بوتفليقة يحضِّر لإحالة “توفيق” على التقاعد الخميس 06 فيفري 2014

الجنرال حسين بن حديد، مستشار وزير الدفاع زروال سابقا، لـ”الخبر” “توفيق ذئب شرس يستعصي على ڤايد صالح وبوتفليقة ترويضه”



    • الرئيس وحاشيته يخافون من المحاسبة لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم بحوزة الـ”دي أر أس”



    • بوتفليقة عيّن صالح نائبا لوزير الدفاع لاستفزاز توفيق



    • تنحية توفيق ستزرع الفوضى في الجيش وبوتفليقة يدرك هذا جيدا
    • الهجومات التي مصدرها الرئاسة لا حدث بالنسبة للمخابرات
يهاجم الجنرال حسين بن حديد قائد الناحية العسكرية الثالثة ومستشار وزير الدفاع اليمين زروال سابقا، بشدة، الفريق ڤايد صالح رئيس أركان الجيش، فيقول عنه إنه “عديم المصداقية ولا وزن له في الجيش”. ويدافع باستماتة كبيرة عن الجنرال “توفيق” ويقول إن جهاز المخابرات “هو الخصم اللدود” للرئيس بوتفليقة وشقيقه السعيد. ويبحر بن حديد عميقا في الصراع الجاري بين الرئاسة والمخابرات أثناء مقابلة مثيرة مع “الخبر” جرت في بيته بأعالي العاصمة.




    • ما قراءتك للصراع الجاري حاليا بين جماعة الرئيس وجهاز المخابرات؟
المخابرات هيئة جزء من مؤسسة الجيش، وإن كنت لا أريد التحدث عن الأشخاص، وإنما أقول إنه كان صعبا على الرئاسة أن تواجه بشكل مباشر هذا الجهاز، لأن الرئيس عاجز عن القيام بذلك، فوظف أساليب أخرى من بينها سعداني. أقصد أن حاشية الرئيس، وشقيقه بالتحديد، عملت على إضعاف جهاز المخابرات. ولكنهم يرتكبون خطأ جسيما، لأن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وبذلك هو يضعف نفسه.




    • أنت مقتنع إذن أن الهجوم الذي تعرض له “توفيق” وجهازه، مصدره الرئيس بوتفليقة؟
الرئيس مريض ولا يقوى على المواجهة، بل هو ربما عاجز حتى عن التفكير، ولكن أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمهاجمة الـ”دي أر أس”. الجيش هو الدرع الواقي للجزائر، وإذا تم إضعافه، فلن تقوم للجزائر قائمة. إذن ما ارتكبه سعداني هو بمثابة خيانة.




    • هل هي خيانة إذن من جانب الرئاسة، مادام سعداني مدفوعا من حاشية الرئيس كما تقول؟
نعم هي خيانة من حاشية الرئيس، أما بوتفليقة فلا أعتقد أنه يملك القدرات البدنية والفكرية التي تمكّنه من المناورة والمواجهة، ولكن حاشيته تتلاعب بمصير الجزائر.



    • من هم أفراد هذه الحاشية؟
أخطر من فيها شقيقه السعيد.

الفساد أصبح شاملا ويمس كل المؤسسات، وحاشية الرئيس متورطة فيه وتسعى بكل الطرق إلى تجنّب المحاسبة. فالمسألة هي حياة أو موت بالنسبة لها، وتجنب المحاسبة يكون باستمرار بوتفليقة في الحكم خمس سنوات أخرى.



    • لماذا تسعى الرئاسة إلى إضعاف المخابرات برأيك؟
السبب الأول هو فتح الطريق للعهدة الرابعة، ويتم حتما عبر محاولة استهداف الخصوم. والسبب الثاني هو محاولة حاشية الرئيس أن تحمي نفسها من الملاحقة. فالفساد أصبح شاملا ويمس كل المؤسسات، وحاشية الرئيس متورطة فيه وتسعى بكل الطرق إلى تجنّب المحاسبة. فالمسألة هي حياة أو موت بالنسبة لها، وتجنب المحاسبة يكون باستمرار بوتفليقة في الحكم خمس سنوات أخرى. وبعد مرور هذه المدة سيبحثون عن حلول أخرى، ولكن المشكلة التي يواجهونها هي أن تولي الرئيس عهدة رابعة، أمر مستحيل. فإذا أراد الترشح سيكون مضطرا لخوض الحملة الانتخابية بالوكالة، وسيكون مضطرا لتأدية القسم بعد فوزه، الذي سيكون أكيدا بحكم سيطرته على حزب الإدارة، فكيف سيتعامل مع وضع كهذا؟.. هو عاجز عن الكلام وعن الوقوف.. فكيف سيتخطى هذه العقبات؟ ستكون فضيحة للجزائر وللجزائريين لو ترشح وهو في هذه الحالة. ناقشت هذا الموضوع مع جماعة من الأصدقاء، فرجّحوا أن يلجأ بوتفليقة إلى طريق ما لتجاوز هذا المأزق، لكني مقتنع أن لا وجود لحيلة، فهو مجبر على أداء اليمين الدستورية، بينما صحته لا تسمح له بممارسة هذا النشاط. وفي اعتقادي، بوتفليقة ليس متحمسا كثيرا للاستمرار في الحكم، وإنما حاشيته هي من تمارس عليه ضغوطا ليترشح.
هناك طرح آخر مفاده أن الصراع الذي يجري ليس بخصوص العهدة الرابعة، وإنما لرغبة الرئيس في فرض شخص يستخلفه في الحكم، بينما يرفض جهاز المخابرات هذا الخيار..
قد يدور في خلد الرئيس اسم شخص لخلافته، يضمن له ولحاشيته تجنب المحاسبة في المستقبل. غير أن تجسيد هذا السيناريو غير ممكن في بلادنا، ولكني أظل مقتنعا بأن حاشيته هي من تضغط لفرض هذا الخيار.




