضاء على، أو طرد كل من ينتمي إلى "البعث العراقيّ" بِصِلَة!!!.

A.Ahmad.H.09.jpg


إستحضاراتنا
كان الرئيس "المهيب أحمد حسن البكر" ورئيس أركان الجيش "الفريق الركن عبدالجبار خليل شنشل" و"الرفيق ناصيف عَوّاد" رئيس مكتب فلسطين والكفاح المسلّح بالقيادة القومية لحزب البعث يَتَهاتَفُونَ مع قائد فرقتنا و"المقدم الركن عصمت" بمعدلات يومية للمتابعة والإستفسارعمّا آلت إليه الإستحضارات ومتى يمكن تحديد موعد تسفيرالدُفعة الأولى من اللواء...

S.U.0.JPG


أما النائب "صدام حسين" فلم يتّصل معه إلاّ مرتين في تلك الأيام العشرة.
وفي حين كان "عصمت" -وأنا بصحبته- نزور قائد فرقتنا مرّة في الصباح الباكر قبل البدء بأعمالنا اليومية وأخرى ليلاً في نهاية الدوام المسائي لتوضيح مجريات الأمور والتطورات وما إقتدرنا على حلّها من العُقَد المُستَعصِية وفيما إذا كانت الأمور سائرة بشكل مُرضٍ نسبياً، فإنّ "عصمت" كان منزعجاً كثيراً من عدم التجانس المُحْرِج في التشكيلة الخاصّة للوائه، والذي تقرّر أن يتألّف من (3) وحدات قتاليّة، تعداد كلّ منها حوالي (600) شخص، إحداها ((فوج مظلّي)) مُدرّب جيداً، والثانية (3) سرايا مغاوير تشكل منها فوج واحد لا بأس به، ولكن الوحدة الثالثة المكونة من ((فوج متطوّعين من حزب البعث)) هو ما أشْغَلَ باله، كون "عصمت ما زال مُستقلاًّ لم يَنْتَمِ للحزب، فجعله مهموماً كَونَهم لا يتفهمون من الضبط والربط العسكريّ شيئاً وأنّ مُعظمهم لم يؤدّوا الخدمة العسكرية ولم يتدرّبوا أو يُمارسوا الرمي بالأسلحة المتنوّعة سوى ببضع إطلاقات من بنادق الحزب أو مسدّساتهم الشخصيّة من ناحية، وكونهم قد يَرَوْنَ أنفسهم جميعاً حزبيّين وقد تطوّعوا لهذه ((المهمّة القومية غير الإعتياديّة)) فَيَتَعالَوْن على الآخرين من ناحية ثانية… وعلى الرغم من تأييد قائد الفرقة -وهو العسكري المتطرف الذي لا يؤمن سوى بالتقاليد العسكرية نهجاً في الحياة- له بحرارة في هذا الطرح ونقل رأيه الصريح إلى شخص "البكر" وسواه، بأن هؤلاء سيُشكِّلون ((عالَةً)) في هذه المهمّة وأنهم سيكونون بمثابة ضحايا بَخسَةً لا موجب لها، إلاّ أن أعضاء "القيادة القومية" -ومعظم أعضائها غيرعراقيين وقد هربوا من أوطانهم ملتجئين إلى العراق ومتنعّمين برغد العيش على نفقة هذا البلد وشعبه- رأوا ((ضرورة أن يكون لـ"الشباب البعثيّ الصاعد" تجارب في الكفاح المسلّح والنضال من أجل المبادئ والقيم العليا لتحقيق كامل وحدة الأمة العربية وحريتها وإشتراكيّتها ومقارعتها للإستعمار البغيض التي سوف لا تنتهي حتى ينال كلّ شبر من أرض الأجداد إستقلاله الناجز!!!!!؟؟؟؟))… فما أن قرأ "عصمت" تلك العبارات الطَنّانة في متن كتاب رسميّ صادر من "مكتب فلسطين والكفاح المسلح/القيادة القومية"، إستذكر المثل العراقيّ القائل:-((العَرَب وين!!! وطَنْبُورَة وين!!!)).

واصل "عصمت وخالد" وضباطهما الأقدمين تهيئة منتسبيهم لقتال المدن والشوارع والمنازل، والرمي الحقيقيّ بالعتاد الحي بلا حدود بجميع أنواع الأسلحة التي سوف يصطحبونها، وقد فرغنا لهم إحدى العمارات السكنية المهملة لدى كلية القوة الجوية بـ"قاعدة صلاح الدين" للتدريب الإضافي في غُرَفِها ومنافذها على تلك الأمور، مُرَكّزِين على تنمية القابلية البدنية والإقتصاد الصارم في الأعتدة والذخائر وأقصى درجات التحمّل والصبر على الجوع والعطش وعدم الإستحمام المتوقع، وذلك بالتدريب العنيف ومهنة الميدان والرياضة المُجْهِدة، وأسلوب الإركاب بطائرات النقل العسكرية، فيما بوشر بدورة عاجلة وبمنهج طارئ ومكثف لـ"فوج المتطوّعين"، حتى حلّ اليوم الخامس ليتوضّح أمامهم العديد من الأمورالحيوية الآتية:-

