خبراء عسكريون:عملية القسام في زيكيم تذكّر الشعب الفلسطيني بـ"دلال المغربي"..غزة مصنع الرجال
تاريخ النشر : 2014-07-11
رام الله -خاص دنيا الوطن - اياد العبادلة
هاجم مقاومين فلسطينيين قاعدة زكيم العسكرية البحرية التابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي واستطاع المقاومين الفلسطينية اجتياز مسافة 12 كيلومتر للوصول اليها سباحة عبر البحر من خلال فرقة "كوماندوز" مدربة على اعلى التقنيات واقتحامها والاشتباك مع جنود جيش الاحتلال في القاعدة واستشهاد المقاومين وسط تعتيم اعلامي اسرائيلي على العملية . فكيف استطاع المقاومين الفلسطينيين اختراق الحدود الامنية الاسرائيلية واقتحام القاعدة العسكرية ؟ وهل سباحتهم للمسافة الطويلة انهكتهم وقللت من احتمال تنفيذ هدفهم بالكامل ؟ وما هو وجهة المقارنة بين عملية زكيم وعملية دلال المغربي؟
وحول استطاعة المقاومين الفلسطينيين سباحة المسافة الطويلة من قطاع غزة الى قاعدة زكيم ووصولهم للقاعدة واختراقها بأمان أكد المحلل العسكري اللواء د واصف عريقات أن الكوماندوز الذي اقتحم القاعدة العسكرية قطع اكثر من المسافة المحددة والتي تبلغ 12 كيلومتر ,ونوه الى انها قد تكون ضعف المسافة لاحتياطات امنية تجنبا لاجهزة الرادار والوسائل التقنية واجهزة المراقبة الاخرى .
واضاف: أي كانت العملية هم بالتالي استطاعوا الوصول الهدف بنجاح فاق كل القدرات الدفاعية والامنية الاسرائيلية وسط تكتيم اعلامي اسرائيلي عن العملية .
واشار الى ان عملية الوصول كانت ناجحة بكل المقاييس بحسب ما تناقلته وسائل الاعلام الاسرائيلية ونجاحها يدل على ان وحدة "الكوماندوز" التي اخترقت القاعدة مدربة على اعلى التقنيات التي مكنتها من اختراق الحصون العسكرية الاسرائيلية والاشتباك مع جنود جيش الاحتلال داخل القاعدة ,مشيرا الى انه ربما يكون هناك خسائر جسيمة في صفوف الجيش الاسرائيلي واسرائيل لم تعلن عنها لاسباب امنية.
ووصف عريقات عملية زكيم بالناجحة جدا بدرجة امتياز ,واشار الى ان هناك شجاعة في اتخاذ القرار خصوصا ان قطاع غزة محاصر .
واضاف: ان يخرج منه المحاصرين ليحاصروا جنود الاحتلال في ثكناتهم العسكرية هو بمثابة رسالة قوية من المقاومة الفلسطينية لجيش الاحتلال الاسرائيلي وتعتبر رسالة من اكبر الرسائل التي ترفع من معنويات المقاومين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني في كل مكان بحيث أصبح كل جندي اسرائيلي في الثكنات العسكرية المحيطة بغزة مهدد بالقتل او الاسر او الاختطاف وهذا يهبط من معنويات جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي .
وقدم شرح تفصيلي عن وحدة "الكوماندوز" ,مشيرا الى انها مدربة على اعلى المستويات وان الوحدة خاضت تدريبات شاملة ومتواصلة ومستمرة لفترة طويلة ,بحيث اختبرت "وحدة الكومانوز" قبل الاقدام على العملية على مسافات طويلة واداء ميداني متميز وجيد ,بالاضافة الى اختبارهم على مهارة الميدان وانهم خضعوا لتدريبات شاملة ولمدة طويلة وفي دورات متعاقبة والا لما تمكنوا من الوصول للقاعدة والاشتباك مع جنود جيش الاحتلال.
وبالاشارة الى وجه المقارنة بينها وبين عملية دلال المغربي أكد المحلل العسكري اللواء د واصف عريقات ان كلاهما عمليات نوعية مع الفارق في الزمان والمكان لكلا العمليتين واللتان استغرقتا ساعات طويلة.
واتفق اللواء عبد الاله الاتيرة مع اللواء عريقات حيث اكّد ان غزة مصنع الرجال , فأبو جهاد الذي خطط لعملية ديمونا من غزة ومنفذو عملية دلال غالبيتهم من غزة .
واشار الاتيرة ان اسرائيل لم تتوقع ان يكون هناك اشخاص بهذا التدريب العالي للغاية في غزة , ولم تتوقع ان تتلقى ضربة امنية من خلال ضفادع بشرية تخرج من غزة .
اما اللواء واصف عريقات فاشار الى ان عملية دلال المغربي خاضت ساعات طويلة في البحر ثم انتقلوا الى الشاطيء وسيطروا على باص واشتبكوا مع "باراك" ومجموعته.
ونوه الى ان مجموعة دلال المغربي كان عددها اكبر والمسافة اطول والهدف ابعد ودخلوا الى العمق الاسرائيلي وكان هناك امكانية لمواجهتم بشكل مكثف واسرع وبامكانيات اكبر .
وأكد ان عملية زكيم تشابه فعلا عملية ايلات من حيث روعة الاداء ودقة الاختيار للهدف والقدرة على على اقتحام الموقع ,منوها الى انه موقع محدود ومعروف في الزمان والمكان ومحدد ,مسشيرا الى ان من ذهب الى هذا المكان يعلم تماما انه ذهب شهيد.
ونوه الى ان لمجموعتين "دلال المغربي" و "كوماندوز القسام" ذهبوا وهم يعلمون انهم ذاهبون لمواجهة مصير محتوم بالقتل وانه من الصعب البقاء على قيد الحياة خوفا من ان ينفضح الامن الاسرائيلي.
واتفق اللواء الاتيرة مع اللواء عريقات حيث اكد ان العنصر البشري في العمليتين هدفه واحد , وهو دحر الاحتلال الاسرائيلي وهم يتعاملون بناء على هذا الاساس وخرجوا وهم يعرفون انهم سيستشهدون على ثرى الوطن.
يشار الى ان المقاومة الفلسطينية استخدمت اساليب جديدة في مقاومة الاحتلال وخرجت من موقع الدفاع الى موقع الهجوم على الثكنات العسكرية المحيطة بقطاع غزة لفتح عدة جبهات تربك جيش الاحتلال الاسرائيلي وتوصل رسالة واضحة للجندي الاسرائيلي بأنه غير آمن في قلاعه الحصينة كما كان يعتقد.