سمع كثيرون عن صاروخ بركان. المقاتلون المعارضون في القصير والقلمون، وبعض مناطق الغوطة، اللبنانيون من أصدقاء ومعارف مقاتلي "حزب الله" في سوريا، وسائل الاعلام المتابعة للحرب السورية... كل هؤلاء سمعوا عن صاروخ سميَّ "بركان". سمعوا انه حسم معركة القصير، وانه ذات قدرة تدميرية كبيرة، وقادر على على حمل كمية كبيرة من المتفجرات، وانه من صناعة روسية وطوره "حزب الله". هذا هو بركان كما عرفه الناس بعد استخدامه في الحرب في سوريا لاول مرّة. فما هي حقيقة الصاروخ كما ترويها مصادر حزبية؟
بدأت قصّة بركان بعد اليوم الاول من معركة مدينة القصير، يومها كانت الخطة العسكرية تشير الى ضرورة قيام الطيران الحربي السوري بغارات مكثفة على المدينة مما يسهّل على عناصر "حزب الله" اقتحام المدينة والسيطرة عليها. سارت الخطة كما هو مقرر إذ وصل عناصر "حزب الله" الى منتصف المدينة، وفجأة توقفت الغارات السورية، عن اهمال او عن قصد، ووقع عناصر الحزب بالمحظور وسقط لهم نحو 30 قتيل. هنا كان لا بدّ من بديل عن الغارات الجوية السورية التي لم تعد مضمونة واذ ان توقفها يؤدي الى خسائر كبيرة للحزب وفشل الخطة العسكرية.
فكرت قيادة الحزب بسرعة فوجدت ان استخدام صواريخ السكود مكلف ولا يمكن استعماله بكثافة، لكن بالمقابل هم بحاجة لصواريخ ذات قدرة تدميرية عالية. بعد تفكير طويل فشلت قيادة الحزب بإيجاد حلّ للموضوع، الا ان احد القادة الميدانيين في الحزب قرر ابتكار صاروخ في لحظة المعركة.
ثبّت "برميل" عن طريق التلحيم بصاروخ "كاتيوشا"، وملأ البرميل بمواد شديدة التفجير، وطوّرت منصات اطلاق خاصة (سهلة الصنع) لشكل الصاروخ الجديد الذي اصبح كالمطرقة.
مدى اطلاق الصاروخ الجديد الذي سميّ "بركان" ليس طويلا، بل لا يتعدى الـ300 م، اذ ان وزن البرميل الذي يحمله الكاتيوشا، يقصّر مداه من 20 كلم، او اذا كان مطوراً من 60 كلم، الى 300 م فقط، اذ يمكن لهذا الصاروخ وفق مصدر من حزب الله ان يحمل اكثر من 700 كلغ من المواد المتفجرة، وهو ذات قدرات تدميرية هائلة جداً.
ويشار الى ان عدد من جرحى الحزب في القصير سقط جرّاء استعمال الصاروخ لمسافات قريبة جداً (100م). ويستمر استعمال الصاروخ بكثافة اكبر في معارك القلمون، ومعارك المدن الاخرى