رسالة ملك المغول هولاكو خان حفيد جنكيز خان التَهديدية إلى سُلطان مِصر المُظفر سَيف الدين قُطز عام 658 هـ بعد إجتياح جُيوش المغول مَدينة دِمشق و عزمها على الزَحف نحو مِصر :
من مَلك المُلوك شَرقاً و غَرباً القان الأعظم ، باسمك اللهم باسط الأرض و رافع السَماء ، يَعلم المَلك المُظفر قُطز الذي هو من جِنس المَماليك الذين هَربوا من سُيوفنا إلى هذا الإقليم يَتنعمون بأنعامه و يَقتلون مَن كان بسُلطانه بعد ذلك ، يَعلم المُظفر قُطز و سائر أُمراء دَولته و أهل مَملكته بالديار المِصرية و ما حولها مِن الأعمال أنا نَحنُ جُند الله في أرضه ، خُلقنا من سَخطه و سُلطنا على مَن أحَل عَليه غَضبِه ، فلكم بجميع البلِاد مُعتبر ، و عن عزمنا مُزدجر ، فاتعظوا بغيركم و أسلموا الينا أمركُم ، قَبل أن يَنكشف الغِطاء فَتندموا و يَعود عَليكم الخطأ ، فَنحنُ ما نَرحم من بَكى و لا نَرق لمَن شَكى ، و قَد سَمِعتم أننا قَد فَتحنا البلِاد ، و طَهرنا الأرض مِن الفَساد و قَتلنا مُعظم العِباد ، فَعليكم بالهَرب و عَلينا الطَلب ، فأي أرض تأويكم و أي طريق تنجيكم و أي بلاد تَحميكم ، فما من سُيوفنا خَلاص ، و لا مِن مَهابتنا مَناص ، فخُيولنا سوابق و سِهامنا خَوارق و سُيوفنا صَواعق و قُلوبنا كالجبال و عَددنا كالرِمال ، فالحصون لدينا لا تُمنع و العَساكر لقِتالنا لا تَنفع ، و دُعاؤكم عَلينا لا يُسمع ، فانكم أكلتُم الحَرام و لا تَعفون عِند الكلام و خُنتم العُهود و الايمان ، و فَشا فِيكُم العُقوق و العِصيان ، فأبشروا بالمذلة والهوان " فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "
فَمن طَلب حَربنا نَدم ، و مَن قَصد أماننا سَلم ، فإن أنتُم لشَرطنا و لأمرنا أطعتُم فَلكم ما لنا و عليكم ما علينا ، و إن خالفتم هَلكتم ، فلا تُهلكوا نفوسكم بأيديكم ، فَقد حَذر مَن أنذر ، و قَد ثبَت عِندكم أن نحنُ الكَفرة و قَد ثَبت عِندنا أنكم الفَجرة ، و قَد سَلطنا عَليكُم مَن له الأمور المُقدرة و الأحكام المُدبرة ، فَكثيركم عِندنا قليل و عَزيزكم عِندنا ذَليل ، و بغَير الأهانة ما لملوككم عِندنا سَبيل ، فلا تُطيلوا الخطاب و أسرعوا برَد الجواب ، قَبل أن تُضرم الحربُ نارها و تَرمي نَحوكم شرارها ، فلا تَجدون مِنا جَاهاً و لا عِزا ً، و لا كافياَ و لا حرازاً ، و تَدهون مِنا بأعظم داهية ، و تُصبح بِلادكم مِنكُم خَالية ، فَقد أنصفناكُم إذ راسلناكُم ، و أيقظناكُم إذ حذرناكُم ، فما بَقي لنا مَقصد سِواكم ، و السَلام عَلينا و عَليكم و عَلى من أطاع الهُدى و خَشي عواقب الردى و أطاع الملك الأعلى .
ألا قُل لمِصر ها هُلاونُ قد أتى بِحد سُيوف تَنتضى و بواتر
يَصيــر أعـز القوم مِنها أذلة و يلحق أطفـالاً لهم بالأكـــابر
و كان رد سَيف الدين قُطز على هذه الرسالة هو تَوسيط رُسل المغول ثُم تَعليق رؤوسهم على بَاب زويلة و إعلان الحَرب .
