سحبت عرضا لشراء 60 طائرة
إيقاف صفقة إماراتية يهوي بأسهم «بي أيه إي سيستمز» البريطانية
هشام محمود من لندن
فور إعلان مجموعة صناعات الدفاع البريطانية "بي أيه إي سيستمز" عن سحب الإمارات عرضها بتجهيز سلاح الجو لديها بطائرات " تايفون" البريطانية، منافسة "رافال" التي تصنعها "داسو" الفرنسية، تعرضت أسهم المجموعة لهزة كبيرة في البورصة البريطانية، فخلال ساعات خسرت الأسهم 5 في المائة من قيمتها.
وعلق بات توم من بورصة لندن على تراجع قيمة أسهم مجموعة صناعات الدفاع البريطانية لـ "الاقتصادية"، بأن الانخفاض بدت ملامحه أكبر من حجمه الإجمالي بسبب عدد من العوامل أبرزها أن البورصة البريطانية فتحت على ارتفاع ملحوظ في أسعار معظم الأسهم جراء حالة من الارتياح انتابت الأسواق بعد أن قام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باستقطاعات مقبولة في برنامج التيسير الكمي، ولهذا فإن انخفاض بنسبة 5 في المائة في أسعار مجموعة "بي أيه إي سيستمز" بدا كبيرا، كما أن الانخفاض يأتي قبل احتفالات أعياد الميلاد، حيث يسعى البعض للاستفادة من ارتفاع الأسعار لتمويل مشتريات الأعياد.
وكانت المجموعة البريطانية أعلنت أن الإمارات أطلعتها بشكل رسمي" تفضيلها عدم المضي في هذا العرض في هذه المرحلة"، فيما أعرب عدد من المتابعين لهذه الصفقة التي تتضمن شراء الدولة الخليجية 60 مقاتلة بريطانية من طراز "تايفون" بنحو 10 مليارات دولار، أعربوا عن خشيتهم من أن يكون لعدم المضي قدما في اتمامها تأثيرات سلبية على الاقتصاد البريطاني، وأقر كبار المسؤولين في الشركة البريطانية بأن هذه الأنباء سلبية، خاصة أنها تأتي قبل أيام قليلة من احتفالات العام الجديد وقد أصابتهم بإحباط شديد.
وكان المتابعون يعولون على إتمام هذه الصفقة لأنها ستحدث تغيرات كبيرة في " قواعد اللعبة"، ومع هذا فقد حرصوا على إرسال رسائل تطمين لنقابات العمال بأن عدم اتمام الصفقة لن يؤدي لتقليص الوظائف أو طرد العمال لأن المجموعة البريطانية لم تكن قد أدرجت هذه الصفقة في خطتها للتوظيف المستقبلي، وأن الشركة لن تتخلى عن موظفيها خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
ومع ذلك فقد صرح خبراء دفاع بريطانيون لـ "الاقتصادية"، بأن الأمر لا يمكن اختزاله في تراجع قيمة الأسهم أو مخاوف بشأن تقليص العمالة، وإنما للقضية تبعات مستقبلية يجب على بريطانيا أن تعمل على تداركها سريعا.
ويعتقد آر إس أوليفر الخبير في الصناعات الدفاعية، أن علينا أن ندرك أن عدم إكمال الصفقة جاء وفقا للتصريحات البريطانية لأسباب تجارية محضة، وعلينا أن نتذكر أن المجموعة البريطانية كانت قد فشلت في إقناع الهند بشراء 126 مقاتلة من طراز "تايفون" لصالح شركة "داسو" الفرنسية، ثم جاء سحب الإماراتيين للعرض.
وأضاف أوليفر، أن هذا يمثل ضربة مؤلمة للمجموعة البريطانية التي تعد أكبر شركة للمنتجات الدفاعية في أوروبا، وبذلك لن تستطيع أن تحافظ على موقعها كأحد أكبر الموردين للمقاتلات الجوية لبلدان دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف، أن سحب العرض الإماراتي يعني أننا سنواجه مشكلة في تمويل مشروع دمج الجيل الجديد من الرادار في الطائرة "تايفون" وهذا طلب دائم من قبل جميع المشترين المحتملين لهذه الطائرات، وكان سيمنح مقاتلات "تايفون" ميزة نوعية على منافسيها وأبرزهم "رافال" الفرنسية.