1.يرتدي الجميع الملابس المدنية، والتي سيؤمنها معمل الخياطة التابع لوزارة الصناعة، ويصطحبونها معهم من دون أيّة بدلات عسكريّة والتي سيتمّ توفيرها في "لبنان".
2.تتكون "الجماعة المُتقدِّمة" من (20) شخصاً فقط يرأسهم ضابطان، يسافرون بطائرات الخطوط الجوية العراقية إلى "القاهرة"، فيبقى منهم (8) هناك، فيما يواصل الباقون سفرهم إلى مدينة "بنغازي" الليبية.
3.يتولّى "مكتب شؤون المواطنين العرب التابع للقيادة القومية"، بالتنسيق مع "جهاز المخابرات العراقية" تنظيم جوازات سفر مختلفة بأسماء مستعارة لجميع منتسبي اللواء وصولاً إلى مستوى الجنديّ.
4.يتنقّل الجميع بطيران ليلي بالتحليق في مجالات الملاحة المدنية العالمية على متن (9) من طائرات النقل العسكريّة (أوكرايينا AN-12) التابعة للقوة الجوية العراقية، وبـ(3) وجبات بمعدّل وجبة واحدة بين يوم وآخر، وذلك من قاعدة "صلاح الدين الجوية" مباشرة إلى مطار "بَلْبِيس" العسكريّ شماليّ القاهرة ، حيث لا يُسْمَح لأيّ من منتسبي اللواء ترك الطائرة والنزول منها لأيّ سبب كان، حيث تواصل طيرانها فور التزوّد بالوقود إلى مطار "بنغازي" العسكريّ.
5.لقد نَسَّقَتْ وزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة ومديرية الإستخبارات العسكريّة بوزارة الدفاع مع كلّ من الملحق العسكريّ العراقي في "القاهرة" والسلطات المصرية حول "الترانسيت"، وكذلك مع الملحق العسكريّ العراقيّ في العاصمة الليبية "طرابلس" بشأن جميع المتطلّبات الضرورية للواء وكيفيّة إسكانه وتأمين راحته وإكمال آخر نواقصه وتأجير"سفينة حاويات يونانية" لنقل أفراده مُخْتَبِئينَ في "العنابر"، وبمعدّل فوج واحد بالسفرة الواحدة.
6.عند الوصول إلى السواحل الجنوبية من "لبنان"، سيكون بإستقبال القوة ضباط من المخابرات العراقية المرابطين لدى الملحقية العسكرية والسفارة العراقية في "بيروت" ومعهم جماعة ذات خبرات بالشأن اللبناني من مقاتلي "جبهة التحرير العربية" المرتبطة بالقيادة القومية للحزب.
7.يتم شراء السيارات وأية إحتياجات ومستلزمات ضرورية أخرى من الأسواق اللبنانيّة.

