الجيل الجديد من الصواريخ

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
1420_1066_s.jpg
ساد قول في خمسينات القرن الماضي ان الصواريخ هي الاسلحة الجديدة التي قد تجعل من الموجودات الدفاعية والهجومية اعتدة قديمة. لم يتم الامر بالسرعة المنتظرة وعلى امتداد النصف الثاني من القرن الماضي وضع مصنعوا الصواريخ التقدم الثابت في دمج التقدم الحاصل على مستوى تكنولوجيات الاشعة تحت الحمراء والرادار والتشهيب بالاضافة الى الهيكل الجوي المعزز بشكل كبير، والدفع، والتوجيه، والاستهداف المتعدد، كل ذلك وضع الصواريخ من الجيل الجديد في المقدمة، لعمليات الدفاع والهجوم، والتي غيرت فعلا اللعبة في القرن الحادي والعشرين.
ليس من جدل حول الواقع وهو ان طبيعة الحرب الحديثة قد غير كل ما كان معلوما وراسخا منذ عقدين. وقد تكون حربا الخليج في العراق آخر الحروب التي تخاض على هذا النطاق مع استخدام فرق مدرعة متجمعة تتضمن المئات من دبابات القتال الرئيسية التي يزج بها في حرب مفتوحة تقليدية، وتقاتل مباشرة. اما اليوم، فمع توفر الملاحة الدقيقة والاسلحة التي تساعدها الاقمار الاصطناعية، يعني ان الاستهداف بات دقيقا للغاية، وان المعركة تحتاج لمنصات اسلحة باعداد اقل بكثير على الارض او في الجو لتوجيه ضربات قاضية لعدو معين من الاهداف، وان الصواريخ ونظم رمايتها المتطورة الان باتت مفتاح النجاح. اما في ما يتعلق بساحة المعركة المدمجة المستقبلية فهي فقد تستخدم الآن، وتربح الحروب او تتم خسارتها ليس من خلال اللاعب الذي يملك الطائرات النفاثة الاسرع او الدبابات الاكبر، لكن من الطرف الذي يملك البيئة التحتية المثلى للقيادة والسيطرة والتحكم. وبالتالي دراية افضل عن الوضع الميداني.
واذا استخدمت نظم الصواريخ المتقدمة مجتمعة مع المنصات الحديثة ووحدات السطح المجهزة باتصالات استعلام ومراقبة واستطلاع مشبكة، يمكن حينئذ تكوين، قوة مستقبلية قادرة متكيفة وسريعة الرد. ولان تلك الوسائل الجديدة تتطلب قوة بشرية اقل بكثير بفضل المستويات العالية من الاتمتة والصيانة القليلة فان الاقتصاد في كلفة التشغيل على المدى الطويل كبير للغاية، مما يسمح باستثمار اكثر في التدريب المتخصص والبنية التحتية الدفاعية المجهزة بكشل افضل للاستفادة من الاداء العالي الذي توفره الاسلحة والتجهيزات الحديثة. تتطلب هذه المقارنة التحولية قفزة هامة من حيث التفكير الابتكاري، والثقة في امتلاك اسلحة جديدة جدا، كما ان استبدال الاسلحة القديمة بنماذج احدث لم يعد الوسيلة الاسلم لتأمين الامن المستقبلي ضد اعداء محتملين يمكن ان يكونوا مجهزين بشكل جيد جدا، او محضرين للقتال وفق اساليب غير تقليدية.

يتضمن الجيل الجديد من الصواريخ التي تظهر في الغرب وفي اي مكان آخر، يتضمن الدروس المستخلصة من النزاعات الماضية بالاضافة الى تكنولوجيا محسنة. في حين تبقى القدرة على التحمل عاملا اساسيا في سوق عالي المنافسة، تصمم الصواريخ الاحدث باحجام صغيرة ولتحمل وتطلق من قواذف متعددة برا، بحرا وجوا. يتم بناؤها لتكون جاهزة للاطلاق عند ادخالها في المنصة، وتم توريدها معبأة في حاويات، مراقبة بيئيا لا تحتاج اجمالا الى الصيانة او التجارب لسنوات. تم تخفيض التحضير المسبق لها قبل الاطلاق الى الحد الادنى، بحيث يمكن للقادة ان يثقوا بانه عندما يتطلب الوضع عملا فوريا، تطلق الصواريخ بنسبة كبيرة من احتمال اصابة اهدافها من الطلقة الاولى. وفي السنوات الاخيرة زادت معدلات تدمير الاهداف من الطلقة الاولى بشكل دراماتيكي لتصل الى ٩٩% في ما يخص الصواريخ الاحدث. يتم هذا الامر نتيجة للاجراءات المضادة المدمجة (Counter - Counter meassure) الافضل التي يمكنها التغلب على اكثرية الخدائع الالكترونية والنارية، علما ان ميزان الحسنات بين الصواريخ والاجراءات الدفاعية. يتأرجح في اتجاه وآخر باستمرار لان الموردين يبحثون بشكل دائم في هذا الصدد عن السبل الآيلة الى التغلب على النظم المواجهة. تتمتع الصواريخ الاحدث بمستوى عال من الاستقلالية المدمجة وهي تعتبر بالتالي، حقيقة، من الاسلحة التي تصنف في فئة اطلق وانسى، القادرة على الاطباق على الاهداف والاستمرار في تعقبها بعد الاطلاق حتى في بيئة الكترونية معادية.
