أقدم ما وصلنا عن قاع البحر المتوسط هو وصف العالم السكندري إراتوسينيس (276- 194 ق.م.)، الذي كان ثالث أمناء مكتبة الإسكندرية في عصرها الذهبي، وقد وصف منطقة من البحر المتوسط تقع على بعد 190 كم شمال دمياط، تعيش فيها أسماك وقشريات مختلفة عن باقي البحر. وفي العصر الحديث تم اكتشاف أن ذلك بسبب وجود أحد أكبر الجبال الغاطسة في العالم في تلك المنطقة بارتفاع 2,000 متر فوق قاع البحر وقمته توجد على عمق 690 متر تحت سطح البحر؛ وفيه أكثر من منفس حار مما خلق منطقة بيئية خاصة. وقد أطلق على الجبل اسم “إراتوستينس” تكريماً للعالم السكندري.
ومن الناحية الجيولوجية فشرق المتوسط هو منطقة ارتطام الصفيحة الأفريقية (من الصفائح المكونة للقشرة الأرضية) بالصفيحة الأناضولية عبر ما يسمى بالحوض المشرقي وقوس قبرص. وتتحرك الصفيحة الأفريقية في اتجاه الشمال الشرقي بسرعة 2.15 سم في السنة على مر 100 مليون سنة الماضية، مما دفع بجبل إراتوستينس الضحل إلى أعماق لجية سحيقة تحت صفيحة قبرص. تلى ذلك تشكل نهر النيل وترسيب طميه في المنطقة المقابلة لساحل مصر، حتى سميت “مروحة النيل” أو “قمع النيل.
وقد بدأ إجراء المسوحات المختلفة لجبل إراتوستينس في 1966 من قبل سفن أبحاث بريطانية بقيادة إمري، ثم أمريكية بقيادة وودسايد (1977-2003)، وروسية بقيادة ليمونوف (1994) وبلغارية بقيادة دميتروڤ (2003). ولا يسعنا إلا ملاحظة أن هناك أكثر 20 ورقة بحثية إسرائيلية عن جيولوجيا المنطقة نشرت بين 1980-1997.
مروحة النيل وجبل إراتوستينس وحدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر (حسب مسافة 200 ميل بحري) ويبدو جلياً فيها أن حقل لفياثان الإسرائيلي يقع معظمه داخلها. وهو أقرب لدمياط منه لحيفا. وتظهر آبار الاستكشاف المصرية كنقاط حمراء.
وفي عام 1977 تم تطوير منصات حفر شبه غاطسة قادرة على العمل على أعماق تصل إلى 1,000 متر، وكانت شركتا شل وبريتش بتروليوم هما رائدتا هذه التكنولوجيا، وكان ذلك مقابل البرازيل وفي خليج المكسيك. وهو ما حفز فريق مشترك من جامعة حيفا وجامعة كلومبيا للقيام بأخد أول جسات عميقة من جبل إراتوستينس بغرض إجراء مسح منهجي لأول مرة لتلك المنطقة – وقام نفس الفريق بمسح مماثل لمنطقة شمال البحر الأحر وهذا موضوع آخر.
منطقة إمتياز شمال شرق المتوسط (نيميد) وفي عامي 1997-1998 قام فريق بحثي مشترك بين جامعة حيفا ومرصد لامونت-دورتي بجامعة كلومبيا بنيويورك، بقيادة الجيولوجي يوسي مرت بأخذ ثلاث جسات عمق كل منها 800 متر تحت قاع البحر في السفح الشمالي لجبل إراتوستينس الغاطس. وقد صاحبهم فريق علماء أحياء بحرية بقيادة الدكتورة بـِلا جليل. وقامت البعثة بالنشر المكثف عن نتائج البعثة في الدوريات الجيولوجية والأحياء البحرية. في عام 1999 أرست الهيئة العامة للبترول المصرية أكبر امتياز تنقيب بحري (41,500 كم²) لشركة رويال دتش شل في شمال شرق البحر المتوسط (نيميد NEMED)، وذلك بالاشتراك مع بتروناس كاريجالي من ماليزيا والشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي. ويمتد الامتياز شمال الدلتا حتى السفح الجنوبي لجبل إراتوستينس.