    • هل تعتقد بأن جهاز المخابرات يرفض عهدة رابعة للرئيس، أم أن وقوفه على الحياد هو ما يقلق الرئيس وحاشيته؟
لا أظن أن المخابرات العسكرية تتدخل في خيارات الانتخابات الرئاسية، بمفهوم حسم النتيجة لصالح مترشح، بينما قد يكون لها رأي كأن تبلّغ الرئيس بأنه من مصلحة البلاد أن ينسحب ويرحل عن الحكم.




    • هل ترجّح هذا الطرح، بمعنى أن يكون “توفيق” دعا الرئيس إلى الرحيل في هدوء، مما أثار حفيظة جماعة الرئاسة، فهاجمت قائد الـ”دي أر أس”؟
ربما. لكن أصرّ على القول إن المخابرات لا يمكنها ولا حتى في أن تفكّر في إجبار الرئيس على الاكتفاء بثلاث عهدات، وإنما قد تقول له من الأفضل عدم الاستمرار في الحكم لمصلحة البلاد. والأكيد أن الرئيس وأفراد حاشيته متخوفون من المحاسبة، وسيحاسبون لا محالة حتى بعد 10 سنوات.

السعيد هو المسيّر الفعلي في البلاد، وخصمه اللدود هو المخابرات.أليس هو شقيق الرئيس؟ ألا يسيّر كل شيء بالهاتف؟ الجميع خاضع ومنبطح له، الوزراء والولاة وحتى الشرطة، ما عدا الجيش، ولكن يستثنى من الجيش ڤايد صالح الموالي للرئيس.




    • أجرى رئيس الجمهورية تغييرات في الجيش والمخابرات في سبتمبر الماضي، هل كانت عاكسة لصراع بين الطرفين؟
لا تغييرات ولا هم يحزنون، فمصلحة أمن الجيش كانت ومنذ زمن تابعة لقيادة الأركان. أما في فترة رئاسة لكحل عياط للمخابرات العسكرية، فكانت تحت إشراف الاستعلام والأمن، ثم ألحقها خالد نزار بقيادة الأركان عندما تولى هذا المنصب. ما فعله بوتفليقة ليس شيئا جديدا، ثم إن ضباط المخابرات منسجمون ولا يمكن زرع الفرقة بينهم.
الرئيس نزع سلاحا قويا كان في بين يدي الجنرال “توفيق”، هو مصلحة الشرطة القضائية التي تمسك بملفات فساد ثقيلة..
هذا الإجراء لا يعني شيئا مادامت الملفات لازالت بين أيدي ضباط هذه المصلحة.. عندهم كل الملفات. واسمح لي أن أعود إلى كلام عمار سعداني عن وجود عقداء الـ«دي أر اس” في الهيئات، فحتى لا ينخدع الرأي العام أقول إن الأمن موجود في كل المؤسسات، سواء ممثلا في عقيد أو ضابط أقل منه في الرتبة، فقاصدي مرباح (قائد المخابرات العسكرية في الثمانينات) كان يشغّل لحساب جهازه مبلّغين وأعوانا وليس ضباطا. وهؤلاء الأعوان كانوا منتشرين حتى في المقاهي، بمعنى أن جهاز الأمن متغلغل في كل المؤسسات وفي كل مكان، وليس شرطا أن يؤدي هذا الدور ضابط برتبة عقيد كما يستشف من حديث سعداني، بل المبلّغ والعون يقوم بالمهمة أفضل من العقيد.



    • إذن أنت ترى أن تلك التغييرات ليست عاكسة لصراع بين الرئيس والمخابرات؟
الرئيس يحاول أن يضعف جهاز الأمن العسكري، ولن يتمكن من تنفيذ مخططه. الرئيس ومحيطه يخافون من المحاسبة، لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم موجودة في هذا الجهاز. ملفات تتحدث عن نهب 37 مليار دولار، وملفات أخرى تتضمن تحويل 12 مليار دولار وقضايا أخرى كثيرة.
لو كان الجهاز القضائي مستقلا و العدالة قائما لا يهم اكان توفيق ذئبا او ابريق و هذا ينطبق على غيره من المسؤولين و الموظفين السامين من ارتكب جرما يسلط عليه العقاب المناسب و فقط ثم كيف لرئيس عاجز جملة و تفصيلا ان يتخذ هذه القرارات و . . . الخ مع الاسف سيناريو سيئ الاخراج
 
عودة
أعلى