تأتي التهديدات الاكبر في ساحة المعركة اللاتناسقية اليوم من الصواريخ المقتربة والاسلحة الدقيقة، في حين ان التهديد ضد السفن ومنصات مصادر الطاقة يتراوح بين الصواريخ التي تطلق من بعد آمن والاعداد الضخمة من مراكب القراصنة، السريعة والخفيفة المسلحة بقذائف صاروخية قصيرة المدى ورشاشات ثقيلة. يجهز العديد من السفن الحربية المتوسطة الحجم المعاصرة، مثل الفرقاطات او سفن الدورية الساحلية، بصواريخ تتغلب على الطائرات المعادية المقتربة وبعض الصواريخ، لكن قد تظهر فجوات او نواقص في التغطية التي تؤمنها الاسلحة الدفاعية في ما يخص التعامل مع هجمات القراصنة.
تعد الصواريخ الكبيرة المضادة للسفن باهظة الثمن وغير ملائمة لمعالجة القوارب الصغيرة والسريعة، وبالاضافة فان المدافع البحرية الخفيفة والرشاشات قد تفتقر الى المدى الذي يسمح لها بتدمير دفعات القوارب المهاجمة قبل ان تطلق تلك الاخيرة قذائفها الصاروخية وصواريخها القصيرة المدى الهجومية، ولمواجهة هذه الثغرة الدفاعية، اجرت MBDA تجارب رماية لسلاح هام جديد، وهو CWSP Brimstone المعتمد على صاروخ Brimstone العالي النجاح، المصمم اساسا لمهاجمة الاهداف المنضوية في تشكيلات مدرعة، والمزود بمستشعرات للبحث عن العربات المنفردة. يمكن ل CWSP Brimstone، في نموذجه البحري ان يُحمل على متن قوارب دورية عالية السرعة ويُطلق من عدة صواريخ.
اما الوقت المستغرق لرد الفعل، فهو قصير جدا ويمكن اطلاق دفعات من الصواريخ في غضون ثوان. وعند إطلاقها تطبق على الأهداف المنفردة وتهاجمها من زاوية أفقية منخفضة، او مباشرة من الأعلى، او اي مكان بينهما. وباستخدامها رأساً حربية متفجرة، فانها اذا هاجمت الأعلى يمكنها تدمير الهدف تدميراً كاملاً، وبذلك يكون لها تأثير مدمر على معنويات اي من بحارة الزوارق الناجية للقراصنة. اجريت تجارب الإطلاق والاستهداف من على متن منصات بحرية ثابتة، وقد تركزت تلك التجارب على اهداف بحرية صغيرة ثابتة ومتحركة وأبرزت هذه التجارب نجاحاً كاملاً، مبرهنة ان هذا السلاح الجديد يقدم دفاعاً ممتازاً ضد دفعات الزوارق الصغيرة المعادية. ويمكن لسفينة قيادة ملائمة، التي قد تكون زورق دورية صغير، ان يستخذم لتنسيق عمل عدة قوارب ضاربة يتحمل كل منها قاذفات CWSP Brimstone، لحماية منشآت مثل منصات استخراج النفط والغاز البعيدة عن الشاطىء وسفن النقل التجاري.