في فبراير 2003 وقعت قبرص ومصر اتفاقية ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما، حسب حد المنتصف وتضمنت 8 نقاط إحداثية. المثير للعجب هو كيفية التوصل لهذا للترسيم في حين أن كلتا الدولتين لم تكن قد رسمت حدودها مع إسرائيل آنئذ. فأين بدأ الترسيم في الشرق؟ ويزداد العجب لاحقاً حين بدأت إسرائيل في حفر حقل لفياثان في جبل إراتوستينس، شمال دمياط. أي أن في هذه القطاع، فإن مصر لم تعد تجاور قبرص، بل تفصلهما مياه إسرائيلية هي جبل إراتوستينس البحري (الذي كان مصرياً)!
في 2008، أعلنت إسرائيل عن بدء نشرها مجسات متنوّعة في قاع البحر المتوسط، بدعوى كشف أعمال تخريبية أو هجوم قادم من إيران.
في 2009 أعلنت إسرائيل وشركة «نوبل إنرجي» عن اكتشاف حقل «تمار» للغاز في الحوض المشرقي «المتداخل» مع الحدود البحرية الاقتصادية للبنان، قبالة مدينة صور. ويعود الخلاف بين الدولتين الى أن إسرائيل تزعم أن الحدود البحرية يجب أن تكون عمودية على الميل العام للخط الساحلي اللبناني (وهي النقطة 1 في ترسيم الحدود اللبنانية القبرصية). في المقابل، يوجد في لبنان رأيان: الأول هو أن الحدود البحرية ترسم خطاً متعامداً على الخط الساحلي عند رأس الناقورة (النقطة 23 في ترسيم الحدود اللبنانية- القبرصية)، والرأي الثاني هو أن الحدود البحرية تكون امتداداً للحدود البرية، ما يضاعف مساحة النزاع.
وفي 2010، أعلنت شركات «أفنير» و«دلك» (إسرائيليتان) و«نوبل إنرجي»، عن اكتشاف حقل «لفياثان» العملاق للغاز، في جبل إراتوستينس، باحتياطي 16 تريليون قدم مكعبة. وتعترف إسرائيل بأن الحقلين موجودان في مناطق بحرية متنازع عليها، على خلاف الوضع مع حقلي «سارة» و «ميرا». وفي حال استغلال الحقلين الجديدين، تستغني إسرائيل عن الغاز الطبيعي المصري الذي يشكل حاضراً 43 في المئة من الاستهلاك الداخلي في اسرائيل.
وفي 2010، استعارت إسرائيل سفينة الاستكشاف الأميركية «نوتيلس»، لأخذ عينات من إراتوستينس، بغرض استخدام سونار (أداة لكشف الأعماق تعمل بالموجات الصوتية) كبير لمسح أعماق في إسرائيل، وضمنها البحث عن الغاز والنفط. واستكملت «نوتيلس» مسح السفح الجنوبي من إراتوستينس. ثم مسحت المنطقة الممتدة جنوباً حتى سواحل مصر، بل دخلت دلتا النيل، وصورت مياهه وحقوله أيضاً
وفي يناير 2011، خرج الرئيس القبرصي على شعبه مبشّراً بأن بلادهم اكتشفت أحد أكبر احتياطيات الغاز عالمياً، إذ تقدر مبدئياً بقرابة 27 تريليون قدم مكعبة، بقيمة 120 مليار دولار في ما يسمى «بلوك-12» من امتيازات التنقيب القبرصية، والمعطاة لشركة نوبل إنرجي. وقرر الرئيس تسميته حقل «أفروديت». ويقع «بلوك-12» في السفح الجنوبي لإراتوستينس».
وفي 2011، بدأت شركة «نوبل إنرجي الحفر»، لحساب الحكومة القبرصية، في المنطقة نفسها تقريباً، التي تسميها قبرص «بلوك – 12».
في 2011، وصل إلى القاهرة وزير الخارجية اليوناني، للاطمئنان الى التزام مصر باتفاقية ترسيم المنطقة الاقتصادية البحرية مع قبرص. وتردد أنه تلقى تطمينات كافية. لــكن بـــعض الصحف اليونانية أبدت تشكيكها في بقاء اتفاقية ترسيم الحدود القبرصية- المصرية الموقعة في 2003، في ضوء الترسيم اللاحق لحدود إسرائيل مع قبرص في 2010، الذي يجعل المياه الإسرائيلية حاجزاً بين مصر وقبرص في المنطقة شمال دمياط. خريطة توضح التقسيرات المختلفة للحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية؛ كما توضح الحدود البحرية المرسمة بين لبنان وقبرص في 2007. ويقع حقل تمار للغاز الإسرائيلي في منطقة النزاع الموضحة بالأزرق
في 2011، قامت البوارج التركية بقصف الشريط الضيق (كيلومتران) بين حقلي «أفروديت» القبرصي و«لفياثان» الإسرائيلي، على بعد 190 كيلومتراً شمال دمياط. وتقدّمت قبرص بشكوى للأمم المتحدة عما وصفته بـ «ديبلوماسية البوارج». وفي أواخر العام نفسه، ألغت إسرائيل صفقة قيمتها 90 مليون دولار لتزويد سلاح الجو التركي بنظام استطلاع ورؤية متقدمين.