تَقي الدين المقريزي | السُلوك لمعرفة دول الملوك " ج 2 / ق 2 - ص 427 : 429 "
أبو العباس القَلقشندي | صُبح الأعشى " ج 8 - ص 63 & 64 "
من مَلك المُلوك شَرقاً و غَرباً القان الأعظم ، باسمك اللهم باسط الأرض و رافع السَماء ، يَعلم المَلك المُظفر قُطز الذي هو من جِنس المَماليك الذين هَربوا من سُيوفنا إلى هذا الإقليم يَتنعمون بأنعامه و يَقتلون مَن كان بسُلطانه بعد ذلك ، يَعلم المُظفر قُطز و سائر أُمراء دَولته و أهل مَملكته بالديار المِصرية و ما حولها مِن الأعمال أنا نَحنُ جُند الله في أرضه ، خُلقنا من سَخطه و سُلطنا على مَن أحَل عَليه غَضبِه ، فلكم بجميع البلِاد مُعتبر ، و عن عزمنا مُزدجر ، فاتعظوا بغيركم و أسلموا الينا أمركُم ، قَبل أن يَنكشف الغِطاء فَتندموا و يَعود عَليكم الخطأ ، فَنحنُ ما نَرحم من بَكى و لا نَرق لمَن شَكى ، و قَد سَمِعتم أننا قَد فَتحنا البلِاد ، و طَهرنا الأرض مِن الفَساد و قَتلنا مُعظم العِباد ، فَعليكم بالهَرب و عَلينا الطَلب ، فأي أرض تأويكم و أي طريق تنجيكم و أي بلاد تَحميكم ، فما من سُيوفنا خَلاص ، و لا مِن مَهابتنا مَناص ، فخُيولنا سوابق و سِهامنا خَوارق و سُيوفنا صَواعق و قُلوبنا كالجبال و عَددنا كالرِمال ، فالحصون لدينا لا تُمنع و العَساكر لقِتالنا لا تَنفع ، و دُعاؤكم عَلينا لا يُسمع ، فانكم أكلتُم الحَرام و لا تَعفون عِند الكلام و خُنتم العُهود و الايمان ، و فَشا فِيكُم العُقوق و العِصيان ، فأبشروا بالمذلة والهوان " فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "
فَمن طَلب حَربنا نَدم ، و مَن قَصد أماننا سَلم ، فإن أنتُم لشَرطنا و لأمرنا أطعتُم فَلكم ما لنا و عليكم ما علينا ، و إن خالفتم هَلكتم ، فلا تُهلكوا نفوسكم بأيديكم ، فَقد حَذر مَن أنذر ، و قَد ثبَت عِندكم أن نحنُ الكَفرة و قَد ثَبت عِندنا أنكم الفَجرة ، و قَد سَلطنا عَليكُم مَن له الأمور المُقدرة و الأحكام المُدبرة ، فَكثيركم عِندنا قليل و عَزيزكم عِندنا ذَليل ، و بغَير الأهانة ما لملوككم عِندنا سَبيل ، فلا تُطيلوا الخطاب و أسرعوا برَد الجواب ، قَبل أن تُضرم الحربُ نارها و تَرمي نَحوكم شرارها ، فلا تَجدون مِنا جَاهاً و لا عِزا ً، و لا كافياَ و لا حرازاً ، و تَدهون مِنا بأعظم داهية ، و تُصبح بِلادكم مِنكُم خَالية ، فَقد أنصفناكُم إذ راسلناكُم ، و أيقظناكُم إذ حذرناكُم ، فما بَقي لنا مَقصد سِواكم ، و السَلام عَلينا و عَليكم و عَلى من أطاع الهُدى و خَشي عواقب الردى و أطاع الملك الأعلى .
ألا قُل لمِصر ها هُلاونُ قد أتى بِحد سُيوف تَنتضى و بواتر
يَصيــر أعـز القوم مِنها أذلة و يلحق أطفـالاً لهم بالأكـــابر
و كان رد سَيف الدين قُطز على هذه الرسالة هو تَوسيط رُسل المغول ثُم تَعليق رؤوسهم على بَاب زويلة و إعلان الحَرب .
تَقي الدين المقريزي | السُلوك لمعرفة دول الملوك " ج 2 / ق 2 - ص 427 : 429 "
أبو العباس القَلقشندي | صُبح الأعشى " ج 8 - ص 63 & 64 "