وكان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، قد قام بزيارتين للإمارات لحث حكومة أبوظبي وإقناعها بالمضي قدما في اتمام هذه الصفقة، ولا شك أن سحب الإمارات لعرضها يمثل ضربة موجعة لرئاسة الوزراء البريطانية التي تضع تعزيز التعاون التجاري مع بلدان الخليج في مقدمة أولوياتها.
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الخبراء الاقتصاديين في المملكة المتحدة يرجحون أن تكون الصعوبات التي تواجه المباحثات الجارية بين دول خليجية أخرى ومجموعة صناعات الدفاع البريطانية أكثر مدعاة للقلق من سحب الإمارات لعرضها، ويخشون أن يؤدي التأخير المتواصل في الإعلان عن التوصل لنتائج محددة بين السعودية والشركة البريطانية لبث رسائل سلبية بالنسبة للمستثمرين. وكانت أنباء بريطانية تحدثت عن عزم السعودية شراء 72 طائرة من طراز "تايفون" البريطانية، ولكنها الرغبة في توسيع الاتفاق ليشمل عمليات تطوير الطائرات ودعمها دفع الطرفان للدخول في مناقشات جديدة حول السعر. وأعرب المسؤولون في الشركة البريطانية عن خشيتهم من أن يؤدي تأخر الاتفاق مع السعودية لتراجع أرباح أسهم الشركة في البورصة البريطانية بنحو 15 في المائة.
ورصدت المجموعة البريطانية مبلغ مليار استرليني لمشروع إعادة شراء أسهم الشركة على أمل أن يؤدي هذا لخفض المعروض في الأسواق من أسهمها ومن ثم رفع قيمته السعرية، إلا أن المسؤولين أعلنوا أنهم لن يستطيعوا تطبيق هذا المشروع بشكل كامل إلا إذا كللت المفاوضات بالنجاح.
http://www.aleqt.com/2013/12/21/article_809090.html
إيقاف صفقة إماراتية يهوي بأسهم «بي أيه إي سيستمز» البريطانية
هشام محمود من لندن
فور إعلان مجموعة صناعات الدفاع البريطانية "بي أيه إي سيستمز" عن سحب الإمارات عرضها بتجهيز سلاح الجو لديها بطائرات " تايفون" البريطانية، منافسة "رافال" التي تصنعها "داسو" الفرنسية، تعرضت أسهم المجموعة لهزة كبيرة في البورصة البريطانية، فخلال ساعات خسرت الأسهم 5 في المائة من قيمتها.
وعلق بات توم من بورصة لندن على تراجع قيمة أسهم مجموعة صناعات الدفاع البريطانية لـ "الاقتصادية"، بأن الانخفاض بدت ملامحه أكبر من حجمه الإجمالي بسبب عدد من العوامل أبرزها أن البورصة البريطانية فتحت على ارتفاع ملحوظ في أسعار معظم الأسهم جراء حالة من الارتياح انتابت الأسواق بعد أن قام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باستقطاعات مقبولة في برنامج التيسير الكمي، ولهذا فإن انخفاض بنسبة 5 في المائة في أسعار مجموعة "بي أيه إي سيستمز" بدا كبيرا، كما أن الانخفاض يأتي قبل احتفالات أعياد الميلاد، حيث يسعى البعض للاستفادة من ارتفاع الأسعار لتمويل مشتريات الأعياد.
وكانت المجموعة البريطانية أعلنت أن الإمارات أطلعتها بشكل رسمي" تفضيلها عدم المضي في هذا العرض في هذه المرحلة"، فيما أعرب عدد من المتابعين لهذه الصفقة التي تتضمن شراء الدولة الخليجية 60 مقاتلة بريطانية من طراز "تايفون" بنحو 10 مليارات دولار، أعربوا عن خشيتهم من أن يكون لعدم المضي قدما في اتمامها تأثيرات سلبية على الاقتصاد البريطاني، وأقر كبار المسؤولين في الشركة البريطانية بأن هذه الأنباء سلبية، خاصة أنها تأتي قبل أيام قليلة من احتفالات العام الجديد وقد أصابتهم بإحباط شديد.