المناطق الاقتصادية الخالصة في شرق البحر المتوسط حسب الحكومة اليونانية. وتوضح الخريطة أن الحدود القبرصية مع كل من مصر وإسرائيل لم تستقر بعد، بالرغم من ترسيمها.
الخاتمة
أولاً: معاودة التنقيب لحفظ حقوق مصر
أصبح من الضروري أن تعاود مصر بأقصى سرعة ممكنة عمليات التنقيب والحفر في امتياز شمال شرق البحر المتوسط (نيميد)، كما عرّفتها في امتياز نيميد عام 1999. مع بذل قدر كبير من المشاركة والرقابة على سير التنقيب والانتاج. وإذا كانت هناك شركات ترفض التنقيب لأي سبب، فمن المؤكد أن هناك شركات أخرى تود التعاون، فالكعكعة كبيرة ويسيل لها لعاب الكثير من شركات التنقيب. معاودة ترسيم الحدود البحرية مع قبرص. وكذلك ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، كما لفتت النظر إلى إجراءات تطبيق (إنفاذ) تلك الحدود والإجراءات المتبعة لفرض السيادة والتبعية (بالترتيب)، ومنها ما هو عسكري، ومنها ما هو مدني، مثل تنظيم رحلات غواصات نزهة وغطس سكوبا إلى منطقة جبل إراتوستينس الغاطس. لمشاهدة الأحياء المائية الفريدة.
ثانياً: ضرورة ترسيم حدود مصر بالتفصيل
مروحة النيل وجبل إراتوستينس وحدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر (حسب مسافة 200 ميل بحري) ويبدو جلياً فيها أن حقل لفياثان الإسرائيلي يقع معظمه داخلها. وهو أقرب لدمياط منه لحيفا. وتظهر آبار الاستكشاف المصرية كنقاط حمراء. فهلا نشرت مصر احداثيات نقاط ترسيم الحدود مع مختلف الدول، أسوة بجميع دول العالم. فمضار عدم النشر أكثر بكثير من حجبها.
إسرائيل: ينبغي ترسيم الحدود البحرية وخصوصاً في جبل إراتوستينس.
قبرص: إعادة ترسيم الحدود البحرية.
السعودية: يجب توضيح ملكية جزيرتي تيران وصنافير. وترسيم الحدود الاقتصادية الخالصة بين مصر والسعودية، خاصة بعد أن بدأ ت السعودية في استدراج شركات وهيئات بحثية أمريكية في اجراء مسوح سيزمية لقاع البحر الأحمر.
ليبيا: ترسيم الحدود البحرية وتفسير عدم كونها خط مستقيم، وتفسير الانحناء الكبير في ما ترسمه الجهات الأجنبية لتلك الحدود لصالح ليبيا.
السودان: حلايب وشلاتين
تركيا واليونان: الحدود الاقتصادية الخالصة المقابلة للساحل الشمالي من الإسكندرية للسلوم.
بريطانيا: يجب ترسيم الحدود الاقتصادية الخالصة مع منطقة أكروتيري وذكليا، المستعمرة البريطانية الملاصقة لمينائي ليماسول وفماگوستا القبرصيين. وسيكون لها أثر كبير على شكل الحدود المصرية مع كل من قبرص وإسرائيل. جمهورية شمال قبرص التركية: يجب التلويح بترسيم الحدود معها حيثما أمكن، وذلك كورقة ضغط على قبرص. ويمكن تحصيل ثمن لذلك من تركيا.
ثالثاً: المشاركة الشعبية
يجب عمل مشروع بحث جامعي ذي صفة طلابية يقوم فيه طلاب كليات الهندسة المختلفة بعمل مشاريع تصميم وتصنيع مئات المجسات الرخيصة في قاع المنطقة الاقتصادية الخالصة بواسطة السفن الدراسية للأكاديمية البحرية العربية. ويصحبه مشاريع للأحياء والجيولوجيا البحرية. المشروع لن يتكلف ما يتكلفه مسلسل تلفزيوني رمضاني!!!
