تاريخ النشر : 2014-08-15
تابع صفحة الكاتب على الفيس بوك
بقلم : عبدالله عيسى
تطور قاموس الشتائم العربية منذ الثمانينات بعد اتهامات العمالة لكل دول العالم إلى التشكيك بعروبة رئيس دولة ما بأنه من أصول غير عربية أو من أصول يهودية وتنسج الروايات وتنشر هنا وهناك بان الرئيس العربي الفلاني من أصول يهودية والنكتة أن هذا الرئيس أو الزعيم قد يكون من اشد أعداء اليهود وإسرائيل ومع هذا تستمر بعض وسائل الإعلام بشتم الزعيم او الرئيس باعتباره يهوديا تسلل إلى حكم تلك الدولة العربية .. الإعلامي الشتام لم يقلق إسرائيل قيد أنملة بينما الزعيم أو الرئيس المتهم بأصوله اليهودية لاتنام إسرائيل تحسبا لخطره عليها .
القصة لا تقتصر على إعلامي مثل توفيق عكاشة الذي اتهم كل شعب غزة بان أصولهم غير عربية فقد جلس في قمة عربية بالرباط رئيس عربي في اجتماع مغلق للزعماء العرب بحضور صدام حسين في الثمانينات والقي محاضرة طويلة عريضة عن صدام حسين فقط لا غير .. وقال الرئيس حرفيا :" ليعلم الأخوة الرؤساء والملوك العرب أن صدام حسين ليس عربيا .. وأصوله تعود الى الأكراد وهو يخفي أصوله عن كل الناس فهو من قرية كذا الكردية ونشا كذا وهاجر كذا إلى تكريت ".
صدام بلع كل الاهانات وهذا للتاريخ وقال :" سأذهب معك الى ابعد من هذا لنفترض ان أصولي ليست عربية " وأنا لست كذلك فأصولي عربية "ولكني الآن عربي ادافع عن العراق ضد الغزو الإيراني غير العربي .. حاسبني على أفعالي ولا تحاسبني على أصولي .. لماذا لا تقف معنا وأنت العربي ضد إيران في الحرب ".
بعد زيارة السادات إلى القدس فتح ملف من هو العربي وحتى أن السادات تحت ضغط قطع العلاقات العربية المصرية تجرد من العروبة واخذ يتحدث عن نفسه كأخر الفراعنة .
ووجدت بعض وسائل الإعلام العربية قصة تتحدث بها فحاولوا إثبات بكل الوسائل ان السادات ليس عربيا بل وصل الأمر للشعب المصري العربي الأصيل .. هذه هي المهاترات الإعلامية الفارغة .
هنالك تاريخ لا استطيع ان أغيره ولا يستطيع احد أن يغيره وقصة عروبة العرب لاشك فيها لكل الأشقاء العرب وأصول كل الشعوب العربية معروفة وكلها او معظمها تاريخيا جاءت من اليمن والجزيرة العربية وتاريخ فلسطين ومنها غزة معروف تاريخيا وتفاصيلها تحتاج إلى مجلد وليس مقال ولكن ساذكر بعض العناوين لااكثر ومن أراد ان يستزيد هنالك مراجع موثقة لما أقوله فأصول الكنعانيين " الفلسطينيين حاليا " تعود الى تسميات مختلفة منها العماليق او العمالقة وهم الجبارين الذين كان يتحدث عنهم أبو عمار كثيرا ويصفهم بشعب الجبارين كما وصفهم القران الكرام بقولة تعالى :" إن فيها قوما جبارين ".
عند اليهود معتقدات توراتية راسخة لا يحيدون عنها حتى الان والأمر يصل للمفاوضات ايضا وعندما جرى اتفاق أوسلو اقترح الإسرائيليون الانسحاب من منطقتين فقط هما غزة وأريحا أولا .. والسبب ان اليهود يعتدقون ان أريحا نذير شؤم لهم ورغم احتلالهم لأريحا لم تبنى أي مستوطنة بها نظرا لمعتقداتهم بان نبوخذ نصر دمر دولتهم في أريحا قبل 70 عاما من الميلاد . وفي غزة دمرت دولتهم والتي كان بها شمشوم الجبار والذي هدم المعبد بيديه بعد ان أراد الزواج من فتاة فلسطينية اسمها دليلة فعرفت ان قوته بشعر رأسه فقصت شعر رأسه وهو نائم وانتظر حتى نبت شعره مجددا وهدم المعبد وقال علي وعلى أعدائي .
