أفاميا ضحية الحرب في سوريا

إنضم
4 يونيو 2013
المشاركات
174
التفاعل
144 0 0
images


images


images


أفاميا أو " مدينة الكنز" التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية في الشرق الأوسط تتعرض منذ بدء النزاع في سوريا إلى أبشع عملية نهب وتخريب لم تشهده طيلة تاريخها الذي يتجاوز 2300 عام.

أسسها الملك سلوقس الأول نيكاتور عام 300 ق. م.وسماها باسم زوجته الفارسية أبامه Apame وجعل منها العاصمة الحربية للإمبراطورية. وقد حافظت المدينة على ازدهارها ومكانتها العسكرية عبر تاريخها الطويل وطوال تسعة قرون، إذ كانت قاعدة انطلاق الجيوش السلوقية، كما جرى فيها الكثير من وقائع الحروب الأهلية الرومانية ولعبت دوراً مهماً في الحروب الفارسية الرومانية.

استمر ازدهار المدينة السياسي والتجاري والعمراني والسكاني حتى القرن السادس عندما اجتاح كسرى سورية عام 573م، فدمر المدينة ونهبها، وخضعت المدينة للحكم الساساني ثم حكمها الروم،وفتحها العرب المسلمونعام 640م، إلا أن اهتمامهم بها انصب على حصنها الذي عرف منذ القرن العاشر باسم قلعة المضيق. احتلها الصليبيونثم حررها منهمنور الدين زنكيعام 1149م.

تعرضت أفاميا لعدد كبير من الهزات الأرضية والزلازل وخاصة في القرن السادس وكانت تعود لتنهض من جديد، إلا أن الزلزال الذي ضربها سنة 522هـ/1157م دمر المدينة تماماً بحيث لم يبقَ منها إلا قلعتها التي عاد إليها السكان بعد ترميمها من قبل نور الدين زنكي.

بدأت المدينة بالتقلص على إثر ذلك إلى أن اختفت أهميتها تدريجياً بحيث انطفأ ذكرها في العهد العثمانيولم يبق إلا أطلالها.
عاد الاهتمام بأفاميا في القرن التاسع عشر عندما بدأ الرحالة والمؤرخون والباحثون بزيارتها والبحث في آثار هذه المدينة العظيمة، وجرت أول حفريات منذ 1928 .

يحتوي موقع أفاميا على عدة سويات ترقى إلىالعصور الحجريةوالبرونزية والهلينستية والرومانية ، والبيزنطية والإسلامية. إلا أن منشأها الهيلنستي يطغى على التخطيط الأساسي للمدينة الذي يتخذ الشكل الشطرنجي المعروف لمدن تلك الحقبة مثلإنطاكيا واللاذقيةومن أهم معالمها: السور الذي يعد أساساً للأسوار الرومانية والبيزنطية اللاحقة ويبلغ طوله حوالي سبعة كيلومترات، ومن معالمها المهمة الأخرى الشارع الرئيسي أو الشارع المستقيم وهو من أروع شوارع التاريخ المعماري كله، يبلغ طوله 1850م، محاطاً بأروقة ، ويرجع هذا الشارع للقرن الثاني الميلادي. وما يميزها كمية الفسيفساء الموجودة فيها.

هذا الموقع الأثري تعرض ويتعرض حاليا لضرر كبير بحيث يعتقد العديد من المؤرخين أنه لا يمكن أبدا إصلاح ما حصل. وقد دمرت أفاميا ليس فقط من جراء القصف، بل هناك أيضا أولئك الذين استفادوا من الفوضى عن طريق نهب المدينة القديمة، ونهب كنوزها. الموقع الآن شبه مدمر، أعمدته مكسورة والفسيفساء محطم.



أشار تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" الى ان التراث الأثري في سوريا يختفي قطعة قطعة ويجري تهريبه عبر تركيا ولبنان وبيعه إلى زبائن في مختلف أنحاء العالم، جرّاء الفوضى المدمّرة للحرب الدائرة في البلاد منذ نحو 21 شهراً.

وقالت الصحيفة إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافية (يونيسكو) دقّت ناقوس الخطر جرّاء الأضرار التي لحقت بالمواقع التراثية في سوريا، بما في ذلك المسجد الأموي والسوق المقبب في حلب، والذي احترق قسم كبير منه في القتال الشرس بين المتمردين المسلّحين والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
 
عودة
أعلى