ضبط الأمور الماليّة
كان "عصمت" -والشهادة لله- وإستناداً لتزكية كلّ من عرفه عن قرب وصادَقَه، فضلاً عن شجاعته وإنكاره الذات وسموّ أخلاقه وطيب معشره والإبتسامة الدائمة التي لا تفارق مُحَيّاه، زاهد النفس نظيف اليدين يخاف الله ويُحَكِّم الضمير فيما أحلَّه وحَرَّمَه... وكم رأيته مُهْتَمّاً حين حضر موظف من القيادة القومية حاملاً بين يديه حقيبة دبلوماسية كبيرة -شبيهة لما كنّا نشاهده بالأفلام البوليسيّة والجاسوسية والإجراميّة- تحتوي(مليون) دولار أمريكي بأوراقها الخضراء الجديدة الناصعة، حيث لم يجلس بمكتبنا سوى بضع دقائق قبل أن يطلب من "عصمت" التوقيع على وصل الإستلام، موضّحاً أنه على عُجالة من أمره وأنْ لا داعي للعَدّ!!! وقتما تلاقت عينانا بنظرات الذهول، مُتَسائِلَيْن إنْ كان مثل هذا الموظّف البسيط في القيادة القومية يَسْتَخِفّ هكذا بـ((مليون)) دولار من أموال العراق، فما الذي يعمله أعضاء القيادة أنفسهم وكبار موظّفيهم؟؟؟ ولماذا؟؟!!.
وفي حين كان يمكن للعديد أن يستغلّوا هذه ((الفرصة الذهبية)) المُتاحة وهذا المال السائب، ليس في العراق الذي كان ما زال في بعض خُلُوِّه من الفساد الماليّ والإداريّ مشهوداً للعيان في ذلك الوقت، ولكن في "لبنان" المَليئة بالفوضى وإنعدام القانون والمراقبة والتصرّف كل حسب هواه في ظروف تلك الحرب الأهليّة القائمة، وخصوصاً أن "عصمت" يقود لواءً مكلّفاً بـ((مهمّة قوميّة)) خارج البلد وبعيداً عن الأنظار وعن أيّ حسيب أو رقيب على الصرفيّات غير المنظورة بشكل مطلق... ولكن "عصمت" لم يكن من ذلك الطراز الذي يُهمِل ما تنصّ عليه القوانين والتعليمات التي تقضي بضبط الأمور المالية وحساباتها بكل دقّة، وفوق كلّ ذلك ولكي ينأى بنفسه عن المال ويُنَصّبَ شخصه مُراقباً ومُحاسباً فحسب، فقد شَكَّلَ "لجنة خزانة" برئاسة معاونه وعضوية المسؤول الحزبي للواء وقادة الأفواج الثلاثة وضابط الرواتب، والذين أمام ناظريه وتحت إشرافه فَتَحوا سجلاًّ مخطّطاً في اليوم التالي وأمرهم في كتاب التكليف أن يُدرِجوا فيه تفاصيل المصروفات إعتباراً من الوصول إلى أرض "مصر"، وأن يوقّع عليها الجميع في أسفل كل صفحة على حِدَة... وسيُعيد "عصمت" فور عودته بعد (11) شهراً متتالياً ما يزيد عن ثلث ذلك المليون إلى أحد موظفي الدائرة الماليّة بالقيادة القومية مع قوائم بكل التفاصيل مقابل وصل رسميّ فقط، ذلك المبلغ الكبيرالذي سيقذِف به الموظّف مُبتَسِماً في أحد أدراج مكتبه الفخم، ومن دون كلمة شكر!!! ولربما ((إستهزأ)) من عقلية "عصمت" الرجعية.

مؤتمر يحضره كامل الدولة
في صبيحة اليوم الثامن، وقبل يومين من بدء نقل الفوج الأول من اللواء إلى "ليبيا"، حضر في مقر فرقتنا كبار قادة حزب البعث والقوات المسلحة العراقية للإطلاع على أضخم عملية نقل جوّي في تأريخ الجيش العراقيّ وقواته المسلحة ، والتي لم تسبقها سوى عملية نقل الفوج/3 من لواء المشاة/1 بقيادة "المقدم الركن طارق محمود جلال" إلى "مصر" في عهد الرئيس "الفريق عبدالرحمن محمد عارف" قبل أيام معدودات من "حرب حزيران1967".