وكان المتابعون يعولون على إتمام هذه الصفقة لأنها ستحدث تغيرات كبيرة في " قواعد اللعبة"، ومع هذا فقد حرصوا على إرسال رسائل تطمين لنقابات العمال بأن عدم اتمام الصفقة لن يؤدي لتقليص الوظائف أو طرد العمال لأن المجموعة البريطانية لم تكن قد أدرجت هذه الصفقة في خطتها للتوظيف المستقبلي، وأن الشركة لن تتخلى عن موظفيها خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
ومع ذلك فقد صرح خبراء دفاع بريطانيون لـ "الاقتصادية"، بأن الأمر لا يمكن اختزاله في تراجع قيمة الأسهم أو مخاوف بشأن تقليص العمالة، وإنما للقضية تبعات مستقبلية يجب على بريطانيا أن تعمل على تداركها سريعا.
ويعتقد آر إس أوليفر الخبير في الصناعات الدفاعية، أن علينا أن ندرك أن عدم إكمال الصفقة جاء وفقا للتصريحات البريطانية لأسباب تجارية محضة، وعلينا أن نتذكر أن المجموعة البريطانية كانت قد فشلت في إقناع الهند بشراء 126 مقاتلة من طراز "تايفون" لصالح شركة "داسو" الفرنسية، ثم جاء سحب الإماراتيين للعرض.
وأضاف أوليفر، أن هذا يمثل ضربة مؤلمة للمجموعة البريطانية التي تعد أكبر شركة للمنتجات الدفاعية في أوروبا، وبذلك لن تستطيع أن تحافظ على موقعها كأحد أكبر الموردين للمقاتلات الجوية لبلدان دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف، أن سحب العرض الإماراتي يعني أننا سنواجه مشكلة في تمويل مشروع دمج الجيل الجديد من الرادار في الطائرة "تايفون" وهذا طلب دائم من قبل جميع المشترين المحتملين لهذه الطائرات، وكان سيمنح مقاتلات "تايفون" ميزة نوعية على منافسيها وأبرزهم "رافال" الفرنسية.
وكان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، قد قام بزيارتين للإمارات لحث حكومة أبوظبي وإقناعها بالمضي قدما في اتمام هذه الصفقة، ولا شك أن سحب الإمارات لعرضها يمثل ضربة موجعة لرئاسة الوزراء البريطانية التي تضع تعزيز التعاون التجاري مع بلدان الخليج في مقدمة أولوياتها.
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الخبراء الاقتصاديين في المملكة المتحدة يرجحون أن تكون الصعوبات التي تواجه المباحثات الجارية بين دول خليجية أخرى ومجموعة صناعات الدفاع البريطانية أكثر مدعاة للقلق من سحب الإمارات لعرضها، ويخشون أن يؤدي التأخير المتواصل في الإعلان عن التوصل لنتائج محددة بين السعودية والشركة البريطانية لبث رسائل سلبية بالنسبة للمستثمرين. وكانت أنباء بريطانية تحدثت عن عزم السعودية شراء 72 طائرة من طراز "تايفون" البريطانية، ولكنها الرغبة في توسيع الاتفاق ليشمل عمليات تطوير الطائرات ودعمها دفع الطرفان للدخول في مناقشات جديدة حول السعر. وأعرب المسؤولون في الشركة البريطانية عن خشيتهم من أن يؤدي تأخر الاتفاق مع السعودية لتراجع أرباح أسهم الشركة في البورصة البريطانية بنحو 15 في المائة.
ورصدت المجموعة البريطانية مبلغ مليار استرليني لمشروع إعادة شراء أسهم الشركة على أمل أن يؤدي هذا لخفض المعروض في الأسواق من أسهمها ومن ثم رفع قيمته السعرية، إلا أن المسؤولين أعلنوا أنهم لن يستطيعوا تطبيق هذا المشروع بشكل كامل إلا إذا كللت المفاوضات بالنجاح.
http://www.aleqt.com/2013/12/21/article_809090.html