قاعدة رمات ديفيد الجوية، صرح رئيس العمليات الجوية بالقوات الجوية الإسرائيلية أن القوات بصدد تطوير هيئة موظفي مركز القيادة وإجراءات التخطيط والعمليات الجوية لدعم زيادة عدد الأهداف التي يمكن اكتشافها وتدميرها ليتضاعف العدد إلى 10 أضعاف .
خلال مقابلة حصرية مع Defense News ، صرح العقيد أميكام نوركين أن التطوير المؤسسي - وهو أول تطوير للخدمة تم منذ حرب يوم الغفران عام 1973- يرمي إلى تقصير مدة الحروب التي تُشن في المستقبل مع تقليل الطلب على القوات الأرضية المناورة من خلال الاستخدام الهائل والدائم للقوة الجوية الدقيقة.
بدأ الإعداد لهذه التغييرات منذ أكثر من عام وتم إدراجها في جدول الأعمال للتنفيذ على مراحل خلال الأشهر المقبلة. ويترأس عملية التغيير قائد القوات الجوية الإسرائيلية الجنرال أمير إشل الذي أعد برنامج تعزيز القدرة الهجومية (EAC).
ذكر ضباط هنا أن البرنامج يؤثر على كافة جوانب العمليات الجوية بداية من الأوامر المستلمة من هيئة أركان قوات الدفاع الإسرائيلية إلى الطيار في مقصورته وطاقم الصيانة المكلف بمهام مطلوب إنهائها في وقت محدد.
علاوة على ذلك، فإنه ينطوي على تغييرات ضخمة في التخطيط للمهام وإدارة الموارد وتقييم أضرار القذف وأسلوب تنسيق القوات الجوية الإسرائيلية للتحركات مع قوات التحالف الغربية التي قد تعمل في المنطقة.
يقول الخبراء أن أكبر دافع وراء برنامج تعزيز القدرة الهجومية (EAC) ربما يكون التحسينات الكبرى التي ظهرت في القدرات التي يُطلق عليها اسم دورة المستشعر إلى إطلاق النار. ويتوقع خبراء القوات الجوية الإسرائيلية أنه من خلال ربط المعلومات التي تجمعها الاستخبارات بصورة دائمة مع الأسلحة الدقيقة يمكن الوصول إلى عشرة أضعاف عدد الأهداف الجديدة والحساسة من ناحية التوقيت خلال كل يوم في الحروب التي تشن في المستقبل.
بمجرد تنفيذ البرنامج، فإن الموجات التقليدية للهجوم الجوي يحل محلها عمليات هجوم دقيقة فائقة السرعة مما يعني وقت قليل للأعداء "في المحيط القريب" مثل حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة للتعافي من الصدمة المبدئية والفزع من الحملات السابقة.
وصرح نوركين قائلًا "إننا نركز على النظام بأكمله في كافة جوانبه". وأضاف أيضًا "يجب أن تزيد لفات هذا المحرك في الدقيقة بمقدار أكبر لدعم الزيادة الهائلة في كمية الأهداف التي نكتشفها وندمرها كل يوم في الحملات التي نقوم بها في المستقبل."
وفي مقابلة بتاريخ 21 أكتوبر في مركز القوات الجوية الإسرائيلية في شمال إسرائيل، أشار نوركين أن الـ 1500 هدف التي تمت مهاجمتها في عملية "عمود الدفاع" الإسرائيلية التي تمت في نوفمبر 2012 في قطاعة غزة واستغرقت ثمانية أيام قد بلغت ضعف عدد الأهداف التي تمت مهاجمتها في حرب لبنان عام 2006 التي استغرقت 34 يومًا.
وذكر "في عملية عمود الدفاع كانت تصل قدرتنا الهجومية اليومية ضعف قدرتنا في لبنان رغم أن غزة كانت مساحتها أصغر وأكثر تكدسًا بالسكان". وأردف "الآن، حينما نتحدث عن منطقة العمليات الشمالية، فإننا نطمح لتحقيق زيادة بواقع عشرة أضعاف - وربما أكثر- في عدد الأهداف التي يجب تدميرها يوميًا."