Aflak.BK.jpg


كان الحضور "ميشيل عفلق، شِبْلي العَيْسَمي، زَيد حيدر، ناصِيف عَوّاد" من القيادة القومية، و"أحمد حسن البكر" و"صدّام حسين" من القيادة القطرية، "الفريق أول الركن عبد الجبار شنشل، اللواء الركن إسماعيل تايه النُعَيْمي" من رئاسة أركان الجيش، "العميد الركن عدنان خيرالله، المقدم نكتل كَشْمُولَة" من المكتب العسكري للحزب، وقادة كلّ من القوة الجوية "اللواء الطيار نعمة الدليمي"، ومديري صنوف التموين والنقل والمُخابرة (الإتصالات/الإشارة) وآمر قاعدة صلاح الدين الجوية، ووجوه سواهم لم أتعرّف عليهم، حيث إفتتح "عفلق" بصوته الواطئ الساعة الأولى من المؤتمر بكلمة ذات صبغة قومية قصيرة عن ضرورة قيادة حزب البعث للأمة العربية من المُحيط إلى الخليج، والتي لم نستوعب -كالعادة- منها شيئاً، تَبعَه "العيسمي" بكلمة أطول لم نفهم منها مقصده، وذلك قبل أن يستدرك "البكر" ليعيد مسيرة الإجتماع إلى غايته الأساس، حين طلب من قائد فرقتنا "العميد الركن طارق توفيق" إيجازاً عمّا وصلت إليه آخر الإستحضارات، داعياً "عصمت" من بعده إلى المنصّة ليُوجِز الخطّة العامة وسط مُداخلات عديدة... ولماذا سيتمركز لأيام عديدة في ميناء "بنغازي" قبل أنْ يمخر البحر؟ وكيف سيتصرّف إذا قاطعته إحدى قطع البحرية الإسرائيلية التي تسيطر على جميع المياه الإقليميّة والسواحل اللبنانية وتـُراقبها على مدار الساعة؟؟ وفي أية نقطة/نقاط سيُنزِل وحداته المقاتلة على الساحل اللبناني؟؟؟ وبأيّ الأساليب سيُديم الإرتباط والإتصالات مع "بغداد"؟؟؟؟ وماهيّة خطته المبدئية لتوزيع أفواجه ونشرها في البر اللبناني؟؟؟؟؟ وما الذي سيُجريه هناك من ترتيبات ميدانيّة على أرض الواقع المرير؟؟؟؟؟؟ وأساليب مُعالَجة المُصابين والجرحى والمرضى والتعامل مع جثامين الشُهداء؟؟؟؟؟؟؟ وكيف سيُديم علاقاته مع المُلحقية العسكرية وضباط المخابرات العراقية والأصدقاء ويتصرف أزاء الخصوم؟؟؟؟؟؟؟؟ ناهيك عن العديد من النقاط ذات الأهمّية البالغة والتي يطول الحديث عنها.
وجّه الرئيس "أحمد حسن البكر"، ومن بعده نائبه "صدّام حسين"، وابلاً من الأسئلة والإستفسارات الواقعية والمُحرجة في صراحتها، ليس لـ"عصمت" فحسب، بل للقادة العسكريين الأقدمين الحاضرين، عن مدى المساعدة التي يُؤْمَل أن يُبدُوها لمعاونة "عصمت" كلّ في مضماره وإختصاصه ومسؤوليّاته، وبالأخصّ قائد القوة الجوية ومُديرَي صنفيّ المُخابرة والتموين والنقل في هذه المهمّة البعيدة التي تفصلها عن العراق دولة عربية ليست على وئام معه، ولا يُتَوَقّع منها -بطبيعة الحال- في المستقبل المنظور أن تسمح بأيّ تعاون عبر أراضيها وأجوائها، فكانت إجاباتهم طَمُوحَة وخياليّة في بعضها وواقعيّة في معظمها.
وبينما إلتزم "القادة القوميّون" الصمت المطبق بشكل نهائي بعد إلقائهما لتلكما الكلمتين المُختصَرتين وكأن مهمّتهم إنتهت بمجرّد إتّخاذ القرار والتمويل من أموال العراق والكلام المُنَمَّق، وأكبرالظَنّ أنهم إنْبَهَروا من تلك التفاصيل التي تشتملها هذه الخطّة المُعَقّدة ودقائق أمورها ومايمكن أنْ تُواجهه هذه القوّة المُرسَلَة من مصاعب ومعاضل لم تدُرْ في أذهانهم من حيث الأساس، أُسْوَةً بمعظم الساذَجين من المدنيّين، وبضمنهم العديد من مثقّفيهم، والذين يعتقدون أنّ العمليّات العسكرية لا تتعدّى في حقيقتها مجرّد حمل الجنديّ لسلاحه وإطلاق مقذوفاته لأغراض القتل والجرح، مُضيفين إليه نظرة العُنْجُهيّة التي يتصرّف بها الضبّاط، ومن دون أنْ يعرفوا ماهيّة الخطوات الصعبة ودقائق الأمور وتفاصيل الخطط العسكريّة التي إنْ لم تُمْسَكْ بجميع نهايات خيوطها السائبة بجدارة ومعرفة وخبرة ومدارك فإنّ مصير القوّة المكلّفة بأيّة مهمّة سيؤول إلى خسائر جسيمة وأخطار محدقة!!! ولكن "صدّام" كان مُنْصِتاً لكل كلمة تَفَوَّهَ بها "عصمت" والقادة العسكريّون، ولم يُداخل إلاّ بأسئلة واقعيّة طيلة ساعات من المناقشة، أظهر بها مدى إستيعابه لدقائق الأمور وعميق إدراكه لأهميتها وخطورتها وما يحتمل أن يُعانيه "عصمت" وضباطه وجنوده من إرهاصات في ذلك البلد، وقد إستمع إليه جميع الحضور.
أما "البكر" فقد أيّد "عصمت" بحرارة عند إختتامه المؤتمر بالساعة الخامسة عصراً بعبارات تبدو أنه لم يُطلِقها لمجرّد كونه ضابطاً قديماً ومُحتَرِفاً فحسب، بل كانت نابعةً من قلبه وعقله:-
((أنظر يا ولدي "عصمت"... دعني أنْ أكون معك وسط هذا الموقف في غاية الصراحة لأوضّح لك:-