رابعاً: التمسك بالحق الجزائي لمصر لدى شركات النفط المنسحبة
ومن الناحية الجيولوجية فشرق المتوسط هو منطقة ارتطام الصفيحة الأفريقية (من الصفائح المكونة للقشرة الأرضية) بالصفيحة الأناضولية عبر ما يسمى بالحوض المشرقي وقوس قبرص. وتتحرك الصفيحة الأفريقية في اتجاه الشمال الشرقي بسرعة 2.15 سم في السنة على مر 100 مليون سنة الماضية، مما دفع بجبل إراتوستينس الضحل إلى أعماق لجية سحيقة تحت صفيحة قبرص. تلى ذلك تشكل نهر النيل وترسيب طميه في المنطقة المقابلة لساحل مصر، حتى سميت “مروحة النيل” أو “قمع النيل.
وقد بدأ إجراء المسوحات المختلفة لجبل إراتوستينس في 1966 من قبل سفن أبحاث بريطانية بقيادة إمري، ثم أمريكية بقيادة وودسايد (1977-2003)، وروسية بقيادة ليمونوف (1994) وبلغارية بقيادة دميتروڤ (2003). ولا يسعنا إلا ملاحظة أن هناك أكثر 20 ورقة بحثية إسرائيلية عن جيولوجيا المنطقة نشرت بين 1980-1997.
مروحة النيل وجبل إراتوستينس وحدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر (حسب مسافة 200 ميل بحري) ويبدو جلياً فيها أن حقل لفياثان الإسرائيلي يقع معظمه داخلها. وهو أقرب لدمياط منه لحيفا. وتظهر آبار الاستكشاف المصرية كنقاط حمراء.
وفي عام 1977 تم تطوير منصات حفر شبه غاطسة قادرة على العمل على أعماق تصل إلى 1,000 متر، وكانت شركتا شل وبريتش بتروليوم هما رائدتا هذه التكنولوجيا، وكان ذلك مقابل البرازيل وفي خليج المكسيك. وهو ما حفز فريق مشترك من جامعة حيفا وجامعة كلومبيا للقيام بأخد أول جسات عميقة من جبل إراتوستينس بغرض إجراء مسح منهجي لأول مرة لتلك المنطقة – وقام نفس الفريق بمسح مماثل لمنطقة شمال البحر الأحر وهذا موضوع آخر.
منطقة إمتياز شمال شرق المتوسط (نيميد) وفي عامي 1997-1998 قام فريق بحثي مشترك بين جامعة حيفا ومرصد لامونت-دورتي بجامعة كلومبيا بنيويورك، بقيادة الجيولوجي يوسي مرت بأخذ ثلاث جسات عمق كل منها 800 متر تحت قاع البحر في السفح الشمالي لجبل إراتوستينس الغاطس. وقد صاحبهم فريق علماء أحياء بحرية بقيادة الدكتورة بـِلا جليل. وقامت البعثة بالنشر المكثف عن نتائج البعثة في الدوريات الجيولوجية والأحياء البحرية. في عام 1999 أرست الهيئة العامة للبترول المصرية أكبر امتياز تنقيب بحري (41,500 كم²) لشركة رويال دتش شل في شمال شرق البحر المتوسط (نيميد NEMED)، وذلك بالاشتراك مع بتروناس كاريجالي من ماليزيا والشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي. ويمتد الامتياز شمال الدلتا حتى السفح الجنوبي لجبل إراتوستينس.
في فبراير 2003 وقعت قبرص ومصر اتفاقية ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما، حسب حد المنتصف وتضمنت 8 نقاط إحداثية. المثير للعجب هو كيفية التوصل لهذا للترسيم في حين أن كلتا الدولتين لم تكن قد رسمت حدودها مع إسرائيل آنئذ. فأين بدأ الترسيم في الشرق؟ ويزداد العجب لاحقاً حين بدأت إسرائيل في حفر حقل لفياثان في جبل إراتوستينس، شمال دمياط. أي أن في هذه القطاع، فإن مصر لم تعد تجاور قبرص، بل تفصلهما مياه إسرائيلية هي جبل إراتوستينس البحري (الذي كان مصرياً)!
سفينة الاستكشاف الأمريكية نوتيلس
في 2008، أعلنت إسرائيل عن بدء نشرها مجسات متنوّعة في قاع البحر المتوسط، بدعوى كشف أعمال تخريبية أو هجوم قادم من إيران.
