ويضيف المحلل السياسي في الصحيفة، ألوف بن قائلا: إلا أن إسرائيل أوضحت للإدارة الأمريكية أنها تحتفظ بحرية العمل إذا فشلت الجهود الدبلوماسية لوقف المشروع النووي الإيراني.
ويتابع: تفيد التقديرات الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يقدم على خطوة عسكرية ضد إيران، وأنه سيكثف الجهود الدبلوماسية في الشهور المتبقية له في البيت الأبيض. في حين يتوقع مسؤولون أمنيون أن تحاول إيران المماطلة في المفاوضات مع الغرب حتى انتهاء ولاية بوش.
ويتابع: بدت الخلافات في وجهات النظر بين إسرائيل والولايات المتحدة في مايو أيار الماضي خلال زيارة الرئيس بوش إلى إسرائيل. وقد طرحت الطلبات الإسرائيلية بتزويدها بمعدات أمنية إلى جانب توفير دعم أمني وسياسي لها في لقاء مغلق بين الرئيس بوش ورئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الأمن إيهود باراك تركز في الملف النووي الإيراني.
ولدى عودة بوش إلى الولايات المتحدة حللت الإدارة الأمريكية الطلبات الإسرائيلية وتبادرت الشكوك بأن إسرائيل تخطط لشن هجوم على إيران. وتقرر نقل رسالة صارمة إلى إسرائيل بأن تمتنع عن ذلك.
في يونيو حزيران قام رئيس الاستخبارات، مايك ماكونال، ورئيس الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مولن، بزيارة لإسرائيل، وقالوا لرؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية(كما نشر في صحيفة الواشنطن بوست) إن إيران ما زالت بعيدة عن امتلاك سلاح نوي؛ وأن شن هجوم عليها سيعرض المصالح الأمريكية للخطر؛ وأن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بالتحليق في أجواء العراق في الطريق لتوجيه ضربة لإيران. ونقلت رسالة مماثلة للعراق التي أعربت عن معارضتها الشديدة لاستخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران
الرسائل الهادئة رافقتها تسريبات من البيت الأبيض والتي فسرت في إسرائيل كمحاولة لتقويض إمكانية مهاجمة إيران. فقد كشف الأمريكيون مناورة سلاح الجو الإسرائيلي في البحر المتوسط، وقالوا إنه لا توجد معلومات استخبارية كافية لشن هجوم على إيران. كما أعرب الأدميرال مالن عن معارضته بشكل علني لشن هجوم على إيران، وفي الخلفية تبادلت إسرائيل وإيران التهديدات.
ويتابع بن: قبل أسبوعين زار وزير الأمن إيهود باراك واشنطن، وكانت الملف النووي الإيراني في مركز المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين، وخاصة مع نظيره روبرت غيتس، ومع نائب الرئيس ديك تشيني. وقد أبدى المسؤولان مواقف متناقضة: غيتس يعترض بشدة على شن هجوم على إيران، بينما تشيني هو الصقر البارز في محيط بوش. وعرض باراك عليهما التقديرات الإسرائيلية وحذر من أن الإيرانيين قد يحرزون تقدما في المشروع النووي في ظل المباحثات التي لا تتوقف حول العقوبات. ونقل باراك إليهما التقدير بأن فرض العقوبات الفعالة على إيران يتطلب مشاركة روسيا والصين والهند، الدول التي أفشلت حتى الآن الجهود الديبلوماسية لفرض عقوبات شديدة. واعتبر باراك أن روسيا هي الدولة المفتاح في الجهود لعزل إيران. وقال مسؤولون إسرائيليون كبار في الشهور الأخيرة لنظرائهم الأمريكيين إن الولايات المتحدة يجب أن تركز جهودها لوقف المشروع الإيراني، والعمل على تهدئة بؤر التوتر مع روسيا. واقترحت إسرائيل على الأمريكيين الامتناع عن نشر الدرع الصاروخي في محيط روسيا مقابل تليين موسكو لموقفها في الشأن الإيراني. إلا أن الاقتراح الإسرائيلي رُفض. وطلب باراك من مضيفيه أن لا يسقطوا أيا من الخيارات عن الطاولة، ثم أعلن عن ذلك بشكل علني.
ويتابع التقرير: ولترضية إسرائيل اقترحت الإدارة الأمريكية تعزيز قدرة الردع والحماية من الصواريخ الباليستية. واقترح غيتس نسر رادار متطور في إسرائيل وربط إسرائيل بشكل مباشر بخدمة شبكة الإنذار العاملة عن طريق القمر الصناعي، والمساعدة في تمويل الأنظمة الدفاعية «حيتس3» و «القبة الحديدية». كما صادقت الإدارة على تزويد إسرائيل بتسعة طائرات نقل «سوبر هركوليس» يمكنها لاتحليق لمسافات بعيدة دون التزود بالوقود ومزودة بأنظمة مراقبة متطورة، في صفقة بلغت قيمتها حوالي 2 مليار دولار. إلا أن الإدارة الأمريكية لم توافق على تزويد إسرائيل بأنظمة هجومية.
وينتهي تقرير بن بالقول: في إسرائيل ينتظرون نتائج جولة المباحثات الديبلوماسية بين الدول العظمى وإيران، ولإعلان الولايات المتحدة عن فتح مكتب مصالح في إيران، الخطوة التي فسرت بأنها «رفض للهجوم». وأوضحت الإدارة الأمريكية لإسرائيل أن مكتب المصالح يهدف إلى فتح الحوار مع الشعب الإيراني وإرباك حكام طهران الذين سيروا الطابور الهائل من الإيرانيين الذين يطلبون تأشيرة دخول للولايات المتحدة
http://www.arabs48.com/display.x?cid=3&sid=59&id=56261