1.لقد إنتخبناك من بين العشرات من ضباط صنف القوات الخاصة لثقتنا بك ونظرتنا بأنك الأفضل والأشطر والأشجع والأشهم رغم معرفتنا بعدم إنتمائك لصفوف حزبنا... وفي الوقت الذي شمّرتَ ساعديك لأداء هذه المهمة بأفضل شكل ممكن فقد علمنا أن العديد من الضباط الحزبيين وعدد منهم أعضاء عاملون فيه هرعوا إلى "المكتب العسكري" لإصدار أوامر نقلهم إلى وحدات سوف لا تتحرك تحت إمرتك... وكلـّهم مسجّلون لدينا وسيرون ما سنتخذ من إجراءات بحقهم!!!
2.أننا بالوقت الذي نُساندك بكل ما يُفتَرَض أنْ آتانا الله به ممّا ندّعيه أو نتباهى به من غيرة وهِمّة على جيشنا وأبنائنا، ضباطاً وجنوداً، فلا أقول لك مثلما قال اليهود قولتهم المُعِيْبَة حيال النبيّ "موسى"-عليه السلام-... ولكني أرى موقفك كالذي يُتجابَه مع العدوّ في أمامه ولم يخلف سوى البحر من ورائه، ولذلك قرّرتُ تسمية لوائك هذا ومنذ اللحظة هذه بـ{قوّة طارق بن زياد".
3.أنصحك أنْ لا تسمع كلاماً معسولاً منّي أو من أيّ أحد، ولا تعتمد حتى على وعودي وعهودي بصفتي القائد العام للقوات المسلّحة ووزيراً للدفاع بالوكالة، بل توكّل على الله بإمكاناتك المُتاحة وتدَبِّرْ أمورك بنفسك، فلا شيء مضمون إيصالُه إليك سوى المال الذي لا نستخفّ به، فهو الوطن في الغُرْبة على قول سيّدنا "عليّ" -كرّم الله وجهه-.
4.كلّ إحساسي في هذه اللحظة كما لو كنتُ أودّع إبني "هيثم"... فإذهب في كل خطوة تخطوها مستوراً برعاية العليّ القدير ورحمته، وعُدْ إلينا مع ضباطك وجنودك سالمين موفّقين بإذنه تعالى ورحمته، ولا أضيف شيئاً إلى ما أسلفتُ سوى أننا سنكون جميعاً في وداعكم بعد غدٍ في المطار إن شاء الله... وسنأتي بأفراد عائلتك كي يكونوا معنا في توديعك)).
أدى "عصمت" التحية للرئيس "البكر" وظل بوضع الإستعداد قبل أن يقول:- ((سيدي الرئيس أرجوك أن لا تأمر بجلب عائلتي لتوديعي، ولا تجعلني أختلف في هذا الشأن مع منتسبي لوائي ضباطاً ومراتب، إلاّ إن كان بإستطاعتكم أن يكون أفراد عوائلهم جميعاً في وداعهم... سيدي الرئيس شكراً على حسن ظنكم، وأعدكم أن أبقى على حسن ظنكم)).
ظلت عينا الرئيس "البكر" المغرورقتين بالدموع ناظرتين نحو "عصمت" بإعجاب، فيما غاصت الكلمات في صدره من دون أن يكون بمقدوره إخراجها.
وقد علمتُ بعد فضّ الإجتماع من "عصمت" سبب تَفَرّد "صدام حسين" به في زاوية من قاعة المؤتمر، أنه زوّده ببطاقتين شخصيّتين تحتويان أرقام هواتف لا يَرفع أحد سواه سمّاعتها، وأن "عصمت" في "لبنان" أو أيّ من أفراد عائلته في "بغداد" أو "كركوك" مُخَوّلون طيلة نهار اليوم وليله أن يُهاتفوه وقتما يشاؤون إنْ إحتاجوا إلى أيّ شيء من عنده أو من سواه.

وداع في المطار
لم يَنْسَ "عصمت" أن يُسلّمني مظروفاً مُغْلَقاً يحتوي "وصيّة شخصيّة" مُعّنوَنَة إلى زوجته "السيدة لَمْعان/أُم عُمَر" وإلى طفليه "عُمَر، وعليّ" لأحتفظ به شخصياً ولا أوصله لهم إلاّ إذا تعرض لمكروه.
ووسط حماية مشدّدة حول ساحة وقوف الطائرات في "قاعدة صلاح الدين الجويّة" التي عمّ شبه حُظِرَ للتجوال جميع أنحائها إلاّ للمخوّلين، فقد أضحى المنظر درامياً حين صافح كبار قادة الحزب والدولة (540) ضابطاً وجندياً من الفوج المظلّيّ كانوا وقوفاً بالإستعداد قبل أن يتوجّهوا بنظام المسير ليستقرّ كل (60) ضابط وجنديّ يرتدون الملابس المدنية في متن الطائرة الواحدة، وكان آخرهم "عصمت" الذي تمركز في طائرة قائد "سرب المواصلات"، حتى أقلعت الطائرات التسع مع غروب الشمس.
لم يحضر القادة السياسيّون لتوديع الفوجين الآخرَين مُخَوِّلِين القادة العسكريين بذلك، ذلكما اللذين سيتكامَلان بموجودهما في "بنغازي" باليوم الخامس، حيث ستجري هناك إستحضارات لاحقة للتنقّل بحراً إلى سواحل "لبنان".