في 2009 أعلنت إسرائيل وشركة «نوبل إنرجي» عن اكتشاف حقل «تمار» للغاز في الحوض المشرقي «المتداخل» مع الحدود البحرية الاقتصادية للبنان، قبالة مدينة صور. ويعود الخلاف بين الدولتين الى أن إسرائيل تزعم أن الحدود البحرية يجب أن تكون عمودية على الميل العام للخط الساحلي اللبناني (وهي النقطة 1 في ترسيم الحدود اللبنانية القبرصية). في المقابل، يوجد في لبنان رأيان: الأول هو أن الحدود البحرية ترسم خطاً متعامداً على الخط الساحلي عند رأس الناقورة (النقطة 23 في ترسيم الحدود اللبنانية- القبرصية)، والرأي الثاني هو أن الحدود البحرية تكون امتداداً للحدود البرية، ما يضاعف مساحة النزاع.
وفي 2010، أعلنت شركات «أفنير» و«دلك» (إسرائيليتان) و«نوبل إنرجي»، عن اكتشاف حقل «لفياثان» العملاق للغاز، في جبل إراتوستينس، باحتياطي 16 تريليون قدم مكعبة. وتعترف إسرائيل بأن الحقلين موجودان في مناطق بحرية متنازع عليها، على خلاف الوضع مع حقلي «سارة» و «ميرا». وفي حال استغلال الحقلين الجديدين، تستغني إسرائيل عن الغاز الطبيعي المصري الذي يشكل حاضراً 43 في المئة من الاستهلاك الداخلي في اسرائيل.
وفي 2010، استعارت إسرائيل سفينة الاستكشاف الأميركية «نوتيلس»، لأخذ عينات من إراتوستينس، بغرض استخدام سونار (أداة لكشف الأعماق تعمل بالموجات الصوتية) كبير لمسح أعماق في إسرائيل، وضمنها البحث عن الغاز والنفط. واستكملت «نوتيلس» مسح السفح الجنوبي من إراتوستينس. ثم مسحت المنطقة الممتدة جنوباً حتى سواحل مصر، بل دخلت دلتا النيل، وصورت مياهه وحقوله أيضاً
وفي يناير 2011، خرج الرئيس القبرصي على شعبه مبشّراً بأن بلادهم اكتشفت أحد أكبر احتياطيات الغاز عالمياً، إذ تقدر مبدئياً بقرابة 27 تريليون قدم مكعبة، بقيمة 120 مليار دولار في ما يسمى «بلوك-12» من امتيازات التنقيب القبرصية، والمعطاة لشركة نوبل إنرجي. وقرر الرئيس تسميته حقل «أفروديت». ويقع «بلوك-12» في السفح الجنوبي لإراتوستينس».
وفي 2011، بدأت شركة «نوبل إنرجي الحفر»، لحساب الحكومة القبرصية، في المنطقة نفسها تقريباً، التي تسميها قبرص «بلوك – 12».
في 2011، وصل إلى القاهرة وزير الخارجية اليوناني، للاطمئنان الى التزام مصر باتفاقية ترسيم المنطقة الاقتصادية البحرية مع قبرص. وتردد أنه تلقى تطمينات كافية. لــكن بـــعض الصحف اليونانية أبدت تشكيكها في بقاء اتفاقية ترسيم الحدود القبرصية- المصرية الموقعة في 2003، في ضوء الترسيم اللاحق لحدود إسرائيل مع قبرص في 2010، الذي يجعل المياه الإسرائيلية حاجزاً بين مصر وقبرص في المنطقة شمال دمياط. خريطة توضح التقسيرات المختلفة للحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية؛ كما توضح الحدود البحرية المرسمة بين لبنان وقبرص في 2007. ويقع حقل تمار للغاز الإسرائيلي في منطقة النزاع الموضحة بالأزرق
في 2011، قامت البوارج التركية بقصف الشريط الضيق (كيلومتران) بين حقلي «أفروديت» القبرصي و«لفياثان» الإسرائيلي، على بعد 190 كيلومتراً شمال دمياط. وتقدّمت قبرص بشكوى للأمم المتحدة عما وصفته بـ «ديبلوماسية البوارج». وفي أواخر العام نفسه، ألغت إسرائيل صفقة قيمتها 90 مليون دولار لتزويد سلاح الجو التركي بنظام استطلاع ورؤية متقدمين.