يعد الصاروخ Sea Ceptor صاروخاً بحرياً جديداً من انتاج MBDA، وهو لا يزال قيد التطوير وقد طلبته البحرية الملكية البريطانية ليحل محل نظام الدفاع الجوي Sea Wolf. باستخدام Sea Ceptor الصاروخ التضميني المضاد للاهداف الجوية المشتركة Common Anti-air Modular Missile - (CAMM) كقاعدة للنظام الجديد، يمكن له ان يحمل اولياً على متن فرقاطات Type 23 المحدثة، في انابيب الاطلاق العامودي للصواريخ. سيدخل الخدمة عام ٢٠١٦. بعد اطلاقه يضبط لمواجهة التهديد الآتي ويزيد من سرعته ليبلغ المستوى الأسرع من سرعة الصوت لاعتراض الطائرة او الصاروخ، يمكن ل Sea Ceptor اصابة هدف صغير، محلق على علو منخفض وبسرعة عالية، مباشرة، مع اطلاق متعدد مما يؤمن تغطية في كل الاتجاهات على امدية تصل الى حوالي ٢٥ كلم. يستخدم الصاروخ تكنولوجيا الباحث النشط وهو مصمم ليصبح مجموعة من الصواريخ التضمينية مع تطبيقات للرماية من البَرْ. لا يحتاج Sea Ceptor الى رادار تعقب وتنوير خاص ويمكنه ان يتم تصويبه من قبل رادار السفينة النموذجي الخاص بها، لتأمين الحماية ضد اهداف متعددة متزامنة في بيئات المحيط المفتوح او الساحلية. تُطوى زعانف الصاروخ ليستقر في انابيب الاطلاق النموذجية SYLVER وMk41. ويخفض ادخال تقنيات الاطلاق الناعم من وزن النظام ويزيد من مرونته عند تركيبه على السفن.
سيشكل Sea Ceptor نظام الدفاع الجوي الاساسي لفرقاطات من نوع Type 26 من الجيل المقبل، الخاصة بالبحرية الملكية البريطانية في العقد المقبل. تتضمن الاهداف التي من المنوي ان يدمرها صاروخ CAMM النفاثات والطوافات السريعة، الصواريخ الجوالة بالاضافة الى الطائرات دون طيار في المجالات البرية، البحرية والجوية. سيجلب تكوينه من وحدات مستقلة وتشاركيته في تطبيقات مختلفة، سيجلب منافع من حيث خفض التكاليف والدعم اللوجستي، كما يتم حاليا جسّ نبض زبائن التصدير المحتملين لانه ينتظر بقاء انتاج مجموعة الصواريخ تلك على امتداد العقد المقبل، مما يؤمن حلاً عالي القدرة لكن مدمج لاحتياجات الدفاع الجوي المستقبلية.
تظهر الآن في اعداد اكبر في مجموعة واسعة من السفن الحربية الفرنسية، البريطانية والايطالية، تظهر مجموعة صواريخ Aster من انتاج MBDA. وAster هي مجموعة صواريخ دفاع جوي عمودية الاطلاق بعيدة المدى. تتضمن Aster 30 في الخدمة لدى الجيشين الفرنسي والايطالي حيث تعرف تحت اسم SAMP/T، تتضمن نظام تحكم بالنار يعتمد على رادار مسح الكتروني متعدد الوظائف وقاذفات برية عامودية مركبة على آليات، يمكنها اطلاق ثمانية صواريخ في تتابع سريع للقضاء على التهديدات المُشبّعة. يتميز الصاروخ بقدرة عالية على المناورة لتدمير الهدف بشكل مباشر، بالاضافة الى مواجهة الطائرات والصواريخ الجوالة، يمكن ل Aster 30 اعتراض الصواريخ القصيرة المدى او صواريخ المسرح البالستية حتى مدى يبلغ ٦٠٠ كلم. اما النموذج البحري، المعروف تحت اسم SAAM، فهو يعتمد على صاروخ Aster 15، ويؤمن دفاعاً ضد الطائرات وضد تهديدات الصواريخ العالية السرعة الجديدة المتضمنة الصواريخ الماسحة لسطح الماء المضادة للسفن والمقاومة للرادارات، تلك الصواريخ عالية الفعالية حتى في بيئات الاجراءات المضادة المعادية القصوى. تتضمن قاذفات SYLVER العامودية ثمانية صواريخ جاهزة للرمي ويستخدم النموذج الفرنسي رادار Arabel من Thales، بينما تستخدم السفن الايطالية، من جهتها، رادار Empar من Selex.
يعطي الباحث الراديوي والتوجيه بالقصور الذاتي عند منتصف المسرى للصاروخ الذي يتمتع بامكانية تغيير اتجاه الدفع وخفة حركة ممتازة ضد الأهداف العالية المرونة والخفة.