أسرار ستبقى طيّ الكتمان والنسيان
بعد توديعنا لـ"عصمت" ووصوله بسلام إلى أرض "لبنان" فقد أمضى (11) شهراً هناك، لم يكن في غضونها يُهاتف زوجته "أم عُمَر" بأفضل الأحوال إلاّ بمعدّل مرة واحدة في كل أسبوع، وإياي وبعض الأصدقاء في كل شهر، وهو يوصينا بأهله وأولاده... ولكننا لم نعرف ماذا واجَهه في مصر وليبيا؟ وكيف ركب البحر، وبأيّ صفة إجتاز العوائق ودخل المياه الإقليميّة اللبنانيّة السائبة ونزل في ساحلها؟ وماذا عانى هناك وما عمل؟؟ وكيف قاد لواءه وقاتل به؟؟ ومع من تَواجَهَ؟؟ ومن كان في الميدان من أصدقاء وأعداء وخصوم وعُمَلاء وتجّار حروب؟؟ وكيف تعامل معهم؟؟ وكم عدد شهداء لوائه وجرحاه؟؟ وكيف تصرّف بهم؟؟ وماذا صرف من المال وكيف دبّرَ أموره؟؟ ومن أين أدام أسلحته وكيف حصل على العتاد، ومِمَّن؟؟ ... وعشرات أخرى من الأسئلة والإستفسارات التي قدّمتُها لشخصه مكتوبةً بصحبة ذلك المغلف -الذي إحتوى وصيته الشخصية التي إحتفظت بها من دون أن أفتحها بالطبع- بين يديه كي أحتفظ بإجاباته بمثابة وثيقة تأريخيّة وسط ملفاتي الشخصيّة التي تعوّدتُ على إحتضانها في أماكن أمينة بمسكني، بل أن "عصمت صابر" لم يُجِبْني عليها حتى شِفاهاً على الرغم من تلك الصداقة الحميمة والثقة العالية التي كانت قائمة بيننا وأسراراً كبيرة تبادلناها منذ كنّا معاً برتبة "ملازم ثانٍ"، إذْ كان يحاول غلق هذا الموضوع مراراً ويترجاني بعدم العودة إليها كونه قد أقسم اليمين على الإحتفاظ بها سرّاً، وحتى خلال جلساتي الإنفرادية معه سواءً بعد عودته في هذه المرّة أو عند رجوعه سالماً للمرة الثانية من مهمّة مُشابهة بلبنان أيضاً عام (1978) إستغرقت (9) أشهر أخرى، بل وحتى بعد إنقضاء (10) سنوات على ذلك التأريخ خلال أسابيع عديدة قضيناها سويّةً ضمن وفدَين رسميّين إلى "الإتحاد السوفييتي و مصر" عام (1986)... إلاّ أنّ إبتسامة عريضة بانت على مُحَيّاه وقتما سألته عن سبب عدم تفتيش أفراد زورق البحريّة الإسرائيليّة لباخرة الشحن اليونانيّة التي أقلـتهم نحو "لبنان"، قبل أنْ يُجيب:-
((وهل تعتقد -يا صبحي- أنّ "إسرائيل" لم تكن على علم تام بكلّ تحرّكاتنا؟؟ ولكن اليهود كانوا مُسْتَأْنِسين بسكب الوقود على النار المُشتعِلة في لبنان مادام العرب يقاتلون بعضهم بعضاً، والصهاينة يتفرّجون عن بعد على بلد يحترق ويُدَمّر على أيدي أبنائه والجوار، ومن دون أنْ يخسروا هُم شيئاً... فهل هناك ما هو أفضل لإسرائيل من هذا الموقف الإستراتيجي؟؟)).
مُنِحَ "عصمت" ((شرف العضوية الكاملة)) بحزب البعث في مبنى "القيادة القومية" ونوط شجاعة واحد، وعلى يد "ميشيل عفلق" بالذات فور عودته من مهمّته الأولى عام (1977)، ولكنه لم يتدرّج في رتبه العسكرية والمناصب إلاّ بشكل إعتياديّ، ووفقاً لإستحقاقاته السَويّة... فقد أُنيطت إليه قيادة "لواء قوات خاصة" وهو برتبة "عقيد ركن" قُبَيْلَ إندلاع الحرب مع "إيران" (1980) وأثناءها لعامين كاملين، ثم "لواء مشاة راجل" فـ"قائداً لقوات منطقة عكاشات"، قبل أن يُعَيّنَه "صدّام حسين" بمرسوم جمهوريّ برتبة "عميد ركن" مديراً/قائداً للقوات الخاصة العراقية (1984)، ويترَفّع إلى رتبة "لواء ركن"، ثم يتسنّم بمرسوم جمهوريّ ثانٍ قيادة فرقة المشاة/4 مُتأخّراً كثيراً عن البعض من زملائه، وقبل أن يصبح "رئيس أركان فيلق" أثناء غزو النظام العراقيّ للجارة "دولة الكويت"...