الكنعانيون حكموا المنطقة من البحرين في شمال الجزيرة العربية مرورا بالعراق وسوريا ولبنان ومصر وفلسطين قبل ان يتقلص حكمهم والعائلة التي حكمت مصر هي الهكسوس وهم الكنعنايون لأسرتين الخامسةعشرة والسادسة عشرة لحوالي 250 عاما وقد ورد ذكرهم في القران كملوك ولم يذكرهم كفراعنة ابدا وجاء ذكر قصتهم في تفاصيل قصة النبي يوسف الكنعاني .. وكيف عين عزيزا لمصر لان الهكسوس هم أصلا كنعانيون مثل يوسف والنبي يعقوب وفي القران الكريم دائما :" أيها الملك " ولم يذكر الفرعون كمما هو الحال في قصة نبي الله موسى :" اذهب الى فرعون انه طغى ".
وفي قصة النبي يوسف قال تعالى :" قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين * قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ".
حمل الكنعانيون " الفلسطينيون " تسميات مختلفة منها العماليق او العمالقة والهكسوس والفينيقيين والخ .
وكان الهكسوس في مصر موحدين يعبدون إلها واحدا بعكس الفراعنة الذين رفضوا دعوة النبي موسي للتوحيد .
هذا كله تاريخ نقراه لنعرف تاريخنا القديم والحديث ولكن ان ياتي توفيق عكاشة يشتم المقاومة هو حر في ذلك ويحرض إسرائيل ضد غزة والمقاومة هي وجهة نظر فأصبحنا حقيقة في مرحلة " التعاون مع إسرائيل وجهة نظر " يهين شعب غزة هذا رأيه وأخلاقه التي تسمح بذلك اما أن يزعم ا ناهل غزة ليسوا عربا الذين بمقاومتهم رفعوا رؤوس العرب عاليا إلى عنان السماء فهذه كبيرة وتحتاج ان نتوقف عندها قليلا بهذا المقال.
الكنعانيون تكلموا اللغة العربية في مرحلة مبكرة من التاريخ القديم وتأخروا في الكتابة نظر لانهم كانوا مقاتلين أشداء هزموا كل من حاربهم وأقاموا في يثرب بالجزيرة العربية ضمن دول عربية عديدة من البحرين وصولا إلى مصر .
وعدما جاء الإسلام تغيرت الخريطة كلها فجمع الإسلام كل العرب تحت راية واحدة وبلغة القران كما جمع كل المسلمين في العالم تحت راية الإسلام وتحددت خريطة العالم العربي التي نراها الآن ولم نزعم أن إيران أصلهم من العرب او أفغانستان او باكستان او الأندلس .. من كان عربيا فهو عربي ومن كان من غير العرب من المسلمين لم تغير بطاقة هويته وبقيت خانة القومية على حاله الإيراني أيراني والباكستاني باكستاني والعربي عربي .
الشعب المصري هو شعب عربي أصيل لاشك في ذلك أبدا مهما قال عكاشة والشعب السوري كذلك وشعوب الجزيرة واليمن هم أصل العرب وبلاد الرسالة والوحي والقران العربي .
وعندما يزعم عكاشة ا ن اهل غزة ليسوا عربا فلأي قومية ينسب انتصار المقاومة بغزة ؟!
هل يريدنا أن نقول ا ن اهل غزة أصلهم اتراك أو من الفرس ونقول نعم انتصرت المقاومة بغزة لان أصولهم تركية او فارسية مثلا ولو كانوا عربا لما انتصروا .. أظن أن هذه رسالة عكاشة التي يريد توصيلها لكل العرب لإحباط فرحة العرب بانتصار المقاومة بغزة . . وليكرس حالة الإحباط والعجز على مستوى العرب .