في ما يخص الصاروخ Aster في الخدمة لدى بريطانيا، والمعروف تحت اسم PAAMS، فهو يؤمن دفاعاً جوياً متعدد الطبقات لصالح الاساطيل البحرية او مجموعات السفن غير المسلحة، يؤمن ثلاث وظائف عملانية في نظام واحد وهي الدفاع الذاتي، دفاع المنطقة المحلية بالنسبة للسفن، ودفاعاً جوياً يتراوح بين متوسط وبعيد المدى للقوات المشتركة المنتشرة المسرح القتالي، يدعمه رادار مراقبة ثلاثي الأبعاد بعيد المدى. يتضمن صاروخ PAAMS، رادار متعدد الوظائف ونظام قيادة وسيطرة ثانوي، مع قدرة اطلاق عامودي ل ٤٨ صاروخاً جاهزاً للاطلاق من النوعين Aster 15 وAster 30، ويكون عدد الصواريخ المنطلقة بحسب التهديد المتواجد، كما يسمح دمج نموذجي الصاروخ للنظام بتأمين دفاع غير قابل للخرق في الليل والنهار، حتى في الظروف المناخية الصعبة وبيئات الاجراءات المضادة الالكترونية القصوى، تم بناء حتى الآن اكثر من ١٠٠٠ صاروخ Aster وجهزت الفرقاطات المتعددة المهام FREMM الفرنسية والايطالية والفرقاطات F3000S السعودية به. تجدر الاشارة الى ان هناك استثمار جار في النموذج Aster Block 2، وهو نظام صاروخي مضاد للصواريخ البالستية يمكن ان يطلق من القاذفات البحرية والبرية لصواريخ Aster 15 وAster 30 الموجودة. سيكون الصاروخ Aster Block 2 نظام تطوري لتأمين تغطية موسعة للمنشآت العالية القيمة، وذلك العائدة للقوات البرية والبحرية.
تشارك الروس والهنود في تطوير الصاروخ الجوال البعيد المدى الذي تتعدى سرعته سرعة الصوت ليتم اطلاقه من منصات متعددة برية، بحرية، وتحمائية وجوية، ضد اهداف برية وبحرية. يصل مدى الصاروخ الأقصى الى ٢٩٠ كلم، ويمكن لهذا الأخير ان يطلق من حاوية اطلاق التي يمكن بدورها ان تخزن وتنقل، اما النموذج الجوي، فهو اخف ويتضمن استقراراً معززاً في مرحلة الاطلاق، تتراوح سرعة الصاروخ بين ٥.٢ و٨.٢ ماخ، وهو يتمتع بمدى ضرب أطول مقارنة مع منافسيه من الصواريخ الغربية ويمكن اذا ما أُطلق برشقات الاشباع، ان يحيد مجموعة من السفن الاهداف المعادية المبهرة بدفاعات مضادة للصواريخ، يعد Brahmos سلاحاً كبيراً ويتمتع بقدرة تدميرية عالية وذلك بفضل رأس حربية تزن ٣٠٠ كلغ وطاقة حركية عالية.
يخدم الصاروخ النموذجي (Standard Missile - SM-1) الأميركي من انتاج Raytheon منذ اكثر من اربعة عقود كصاروخ دفاع جوي. اما الصاروخ SM-2 المعزز فيقدم اداءً اكبر بكثير، مع مدى موسع وسرعة أعلى ٣ ماخ، وتحديثاً للتوجيه في منتصف المسرى مما يساعد على تعزيز حركيته ك مصطدم مدمر، تجدر الاشارة الى ان البحريات الأجنبية التي تستخدم صاروخ SM-1 تبعث اوستراليا التي كانت سباقة ورائدة في اعتماد صاروخ SM-2 كبديل لتغيير كامل لنظام الدفاع الصاروخي وفي الوقت نفسه، تسلمت البحرية الأميركية، واليابان النموذج SM-3 الأكثر قدرة والذي يهدف الى لعب دور اساسي في الدفاع الصاروخي البالستي المتعدد الطبقات.
في الطرف المقابل، تقدم Thales سوق صواريخ الدفاع الجوي، تقدم الصاروخ المتعدد الأدوار الخفيف الوزن (Lightweight Multi-role Missile - LMM) الذي يقدم في قياسات متعددة يتضمن نظام اطلاق الصواريخ (Missile Launch System) الذي تنتجه Aselsan، يتضمن قاذفاً لأربع طلقات مصمماً ليستخدم على زورق دورية صغير أو على السفن الحربية الأكبر للاستخدام ضد اي زورق هجوم سريع يهاجم الشواطىء ويقود قراصنة او ارهابيون. يعد صاروخ LMM الموجة ليزرياً، صاروخاً عالي التدمير ويبلغ مداه ٨ كلم وله رؤوس حربية متفجرة او متشظية. ويتميز هذا النظام الصاروخي بأن القواذف والصواريخ فيه تتصف بوزن خفيف في حده الأدنى ولكنها ذات ردات فعل سريعة وفعالية عالية كما يتم اطلاقها من السفن او الطوافات.
 
عودة
أعلى