ولكن هذا الضابط ((الأفضل والأشطر والأشجع والأشهم)) بين جميع ضباط القوات الخاصة العراقية -حسب وصف الرئيس "البكر" في حينه- فإن "صدّام حسين" سـ((يُعدِمُهُ)) وسط قصره الجمهوري من دون محاكمة بعد إنقضاء شهرين على الهزيمة في "الكويت" وإلى جانبه العديد من قادة القوات الخاصّة، وذلك في أحد أيام شهر"رمضان المبارك"الذي وافق(نيسان/آبريل1991) بُعَيْدَ إحساسه بإستقرار الحكم لصالحه وإطمئنانه على بقاء نظامه في "بغداد"، وفي ظلّ ظروف مُبْهَمة وأسباب ما زالت غامضة، ليست على أصدقائه وأقربائه فحسب، بل حتى لزوجته وأولاده من بعده.
وسأعرف قبل ذلك عن طريق "عصمت" وأصدقاء من ضبّاط الإستخبارات العسكريّة والمخابرات العامّة، وأثناء خدمتي في وزارة الدفاع ومواقع أخرى ومن خلال إيفاداتي لدول عديدة لاحقاً، أنّ "القيادة القومية للحزب" قد بعثت - فضلاًعن المساعدات التسليحيّة والمادّية والعَينيّة- قوات خاصّة عراقيّة ومتطوّعين بعثيّين أقلّ عدداً من الذي أُرسِل للبنان، وذلك إلى كلّ من "آريتريا، موريتانيا، الصومال، وصحراء أوغادين"، ولكني سوف لا أطّلع على أيّ من تفاصيلها كونها جرت تحت إشراف مباشر لجهاز المخابرات العامّة أو الإستخبارات العسكريّة، والتي -بطبيعة الحال- لم أعمل فيهما يوماً واحداً... في حين قد أروي للقارئ الكريم ما كُلِّفْتُ به عام (1987) من مهمّة خاصّة وسرّية للغاية في "جمهورية تشاد" بأواسط أفريقيا في نزاعها مع الجمهورية العربيّة الليبيّة.

ولا أنسى بتاتاً، لمّا شاركتُ إخوتي في إيداع رفاة والدتي إلى تلك الحفرة المُهَيَّأة لأجلها في "مقبرة المُصَلّى" بمدينة "كركوك" مساء يوم (2/أيلول/1997) حيث هَمَسَ زوج أختي "د.أميرعسكر قاسم" في أذني:-((لقد ذهَبَت الوالدة إلى دار حقّها وهي تحمل أسرار (76) سنة)).... وهي عبارة ما تزال ترنّ في دماغي كلّما يُتَوَفّى لي صديق أو قريب من مستوى نسبي من "عصمت"، مُتسائلاً مع ذاتي إنْ كانت تلك المرأة الأمّية البسيطة التي لم تتعلّم القراءة والكتابة، ولم تعرف من السياسة والتأريخ شيئاً، ولم تُغادر العراق يوماً، قد دُفِنَتْ مُصطَحِبةً معها أسرارها، فكيف حال من درس وتدرّج وإطّلع وسافر وخاض المئات من تجارب الحياة الخطيرة؟؟!!... وما أزعمه ينطبق على "عصمت" أعظم من سواه من بين أصدقائي الذين فَقَدّتهُم في حياتي، فقد باتت تلك الأسرار الخطيرة طيّ الكتمان، وسيؤول إلى النسيان، وخصوصاً أن "صدام حسين" ونظامه قد إنتهيا بذلك الغزو العنيف والإحتلال التراجيديّ الذي تبعته مآسٍ وسُيُول يومية من الدماء، لم يشهده شعب أو بلد طوال التأريخ، ولغاية اليوم الذي أُسَطّر هذه الجمل يوم (الأحد-17/نيسان/آبريل/2016).

عن موقع الكاردينيا
 
عمل في سلاح الجوّ العراقي وأسقط 4 طائرات صهيونية.. وفاة الطيّار البنغالي “سيف الله الأعظم” أشهر صقور الجو في حرب الأيام الستّة

1592223401692.png


واعد|| أعلنت مصادر بنغالية وفاة الطيار “سيف الله الأعظم” أحد أشهر صقور الجو في حرب الأيام الستة عام 1967 ضد الاحتلال الصهيوني؛ عن عمر ناهز ال ـ80 عامًا في المستشفى العسكري في العاصمة البنغالية داكا، أمس الأحد 14 حزيران/ يونيو 2020م.

وخلّف “سيف الله الأعظم” سيرة عسكرية حافلة وفريدة؛ كونه الطيار الوحيد في العالم الذي أسقط أربع طائرات صهيونية خلال الحرب، فضلاً عن كونه الطيار الوحيد في العالم الذي خدم في بيئة حرب لأربع قوات جوية لدول مختلفة هي: باكستان، وبنغلاديش، والأردن، والعراق.