المناطق الاقتصادية الخالصة في شرق البحر المتوسط حسب الحكومة اليونانية. وتوضح الخريطة أن الحدود القبرصية مع كل من مصر وإسرائيل لم تستقر بعد، بالرغم من ترسيمها.
الخاتمة
أولاً: معاودة التنقيب لحفظ حقوق مصر
أصبح من الضروري أن تعاود مصر بأقصى سرعة ممكنة عمليات التنقيب والحفر في امتياز شمال شرق البحر المتوسط (نيميد)، كما عرّفتها في امتياز نيميد عام 1999. مع بذل قدر كبير من المشاركة والرقابة على سير التنقيب والانتاج. وإذا كانت هناك شركات ترفض التنقيب لأي سبب، فمن المؤكد أن هناك شركات أخرى تود التعاون، فالكعكعة كبيرة ويسيل لها لعاب الكثير من شركات التنقيب. معاودة ترسيم الحدود البحرية مع قبرص. وكذلك ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، كما لفتت النظر إلى إجراءات تطبيق (إنفاذ) تلك الحدود والإجراءات المتبعة لفرض السيادة والتبعية (بالترتيب)، ومنها ما هو عسكري، ومنها ما هو مدني، مثل تنظيم رحلات غواصات نزهة وغطس سكوبا إلى منطقة جبل إراتوستينس الغاطس. لمشاهدة الأحياء المائية الفريدة.
ثانياً: ضرورة ترسيم حدود مصر بالتفصيل
مروحة النيل وجبل إراتوستينس وحدود المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر (حسب مسافة 200 ميل بحري) ويبدو جلياً فيها أن حقل لفياثان الإسرائيلي يقع معظمه داخلها. وهو أقرب لدمياط منه لحيفا. وتظهر آبار الاستكشاف المصرية كنقاط حمراء. فهلا نشرت مصر احداثيات نقاط ترسيم الحدود مع مختلف الدول، أسوة بجميع دول العالم. فمضار عدم النشر أكثر بكثير من حجبها.
إسرائيل: ينبغي ترسيم الحدود البحرية وخصوصاً في جبل إراتوستينس.
قبرص: إعادة ترسيم الحدود البحرية.
السعودية: يجب توضيح ملكية جزيرتي تيران وصنافير. وترسيم الحدود الاقتصادية الخالصة بين مصر والسعودية، خاصة بعد أن بدأ ت السعودية في استدراج شركات وهيئات بحثية أمريكية في اجراء مسوح سيزمية لقاع البحر الأحمر.
ليبيا: ترسيم الحدود البحرية وتفسير عدم كونها خط مستقيم، وتفسير الانحناء الكبير في ما ترسمه الجهات الأجنبية لتلك الحدود لصالح ليبيا.
السودان: حلايب وشلاتين
تركيا واليونان: الحدود الاقتصادية الخالصة المقابلة للساحل الشمالي من الإسكندرية للسلوم.
بريطانيا: يجب ترسيم الحدود الاقتصادية الخالصة مع منطقة أكروتيري وذكليا، المستعمرة البريطانية الملاصقة لمينائي ليماسول وفماگوستا القبرصيين. وسيكون لها أثر كبير على شكل الحدود المصرية مع كل من قبرص وإسرائيل. جمهورية شمال قبرص التركية: يجب التلويح بترسيم الحدود معها حيثما أمكن، وذلك كورقة ضغط على قبرص. ويمكن تحصيل ثمن لذلك من تركيا.
ثالثاً: المشاركة الشعبية
يجب عمل مشروع بحث جامعي ذي صفة طلابية يقوم فيه طلاب كليات الهندسة المختلفة بعمل مشاريع تصميم وتصنيع مئات المجسات الرخيصة في قاع المنطقة الاقتصادية الخالصة بواسطة السفن الدراسية للأكاديمية البحرية العربية. ويصحبه مشاريع للأحياء والجيولوجيا البحرية. المشروع لن يتكلف ما يتكلفه مسلسل تلفزيوني رمضاني!!!
رابعاً: التمسك بالحق الجزائي لمصر لدى شركات النفط المنسحبة
و هذه بعض ردود الافعال لهذا المقال لبلال فضل، عمود بوكس، جريدة الشروق قد اثار هذا المقال ضجة في الخارج وهو لدكتور نايل الشافعي خبير اتّصالات مصري مقيم في نيويورك ، ورفضت الصحف المصرية نشرة حتي الان فلماذا !!!