ورغم قدرات دورة المستشعر إلى إطلاق النار في القوات الجوية الإسرائيلية والتي ظهرت من خلال تدمير نحو 120 منصة صواريخ في حرب لبنان الأخيرة، صرح نوركين أن قوات الدفاع الإسرائيلية تدرك أنه يتعذر إهدار الوقت والعناصر في استهداف المنصات الفردية. وجاء في تصريحاته "إننا نفهم جميعًا أن سقوط الصواريخ مستمر هنا حتى آخر يوم في الحرب. وسيظل في يد العدو عدد من الصواريخ التي يستطيع إطلاقها."
وصرح نوركين كذلك أنه في ظل المفهوم الجديد، سوف تركز إسرائيل على "الإضرار بالعدو في المكان الذي يسبب ضررًا أكثر" مشيرًا إلى القيادة والقادة وعناصر القتال في الحروب.
"لن يكون بمقدورنا دفع العدو إلى المكان الذي لا يمكنه فيه إطلاق صواريخ وقذائف. ومن ثم، فإننا بحاجة إلى دفعه إلى المكان الذي لا يريد منه إطلاق صواريخه وقذائفه" صرح بذلك ضابط القوات الجوية الإسرائيلية.
في مذكرة أُرسلت إلى كافة ضباط القوات الجوية الإسرائيلية هذا الشهر، وصف إشل عملية التطوير الخاصة ببرنامج تعزيز القدرة الهجومية (EAC) بأنها تاريخية ومعقدة ومحفوفة بالمخاطر.
كتب إيشل "قارن البعض هذه العملية بسباق مارثون يتطلب - أثناء الجري - ضرورة إجراء جراحة قلب مفتوح، ومع ذلك يجب الفوز بالمركز الأول"
ومع ذلك، صرح قائد القوات الجوية الإسرائيلية أنه يعتقد أن مؤسسته سوف تنجح في تنفيذ خطة برنامج تعزيز القدرة الهجومية (EAC) وأنه أمر بتغييرات سوف تثبت فعاليتها من خلال نتائج ملموسة.
الإسراع بالمراحل الأخيرة للعمليات
صرح ضباط وخبراء الدفاع الإسرائيليون أن تطوير القوات الجوية الإسرائيلية يعد مقومًا ضروريًا في استراتيجية قوات الدفاع الإسرائيلية لتعجيل المراحل الأخيرة للمفاوضات الدبلوماسية من خلال تدمير عناصر العدو بأقصى قدر والإضرار بأقل ما يمكن بالمدنيين غير المتورطين.
"بمجرد أن تُشن الحرب، لا يمكن إرجاع الزمن" صرح بذلك الفريق بنيامين جانتز، رئيس هيئة أركان قوات الدفاع الإسرائيلية، معقبًا على سباق إسرائيل لتحقيق أفضل مكاسب عملياتية مع الحفاظ على الدعم المحلي والدولي قبل وقف إطلاق نار يتحقق بالوساطة.
نتيجة لتعهد حزب الله وحماس بتدمير إسرائيل وعدم الرغبة في الترحيب بأي نوع من السلام القائم على المفاوضات، يصر الضباط هنا على أن الخيار الوحيد هو إطالة فترات الهدوء النسبي بين شن الحروب المستقبلية التي لا مفر منه.
وبهذا، تستوجب استراتيجية قوات الدفاع تحقيق أكبر ضرر ممكن من خلال القتال الشديد ومكاسب سريعة في ميدان المعركة لردع الجولة القادمة من الحرب بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
في خطابه هذا الشهر في مركز بيجن - السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار إيلان، أشار جانتز إلى "التعريفات الغامضة لكلمتي إرهابي ومدني" تحديدًا في سياق حزب الله في لبنان "حيث توجد غرفة معيشة وغرفة قذائف صواريخ في نفس المنزل."
وعلق جانتز قائلًا "إن الحروب في المستقبل سوف تتسم "بالشفافية" وتخضع إلى تغطية إعلامية على مدار الساعة والإشراف الدولي. وكل فعل منحرف من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية سوف تصاحبه مساعي لتجريم إسرائيل."
المصدر : Defense News