سيرة وعمل

ولد سيف الله جميل الأعظم أو أعظم أو عزام -حيث تكتب كنيته بصيغ مختلفةـ عام 1941 في مدينة “بابنا” الواقعة أقصى شرقي الهند بمنطقة توجد في بنغلاديش الحالية، وعاشت عائلته في “كالكتا” حتى قرار تقسيم الهند عام 1947، وحينها هاجرت العائلة إلى باكستان التي استكمل فيها تعليمه الأساسي.

والتحق “سيف الله” بعد ذلك بأكاديمية القوات الجوية في باكستان عام 1958 وأصبح طيارًا حربيًا، وتعززت كفاءته القتالية عام 1963 بتلقيه دورة تدريبية في قاعدة جوية بولاية “أريزونا” الأميركية وقد احترف خلالها الطيران بطائرة “إف-86 سابر”، ثم عاد ليطير بنفس الطائرة مع سلاح الجو الباكستاني عام 1963.

صار “سيف الله” مدربًا للطيران في قاعدة “موريبور” الباكستانية عام 1963، ثم شارك في الحرب الباكستانية الهندية عام 1965 ضمن السرب الـ17 الذي نجح في تنفيذ هجمات ضد أهداف هندية، وحاصرته طائرتان هنديتان في الجو ونجح في إسقاط إحداهما والعودة سالمًا لقاعدة “سارجودا” الجوية، لتتم ترقيته بعد الحرب إلى قائد للسرب الثاني في سلاح الجو الباكستاني عام 1966.

سيف الله في العراق

وفي نهاية عام 1966 عين “سيف الله الأعظم” مستشارًا معارًا لسلاح الجو الملكي الأردني، ليجد نفسه في الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967 وجهًا لوجه مع سلاح الجو الصهيوني حين قصفت أربع طائرات حربية قاعدة المفرق الجوية الأردنية، وذلك بعد وقت قصير من تدمير طائرات سلاح الجو المصري في قواعدها الجوية.

وبعد موجة الهجوم الأول المفاجئ استعد الطيارون الأردنيون ومعهم “سيف الله” للمعركة التالية، وتصدى ورفاقه للغارة الثانية وأسقط إحدى الطائرات الصهيونية المغيرة، وأصاب أخرى لم تتمكن من العودة إلى قاعدتها وسقطت داخل الأراضي المحتلة.. ثم وبعد تدمير الطيران الصهيوني عددًا من الطائرات الأردنية بهجوم على قاعدة المفرق الجوية انتقل “سيف الله” إلى سلاح الجو العراقي، حيث لمع اسمه في الأجواء العراقية، وتمكن من إسقاط طائرتين صهيونيتين مغيرتين، ليسجل اسمه في التاريخ العسكري للمنطقة باعتباره أول طيار مقاتل يتمكن من إسقاط أربع طائرات حربية صهيونية في غضون 72 ساعة فقط.


%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81.jpg


شجاعة وتكريم

وقد حصل “سيف الله” على العديد من جوائز الشجاعة من الأردن والعراق وباكستان لمهارته غير العادية وشجاعته في الحرب.. وبعد استقلال باكستان الشرقية (بنغلاديش) عام 1971 عُين “سيف الله” مديرًا لأمن الطيران في سلاح الجو البنغالي، ثم رُقيّ مديرًا للعمليات فيه وقائدًا لقاعدة “داكا” الجوية عام 1977، وتقاعد عام 1980، ثم عين مديرًا لهيئة الطيران المدني البنغالية، ثم انتخب عضوًا في مجلس النوّاب البنغالي بين عامي 1991 و1996، وكرمه الجيش الأميركي عام 2000 بتضمين اسمه في قائمة أفضل 22 طيارًا على قيد الحياة ضمن “قائمة الصقور الأحياء”.

وتؤكد تقارير إعلامية وعسكرية باكستانية أن “سيف الله” لم يكن الطيار الباكستاني الوحيد الذي شارك في معارك جوية في حرب عام 1967، فتذكر أن طيارين آخرين عملوا في مختلف الجبهات العربية أسقطوا مع سيف الله في حرب 1967 ما لا يقل عن عشر طائرات حربية صهيونية في تلك المواجهات العصيبة.

وتفيد تلك التقارير بأن باكستان كان لها وحدة تضم ما لا يقل عن 16 طيارًا خدموا متطوعين في الأردن ومصر وسورية والعراق في حربي 1967 و1973، وتؤكد أن طيارًا باكستانيًا كان يطير بطائرة “ميغ-21” في سورية، وأثناء معركة جوية في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 أسقط طائرة ميراج صهيونية، وفي الجبهة المصرية أسقط طيار باكستاني آخر كان يطير بطائرة “ميغ” مصرية طائرة صهيونية من طراز “إف-4“.

 
عودة
أعلى