إسرائيل تحتج والفلسطينيون يرحبون بأعتراف السويد بدولتهم
استدعت إسرائيل سفيرها في ستوكهولم للتشاور احتجاجا على قرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين، في حين لقي القرار ترحيبا من جهات فلسطينية عديدة وأخرى عربية، واعتبروه قرارا تاريخيا وشجاعا وخطوة إيجابية تعكس احترام المملكة لحق الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هذا الأمر يثير فعلا استياءنا وانزعاجنا حيال قرار لا طائل منه، لا يساهم في إمكان العودة إلى المفاوضات".
وأضاف المتحدث أنه تم استدعاء السفير إسحق بشمان الذي يتولى منصبه منذ العام 2012 لفترة غير محددة.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي
أفيغدور ليبرمان في بيان أصدره مكتبه إن هذا القرار السويدي لن يساعد في تسوية الصراع مع الفلسطينيين، وتحدث عن وضع معقد في المنطقة.
وأضاف أن قرار الحكومة السويدية الاعتراف بدولة فلسطينية "مؤسف ومن شأنه فقط تعزيز العناصر المتطرفة وسياسة الرفض لدى الفلسطينيين". وكانت الحكومة الإسرائيلية قد انتقدت أيضا بشدة التصويت الذي جرى في مجلس العموم البريطاني.
وقد أعلنت السويد اعترافها بدولة فلسطين، وقالت وزيرة الخارجية السويدية إن اعتراف بلادها بدولة فلسطين سوف يساوي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في المفاوضات، ويدعم جهود تحقيق السلام عبر العالم.
فالستروم: السويد سوف تصاحب قرار الاعتراف بدولة فلسطين بخطوات وإجراءات عملية لتقديم الدعم لها(الجزيرة)
وقالت مارغوت فالستروم "نحن نود أن يتم التوصل إلى عالم يسوده السلام، لذا لا نريد أن نعود إلى الخلف بل نمضي إلى الأمام حتى نؤثر على عملية السلام في الشرق الأوسط. وعليه فإن اعترافنا بالدولة الفلسطينية يساوي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في المفاوضات".
وقالت المسؤولة السويدية في مقابلة سابقة مع الجزيرة إن السويد سوف تصاحب قرار الاعتراف بدولة فلسطين بخطوات وإجراءات عملية لتقديم الدعم لدولة فلسطين من أجل تمكينها من تلبية احتياجات الدولة الجديدة.
فرح وترحيب
في المقابل عبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في لقاء مع نظيره المالطي، عن سعادة الشعب الفلسطيني بالقرار السويدي الذي وصفه بالشجاع والصادق، وقال إن القرار يعطي دفعة سياسية جديدة لعملية السلام.
أما حركة المقاومة الإسلامية (
حماس) فقد وصفت القرار بأنه خطوة إيجابية على طريق دعم عدالة القضية الفلسطينية، وأضافت أن قرار السويد يتطلب مزيداً من الخطوات الدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقد وصف الرئيس الفلسطيني
محمود عباس في وقت سابق اعتراف السويد بدولة فلسطين بأنه قرار تاريخي، وأضاف بيان من الرئاسة أن "الرئيس يؤكد أن هذا الاعتراف يشكل موقفا تاريخيا متقدما سجلته المملكة الصديقة في مسيرة علاقات الصداقة الثنائية مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وانسجمت في هذا الاعتراف مع مبادئها وقيمها وأخلاقها السامية والملتزمة بالقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقرارات الشرعية الدولية".
كما اعتبره الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة رسالة إلى إسرائيل وممارساتها واحتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية.
ترحيب عربي
من جهتها، رحبت مصر بقرار السويد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واصفة إياه بـ"التاريخي والخطوة الهامة".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان إن "ما أعلنته وزيرة خارجية السويد باعتراف حكومة بلادها بالدولة الفلسطينية، يعتبر قراراً تاريخياً هاماً باعتبار أن السويد تعد أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تتخذ مثل هذه الخطوة الهامة".
البرلمان العربي يعتبر قرار السويد خطوة مهمة نحو تمكين وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره (الجزيرة)
بدوره، أشاد رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بالقرار السويدي، واعتبره "خطوة هامة نحو تمكين وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
وقال الجروان في بيان صدر اليوم الخميس، إنه "يأمل أن يكون قرار الحكومة السويدية بداية لسلسلة من القرارات التي تصدر عن باقي الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية".
ويحمل اعتراف السويد بدولة فلسطين أهمية كبيرة لكونه صادرا عن دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وإن كانت هناك دول من الاتحاد تعترف بدولة فلسطين، كالمجر وبولندا وسلوفاكيا، إلا أنها أعلنت اعترافها بها قبل انضمامها للاتحاد الأوروبي.
ويأتي القرار بعد أقل من أسبوعين من تصويت مجلس العموم البريطاني بأغلبية كاسحة على مذكرة تدعو الحكومة إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
وتعارض دول أوروبية بشدة سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتقد الاتحاد الأوروبي مرارا بناء أو توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
ويعتبر اعتراف حكومة يسار الوسط السويدية بدولة فلسطين أول اعتراف من نوعه من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي رغم الضغوط الإسرائيلية والأميركية التي مورست عليها.
وكانت واشنطن قد ردت على إعلان الحكومة السويدية في وقت سابق من هذا الشهر عزمها الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "سابق لأوانه". وتتذرع الولايات المتحدة بأن أي اعتراف رسمي لدولة فلسطين يؤثر سلبا على المساعي الدولية للتوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية.